القدوة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 730 - عددالزوار : 202019 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 53018 )           »          فضل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تمكين الصغار من مس المصحف والقراءة منه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل صلاة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 468 - عددالزوار : 147769 )           »          وما خرفة الجنة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تحريم صرف الخشية لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أوقات إجابة الدعاء والذين يستجاب دعاؤهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وما المفردون؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-03-2022, 12:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,741
الدولة : Egypt
افتراضي القدوة!

القدوة!



سأظلُ مجتزأ التفكير، أُخمن تفسيرًا واحدًا لحدثٍ ما، ما لم يُبينه لي أحد.

ينطبق هذا النصُ أيضًا على القراءة، فقد ظللتُ مناصرًا لفكرة كتاب، غير قادرٍ على نقده إلاَّ لِماما، حتى جاءت فرصةُ توضيح معانيه من خبير جليلٍ ذي باعٍ واسع في مجاله، فأدركت أنني كنت أحطبُ بليلٍ في ذلك الكتاب.


أيضا ينصب النص إلى الحكمِ على الأشخاص، فكم وجهني موقفٌ ما لأبني رأيًا سريعًا في شخصٍ ما، حتى علمتُ من أحد الفضلاء أنْ ليس كل ما تراه في أخيك عيبًا في موقف ما، هو عيب ملازمٌ له على الإطلاق.

ظللتُ أقرأُ القرآن وبلفظي كثير من الأخطاء النحوية الجلية لغيري إلاَّ أنا، فقد كنتُ اعتقدُ أنني "منشاوي الجيل"، لكن بعد العرض على المشايخ المجيزين رأيتني قزمًا يلزمه الكثير من التوجيه!

هذه هي الحياة بدون تعلم! ولا يتأتى العلم صدفة ووراثة، ولا يكتسب بذكاء عقل، ولا توقد فهم، ما لم يرسخه بصورة صحيحة في أذهاننا عالمٌ متخصصٌ وقدوةٌ نبيل!

وفي معرضِ الحياةِ يظهرُ باستمرار إلحاحُ الاكتفاءِ لدى الإنسان، وأنفته أن يسعى لتصحيح رؤيته لدى العقلاء المجيدين، بدلًا من التمسك برأيٍ أو فكرةٍ تظل ملازمة له، وتطبع على جبهته سخافةً ليس لها مبرر سوى العناد!

ويا للأسف البالغ، فقد انسحبت القدوة كمفهوم حيوي من مجتمعاتنا أمام بَلادة الرأي وبطش السفهاء، وظل الصراع الأنكى أنك قلما تجد من يبحث عن قدوة، أو من يظهر كقدوة! وبالأحرى سينفلت المجتمع إلى خبايا من الرزايا والعاهات لا تقدم ولا تجدى نفعا، ولا تعرف معنى لنهضة، ولا سبيلًا لتقدم، وسنظل -والحال كذلك- دمية في يد الأعداء يوجهون مصيرنا، ويرسمون لنا معالم حياتنا، وفق أهوائهم ومصالحهم!

لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، بالدليل القرآني والدليل الحياتي المعاش، إذ أنه صلى الله عليه وسلم خير رسولٍ لخير أمة، وما تأتت الخيرية إلا بعلمٍ من الله تعالى وفضلٍ منه بأن هذه الأمة لا تصلح أبدا أن تُقاد، وأنَّ صلاح العالم ورخاءه إنما يترتب على قيادتها له.

هذه النقطة الفائتة - السابقة، أو الفائتة عن وعينا- قُتلت بحثًا ومحاورةً ودراسةً على مستوى عام، إلاَّ أنَّ السيلَ يبلغُ زُباه على المستوى الشخصي والتفاعل الاجتماعي فيما بين محيط الناس الذين تَميَّع لديهم مفهوم القدوة، وتوراى قهرًا لا خجلًا، ولا مناص سوى بإحياء موات القدوات وانبعاثها من جديد لتنفث في الأفراد أرواحًا عديدة ومسارب جديدة، فمن عُدم القدوة، عُدم الحياة!

وليست القدوةُ منحصرةٌ في شيخ مسجدٍ، أو عالم، أو خبير، أو معلم، بل القدوة هي ذلك الأمر الذي يُحرك الجميع بأن يقتدوا بعضهم ببعض، فلا يتغافل مسكين عن نقد سفيه ذي أيادٍ باطشة، ولا يتورع عالم عن النصح لولي الأمر وبطانته، ولا يتصاغر من لا يكاد يَبِين عن توجيه الناس لأمر الخير والصلاح، ولا يستنكف ذو مكانة وجاه أن يكون قدوة خير وإرشاد فاعلة في أمور الناس.

وما ألطف قول الشاعر:
تعارفُ أرواح الرجال إذا التقوا *** فمنهم عدوٌ يتقى وخليل

والمجتمع بدون شرع وقدوة، لا يعدو سوى حالة هائجة من الفوضى والعشوائية، وربما كانت الفوضى هي الأصل في المجتمعات، وإلاَّ لو لم تكن المجتمعات فوضوية بالأساس، لما أرسل الله تعالى رسله، -وهو أعلم حيث يجعل رسالته-، وأنزل شرائعه، وهذه الشرائع والقوانين المكتوبة وغير المكتوبة لابد أن تسري في مجتمع الناس وقلوبهم، سريان النسيم في جميع الأماكن، وليس بعد الرسل سوى ذوي القدوة الصالحة والأمر المتبع.

__________________________________________________ _
الكاتب: محمد عمر المصري









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.39 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]