الترفيه عن الزوجات في البيت النبوي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 10314 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1336 )           »          ذكــرى فتـح الأنـدلس – وثمانية قرون من المجد والحضارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          غزوة بدر الكبرى .. يوم الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          رمضــان والرجـــوع إلـى اللـه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 235 )           »          رمضان في عيون العلماء والدعاة مدرسة إيمانية وتربوية وسلوكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 31 )           »          ينهى صاحبه عن المعاصي وهو سبيل إلى شكر الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          هكذا كفل الإسلام حق اللجوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الديَّان – المنان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-06-2022, 12:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,400
الدولة : Egypt
افتراضي الترفيه عن الزوجات في البيت النبوي

الترفيه عن الزوجات في البيت النبوي


محمود الدوسري



من مظاهر الخيرية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعامله مع زوجاته في جانبه التَّرفيهي؛ أنه كان يأذَنُ لَهُنَّ باللَّهْوِ المُباح، ويُقِرُّ أهلَه على سَماعِ الغِناءِ المُباحِ من الجارية يوم العِيد: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «دَعْهُمَا»، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا، وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ. فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا قَالَ: «تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ» ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفَدَةَ» حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: «حَسْبُكِ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «فَاذْهَبِي» (رواه مسلم).

قال ابنُ حجرٍ رحمه الله: (وَفِي الحَدِيثِ جَوَازُ النَّظَرِ إِلَى اللَّهْوِ المُبَاحِ، وَفِيهِ حُسْنُ خُلُقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَهْلِهِ، وَكَرْمِ مُعَاشَرَتِهِ، وَفِيهِ الرِّفْقُ بِالمَرْأَةِ، وَاسْتِجْلَابُ مَوَدَّتِهَا، وفيه مَشْرُوعِيَّةُ التَّوْسِعَةِ عَلَى العِيَالِ فِي أَيَّامِ الأَعْيَادِ بِأَنْوَاعِ مَا يَحْصُلُ لَهُمْ بَسْطُ النَّفْسِ، وَتَرْوِيحُ البَدَنِ مِنْ كَلَفِ العِبَادَةِ، وَفِيهِ أَنَّ إِظْهَارَ السُّرُورِ فِي الأَعْيَادِ مِنْ شِعَارِ الدِّينِ).

وقال المُهَلَّبُ رحمه الله: (وكان أهل المدينة على سِيرةٍ من أمْرِ الغِناء واللَّهو، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ على خِلاف ذلك؛ ولذلك أنكر أبو بكرٍ المُغَنِّيَتين في بيت عائشة؛ لأنه لم يَرَهُمَا قبل ذلك بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فرَخَّصَ في ذلك للعيد، وفي ولائم إعلان النكاح).

ومِنْ نماذِجِ إقرارِه اللَّهْوَ المُباحَ - مع الأهلِ - في غَيرِ يومِ العِيد؛ قول عائشة رضي الله عنها: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَسْأَمُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، الحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ» (رواه البخاري).

ومِنَ التَّرفِيهِ عن الزَّوجات: سماحُهُ لَهُنَّ بِمُصاحَبَةِ أقْرانِهِنَّ، واللَّهْوِ مَعَهُنَّ؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كُنْتُ أَلْعَبُ بِالبَنَاتِ [أي: لُعَبٍ على صُورةِ البنات] عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ [أي: يَتَغَيَّبْنَ منه، ويدخُلْنَ من وراء السِّترِ حَياءً وهَيْبَةً منه] فَيُسَرِّبُهُنّ َ إِلَيَّ [أي: يُرْسِلُهُنَّ] فَيَلْعَبْنَ مَعِي» (رواه البخاري). وعنونَ للباب الذي أَخْرَجَ فيه هذا الحديثَ بقوله: (باب الانبساط إلى الناس). فالحديث يدلُّ على مشروعية الدُّعابة مع الأهل، والدُّعابة: هي المُلاطَفَةُ في القول بالمِزاحِ وغيرِه.

ومِنَ التَّرفِيهِ عن الزَّوجات: مُمارَسَةُ الرِّياضَةِ البَدَنِيَّة؛ عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ، وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: «تَقَدَّمُوا» فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: «تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ» فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي. حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ، وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: «تَقَدَّمُوا» فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: «تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ» فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: «هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ» صحيح – (رواه أحمد وأبو داود).

فدلَّ الحديثُ على حُسْنِ تعاملِ المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أهله، وانْبِساطِه لهنَّ، ويدل أيضًا على مشروعية الرِّياضة البدنية للزَّوجة إذا كانت مُنْضبِطةً بالضَّوابط الشرعية؛ لأنها تُنَشِّطُ الجِسْمَ، وتُرِيحَ النُّفوس، وتَبْعَثُ على النَّشاط، وتَقِي من الأمراض - بإذن الله تعالى، وتُذْهِبُ عن النَّفْسِ السَّآمةَ والمَلَل.

ومِنَ التَّرفِيهِ عن الزَّوجات: اصْطِحابُ الزَّوجاتِ في السَّفَر، والتَّحَدُّثُ إلَيْهِنَّ، مع الرِّفْقِ بِهِنَّ؛ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتِ القُرْعَةُ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: أَلاَ تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي، وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ تَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ، فَقَالَتْ: بَلَى، فَرَكِبَتْ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا، وَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ» (رواه البخاري). فتجاذُبَ أطرافِ الحديثِ أثناءَ السَّفَر مع الأهل، له أثَرٌ كبيرٌ في زيادة الأُلفة والمَوَدَّة، والتَّفاهم.

ومن مَظاهِرِ شَفَقَتِه صلى الله عليه وسلم، ورَحْمَتِه وعِنايَتِه بِأَهْلِه؛ أنه كان يُمَهِّدُ لزوجِه مَوضِعًا لَيِّنًا لركوبها، ويَضَعُ رُكبَتَه لِتَصْعَدَ عليها؛ عن أنسٍ رضي الله عنه قال: «ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى المَدِينَةِ [أي: راجِعِينَ من خَيْبَر] فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ [أَيْ: يَجْعَلُ لَهَا حَوِيَّةً؛ وَهُوَ كِسَاءٌ مَحْشُوٌّ، يُدَارُ حَوْلَ سَنَامِ الرَّاحِلَةِ، يَحْفَظُ رَاكِبَهَا مِنَ السُّقُوطِ، وَيَسْتَرِيحُ بِالِاسْتِنَادِ إِلَيْهِ] ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ» (رواه البخاري).

ومن مَظاهِرِ عِنايَتِه بِأَهْلِه في السَّفَر؛ أنه صلى الله عليه وسلم كان يُوصِي الحَادِي أنْ يُخَفِّفَ؛ رِفْقًا بِهِنَّ، ويدلُّ عليه: قول أنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ غُلاَمٌ يَحْدُو بِهِنَّ، يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالقَوَارِيرِ» (رواه البخاري). فشَبَّهَهُنَّ بِالقَوَارِيرِ؛ لِسُرْعَةِ تَأَثُّرِهِنَّ، وَعَدَمِ تَجَلُّدِهِنَّ، فخاف عليهِنَّ السُّقوطَ؛ من حَثِّ السَّير بسرعة، أو خاف عَلَيْهِنَّ التَّأَلُّمَ من كثرة الحركةِ، والاضطرابِ النَّاشِئِ عن السُّرعة، أَوْ خَافَ عَلَيْهِنَّ الفِتْنَةَ مِنْ سَمَاعِ النَّشِيدِ.

ومِنَ التَّرفِيهِ عن الزَّوجات: إقرارُه المِزاحَ والدُّعابةَ، وتَبَسُّمُه؛ تواضُعًا؛ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَزِيرَةٍ [الخَزِيرَة: الحَساءُ المَطْبوخُ من الدَّقيقِ والدَّسَمِ والماء] قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ - وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا: كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِينَ أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ. فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الخَزِيرَةِ فَطَلَيْتُ بِهَا وَجْهَهَا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: «الْطَخِي وَجْهَهَا»، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا. حسن - رواه أبو يعلى.

ومِنَ الأمثلةِ على الدُّعابةِ اللَّطِيفة، وتَبَسُّمِه لَهُنَّ؛ ما جاء عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ، وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَارَأْسَاهْ، فقَالَ: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ». ثُمَّ قَالَ: «مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ، وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ» ؟ قُلْتُ: لَكَأَنِّي بِكَ - وَاللَّهِ - لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ، لَرَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي، فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ! قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. صحيح – (رواه أحمد وابن ماجه).

ولا شكَّ أنَّ المِزاح اللَّطيف، والدُّعابة الجميلة تُؤدِّي إلى تطييبِ الخواطر، والترويحِ عن النفوس، وغَرْسِ بذور المَحبَّةِ الصادقة بين الزَّوجين.

ومِنَ التَّرفِيهِ عن الزَّوجات، والعِنايَةِ بِهِنَّ: اصْطِحابُهُنَّ في الوَلائِمِ، ولا سِيَّما إذا كان الطَّعامُ مَوصوفًا بالجَوْدَة؛ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ جَارًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَارِسِيًّا كَانَ طَيِّبَ المَرَقِ، فَصَنَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا، ثُمَّ جَاءَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ: «وَهَذِهِ» ؟ لِعَائِشَةَ. فَقَالَ: لاَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ». ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَهَذِهِ» ؟. قَالَ: لاَ. فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ». ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَهَذِهِ» ؟. قَالَ: نَعَمْ - فِي الثَّالِثَةِ. فَقَامَا يَتَدَافَعَانِ حَتَّى أَتَيَا مَنْزِلَهُ. (رواه مسلم).

قال النووي رحمه الله: (فَكَرِهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الِاخْتِصَاصَ بِالطَّعَامِ دُونَهَا، وَهَذَا مِنْ جَمِيلِ المُعَاشَرَةِ، وَحُقُوقِ المُصَاحَبَةِ، وَآدَابِ المُجَالَسَةِ المُؤَكَّدَةِ). فتأمَّلْ أخلاقَه الجميلةَ صلى الله عليه وسلم مع أهله، وعظيمَ رحمتِه وعنايَتِه بِهِنَّ.

أَفَيَتْرُكُ رسولُ الله صلى عليه وسلم أهلَه؛ لِيَسْتَأْثِرَ بالطَّعام، ويأكُلَ مائِدَةً شَهِيَّةً عند جارِه! ما كانَتْ هذه أخلاقه عليه الصلاة والسلام.

ومِنَ التَّرفِيهِ عن الزَّوجات، والعِنايَةِ بِهِنَّ: سَمَاعُه الطُّرَفَ والأخبارَ الاجتماعيةَ مِنْهُنَّ؛ ويدلُّ عليه: "حديثُ أُمِّ زَرْعٍ" التي رَوَتْهُ عائشةُ رضي الله عنها، وكان النبيُّ صلى الله يَسْتَمِعُ لها، ويُنْصِتُ، ويَتَفاعَلُ مع حديثِها. حتى قال لها – بعدَ ذلك: «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ» (رواه البخاري ومسلم).


واحتوى حديثُ أُمِّ زَرْعٍ على عِبَرٍ وفَوائِدَ لا تَخْفَى على اللَّبِيب، منها: حُسْنُ العِشْرَةِ مع الأهل، واسْتِحْبابُ مُحَادَثَتِهِنّ َ بما لا إِثْمَ فيه. والمَرَحُ وبَسْطُ النَّفْسِ، ومُداعَبَةُ الرَّجُلِ أهلَه، وإعلامُه بِمَحَبَّتِه لزوجته؛ إذا عَلِمَ أنَّ هذا لا يُفْسِدُها عليه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]