هل يجتمع الحب والحزم في التربية؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334073 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-06-2021, 01:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هل يجتمع الحب والحزم في التربية؟

والعلاج في أن تُظهري الغضبَ على وجهك، وتمسكيه بقوة من ساعديه وتنظري في عينيه، وتهزيه بقسوة، وأن تقولي له وبمنتهى الهدوء والصرامة: "أنا لا أسمح بهذا السلوك أبدًا، وإياك ثم إياك أن تُكرِّره"، كوني جادة، وسترين كيف سيخاف، ولن يعود لمثله، وإن عاد كرِّري العملية ذاتها، وكلما كان صغيرًا كان أسرع استجابة، وكان العلاج ذاك ناجعًا.



7- وينبغي أن يُطيع الصغيرُ أيَّ أمرٍ يَصدُر من والديه بلا جدال، ولا ضير - حين يَكبَر قليلاً - في أن يَستفسِرَ أو يُناقِش، شرط أن يكون مهذَّبًا في الأسلوب، وخلال كلامه معك احتفِظي بدرجة الأمومة التي وضَعها الله بينك وبينه، لا تَسمحي له أن يتطاول عليك أو يلومك، بل يُبدي اعتراضه بأدب، ثم يسمع ردَّك عليه، وإذا لم يُجدِ اعتراضه فعليه الانصياع؛ فالسمع والطاعة - في غير معصية - في المنشط والمكرَهِ من صفات المسلم.



8- عوِّدي صغيرك على استشارتك في كل أمر يَعرِض له، فلا يأتيك قائلاً: "أعطيني نقودًا لأني سأشارك في رحلة المدرسة"، بل يأتيك سائلاً مستفتيًا: "ما رأيك يا أمي هل أُشارِك الطلاب في الرحلة؟"، فرأيك مهم في حياته، وليتعوَّد أنه يعيش مع عائلة، فلا يتصرَّف إلا بمعرفتها وموافقتها، ولا تظني الاستشارة تَمحَق الشخصية وضد الرجولة، وإنما هي منها، ومن يعيش أصلاً بلا استشارة؟ ولو لم تَسبقي وتكوني مستشارة لابنك لصار رِفاق السوء مستشاريه وقُدوتَه.

♦ ♦ ♦




والمسلم ينصاع ويُطيع، ولكن لا يكون إمَّعة، فعلِّمي ابنك ألا يستجيب لما يُخالِف الشرع من الأوامر، وألا يخضع لأي عُرْف، ولا يسمع للعادات والتقاليد أن تُسيِّره كما تشاء، وإنما يَستنكِف عما ينافي الإسلام والمروءة منها، ويَستبعِده من حياته.



الخلاصة: يجب أن ينظر الصغير إلى والديه بعين الإجلال والاحترام والتقدير، ويتقبَّل قولهما ونُصْحهما بقلب كبير وسَعة صدر واهتمام، ويكون حريصًا على برهما وحُسْن معاملتهما، ويُطيعهما في كل أمر حلال.



هذا بالنسبة لـ: (أولاً: القواعد والقوانين).

وأما "ثانيًا: سلطة قوية تَضمَن التزامهم، وتكون مرجعًا لهم حين تلتبِس الأمور عليهم"، فأقول للأمهات:

"الانضباط" بالذات لا يتعلَّمه الطفل وحده (بلا تنبيه)، ولا يتعلَّمه من خلال التجرِبة الذاتية؛ (أقصد يُجرِّب الصغير العصيان ويُعاني من عواقبه، فيَعرف قدرَ حِكمة والديه)، وإنما يكون بالإجبار والقهر، ويأتي بالتدريب والتعويد، ويحتاج إلى سلطة قويَّة لينصاع الصغير.



فإياك إياك ألا تضبطي ابنك؛ فعدم الضبط يعني تربية بذور العقوق، وهذا سيعُود عليك بالسوء في الدنيا، وستندمين - لا سمح الله - حين لا ينفع الندم، وسيعُود على ابنك وبالُه في الدنيا؛ (لأن عقوبة العقوق معجَّلة)، وفوقها لن ينجو من عقاب الآخرة، فإذا كنت تحبين ابنك حقًّا: "اضبطي سلوكه ببعض القوانين"، وبذلك تُربِّين في داخله قيمًا كبيرة: "البر، الانضباط، الطاعة، الاحترام، الوفاء"، وسينمو معهم الحسُّ السليم، وهذه القيم ستَحميه من الداخل: "من نفسه، وتحميه من شهواته، وتحميه من رُفقاء السوء"، وهي - إن شاء الله - كافية جدًّا ليبقى دائمًا على الصراط السوي.



كيف تجعلين ولدك مطيعًا وملتزمًا بالقوانين التي سبق وضْعها؟:

1- بكِّري في أمره ونهيه، وكوني حازمة:

ابدئي تطويعه للقوانين منذ الأشهر الأولى (ولا تؤجِّلي)، أرأيت لو أمسك طفلك مسمارًا حديديًّا وأدخله في قابس الكهرباء، ما كنت فاعلة؟ كنت ستمنعينه بكل قوة خوفًا على حياته، وتُصرِّين على ضرورة التزامه بهذا القانون: "الامتناع عن لمس قوابس الكهرباء، مهما كان السبب"، وكذلك افعلي بقضايا احترامك والانصياع لسلطتك والانضباط بقوانينك، فكما أن القانون الأول مُهم لسلامة ابنك، ومهم لبقائه على قيد الحياة، فالقانون الآخر مهم جدًّا ليعيش ابنك حياة صحيحة ترضي الله، فيُوفِّقه في رزقه ومعاشه.



وستسألين: كيف أطوِّعه للقوانين؟

والجواب: "منذ نشأته الأولى مُرِيه وعلِّميه تنفيذ الأوامر"، مثلاً حين يبدأ بالعبث بأغراض البيت ويمسك التحف قولي له: "لا"، سينظر إليك ليَدرُس تعابير وجهك، كوني جادة وكرري: "لا"، بعض الأطفال لا يفهمون، أو يحبون التمرد، فكرري الأمر، اضربيه ضربة خفيفة على سطح كفه ليَفهم، وهكذا، اتركي التحف في مكانها، واستمري في منْعه من مسِّها، وستُدهِشك استجابته، وكلما كَبِر ازدادت الأوامر والقوانين الثابتة "علِّق البيجاما خلف باب الحمام قبل ذَهابك للمدرسة، وحين تعود ضَع ملابس المدرسة داخل الغسالة"، وأمثال هذا، لتكن أوامرك الآنية واضحة جليَّة، مثلاً: "أعطني الملعقة"، "ضع الحليب في الثلاجة"، وهكذا يَفهم ويُنفِّذ.



والمطلوب منه أيضًا: لا يضربك، ولا يصرخ في وجهك، ولا يقول: "لا" لأمرك.



2- قللي كلمة: "لا" قدر الإمكان:

القوانين أمر مفروغ منه في حياة الصغار (والكبار)، والسلطة المرجعيَّة ضرورية جدًّا فينبغي أن يُشاوِر الصغيرُ والديه قبل إقدامه على أي أمر، ثم لا يفعله إلا بعد صدور الموافقة، وخلال الحياة اليومية سيحتاج الصغير لإذن منك في الأشياء (التي لا تشملها القوانين التي سبق وربَّيته عليها)، ونصيحتي أن تُوافِقي على أغلبها، وتقللي كلمة: "لا" قدْر الإمكان، أعطي ابنك الحرية الكاملة في البيت ما دام لا يؤذي نفسه ولا يخرب المتاع؛ (أي: امنعي ما يؤذيهم أو يؤذونه)، فماذا يَضرُّك لو حمل لُعَبه إلى غرفة الجلوس أو للمطبخ؟ الطفل يفعلها ليكون بصحبتك، فاسمحي له بالتنعُّم بقُرْبك، وماذا لو اتخذ قرارًا بعدم الذَّهاب إلى المدرسة في اليوم المفتوح؟ أو قرَّر شراء علبة ألوان فاخرة من مصروفه؟



وأنا أنصح بأن تُعطي صغيرك مساحة حريَّة كبيرة في هذه الأشياء الأخرى (التي لا تَشملها القوانين)، مثلاً اجعلي لهم غرفة للعب يفعلون بها ما شاؤوا، اسمحي لهم باستقبال أصدقائهم في البيت، ودعيهم يأخذون حريَّتهم أثناء النزهات العائلية فلا تُقيِّديهم بقولك: "لا تتسلَّق الشجرة، لا توسِّخ ملابسك"، باختصار: لا تُفسدي عليهم متعتَهم، دعيهم يَنشطون، وراقبيهم من بعيد، وكم أفسد علينا أهلونا - ونحن صغار - متعتنا، وكم حرَمونا من اللعب اللذيذ خوفًا على اتساخ ثيابنا، أو تَعفُّر أيدينا بالتراب، ويحرِموننا اللعب ثم لا يُعفوننا من الاغتسال حين نعود، ويطلبون منا نفْضَ ملابسنا بعناية، ونقْعها وفرْكها قبل وضْعها مع الغسيل (ولمَّا نلعب بها)! فلا هم تركونا لنسعد في النزهة، ولا هم رحمونا من تَبِعاتها من الاغتسال وعمليات التنظيف.



قلِّلي من كلمة "لا"، وفكري جيدًا قبل قولها، ولكن إذا صدرت منك كلمة "لا" يحسم الموضوع على الفور، وعلى الصغير الطاعة، ولا مجال للخيار مُطلَقًا، ولا تنازلات، ولا مساومات؛ ولذا فكري جيدًا قبل التفوُّه بكلمة: "لا".



كانت هذه هي الخطوات الضرورية لتربية الانضباط، وبقيت بعض التنبيهات:

1- لا تُغري صغيرك بالحوافز والهدايا، هذا خطأ، وطاعة الوالدين غير مشروطة.



2- أبعديه عن أفلام العنف، وحروب السيطرة على العالم، والتنافس على القيادة؛ خوفًا من تأثُّره بها.



3- أحيانًا ستحتاجين للقاعدة الصارمة: "نفِّذ ثم اعترض"، فاتبعيها، ولا تتبعي غيرها؛ أي لا يمكن أن نُقنِع الطفل بكلِّ أمر نوجِّهه إليه، ونُبيِّن له الحكمة منه، ولا يمكننا أن نشرح لأطفالنا عن السر وراء قوانيننا، فينبغي عليه الطاعة دون معرفة الأسباب.



4- لا تُناديه أو تأمريه بعمل ما، وهو مُنسجِم بشيء مُمتِع له، واتركيه ليَفرُغ منه، فيكون مستعدًّا أكثر للانصياع.



أي لا تكوني قاسية مع صغيرك في ضبْطه، فتوصليه إلى مرحلة (اللامبالاة)، فلا يَهتم بك ولا يخاف من العقاب، أو ينصاع ويَنضبِط في حضرتك ويُخالِف في غيبتك، فهذا خطير، بل كوني لطيفة، وقدِّري ظروفه، وراعي أحواله، ولا أقصد أن تُعفيه من الانضباط، وإنما اختاري أحسن الأساليب لتطويعه.



5- ولا تكن لهجتك دائمًا آمرة، بل اجعليها لطيفة في بعض المواقف، مثلاً: هل أنت جائع؟ ما رأيك نأكل؟ فليست العلاقة بيننا وبين أبنائنا أمْرًا ونهيًا، وإنما هي في الأصل أمومةٌ وحب، وولاية على هذا الصغير الضعيف، وتوجيهه للخير، ودفْع الشر عنه.



6- وإذا بدأ طفلك يُشاكِس، قولي بصرامة وبهدوء وبلهجة الواثق جدًّا، وبصوت خفيض: "قلت لك: افعل هذا"، وتَشاغلي وكأنكِ متأكِّدة من انصياعه، ولا تفرحي بمُشاكستِه، وتظنيها من علامات الرجولة؛ فالرجولة ليست في المشاكسة والمشاغبة، ولا في التمرد والعصيان وشقِّ عصا الطاعة، إنها في الانضباط والفَهْم، ولا يجوز للمسلم الاعتراضُ على الوالدين أو الإمام العادل أبدًا، وإنما "الرجولة" في كلمة حق عند سلطان جائر، والرجل لا يخاف في الله لومة لائم فقط أمام الظلمة وعند إحقاق الحق، أما لدى والديه (وأمام المؤمنين) فيكون ذليلاً خافضًا جناحه.



7- فإن وصل صغيرك لسن العاشرة ولم يتعوَّد الانضباط والطاعة، احتجْتِ لحرمانه من بعض الأشياء العزيزة على قلبه (ليتَّعِظ ويترك المشاكسة)، فعاقِبِيه بصرامة ولا تُشفِقي عليه، ولا تبالي باعتراضاته، وإلا فقدتِ السيطرة عليه إلى الأبد.

♦ ♦ ♦




وما أجمل الطاعة والانضباط لو رافَقهما الأدب، فإذا أمرتِ ابنك بشيء قولي له: "لو سمحت، افتح الباب"، "من فضلك، اسقني كوب ماء"، ولا يعني هذا أنه بالخيار إن أراد انصاع لنا وإن لم يُرِد تَمرَّد، لا وإنما هذا تدريب وتعويد له ليكون كذلك مع الآخرين، ومعنا نحن - والديه - بشكل خاص، أما لو كان الأمر يَخُصه (كأن يكتب واجبه أو يُنظِّف أسنانه)، فلسنا مضطرين للتأدب معه؛ (لأن هذا واجب عليه).



وإذا لم ينصَعْ لك صغيرك طفلاً وأنت الأقوى والأقدر والأعقل فمتى سينصاع؟ وبماذا ستَضبطينه حين يُراهِق؟ فابنك يَكبَر ويتقوَّى وأنت تكبرين ويَضعُف جسمك، وقد يتطاول عليك، فأنت بحاجة لهذه السلطة لتَسهُل عليك تربيته، ولتوقفيه عند حده إذا تجاوزه، ولتبعديه عن الحرام، ولتجعليه رجلاً حقيقيًّا.




القاعدة: أنت تتَّخِذين القرار وتأمرين وهو يُنفِّذ، هذا الشرع، وهذا البر، وهذا الأدب، وهذا الخُلُق.



وإذا ملكتِ السلطة على ابنك، فإني أَعِدك بألا يُشاكِسك أثناء مراهقته، وستَسلَسُ تربيته وتوجيهه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.44 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]