لا للسب والكلام البذيء في شوارعنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4453 - عددالزوار : 879721 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3987 - عددالزوار : 410259 )           »          صلاة التراويح .. فضلها وأحكامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مقترحات في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 87 - عددالزوار : 19799 )           »          العليـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة الصحابة في إظهار حــب النـبـي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          الزواج مسؤولية وتضحية وقبول للرأي الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام يوم عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف نجبر ما انتقص من فريضة الصيام؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-08-2022, 10:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,499
الدولة : Egypt
افتراضي لا للسب والكلام البذيء في شوارعنا

لا للسب والكلام البذيء في شوارعنا
أبو عمران أنس الجزائري

الخطبة الأولى
الحمد والثناء...
أما بعد عباد الله: فأوصيكم ونفسي أولًا بتقوى الله وطاعته.


معاشر المسلمين:
ظاهرة خطيرة اجتاحت شوارعنا وبيوتنا بشكل مقلِق، ظاهرة لم يسلم من شرها لا كبير ولا صغير، ولا رجل ولا امرأة، تلكم هي ظاهرة السب والشتم والكلام البذيء الفاحش، فإن لم يقله أحدنا، سمِعه ولا بد.


السب والشتم والكلام الفاحش أصبح اليوم بالنسبة للكثيرين منا موضة، أصبح في مجتمعنا متداولًا بصورة جد عادية، ولم يعـد الأمر فيه يقتصر على الكبار، بل تعداه حتى إلى الصغار والنساء، فربما سمعت صغيرًا لا يكاد يسلم نطقه، وقد نطق بما تكاد تتفطر له السماوات والأرض من السب والشتم، وربما سمعت مِنَ البنات مَن تتفوَّه بعبارات لا يقدر كثير من الذكور على نطقها، بل إن بيوتَ كثيرٍ منا لم تعد تخلو من ذلك بين الوالدين والأولاد، بل حتى المدرسة لم تعد تسلم من هذا، وذلك حين يتلفـظ فيها معلم أو إداري بألفاظ سوقية.


عباد الله:
اليوم صرنا نرى ونسمع كثيرًا من الناس لا يهمهم أحد ولا يحترمون أحدًا، يتلفظون بكلمات بذيئة صارت بمرور الوقت عندهم تمثل جوهر حديثهم اليومي، أصبحنا في وقت من غير المستحيل أن تمر بجماعة ما من الناس ثم تجدهم لا يستعملون في حواراتهم هذا الكلام الفاحش، حتى أصبح أحدنا بسبب ذلك لا يستطيع الجلوس في مقهى، أو المشي في شارع مع أهله، أو قريبه، أو صديق يحترمه.


كل هذا يقع في مجتمع ينتسب أبناؤه إلى أعظم دين وأكمل شريعة، إلى مجتمع يقول كل واحد فيه بملء فيه: "أنا مسلم"، و"أنا مؤمن".


روى الترمذي بسند حسن من حديث ابن مسعود أن النبي صلوات الله وسلامه عليه قال: ((ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء)) [صححه الألباني].


فالمؤمن بعيد كل البعد عن السب والشتم، لا يستخدم الألفاظ البذيئة في جدٍّ ولا هزل، ولا في رضًا أو غضب، ليس (بالطعان)؛ أي: ليس عيابًا للناس، (ولا اللعان)؛ أي: أنه لا يلعن أحدًا، ولا يدعو عليه باللعنة؛ إذ اللعنة معناها الطرد من رحمة الله تعالى، (ولا الفاحش)؛ أي: لا يفعل الفحش ولا يقوله، والمراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره، (ولا البذي)؛ وهو الذي لا حياء له كما قاله بعض الشراح.

أيها المسلم:
ألا تدري أنك حين تسُبُّ أو تشتِم أحدًا أنك بذلك قد سجلت نفسك ضمن قائمة الفاسقين؟ يقول نبينا صلى الله عليه وسلم فيما روى الشيخان: ((سِباب المسلم فسوق))، وهذا معناه أن السابَّ نفسه فاسق.


ألا تدري أنك حين تسب أو تشتم أحدًا أنك بذلك إنما تسب وتلعن نفسك وأباك؟ أما علمت أنك تشتم عِرضك وأمك؟ ووالله إن ذلك من الكبائر؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما روى الشيخان: ((من الكبائر أن يشتم الرجل والديه، قيل: وكيف يشتم الرجل أباه وأمه؟ قال: يشتم أبا الرجل فيشتم الرجل أباه))، أبدل أن يكون أحدنا سببًا في الترحم على والديه والدعاء لهما بالخير، تجده يلحق بهما اللعن والسب في حياتهما وحتى بعد موتهما؟! أهذا هو البر الذي كانا ينتظرانه منه عندما جئت لهذه الدنيا؟


ثم ألم يدرِ من يفعل ذلك منا أنه بذلك إنما يمهد لنفسه طريقًا إلى جهنم والعياذ بالله؟ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل: ((كفَّ عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكِلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].


أيها الناس:
الواقع يقول: إن أطفالنا اليوم أصبحوا في خطر عظيم، اليوم تمر على أطفال صغار لم يتجاوز عمرهم الست والسبع سنوات، فتجدهم يستخدمون كثيرًا من عبارات السب والشتم التي يسمعونها ممن حولهم، وبطبيعة الحال لا يستطيع ذلك الطفل تغييرها أو غربلتها.

وإن ذلك راجع لسبيين اثنين:
أولهما: الأبوان وطريقة تربيتهم لأولادهم، خصوصًا من يدلل أولاده كثيرًا ولا يمنع عنهم شيئًا، ودائمًا تجده يردد عبارة واحدة؛ ألا وهي: (ما زال صغيرًا)، فالعديد من الآباء لا يعلمون أن الصغر هو الوقت الذي يجب فيه تربية الأبناء؛ لأن من شبَّ على شيء شاب عليه.


أما السبب الثاني: فهو ترديد بعض الآباء والأمهات لهذا الكلام في حالة الغضب أو غيره، وهو ما يجعل الطفل يعيد هذا الكلام رغم عدم معرفة معناه، فينشأ وهو يعتبره كلامًا عاديًّا، وعندما يكبر ويفهم أن ما يردده كلام فاحش، سيجد صعوبة كبيرة في ترك هاته العادة السيئة، فيتحمل والده الذي علمه وزرها أولًا في حياته وبعد مماته، ثم يحمل ولده بعد ذلك وزرها بسببه حين يبلغ.


ألا فاتقوا الله معاشر الأولياء، واعلموا أنكم مسؤولون عما استرعاكم الله من الذرية، فأعدوا للسؤال جوابًا؛ يقول ربنا جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا [التحريم: 6].

بارك الله لي ولكم...


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين...

عباد الله: وأسوأ مِن كلِّ ما ذكرناه آنفًا هو ما يفعله بعض عديمي المروءة في مجتمعنا، من استفزاز من يعانون نقصًا عقليًّا وتخلفًا ذهنيًّا، يستفزونهم لا لشيء إلا ليسمعوا منهم سب الرب جل وعلا، وسب الوالدين وما لا يخفى من الشتائم، وإنك لَتعجب حين ترى أن من يفعل ذلك يزعم أنه على قدر من الوعي والثقافة والعلم، يحسب نفسه إنما يفعل ذلك من أجل إضحاك الآخرين والترفيه عن النفس، ومنذ متى كان الترفيه عن النفس يتم باستغلال مرض الآخرين؟ وهل علِم من يفعل ذلك أن كل ما يصدر من هؤلاء من سبٍّ أو دعوات أو غيرها من ردَّات الفعل، أنه سيتحمـل عاقبتها هو وحده أمام الله يوم القيامة، كونه المتسبب فيها؟ وقد سعى في سبيل سماع ذلك وإسماعه لعامة الناس.

بل حتى هؤلاء المجانين، سبحان الله، غائب العقل، لكنه يسب الله عز وجل ويتفوه بالكلام البذيء، لولا أنه تعود عليه لسانه، فلما غاب عقله، تعكر لسانه، وتغلبت عليه الشياطين، ليقول مثل هذا الكلام أمام الناس وفي الشوارع، والله المستعان.


عباد الله: يجب على كل واحد منا ألَّا يرضى مثل هذا الصنيع، وألَّا يشارك فيه بأي وجه من الوجوه، ولو بمجرد ضحكة أمام هكذا تصرف، ويجب على كل واحد منا ضبط لسانه عن السب والشتم واللعن، فإن فعل ذلك فقد قطع نصف الطـريق الموصلة إلى جنة عرضها السماوات والأرض، ذاك وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يضمن لي ما بين لَحْيَيْهِ – يعني: لسانه - وما بين رجليه – يعني: فَرْجه - أضمن له الجنة))؛ [متفق عليه].


اللسان هو تَرْجَمان القلب، واستقامة القلب مرتبطة باستقامة اللسان؛ ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه))؛ [حديث حسن في صحيح الترغيب].


أيها الأحباب:
أنا أعلم أن هذه الخطبة لن تقضي على ظاهرة السب والشتم بمختلف صورها في مجتمعنا، ولكن هي من باب إقامة الحجة على من يفعل ذلك، والتبليغ عن الله ورسوله، كما أعلم أن كثيرًا من يفعلون ذلك يعرفون عظِم الجـرم وفظاعة الفعل، ولكن السعيد حقًّا هو من انتفع بما سمع؛ يقول الله جل وعلا: ﴿ فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر: 17، 18].


وإن المؤمن الحقيقي من إذا ذُكِّر بالله ذكر، وإذا زُجر انزجر، ولا أشك لحظةً بأن من في قلبه خشية لله سيقلع عن هذه الأشياء إذا كان يصنعها، وقد أثنى الله على هؤلاء الرجَّاعين للحق؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف: 201].

نسأله جل وعلا أن يجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يغفر لنا ويرحمنا ويهدينا سبيل الرشاد، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا يا جواد يا كريم، نعوذ بك اللهم من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، وعين لا تدمع، ونسألك اللهم رضاك والجنة ولذة النظر لوجهك الكريم، اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.93 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]