|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() حنان الآباء (2) د. عبدالحكيم الأنيس كان للشيخ تقي الدين علي السبكي (756-683) أربعة أبناء: • محمد: ومات صغيرًا. • أحمد (719-773). • حسين (722-755). • عبدالوهاب (727-771). وكان (حسين) مِنْ أذكياء العالم، وقد توفي في حياة أبيه، وحزن عليه حزنًا كبيرًا، مرض على أثره مرضًا شديدًا[1]. ♦ ♦ ♦ ♦ وكان تقي الدين يحبُّ ابنه (أحمد) حبًّا مميزًا... قال تاج الدين عبدالوهاب: "كان الوالد -رضي الله عنه- يجل الأخَ ويعظِّمُهُ، سمعتُهُ غير مرة يقول: أحمد والد. وهذا يشبه قول الأستاذ أبي سهل الصعلوكي في ولده الأستاذ أبي الطيب سهل بن أبي سهل الصعلوكي: سهل والد. وكذلك سمعتُ الشيخ الإمام -رحمه الله- يقول في مرض موته والأخُ غائبٌ في الحجاز: غَيبةُ أحمد أشدُّ عليَّ ممّا أنا فيه من المرض. وقد قال أبو سهل هذه الكلمة في مرض موته وولدُه أبو الطيب غائبٌ. وبلغه أنَّ دروسَ الأخ خيرٌ مِنْ دروسه فقال: دروسُ "أحمد" خيرٌ مِنْ دروسِ علي ♦♦♦ وذاك عند "عليٍّ" غايةُ الأملِ وأنشدنا لنفسه وكتبَ بهما على الجزء الذي خرجتُهُ في الكلام على حديث المتبايعين بالخيار: عبدُالوهاب مخرِّجه ![]() مِنْ فضلِ الله عليَّ نشا ![]() يا ربِّ قه ما يحذرهُ ![]() واقدرْ فيه الخيرات وشا"[2] ![]() وقال (تاج الدين): "وحضرتُهُ وقد جاء إليه بعضُ الفقراء فقال: أريد ثلاثًا: ولاية ابني هذا (أي عبدالوهاب) موضعي. ورؤية ولدي أحمد. وموتي بمصر. أشهدُ بالله لسمعتُ ذلك منه... فقال له الفقير: سل الله في ذلك إن كان مصلحة. فقال: قد تحقَّقتُ أن كل واحد من الثلاثة مصلحة. فقال له: القضاء مصلحة لهذا؟ فقال: نعم تحقَّقتُ أنه مصلحة له في الدنيا والدين جميعًا. وقال في ذلك المجلس: أنا في برِّ[3] ولدي أحمد -يعني الأخ أبا حامد-. ووصفَهُ بالعلم الكثير"[4]. وقال تاج الدين أيضًا: "وكانت أموره في حال مرضه في غاية العجب، وقاسى الشدائدَ ولم يسمعه أحد يقول: آه. ولا يطلبُ العافية، بل غاية ما يطلبُ ولايتي، ورؤية الأخ، والوصول إلى مصر قبل الوفاة. وقُضِيتْ له الحاجات الثلاث"[5]. ♦ ♦ ♦ ♦ وكان لأحمد ولدٌ اسمه "محمد" كان أثيرًا عند جدِّه تقي الدين، وكان ريحانته وأنيسه. وقد رُبّي في حِجْر جدِّه بدمشق لا يكاد يفارقه، وحلَّ مِنْ قلبه بالمنزلة الرفيعة. ولم يزل عند جدِّه بدمشق إلى أن عرَضَ للجد الضعفُ فسفّره أمامَه إلى القاهرة. ويبدو أنَّ التقيَّ كان يريد أن يكون حفيدُهُ المحبوب ابن أحمد العزيز إلى جانبه وهو يُفارِق الدنيا. وقد توفي "محمد" بعد جده بثماني سنين، ولم يستكمل العشرين، ودُفن عند جدِّه بمقابر الصوفية خارج باب النصر[6]. [1] تنظر ترجمته في "موسوعة البيوت العلمية بدمشق" (2/ 2/ 1036). [2] طبقات الشافعية الكبرى (10/ 190-191). [3] في نسخة: بركة. [4] السابق (10/ 210). [5] السابق (10/ 218). [6] تنظر ترجمته في "طبقات الشافعية الكبرى" (9/ 124-125)، و"تاريخ" ابن قاضي شهبة ص235-236، و"موسوعة البيوت العلمية بدمشق" (2/ 2/ 1054). ولم يزل موقع آثار تربة السبكيين بدمشق معروفًا، بخلاف موقع تربة التقي وآله بالقاهرة فلا يُعرف.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |