لا تحزن إن الله معنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4998 - عددالزوار : 2119132 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4578 - عددالزوار : 1397576 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 301 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 324 )           »          قصيدة أبكت أعظم ملوك الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طرق تساعدك على العيش بأقل الإمكانيات مع الحفاظ على الراتب.. خليكى ذكية ووفرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من قشرة الشعر الدهنية.. أخلصى منها بخطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          خليك قدوة ليهم.. إزاى تكون مصدر أمان وثقة لأولادك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          اتجاهات ديكور مستوحاة من البحر لإضافة لمسة جمالية منعشة.. موضة صيف 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة عمل السجق البلدى بمكونات سهلة ومتوفرة فى البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-03-2022, 09:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لا تحزن إن الله معنا

لا تحزن إن الله معنا (2)

كتبه/ محمود أمين



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال ابن القيم رحمه الله: "اعلم أن الحزن من عوارض الطريق، ليس من مقامات الإيمان، ولا من منازل السائرين؛ ولهذا لم يأْمر الله به في موضع قط ولا أَثنى عليه، ولا رتَّب عليه جزاءً ولا ثوابًا، بل نهى عنه في غير موضع، كقوله تعالى: "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ"، وقال تعالى: "وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضِيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ"، وقال تعالى: "فَلا تأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"، وقال: "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعنَا"، فالحزن هو بلية من البلايا التي نسأَل الله دفعها وكشفها، ولهذا يقول أهل الجنة: "الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحزَن"، فحمدُه على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها.

وفى الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: "اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال".

إلى أن قال: والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه؛ وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا"، فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثواب عليه ثواب المصائب التي يبتلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما، وأما أن يكون عبادة مأْمورًا بتحصيلها وطلبها فلا، ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات، وما يثاب عليه من البليات.

ثم قال: فهذه المراتب من الحزن لا بد منها في الطريق، ولكن الكيس مَن لا يدعها تملكه وتقعده، بل يجعل عوض فكرته فيها فكرته فيما يدفعها به، فإن المكروه إذا ورد على النفس، فإن كانت صغيرة اشتغلت بفكرها فيه، وفي حصوله عن الفكرة في الأسباب التي يدفعها به؛ فأَورثها الحزن، وإن كانت نفسًا كبيرة شريفة لم تفكر فيه، بل تصرف فكرها إلى ما ينفعها، فإن علمت منه مخرجًا فكرت في طريق ذلك المخرج وأسبابه، وإن علمت أنه لا مخرج منه، فكرت في عبودية الله فيه، وكان ذلك عوضًا لها من الحزن؛ فعلى كل حال لا فائدة لها في الحزن أصلًا. والله أعلم" (طريق الهجرتين).

قال الشيخ السعدي رحمه الله في فوائد الآية: "وفيها: أن الحزن قد يعرض لخواص عباد الله الصديقين، مع أن الأولى -إذا نزل بالعبد- أن يسعى في ذهابه عنه؛ فإنه مضعف للقلب، موهن للعزيمة" (تفسير السعدي).

ومعية الله للمؤمنين خير لهم من كل ما فقدوه، ومن كل ما نزل بهم من هموم وآلام، وهو عز وجل معهم بتأييده ونصره وحفظه، يتولاهم ويثبتهم ويعينهم، وهو حسبهم وكافيهم.

قال ابن القيم رحمه الله: "مَن عرف الله أحبه ولا بد، ومن أحبه انقشعت عنه سحائب الظلمات، وانكشفت عن قلبه الهموم والغموم والأحزان، وعمر قلبه بالسرور والأفراح، وأقبلت إليه وفود التهاني والبشائر من كل جانب، فإنه لا حزن مع الله أبدًا؛ ولهذا قال تعالى حكاية عن نبيه صلى الله عليه وسلم أنه قال لصاحبه أبى بكر: "لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا"؛ فدل أنه لا حزن مع الله، وأن مَن كان الله معه؛ فما له وللحزن؟! وإنما الحزن كل الحزن لمَن فاته الله، فمَن حصل الله له؛ فعلى أي شيء يحزن؟! ومَن فاته الله؛ فبأي شيء يفرح؟!" (طريق الهجرتين).

وأما ثمرة هذه المعية للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ فهي أربعة أمور، كل واحدة منها نصر عظيم:

?- (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ): وهذه السكينة، هي: الثبات والطمأنينة والسكون.

قال الشيخ السعدي في فوائد الآية: "وفيها فضيلة السكينة، وأنها من تمام نعمة الله على العبد في أوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش بها الأفئدة، وأنها تكون على حسب معرفة العبد بربه وثقته بوعده الصادق وبحسب إيمانه وشجاعته" (تفسير السعدي).


?- (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا): وهم الملائكة الكرام.

?- (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى): فخذلهم، ولم يتم لهم مقصدهم وردهم عنهما.

4- (وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا): كلماته القدرية والدينية؛ فدين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان، بالحجج الواضحة، والآيات الباهرة والسلطان الناصر" (انظر: تفسير السعدي).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.69 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]