
28-06-2022, 10:52 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة :
|
|
ح و ب العيد
ح و ب العيد
ضحى الغتم
وعند بائع البالون وقفت أشتري للعيد بعض أنواع الفرح ..
فرأيت بجانبه طفلًا ..
يا للعجبِ ..!
ما إن أمسك الطفل بإحداها حتى تراقصت في عينيه السعادة ..
التفت يَمنةً فرأيت بائع الحلوى ..
رحت راكضة ..
والقلب مبتهجٌ ..
مدَّتْ أصبعها تريد تذوُّق تلك القطعة.
فحينما طَعِمتها ابتسم ذاك الوجه!
تراجعت خطواتي حتى وصلت البابَ.
عمَّ قلبي عجب!
ولمحت في عيني البائع عجبًا!
وفي مسارح الحلوى الجميلة عتبًا!
سحبت نفسًا عميقًا، وقلت في تعب:
أين الحرفيُّ الذي يصنع لعيدي السعد؟!
ويسقي زوَّاري شرابًا من شهد؟!
فإذا بالإشارات تأخذ بي إلى سواكن القلب.
أعند العطر أم الورد؟
فحينما وقفت أمام الحاء والباء علمت أن الدكَّان واحد.
وليس هناك بائع ولا مشترٍ.
لأن ما يجمع بين العطر والورد تاريخ مجيد.
وما يهديانه عهدٌ حميد.
وما يخلِّدانه أبديٌّ تليد.
فمهما حاولت الدنيا تعكيرَ جمال الورد وإخفاء رائحة العطر، غضَّا الطرف وابتسما بودٍّ.
فالحاء وَالباء.
ليس بالونًا يمتلئ بالهواء ثم يختفي.
ولا هو قطعة حلوى تذوب في الفم وتنتهي.
ولكنه يماثلُ العطر في زكاة رائحتِه.
والورد في جمال مظهره.
نعم الوردُ يموت.
لكن لا ينتهي عبيرُ عطرِه.
والعطر تزول رائحتُه.
لكن لا تُمحَى جمال ذكرياته.
فالحب لا يُشترى.
ولكن غصون ورده تهدي الأجمل والأسمى.
وشذى عبيره يخلد الأصفى والأنقى.
فما أجملَ أن نغنيَ الفرح بيوم جديد.
ونعزف الحبَّ مع أنغام العيد.
ونعيش معًا عمرًا فريدًا ..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|