|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تركت العمل بسبب زميلتي والآن يطلبون مني العودة أ. طالب عبدالكريم السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنتُ أعمل في شركةٍ، وفعلتْ بي ما فعلتْ مِن الظُّلْم والضغط النفسي، وبعد شهرين مِن ترْكِهِم يُريدون أن أعودَ لهم، وقلبي مُغْلَقٌ تجاههم بسبب ما فعلوه بي، ولكنهم في حاجة إليَّ، فماذا أفعل؟ أما ما حدَث فباختصارٍ: أنا بسيطة جدًّا في تعامُلاتي، أُحِبُّ عملي لأبعد الحدود، أتفانَى فيه وكأنه جُزءٌ مني، وكنتُ أُحب أصحاب العمل جدًّا وأحترمهم، وهم كذلك، كلُّ واحدٍ منهم يَعُدُّني مثل ابنته أو أخته، كانوا يُحَمِّلونني أعمالًا كثيرًا ويتأخَّر راتبي، وكنتُ أتحمَّل لظروف الشركة في هذا الوقت. عملتُ في هذا المكان بكلِّ ما في وسعي، كنتُ أعمل أكثر مِن وقتي، وأكثر مِن شغلي؛ فعملي في الأساس سكرتيرة، لكن عملتُ في التسويق والإعلانات وكتابة التقارير، وكان هذا عن حبٍّ ورضًا وسماحةٍ. كان مديرُ الشركة لا يُقَدِّر العملَ الذي أعمله، وكنتُ لا أيْئَس، حَرَمْتُ نفسي مِن المصيف مع أهلي مِن أجل هذه الشركة وأصحابها، لأني أحبهم فوق الوصف مثل إخوتي، وهم يعدونني مثل ابنتهم. أتوا بفتاةٍ يعرفونها كانتْ تعمل معهم قبلي، ويعرفونها ويعرفون طريقتها في العمل وهمجية أسلوبها، قال لي المدير: نحن نحتاجها لفترة معينة، وعليك أن تتحمَّليها، كانتْ هذه الفتاة تُؤذيني وأتحملها، حتى أصبحتْ تشتمني بألفاظٍ خارجةٍ، وتتعدى حدودَ الأدب، وكلُّ هذا أمام أصحاب الشركة! حتى شكوتها إلى المدير فلم يُنصفني، وقال: "هكذا الشغل، إن أردتِ الاستمرارَ فأهلًا بك، وإلا فاذهبي! صُدِمْتُ وتركتُ العملَ، اتَّصل بي أكثر مِن مرة ولم أرُدّ، أصحبتُ مُدَمَّرة نفسيًّا؛ لأني ضَحَّيْتُ بوقتي وحياتي الخاصة، ماذا أفعل؟ ما رأيكم في هذا؟ الجواب: أختي الفاضلة: أشكر لك حِرْصك وتَفانيك في عملك، والذي أتوقع أن الشركة استفادتْ مِن ذلك، فقد بذلتِ الغالي والنفيس مِن أجْلِهم، وفي الأثر: ((إنَّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتْقِنَه)). لكن أرجو أن تتأمَّلي قليلًا أيتها الفاضلة في حياتك السابقة، وطريقة عملك، والذي يبدو أنك غَلَّبْتِ جانبًا على جانب، وذلك مِن أجل مصلحةٍ لم تكن في مكانها الصحيح! فالإنسانُ مُطالَبٌ بأن يكونَ مُتوازنًا في حياته، وأن يُعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فلربك عليك حقٌّ، ولنفسك عليك حقٌّ، ولأهلك عليك حقٌّ؛ لذلك عندما نُغَلِّب جانبًا على حساب جانب آخر، ثم لا نجد ما نستحقه حينها، نضع اللوم كله عليه، وفي الحقيقة اللومُ يقع علينا في المقام الأول؛ فنحن لم نُعْطِ أنفسنا حقَّها مِن الأمور الأخرى. فالحياةُ المُتوازِنَةُ مُتطلَّبٌ مِن أجْلِ الاستقرار النفسي والجسديِّ، فهناك وقتٌ للعمل، ووقتٌ للراحة والترفيه، ووقتٌ للعبادة، ودواليك مِن الأمور المهمة في جميع جوانب الحياة. أنتِ بحاجة إلى بناء مجموعةٍ مِن الأهداف المتوازِنة، ووضْع خطة عملية مِن أجْلِ تحقيقها، فهل صحتك الجسديَّةُ على ما يُرام؟ أو بحاجةٍ إلى عنايةٍ خاصة؟ هل علاقتك بأهلك جيدة؟ أو بحاجة إلى إعادة المياه إلى مجاريها؟ كيف علاقتك بربك؟ هل أعطيتِ لجانب التطوير أهميةً ووقتًا؟ أسأل الله أن يكتبَ لك التوفيق والسَّداد، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |