|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخي أجبرني على خاطبي، ولا أدري كيف أرفضه؟! أ. مروة يوسف عاشور السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ خطبني قريبٌ لي، وعقد عليَّ، ولم أكنْ أريده، ولكن أخي أقنعني، وأبي أجبرني! ذهبتُ مع أبي للتحليل على أساس أنه لن تحصلَ ملكة، وسيتم إخبار والد خاطبي - وهو قريبُ والدي - بأنه لم يحصلْ تطابقٌ للفحوصات، ولكني فوجئتُ بأبي - بعد يومين مِن التحليل - يحدِّد موعد الملكة! بكيتُ وأخبرتُ أهلي بأني لن أُقابلَه، وسأخبره برفضي له، ولكنهم أقنعوني به؛ لأنه ذو دين وخُلُق، ولم يكنْ به ما يعيبه، وتمَّت الملكة بالفعل! مضى على هذه الملكة أقل مِن سنة، ولم أرتحْ لما أنا مُقبِلة عليه، وقد استخرتُ الله كثيرًا قبل الملكة وبعدها، ونفسيتي تعبتْ كثيرًا! كرهتُ أبي؛ لأنه سببٌ فيما أمرُّ به، وكرهتُ خاطبي ولم أتواصلْ معه منذ أشهر، وأفكِّر في إخباره بما حصل معي، وأني مجبرةٌ عليه، وأني لا أريد هذا الزواج. مع العلم أنه قد سألني في إحدى زياراته: هل أنتِ مجبَرَة؟ وذلك بسبب برودي، ورسميتي معه، ولكني لم أخبرْه؛ لخوفي مما ستجرُّه إجابتي مِن عواقبَ؛ منها: أنه سيتألَّم إذا عَرَف، وإن تمَّ الزواج فسيبقى في نفسه مِن هذا الأمر شيءٌ، والله وحده أعلم كيف سيكون تعامُله معي حينها؟ وأنا لا أريد ذلك، أريد زوجًا أرغب فيه ويرغب فيَّ. أريد توجيهَكم، ماذا أفعل؛ فلقد تعبتُ مِن وضعي هذا؟! الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مِن أكبر الأخطاء التي نقع فيها ما يترتب عليه سلسلة مِن الأخطاء الأعظم منها؛ فخوفُك على مشاعره, والتفكير في عواقب هذا الرفض لا يقارَن بما سيلحقكِ وإياه وأبناءكما, وأهلكِ وأهله مِن ضررٍ؛ متى تمَّ الزواج وأنتِ له كارهة! وقد بدتْ أول عواقب هذه الخطوة في الإطلال والتأثير على حياتكِ؛ فبُغْض والدكِ لن يدفعكِ إلا لعقوقِه؛ إذ مِن أشقِّ الأمور على النفس الطاعةُ والبشاشة والتعامل بالأخلاق السامية مع مَن لا مكان لهم في قلوبنا, وعقوقُ الوالد مِن أعظم الذنوب التي يظهر أثرُها - في كثير مِن الأحوال - على حياة العاقِّ؛ فيجعل عيشه ضيقًا، ويحيل حياته غمًّا وهمًّا, كما لا يخفى عليكِ ما أعدَّه الله لفاعلِه في الآخرة؛ فعن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه - رضي الله عنهم - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟))، قلنا: بلى يا رسول الله، قال ![]() ![]() وعن أبي هريرة، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تُنكح الأَيِّم حتى تُستأمَر، ولا تنكح البِكْر حتى تُستأذَن))، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنُها؟ قال ![]() وأما أن تتكلَّم البكرُ، وتستغيثَ وتستدر عطْفَ الأهل, ثم لا يكون لصوتِها سامعٌ, ولا لندائها مُجِيب؛ فليس ذلك في شريعتنا, وليس من آدابنا في شيء! فرفْضُ الخاطبِ، والجهرُ بذلك أمام أبيكِ أو أمكِ، ليس مِن العقوق في شيءٍ, وإنما هو حقٌّ مِن حقوق الله التي شرعها للنساء وكفلها لهنَّ, أفنضيع حقوقنا، ونتمسَّك بما نظن فيه الخير؛ فإذا به الشر المُبِين لنا ولمن نحب؟! راسلتْني قبل أشهرٍ فتاةٌ لم تتجاوز العشرين مِن عمرها, تُخبِرني بنحو ما ذكرتِ, إلا أنها تزوَّجتْه، ومضتْ على بيتها تنتظر مصيرها, فحاولتُ معها, وأمددتُها ببعض النصائح التي قد تحسِّن مِن صورة زوجها عندها, واستمرَّ الحال لأيام نجحتْ فيها - كما تقول - في تقبُّل زوجها والتركيز على الجوانب الحسنة لديه, وانقطع التواصُل بيننا حتى خلتُها قد استراحتْ مِن مشكلتها وتغلَّبتْ على معاناتها, فإذا بها تُراسلني قبل أيام بكلماتٍ يبكي لها القلبُ حزنًا وألمًا على حالها! لقد اكتشفتْ أنها تخدع نفسها؛ حتى زاد شعورها السلبي تجاه زوجها، ولم تعدْ تُطِيق النظر إلى وجهِه, وهي واحدة مِن حالاتٍ كثيرة, تتجاوز فيها الفتاة مشاعرها على أمل أن تتحسَّن بعد الزواج، ويتولد الحب مِن رحم البُغض! إلى كل فتاةٍ تعتقد ذلك أقول: اتقي الله في نفسكِ، وفيمَن سيكون له حق الطاعة عليكِ, لا تُكرِهي نفسَك على الزواج بمَن لا تطيقينه, لا تظلمي زوجكِ وأبناءكِ, لا تبني بيتكِ على (لعل، وربما), لا تخدعي مَن سيكون أحقَّ الناس ببركِ وحُسن عشرتكِ, لا تحكمي على نفسكِ بالمعاناة والعذاب دونما ذنب جنيتِه! انظري إلى حالكِ والتناقُض الذي أدَّى إليه تردُّدكِ: "أخي أقنعني، وأبي أجبرني!"، وهل يكون إجبار إن كان ثمَّة إقناع؟ أو إنه إقناع صوريٌّ ظاهري لا عَلاقة له بالواقع مِن قريبٍ أو بعيد؟! تخشين أن يتم الزواج رغم إفصاحكِ له عما بداخلكِ؟ لا أتوقَّع أن يقبلَ رجل صالح - له من الصفات ما ذكرتِ - بإتمام الزواج بفتاةٍ هي له كارهة, وقد بدا عليه أن لديه إحساسًا وعزةَ نفس, وإلا فلمَ يسألك عن هذا قبل أن يمضي في إجراءات الزواج؟ إن كنتِ قد استخرتِ الله، فلا تحملي همَّ الغد, ولا تضيِّقي على نفسك خشيةَ الأهل أو الخلافات، أو التأثيرات التي قد تُحدِثها قراراتك, ومِن الطبيعي أن تنظري في مصلحتكِ الشخصية، ثم في مصلحة مَن حولكِ مِن الأهل والأقارب, ولو بدتِ العواقبُ تشرئبُّ وتُعلِن بدايةَ موجةٍ من الاحتجاجات والزجْر وغيرها؛ فكلُّ ذلك سيزول مع الأيام, وإنما ستبقى الحسرات تتلوها الحسراتُ، والعبراتُ تجرُّها العبرات؛ بعد أن يتم زواجٌ على غير رغبةٍ منك, بل على نفور مِن هذا الزوجِ! ما زلتُ أتألم وأتوجَّع مِن حال فتياتٍ أَلْقَين بأنفسِهنَّ في بيت الزوجية، لا لرغبة ملحَّة, ولا لرضا قلبي, وإنما لإرضاء الأهل، ولتفادي المشكلات التي تتعاظَم ويعلو صوتها بعد هذه الخطوة الجائرة في حق النفس والزوج. أيتها الفاضلة, إن كنتِ حقًّا تشفقين عليه مِن خبرِ عدم قَبولكِ له, فثقي أنه سيعلمه لا محالة, بعد أن يجمعكما بيتٌ واحدٌ، وفراشٌ واحدٌ، ومطعمٌ واحدٌ, حينها لن تتمكَّني من إظهار غير ما تُبطِنين، وأخشى أن يكونَ حالك كحال الكثير مِن النساء, يطلبن الطلاق بعد توافُد الأبناء بحجة: "أكره الكفر في الإسلام!"؛ فاستعيني بالله، وتوكلي عليه، وأخبري خاطبكِ - ولو عن طريق الغير - بحالكِ، وأعلميه بشعوركِ, وليس لكِ على قلبكِ سلطانٌ, لكن بناء بيت على أعمدة متهالِكة وجُدُر متهاوية لا يعني إلا تحطُّم الصَّرْح قبل اكتمال السعادة به, وبعض الألم أهون مِن بعضٍ, ثم تذكَّري أنه لن يلبث قليلًا حتى يبحثَ عن فتاةٍ أخرى تُناسبه ويُناسبها, ويسعد قلبه بها حين تَهَبه حبها, فيَهَبها حبه بعد أن ينسى تلك التجربة, ولا أظن أن ذلك سيستغرق الكثير من الوقت. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |