شكله لا يعجبني، فهل أرفضه؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المستشارة فاطمة عبد الرؤوف: العلاقات الأسرية خير معين للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13156 - عددالزوار : 348110 )           »          الحياة الإيمانية والحياة المادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          وَتِلْكَ عَادٌ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 197 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 131 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 572 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2529 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، أسلوب الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 158 )           »          موقظة في تعريف عقد البيع في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 112 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 136 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2022, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,281
الدولة : Egypt
افتراضي شكله لا يعجبني، فهل أرفضه؟

شكله لا يعجبني، فهل أرفضه؟
أ. مروة يوسف عاشور



السؤال:
أنا فتاةٌ في أوائل العشرينيَّات، تقدَّم شابٌّ لخطبتي، وكانتْ مُواصفاتُه طيبةً، ولديه وظيفة جيِّدة، ويكبرني قليلًا، لكني عندما رأيتُه لأول مرة فُزِعتُ، ولم يُعجِبْني شكلُه! فبشرتُه سمراء جدًّا، ولم أستطعْ أن أقرِّر بعد رحيلِه هل أقبله أو أرفضه؟

طلبتُ مُقابلته ثانية، ودعوتُ الله أن يجمِّله في عيني، وعندما نظرتُ إليه أحسستُ أني على وشكِ القبول، إلا أني عرفتُ أنه عصبيُّ المزاج، ويَثور لأتْفَهِ الأسباب، فأحسستُ بخوفٍ؛ لأني أُعاني مِنْ سُرعة الغضب، وأحاول التخلُّص مِن هذه الصفة، كما أنه صرَّح لي بأنه يحبُّ الاستماعَ إلى الأغاني والموسيقا، ويُشاهد الأفلام! وأنا لم أَعتَدْ على ذلك، ولا أُحب أن أُرَبِّي أولادي عليها، وأنا أحفظ القرآن، وأحب الاستماع إليه.

أحلم بزوجٍ قلبُه مُعلَّق بالمساجد, ويُقِيم الليل، وعلى درجةٍ عاليةٍ من التديُّن الوسطي.

بدأتُ أتطلَّع إلى الشباب في الشارع، وأشعر أنهم وِسامٌ مقارَنة به، وأفزعني هذا الفعل؛ لأني لم أفعلْ هذا الأمر مِن قبلُ.

حتى الآن لم أتوصَّلْ للقرار الأخير، ولم أنقطعْ عن صلاة الاستخارة، وأميل للرفض، ولكني أحسُّ بحَيْرةٍ شديدةٍ، وأخشى إن رفضتُه أن أكون جَحَدتُ النِّعمة.

أرجو الإفادة، ماذا أفعل؟!


الجواب:
"وإنما إعجابُ المرأةِ برجلٍ من الرجال مفتاحٌ مِن مفاتيح قلبِها"؛ مصطفى صادق الرافعي.

نعم, مِن حقِّ كلِّ رجلٍ أن يطلبَ التربُّع على عرْشِ قلبِ زوجه, لكن مِن حقِّ الفتاة أن تبحثَ عمَّن ينجذب إليه قلبُها، قبل أن تهبه حبَّها, ولن ينجذبَ قلبُها إلا أن يرضى بصرُها، وتقرَّ عينُها بما رأتْ.

تُخطئ الفتاةُ إن هي ظنتْ أنَّ طَلَب الجمال حِكْرٌ على الرجال، حرامٌ على النساء, أو أنه مطلوبٌ للرجال، ممنوعٌ على النساء, ولعل هذا لأنَّ بعضَنا يُفَسِّر الجمال تفسيرًا بعيدًا عن الصواب, فلا يعني الجمال: طول الشعر، أو بياض البشرة، أو رقة الجلد، أو اتساع العيون، أو غيرها مِن السمات التي ربما تليق بالمرأة أكثر مِن الرجل, وإنما تعجب الفتاة بصفات جمال الرجل الشكلية والتي تُناسبه, وتميِّزه عن المرأة, وليس بالضرورة أن تقتصرَ تلك الصفات على مُسميات مُعينة، أو أن تحدَّد بأمور يقترب صاحبُها مِن الجمال كلما حوى منها المزيد، ويدنو مِن القُبح كلما نقص حظُّه منها.

ورد عن ابن عباس أنه قال: "إني لأتزيَّن لامرأتي كما تتزيَّن لي، وما أحب أن أَستَنطِفَ كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقَّها الذي لها عليَّ؛ لأنَّ الله تعالى قال:﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]؛ أي: زينة مِن غير مأثم...، وقال العلماء: أما زينةُ الرِّجال، فعلى تفاوُت أحوالهم، فإنهم يعملون ذلك على اللبق والوفاق، فربما كانتْ زينة تليق في وقتٍ ولا تليق في وقتٍ، وزينة تليق بالشباب، وزينة تليق بالشيوخ ولا تليق بالشباب، وكذلك في شأن الكسوة، ففي هذا كله ابتغاء الحقوق، فإنما يعمل على اللبق والوفاق عند امرأته في زينة تسرُّها ويعفُّها عن غيره مِن الرجال.

وكذلك الكحل مِن الرجال، منهم مَن يليق به ومنهم مَن لا يليق به، فأما الطِّيب، والسواك، والخلال، والرمي بالدرن، وفضول الشعر، والتطهير، وقلم الأظفار؛ فهو بيِّن موافق للجميع، والخضاب للشيوخ، والخاتم للجميع من الشباب والشيوخ زينة، وهو حُلي الرجال، ثم عليه أن يتوخَّى أوقات حاجتها إلى الرجل فيعفها ويغنيها عن التطلُّع إلى غيره"؛ انتهى بتصرف من كتاب (الجامع لأحكام القرآن).

والجمالُ في الجنسين يكون بحُسْن تناسُق الوجه والجسد، وليس له صفاتٌ تجسده، أو أسوارٌ تقيِّده, وكلُّ نفس بشريَّة لها قلبٌ يخفق، وروح تحسُّ، تطلب الجمال فيما يقع عليه نظرُها, تستشعره في حلاوة الأزهار، ورَوْعة الأطيار، وصفاء جداول الأنهار, تراه في جمال قصيدة تُطالعها، أو قصة تُتابعها, تسمعه في حفيف الشجر، وصوت دقات المطر, الجمالُ مطلوبٌ في كلِّ شيء حولنا، ولولاه لتغيَّر لونُ الحياة وشكلُها!

لا تلومي نفسك على ما لا تملكه، ولا تحاولي إرغامها على ما لم يشرعه اللهُ, فمِن حقِّكِ أن تطلبي الجمال في حدودٍ معينةٍ، ومن حقكِ أن تعجبي بالرجل الذي ستحصرين بصرك عليه؛ لتغضيه عمن سواه مِن الرجال؛ ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، وقد بدتْ علاماتٌ تلوح في الأُفُق تُنذِر بعكس ذلك: "وأحسستُ أني بدأتُ أتطلَّع إلى الشباب في الشارع...", فما يحملكِ على ظُلْم نفسِكِ وأنتِ في هذا العمر الصغير؟

اهدَئِي - عزيزتي - وقرِّي عينًا؛ فإن ما تطلبه نفسُكِ فطرةٌ فطرَها عليها خالقُها ومولاها, وليس في ذلك جحودٌ للنعمة أو نكرانها, ولا عَلاقة لرفضكِ إياه برزق كُتِب لك؛ ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2].

أيتها الكريمة, بخصوص سماعه الغناء والموسيقا:
قال الله - جل وعلا -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [لقمان: 6]؛ "عن أبي الصهباء البكري، قال: سُئِل عبدالله بن مسعود عن قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾، فقال: الغناء، والله الذي لا إله إلا هو, يُردِّدها ثلاث مرات، وعن ابن عمر: أنه الغناء, وكذلك قال عكرمة، وميمون بن مِهْرَان، ومكحول، وعن إبراهيم قال: قال عبدالله بن مسعود: الغناءُ يُنبِت النِّفاق في القلب؛ وقاله مُجاهِد، وزاد: إنَّ لَهْو الحديث في الآية: الاستماع إلى الغناء، وإلى مثله من الباطل، وقال الحسن: لَهْو الحديث: المعازف والغناء". ا.هـ؛ (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

ولا أراكِ في حاجةٍ لعَرْض أدلةٍ أو بسْطِ آراء أهل العلم حول خطورة الغناء، وبالغ تأثيره على حياة المسلم, ولا يتَّسع المقامُ لذلك, وإنما أتعجَّب من خشيتكِ رفضَه التي أراها تصل إلى حدِّ الوسوسة مِن تضييع تلك الفرصة، لمجرَّد التشابه في الشخصيات والتقارب في الرغبات، وبمَ ستنفع وقد تباعدت الأحاسيسُ، ونَأَت العواطفُ، وتنافرت القلوبُ؟!

تحلمين أن ينشأ أبناؤكِ في جوٍّ إسلامي بعيدٍ عن المُوبِقات, في بيتٍ تصدح فيه كلمة الحق، ويعلو فيه صوتُ القرآن, تتمنَين تَكْوينَ أسرة صالحةٍ لا تقوم على صوت الموسيقا المحرَّمة, فلم لا تختارين سبيلَكِ الذي رغبتِ فيه ؛ طاعةً لله، وطلبًا لمرضاته؟

لستُ أصرُّ على الرفض أو أفرضه عليكِ, ولكن لا أرى داعيًا للتحسُّر على أمرٍ لا يستحق النَّدَم! بل هو مِن إنصاف النفس، والتحرُّز لغدكِ، واختيار الأفضل لحياة أسعد - بإذن الله، ولا أُشِير عليكِ إلا بعَرْض صفاته كاملة على الشرع, فإن صلح دينُه فانظري فيما تحبين مِن أمورٍ مشروعةٍ، واعلمي أن رفضَ الخاطب لعدم توفُّر القبول ليس مِن جحود النِّعمة، ولن يستلزم العقوبة التي يصوِّرها خيالك!

أخيرًا:
احرصي - في حالة الرفض - على ألا يكونَ اختيارُكِ المستقبلي أساسه الشكل الظاهري, وقد يحدُث ذلك أحيانًا عندما تتولَّد ذاكرةٌ ذات مشاعر سلبية تجاه موقف عاطفي مرَرْنا به، وكان له شديدُ أثر علينا؛ فيحدث التصرُّف على غير إرادة كاملة منا، وتختلط المشاعر مؤثِّرة على العقل وعلى الاختيار الصحيح؛ المقصود ألا تجعلك هذه التجربةُ موسوسة مِن حيثُ شكلُ الخاطب، وملامحُ وجهِه, بل اجعلي نظرتكِ شموليةً وعامة، وفكِّري على أساسِ خُلُق ودين الرجل أولًا، ثم لكِ أن تنتقي بعدها مَن له أفضل الصفات دون تشدُّد.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]