|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أنا يا مليحة عاشق ومتيم ![]() وأسيرُ إغضاء النواعس والنُّجُل ![]() أفدي النواعس كم أصبن حشاشتي ![]() ومراشفاً لو كان تسمح بالقُبَل ![]() وبعد هذا الوصف والتحبّب والاسترسال في الهيام ولواعج الأحلام، يفيق مما هو فيه، ويقول: هذي أمان والأماني خُلّبٌ ![]() من قال تقترب الثريا من زحل؟ ![]() أستغفر الله العظيم لزلّتي ![]() فالشعر قول لا يصدَّق بالعمل ![]() وبعد هذا التألُّق في النسيب وإرادة الحياة بالأماني العِذاب ونفحها بالحب العذري، وهو يتنقّل من زهرة فوّاحة إلى أخرى تؤذن بالفوح، وهي في عرام الصبوة وتفتح التويجات لتنفح ما تجود به من حبيبات الرحيق السكري، إذا به يناجي مالك الروح بإقبال المؤمن على ربه بتوبة وأوبة وإشفاق نفس، لا يملك في تلك الساعة الابتهالية إلاّ الصور التي تدنيه من القبر وطلب الرحمة والاستقبال الحسن، إذا ما حانت ساعته ودنت منيته، رغم إحساسه بأنّ هناك بقية من العمر لاتزال وهي تعطيه الأمل بمحاسبة النفس والإقبال على الله بطهر القلب والبدن كالثوب الأبيض الناصع النقي، ولكن لا أدري سبب هذا الإحساس، وهو الحركي المتواصل مع إخوانه في زياراتهم وجلساتهم؛ المتنقل بحيوية بين جدة والرياض، يمكث بعض الوقت هنا وبعضه هناك، أتُراه نظر في المرآة فرأى تغضن الوجه، أم طال عليه ثوبه فأحس بأن شبابه يذوي؟ أم قرأ ما نقلته بعض الصحف هنا عن خبرة طبيب ذكر علامات دنو الأجل. لقد كتبت عن بعض من بلغوا السبعين وقد تطهّروا مما وقعوا به في ما تقدم من عمر، أو نعوا أنفسهم وما طمعوا بالزيادة، أما شاعرنا عبد القادر كمال فقد تجاوز الآن السابعة والسبعين، وندعو له بطول العمر مع العمل الصالح، يقول في قصيدته التي نشرتها الجزيرة في الخامس من ربيع الأول 1434 هـ: يا مالكَ الرُّوحِ لا تَعْجَلْ بِآخِرتي ![]() فإنّ في الكأسِ بعْضاً مِنْ ثُمالاتِ ![]() فقدْ دَنَتْ لِغُروبِ الشَّمْسِ قافِلتي ![]() وأوْشَكَ المَوْتُ أنْ يُطْفي إضاءاتي ![]() يا مالكَ الرُّوحِ أحْسِنْ عند خاتمتي ![]() ردَّدْتُها في دُعائي وابْتِهالاتي ![]() إلى أن يختم طلبه من العلي القدير العفو والمغفرة، وأن طريق الهدى المستقيم واعتقاده السليم هو طريق النجاة بإذن الله، ولا أدري أقصائد السبعين أنضج أم قصائد السابعة والسبعين، ولا شك أنّ الشاعر عبد القادر كمال قد وفق إلى القصيدة الناضجة أسلوباً وذائقة أدبية ومعنى قيماً وازن فيه بين الخوف والرجاء، وهو مذهب أهل السنّة والجماعة، فختم بهذا البيت الجميل: وليْسَ لي غيرَ حُسْنُ الظَّنِّ يَشْفَعُ لي ![]() وطيب مُعْتَقَدي في كُلِّ حالاتي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |