شرح حديث حارثة بن وهب: "أهل النار كل عتل جواظ مستكبر" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 122 )           »          كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 31 )           »          وصفات طبيعية لتعزيز نمو الشعر بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لعصير البصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          5 أفكار مريحة لغرفة النوم لتجديد منزلك.. موضة ديكور 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أفضل طريقة لإزالة المبيدات من الفاكهة والخضراوات.. خلى اللانش بوكس صحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دايماً بتأجل ومكسل طول الوقت.. 5 خطوات تساعد على تعلم مهارات جديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بتحس بتعب طول اليوم.. 5 خطوات للتخلص من الشعور بالإرهاق اليومى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وصفات طبيعية من النعناع للعناية بالشعر.. تنظيف وتقوية ونمو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          على طريقة الجدات والأمهات.. 6 حيل لخفض تكاليف الفواتير المنزلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مش عايز يروح المدرسة.. إزاى تخلى طفلك يستعد للعام الدراسى الجديد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2021, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,345
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث حارثة بن وهب: "أهل النار كل عتل جواظ مستكبر"

شرح حديث حارثة بن وهب: "أهل النار كل عتل جواظ مستكبر"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين




عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا أُخبِرُكم بأهل النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جوَّاظٍ مستكبرٍ))؛ متفق عليه. وتقدم شرحه في باب ضعَفة المسلمين.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((احتجَّتِ الجنة والنار، فقالت النار: فيَّ الجبَّارون والمتكبِّرون، وقالت الجنة: فيَّ ضعفاءُ الناس ومساكينُهم، فقضى الله بينهما: إنكِ الجنة رحمتي، أرحمُ بكِ من أشاء، وإنكِ النار عذابي، أعذِّب بكِ من أشاء، ولكليكما عليَّ مِلؤها))؛ رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظُرُ الله يوم القيامة إلى مَن جَرَّ إزاره بطرًا))؛ متفق عليه.


قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه أحاديثُ ساقَها المؤلِّف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في باب تحريم الكبر والعُجب، وقد سبق لنا الكلام على الآيات الواردة في هذا، وكذلك الكلام على الأحاديث التي ذكرها المؤلِّف رحمه الله تعالى في هذا الباب.

ثم ذكَر المؤلِّف رحمه الله أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أُخبِرُكم بأهل النار؟))، وهذا من الأسلوب الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمله؛ أن يُورِدَ الكلام على صيغة الاستفهام؛ من أجل أن ينتبه المخاطب ويعيَ ما يقول، فهو يقول: ((ألا أخبركم))، الكل سيقول: نعم أَخبِرْنا يا رسول الله، قال: ((كلُّ عُتُلٍّ جوَّاظٍ مستكبر)).

العُتُل: معناها الشديد الغليظ، ومنه العتلة التي تحفر بها الأرض، فإنها شديدة غليظة، فالعتل هو الشديد الغليظ، والعياذ بالله.

الجوَّاظ: يعني أنه فيه زيادة من سوء الأخلاق.


والمستكبر - وهذا هو الشاهد -: هو الذي عنده كِبرٌ - والعياذ بالله - وغطرسة، وكبرٌ على الحق، وكبر على الخلق، فهو لا يَلينُ للحق أبدًا، ولا يرحم الخلق، والعياذ بالله.

هؤلاء هم أهل النار، أما أهل الجنة فهم الضعفاء المساكينُ الذين ليس عندهم ما يستكبرون به؛ بل هم دائمًا متواضعون ليس عندهم كبرياءُ ولا غلظة؛ لأن المال أحيانًا يُفسِد صاحبه، ويحمله على أن يستكبر على الخلق ويرُدَّ الحق، كما قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7].

وكذلك أيضًا ذكَرَ حديث احتجاج النار والجنة؛ احتجَّت النارُ والجنة، فقالت النار: إن أهلها هم الجبارون المتكبرون، وقالت الجنة: إن أهلها هم الضعفاء والمساكين، فاحتجَّتْ كلُّ واحدة منها على الأخرى.

فحكَمَ الله بينهما عز وجل، وقال في الجنة: ((أنتِ رحمتي أرحمُ بكِ من أشاء))، وقال للنار: ((أنتِ عذابي أعذِّب بكِ من أشاء))، فصارت النار دارَ العذاب والعياذ بالله، والجنة دار الرحمة، فهي رحمة الله ويسكُنُها الرحماء من عباده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإنما يرحم اللهُ من عباده الرحماءَ)).

وقال: ((ولكل منكما عليَّ مِلؤها))، فوعَدَ الله عز وجل النارَ مِلْأَها، ووعَد الجنة مِلْأَها، وهو لا يُخلِف الميعاد عز وجل.

ولكن أتدرون ماذا تكون العاقبةُ؟ تكون العاقبة - كما ثبتت بها الأحاديث الصحيحة - أن النار لا يزال يُلقى فيها، وهي تقول كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾ [ق: 30]؛ يعني تطلب الزيادة؛ لأنها لم تمتلئ، فيضع الربُّ عز وجل عليها قدَمَه، فينزوي بعضها إلى بعض؛ أي: ينضم بعضها إلى بعض وتقول: ((قط قط))؛ أي: حَسْبي حَسْبي، لا أريد زيادة، فصارت النار تُملَأ بهذه الطريقة.

أما الجنة: فإن الجنة ﴿ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ﴾ [آل عمران: 133]، ويسكُنُها أولياء الله، جعلني الله وإياكم منهم، ويسكنها أهلها، ويبقى فيها فضلٌ؛ يعني مكان ليس فيه أحد، فينشئ الله لها أقوامًا فيُدخِلُهم الجنة برحمته.

وهذه هي النتيجة؛ امتَلأت النارُ بعدل الله عز وجل، وامتَلأت الجنةُ بفضل الله ورحمته.

ثم ذكَرَ المؤلِّف رحمه الله حديثًا في الإنسان المُسْبِلِ، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا ينظُرُ الله إلى مَن جَرَّ ثوبه خيلاءَ))، وهذه مسألة خطيرة، وذلك أن الرجل منهيٌّ عن أن ينزل ثوبه أو سرواله أو مشلحه أو إزاره عن الكعب، لا بد أن يكون من الكعب فما فوق، فمن نزل عن الكعب؛ فإنَّ فعله هذا من الكبائر، والعياذ بالله.

لأنه إنْ نزل كبرًا وخيلاءَ، فإنه لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يكلِّمه، ولا يزكِّيه، وله عذابٌ أليم، وإن كان نزل لغير ذلك؛ كأنْ يكون طويلًا ولم يلاحظه، فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار)).

فكانت العقوبة حاصلة على كل حال فيما نزل عن الكعبين، لكن إن كان بطرًا وخيلاء فالعقوبةُ أعظم؛ لا يكلِّم الله صاحبَه يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكِّيه، وله عذابٌ أليم، وإن كان غير خيلاء، فإنه يعذَّب بالنار والعياذ بالله.


فإذا قال قائل: ما هي السُّنة؟ قلنا: من الكعب إلى نصف الساق، هذه هي السُّنة، نصف الساق سنة، وما دونه سنة، وما كان إلى الكعبين فهو سنة؛ لأن هذا هو لبس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنهم كانوا لا يتجاوز لباسهم الكعبين، ولكن يكون إلى نصف الساق أو يرتفع قليلًا، وما بين ذلك كلِّه من السُّنة، والله الموفق.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 544- 549)






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.96 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]