|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#18
|
||||
|
||||
![]() ![]() بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي المجلد الاول (38) من صـــ 321 الى صـــ 327 قوله: {وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} ، وفى الصافات {الأسفلين} ؛ لأن فى هذه السورة كادهم إبراهيم؛ لقوله: {لأكيدن أصنامكم} وهم كادوا ابراهيم لقوله: {وأرادوا به كيدا} فجرت بينهم مكايدة، فغلبهم إبراهيم؛ لأنه كسر أصنامهم، ولم يغلبوه؛ لأنهم (لم يبلغوا من إحراقه مرادهم) فكانوا هم الأخسرين. وفى الصافات {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم} ، فأججوا نارا عظيمة، وبنوا بنيانا عاليا، ورفعوه إليه، ورموه [منه] إلى أسفل، فرفعه الله، وجعلهم فى الدنيا سافلين، وردهم فى العقبى أسفل سافلين. فخصت الصافات بالأسفلين. قوله: {فنجيناه} بالفاء سبق فى يونس. ومثله فى الشعراء {فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين} . قوله: {وأيوب إذ نادى ربه} ختم القصة بقوله {رحمة من عندنا} وقال فى ص {رحمة منا} لأنه بالغ (فى التضرع) بقوله {وأنت أرحم الراحمين} فبالغ سبحانه فى الإجابة، وقال {رحمة من عندنا} لأن (عند) حيث جاء دل على أن الله سبحانه تولى ذلك من غير واسطة. وفى ص لما بدأ القصة بقوله {واذكر عبدنا} ختم بقوله (منا) ليكون آخر الآية ملتئما بالأول. قوله: {فاعبدون وتقطعوا} وفى المؤمنين {فاتقون فتقطعوا} لأن الخطاب فى هذه السورة للكفار، فأمرهم بالعبادة التى هى التوحيد، ثم قال: {وتقطعوا} بالواو؛ لأن التقطع قد كان منهم قبل هذا القول لهم. ومن جعله خطابا للمؤمنين، فمعناه: دوموا على الطاعة. وفى المؤمنين الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بدليل قوله قبله {ياأيها الرسل كلوا من الطيبات} والأنبياء والمؤمنون مأمورون بالتقوى، ثم قال {فتقطعوا أمرهم} أى ظهر منهم التقطع بعد هذا القول، والمراد أمتهم. قوله: {والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها} وفى التحريم (فيه) ؛ لأن المقصود هنا ذكرها وما آل إليه أمرها، حتى ظهر فيها ابنها، وصارت هى وابنها آية. وذلك لا يكون إلا بالنفخ فى جملتها، وبحملها، والاستمرار على ذلك إلى يوم ولادتها. فلهذا خصت بالتأنيث. وما فى التحريم مقصور على ذكر إحصانها، وتصديقها بكلمات ربها، وكان النفخ أصاب فرجها، وهو مذكر، والمراد به فرج الجيب أو غيره، فخصت بالتذكير. فضل السورة روى فيه أحاديث ساقطة ضعيفة. منها: من قرأ سورة اقترب للناس حسابهم حاسبه الله حسابا يسيرا، وصافحه، وسلم عليه كل نبى ذكر اسمه فى القرآن. وفى حديث على: يا على من قرأ هذه السورة فكأنما عبد الله على رضاه. بصيرة فى.. يأيها الناس اتقوا ربكم السورة مكية بالاتفاق، سوى ست آيات منها، فهى مدنية: {هاذان خصمان} إلى قوله: {صراط الحميد} . وعدد آياتها ثمان وسبعون فى عد الكوفيين، وسبع للمدنيين، وخمس للبصريين، وأربع للشاميين. وكلماتها ألفان ومائتان وإحدى وتسعون كلمة. وحروفها خمسة آلاف وخمسة وسبعون. والآيات المختلف فيها خمس: الحميم، الجلود، وعاد وثمود، {وقوم لوط} ، {سماكم المسلمين} . مجموع فواصل آياتها (انتظم زبرجد قط) على الهمزة منها {إن الله يفعل ما يشآء} . سميت: سورة الحج؛ لاشتمالها على مناسك الحج، وتعظيم الشعائر، وتأذين إبراهيم للناس بالحج. مقصود السورة على طريق الإجمال: الوصية بالتقوى، والطاعة، وبيان هول الساعة، وزلزلة القيامة، (والحجة) على إثبات الحشر والنشر،وجدال أهل الباطل مع أهل الحق، والشكاية من أهل النفاق بعد الثبات، وعيب الأوثان وعبادتها، وذكر نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإقامة البرهان والحجة، وخصومة المؤمن والكافر فى دين التوحيد، وتأذين إبراهيم على المسلم بالحج، وتعظيم الحرمات والشعائر، وتفضيل القرآن فى الموسم، والمنة على العباد بدفع فساد أهل الفساد، وحديث البئر المعطلة، وذكر نسيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهوه حال تلاوة القرآن، وأنواع الحجة على إثبات القيامة، وعجز الأصنام وعبادها، واختيار الرسول من الملائكة والإنس، وأمر المؤمنين بأنواع العبادة والإحسان، والمنة عليهم باسم المسلمين، والاعتصام بحفظ الله وحياطته فى قوله {واعتصموا بالله هو مولاكم} إلى قوله {ونعم النصير} . الناسخ والمنسوخ: المنسوخ فيها آيتان: {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} م {سنقرئك فلا تنسى} ن {الله يحكم بينكم} م آية السيف ن. والناسخ فى هذه السورة {أذن للذين يقاتلون} . المتشابهات: قوله: {يوم ترونها} وبعده {وترى الناس سكارى} محمول على: أيها المخاطب كما سبق فى قوله {وترى الفلك} . قوله: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} [فى هذه السورة، وفى لقمان: {ولا كتاب منير} ] لأن ما فى هذه السورة وافق ما قبلها [من الآيات، وهى: نذير، القبور، وكذلك فى لقمان وافق ما قبلها] وما بعدها وهى الحمير والسعير والأمور. قوله: {من بعد علم} بزيادة (من) لقوله {من تراب ثم من نطفة} الآيه وقد سبق فى النحل. قوله: {ذلك بما قدمت يداك} وفى غيرها {أيديكم} لأن هذه الآية نزلت فى نضر بن الحارث وقيل [فى] أبى جهل [فوحده، وفى غيرها] نزلت فى الجماعة الذين تقدم ذكرهم. قوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا "والصابئين والنصارى"} (قدم الصابئين لتقدم زمانهم. وقد سبق فى البقرة. قوله: {يسجد له من في السماوات} سبق فى الرعد. قوله: {كلمآ أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها} وفى السجدة {منهآ أعيدوا فيها} لأن المراد بالغم [الكرب] والأخذ بالنفس حتى لا يجد صاحبه متنفسا، وما قبله من الآيات يقتضى ذلك، وهو {قطعت لهم ثياب من نار} إلى قوله {من حديد} فمن كان فى ثياب من نار فوق رأسه جهنم يذوب من حره أحشاء بطنه، حتى يذوب ظاهر جلده، وعليه موكلون يضربونه بمقامع من حديد، كيف يجد سرورا ومتنفسا من تلك الكرب التى عليه وليس فى السجدة من هذا ذكر، وإنما قبلها {فمأواهم النار كلمآ أرادوا أن يخرجوا منهآ أعيدوا فيها} . قوله: {وذوقوا} ، وفى السجدة: {وقيل لهم ذوقوا} القول ها هنا مضمر. وخص بالإضمار لطول الكلام بوصف العذاب. وخصت سورة السجدة بالإظهار، موافقة للقول قبله فى مواضع منها {أم يقولون افتراه} {وقالوا أءذا ضللنا} ، و {قل يتوفاكم} و {حق القول} وليس فى الحج منه شىء. قوله: {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار} مكررة. وموجب التكرار قوله: {هاذان خصمان} ، لأنه لما ذكر أحد الخصمين وهو {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} لم يكن بد من ذكر الخصم الآخر فقال: {إن الله يدخل الذين آمنوا} . قوله: {وطهر بيتي للطآئفين والقآئمين} وفى البقرة {والعاكفين} وحقه أن يذكر هناك لأن ذكر العاكف هاهنا سبق فى قوله {سوآء العاكف فيه والباد} ومعنى {والقآئمين والركع السجود} المصلون. وقيل ![]() قوله: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر} كرر؛ لأن الأول متصل بكلام إبراهيم وهو اعتراض ثم أعاده مع قوله {والبدن جعلناها لكم} . قوله: {فكأين من قرية أهلكناها} وبعده {وكأين من قرية أمليت لها} خص الأول بذكر الإهلاك؛ لاتصاله بقوله: {فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم} أى أهلكتهم، والثانى بالإملاء؛ لأن قوله: {ويستعجلونك بالعذاب} دل على أنه لم يأتهم فى الوقت، فحسن ذكر الإملاء. قوله: {وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} هنا وفى لقمان {من دونه الباطل} لأن هنا وقع بين عشر آيات كل آية مؤكدة مرة أو مرتين، ولهذا أيضا زيد فى هذه السورة اللام فى قوله: {وإن الله لهو الغني الحميد} وفى لقمان: {إن الله هو الغني الحميد} إذ لم يكن سورة لقمان بهذه الصفة. وإن شئت قلت: لما تقدم فى هذه السورة ذكر الله سبحانه وتعالى وذكر الشيطان أكدهما؛ فإنه خبر [وقع] بين خبرين. ولم يتقدم فى لقمان ذكر الشيطان، فأكد ذكر الله، وأهمل ذكر الشيطان. وهذه دقيقة. ![]()
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |