|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي المجلد الاول (18) من صـــ 181 الى صـــ 188 قوله: {يحرفون الكلم عن مواضعه} وبعده {يحرفون الكلم من بعد مواضعه} لأن الأولى فى أوائل اليهود، والثانية فيمن كانوا فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم، أى حرفوها بعد أن وضعها الله مواضعها، وعرفوها وعملوا بها زمانا. قوله: {ونسوا حظا مما ذكروا به} كرر لأن الأولى [فى اليهود] والثانية فى حق النصارى. والمعنى: لن ينالوا منه نصيبا. وقيل: معناه: تركوا بعض ما أمروا به. قوله: {يا أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم} ثم كررها، فقال: {يا أهل الكتاب} لأن الأولى نزلت فى اليهود حين كتموا (صفات النبى صلى الله عليه وسلم، وآية الرجم من التوراة، والنصارى حين كتموا) بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم فى الإنجيل، وهو قوله: {يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب} ثم كرر فقال: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه} فكرر {يا أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم} أى شرائعكم فإنكم على ضلال لا يرضاه الله، {على فترة من الرسل} أى على انقطاع منهم ودروس مما جاءوا به. قوله: {ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشآء} ،ثم كرر فقال: {ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير} لأن الأولى نزلت فى النصارى حين قالوا: إن الله هو المسيح بن مريم، فقال: ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما ليس فيهما معه شريك، ولو كان عيسى إلها لاقتضى أن يكون معه شريكا، ثم من يذب عن المسيح وأمه وعمن فى الأرض جميعا إن أراد إهلاكهم، فإنهم مخلوقون له، وإن قدرته شاملة عليهم، وعلى كل ما يريد بهم. والثانية نزلت فى اليهود والنصارى حين قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه فقال: ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما، والأب لا يملك ابنه ولا يعذبه، وأنتم مصيركم إليه، فيعذب من يشاء منكم، ويغفر لمن يشاء. قوله: {وإذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا} وقال فى سورة إبراهيم {وإذ قال موسى لقومه اذكروا} لأن تصريح اسم المخاطب مع حرف الخطاب يدل على تعظيم المخاطب به و [لما] كان ما فى هذه السورة نعما جساما ما عليها من مزيد وهو قوله {جعل فيكم أنبيآء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين} صرح، فقال: يا قوم، ولموافقة ما قبله وما بعده من النداء وهو {ياقوم ادخلوا} {ياموسى إن فيها} {ياموسى إنا} ولم يكن ما فى إبراهيم بهذه المنزلة فاقتصر على حرف الخطاب. قوله: {ومن لم يحكم بمآ أنزل الله} كرره ثلاث مرات، وختم الأولى بقوله: الكافرون، والثانية بقوله: الظالمون، والثالثة بقوله: الفاسقون، قيل: لأن الأولى نزلت فى حكام المسلمين، والثانية فى اليهود، والثالثة فى النصارى. وقيل: الكافر والظالم والفاسق كلها بمعنى واحد، وهو الكفر، عبر عنه بألفاظ مختلفة؛ لزيادة الفائدة، واجتناب صورة التكرار. وقيل: ومن لم يحكم بما أنزل الله إنكارا له فهو كافر، ومن لم يحكم بالحق جهلا وحكم بضده فهو فاسق، ومن لم يحكم بالحق مع اعتقاده وحكم بضده فهو ظالم، وقيل: ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر بنعمة الله، ظالم فى حكمه، فاسق فى فعله. قوله: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} كرر لأن النصارى اختلفت أقوالهم، فقالت اليعقوبية: الله تعالى ربما تجلى فى بعض الأزمان فى شخص، فتجلى يومئذ فى شخص عيسى، فظهرت منه المعجزات، وقالت الملكانية الله اسم يجمع أبا وابنا وروح القدس، اختلف بالأقانيم والذات واحدة. فأخبر الله عز وجل أنهم كلهم كفار. قوله: {لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهآ أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} ذكر فى هذه السورة هذه الخلال جملة؛ لأنها أول ما ذكرت، ثم فصلت. فضل السورة عن ابن عمر أنه قال: نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على راحلته، فلم يستطع أن تحمله، حتى نزل عنها. ويروى بسند ضعيف: من قرأ هذه السورة أعطى من الأجر بعدد كل يهودى ونصرانى فى دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات. وفى رواية: من قرأ هذه السورة أعطى بكل يهودى ونصرانى على وجه الأرض ذرات، بكل ذرة منها حسنة، ودرجات كل درجة منها أوسع من المشرق إلى المغرب سبعمائة ألف ألف؛ ضعيف. ويروى أنه قال: يا على من قرأ سورة المائدة شفع له عيسى، وله من الأجر مثل أجور حواريى عيسى، ويكتب له بكل آية قرأها مثل ثواب عمار بيت المقدس. بصيرة فى.. الحمد لله الذى خلق السماوات والأرض هذه السورة مكية، سوى ست آيات منها: {وما قدروا الله حق قدره} إلى آخر ثلاث آيات {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم} إلى آخر ثلاث آيات. هذه الآيات الست نزلت بالمدينة فى مرتين، وباقى السورة نزلت بمكة دفعة واحدة. عدد آياتها مائة وخمس وستون آية عند الكوفيين، وست عند البصريين والشأميين، وسبع عند الحجازى. وعدد كلماتها ثلاثة آلاف واثنتان وخمسون كلمة وعدد حروفها اثنا عشر ألفا ومائتان وأربعون. والمختلف فيها أربع آيات {الظلمات والنور} {بوكيل} {كن فيكون} {إلى صراط مستقيم} . فواصل آياتها (ل م ن ظ ر) يجمعها (لم نظر) . ولهذه السورة اسمان: سورة الأنعام، لما فيه من ذكر الأنعام مكررا {وقالوا هاذه أنعام وحرث} {ومن الأنعام حمولة وفرشا} {وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها} ، وسورة الحجة؛ لأنها مقصورة على ذكر حجة النبوة. وأيضا تكررت فيه الحجة {وتلك حجتنآ آتيناهآ إبراهيم} {قل فلله الحجة البالغة} . مقصود السورة على سبيل الإجمال، ما اشتمل على ذكره: من تخليق السماوات والأرض، وتقدير النور والظلمة، وقضاء آجال الخلق، والرد على منكرى النبوة، وذكر إنكار الكفار فى القيامة، وتمنيهم الرجوع إلى الدنيا، وذكر تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عن تكذيب المكذبين، وإلزام الحجة على الكفار، والنهى عن إيذاء الفقراء، واستعجال الكفار بالعذاب، واختصاص الحق تعالى بالعلم المغيب، وقهره، وغلبته على المخلوقات، والنهى عن مجالسة الناقضين ومؤانستهم، وإثبات البعث والقيامة، وولادة الخليل عليه السلام، وعرض الملكوت عليه، واستدلاله، حال خروجه من الغار، ووقوع نظره على الكواكب، والشمس، والقمر، ومناظرة قومه، وشكاية أهل الكتاب، وذكرهم حالة النزع، وفى القيامة، وإظهار برهان التوحيد ببيان البدائع والصنائع،والأمر بالإعراض عن المشركين، والنهى عن سب الأصنام، وعبادها، ومبالغة الكفار فى الطغيان، والنهى عن أكل ذبائح الكفار، ومناظرة الكفار، ومحاورتهم فى القيامة، وبيان شرع عمرو بن لحى فى الأنعام بالحلال والحرام، وتفصيل محرمات الشريعة الإسلامية، ومحكمات آيات القرآن، والأوامر والنواهى من قوله تعالى {قل تعالوا} إلى آخر ثلاث آيات، وظهور أمارات القيامة، وعلاماتها فى الزمن الأخير، وذكر جزاء الإحسان الواحد بعشرة، وشكر الرسول على تبريه من الشرك، والمشركين، ورجوعه إلى الحق فى محياه ومماته، وذكر خلافة الخلائق، وتفاوت درجاتهم، وختم السورة بذكر سرعة عقوبة الله لمستحقيها، ورحمته، ومغفرته لمستوجبيها، بقوله {إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم} . ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |