|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الصمت بيني وبين زوجي أ. أريج الطباع السؤال بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو منكم استشارةً بسيطة تحلُّ مشكلتي، هي ليست بالمشكلة الكبيرة، ولكنَّها تزعجني قليلاً، أنا متزوِّجة منذ 4 أشهر، وطبيعتي صامته؛ أيْ: إنِّي أفضِّل الصَّمت على الكلام، في بداية الزَّواج كنت كثيرة الْخَجل وكان زوجي يُحاول قدر استطاعته أن يزيح عنِّي هذا الخجل, وكان كثيرَ الحديث بغرض إزالة الحواجز بيننا, كنتُ أتفاعل معه, ولكنِّي نادرًا ما أبدأ بالحديث بِحُكم بخجلي وحُبِّي للصَّمت, أمَّا الآن فأَصْبح أيضًا هو صامتًا, فقد نَجْلِس على مائدة الغداء أو العَشاء ونكتفي بِمُشاهدة التِّلفاز دون أن ننطق بكلمة! وقد نكون في طريق سفَرٍ ويغلب علينا الصَّمت, أحاول أحيانًا البحث عن أيِّ موضوعٍ لنتحدَّث عنه, المهم ألاَّ نبقى صامِتَيْن, لكنِّي لا أنجح دائمًا في ذلك، مع العلم أنِّي لا أراه إلاَّ نهاية الأسبوع (بِحُكم دراسته)، شكَر الله لكم وبارك فيكم. الجواب وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته. لا شكَّ أن مشكِلَتَكِ صعبة، وإن لم تكن كبيرة، فالحياة دون حوارٍ لا روح فيها! المشكلة ليست في الصَّمت وحده أو الخجل، فكثيرًا ما نستطيع التعبير بعيدًا عن الكلمات، وكذلك التواصل لا يشترط أن يكون تواصُلاً لفظيًّا فحسْبُ، فإن عَجزْتِ عن فتْحِ حوار مباشر، وكنتِ قليلة الكلام، فابحثي عن التواصل الأعمق من الكلمات، وابْدَئي بِفَهْم طبيعة زوجك، خاصَّة وأنَّكما في بداية حياتكما الزوجية، وبحاجة لذلك التَّفاهُم. عبِّري بالكلمات المكتوبة حينما تعجزين عن التعبير مباشرة، فرِسالة جوَّال، وبطاقة في جيب ثوبه قبل مغادرته، وعبارة تكتبينها على مرآة غرفتِكما، كلُّها وسائِلُ للتعبير، ويُمْكِنك أن تتجاوزي بِها خجَلَكِ أكثر. ابحثي عمَّا يلفت نظرَه من لباس أو زينة، وتزيَّنِي بها؛ فذلك أيضًا تواصُلٌ مهمٌّ بينكما في المرحلة الأُولى، واهتمِّي بلغة الجسد ولغة العيون أيضًا، فهي أشدُّ تأثيرًا من اللُّغة المنطوقة في كثيرٍ من الأحيان، خاصَّة بين الزوجين. لو كنتما في طريق سفرٍ فاحرصي على أن تَسْمعي معه شيئًا يهمُّكما معًا، ذلك يقتل الوقت، ويَجْعل بينكما مادَّة للتَّواصُل. لا تُركِّزي على كونك لا تجيدين الحديث، واكْسِري خجَلَك بتركيز الحوار حولَه أكثرَ مِن كونه حولك أو عنك أنت، اسأليه عمّا يهمُّه، واسعَيْ لأن تجعليه يشعر باهتمامك، فيَرْتاح للحديث معك، فكثيرون هذه الأيام يُجيدون الحديث مقابل قلَّة تُجِيد الاستماع الفعَّال والإنصات المُثْمِر، والناس غالبًا يُحِبُّون من يسمعهم ويهتمُّ بأمورهم. تذكَّري أنَّك لا زِلْتِ في البداية فلا تستعجلي النتائج، واحرصي على بناء حبال الوُدِّ بينكما. وفي حال كان صمْتُه صعْبَ الاختراق، فقد يكون يعاني من مشكلةٍ ما، حاولي وقْتَها الوصول إليها وفَهْمَها، ثم اتركي له المساحة ليعود بعد أن تتركي له الأبواب مُشْرَعة طبعًا؛ قد تكون لديه مشاكل في دراسته، أو ربَّما يَشْعر بالإحباط لِعَدم تفاعلك معه منذ البداية، فَهْمُك للسبب سيساعدك على علاجه. ولِتَكسري حاجز الصَّمت، فالْجَئي إلى الأسئلة التي لا تكون إجابتها بِنَعم أو لا، بل يَحْتاج جوابُها إلى تفاعُلٍ ورَدٍّ مُطَوَّل، ويمكنك أن تخبريه عن فهمِك، وتسأليه أن يصحِّحه لك. اهتمِّي بأن تُشْعِريه بالتقدير وبحاجتك إليه، وباعتمادك على مشاركته؛ لِتَصِلا إلى مرحلة ترضيكما في علاقتكما معًا من كلِّ نواحيها، واحرصي على أن لا تَهْتزَّ ثِقَتُك بنفسك أثناء تواصلك معه. وبالتأكيد قبل كلِّ ذلك لا تنسَيْ أثر الدعاء والتوكُّلِ على الله في كل أمورنا. وفَّقَك الله وأسعدك مع زوجِك في الدَّارَيْن.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |