|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
||||
|
||||
|
هداية الآيات والآن كل آية لها هداية أودعها الله فيها، يهتدي بها عباده المؤمنون، فما الهدايات في هذه الآيات الأربع؟ فيها خمس هدايات.قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين: [ أولاً: حرمة اتخاذ اليهود والنصارى والمشركين أولياء لا سيما أهل الظلم منهم ]. (حرمة) بمعنى: تحريم، بمعنى: محرم اتخاذ اليهود والنصارى والمشركين أولياء تحبونهم وتنصرونهم، لا سيما أهل الظلم منهم، أما إذا لم يظلموا -كما بينا- فلا تحبهم ولكن لا تؤذهم ولا تضرهم، من أين أخذنا هذه الهداية؟ من قوله تعالى: لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [المائدة:51].[ ثانياً: سوء أخلاق اليهود وفساد عقولهم ] وإلى الآن، كيف يسخرون من الأذان؟ يستهزئون بمن يقول: الله أكبر، وحي على الصلاة؟ أي عقل هذا؟! هذا فساد العقول والعياذ بالله، وهو هبوط الأخلاق، لا تسخر من أخيك الإنسان في أي شيء أو تستهزئ به، إن أردت خيراً فانصح له وقل: هذا ما يليق، أما أن تسخر وتستهزئ فهذا ليس من صفات العقلاء أبداً.[ ثالثاً: شعور اليهود وإحساسهم بفسقهم وبعد ضلالهم جعلهم يعملون على إضلال المسلمين ].شعور اليهود وعلمهم بفسقهم، والله إنهم ليعلمون أنهم فاسقون، خارجون عن طاعة الله عز وجل، وطاعة رسله، يشعرون بهذا ويعلمونه، وبعد ضلالهم، ضلالهم ما هو بقريب، الفتن كلها في العالم هم الذين يشعلون نيرانها؛ من أجل هذا يعملون على إضلال المسلمين وإفسادهم؛ حتى يتساووا معهم. وهذا عندنا بين المسلمين، بعض من وقع في الأوساخ بوده أن الناس يفعلون ما يفعل، فاتح مخمرة يفرح إذا فتحت أخرى؛ حتى لا يبقى يلام هو. فاليهود عرفوا هبوطهم وحرمانهم وخسرانهم في الآخرة؛ من أجل هذا يبغضون المسلمين؛ لم؟ يقولون: المسلمون يسعدون ويدخلون الجنة ونحن نشقى وندخل النار! إذاً: نعمل على إفسادهم لنتساوى معهم، فطري هذا في غرائز البشر.[ رابعاً: تقرير وجود مسخ في اليهود قردة وخنازير ]، لو قال المؤرخون: ما وقع هذا، فوالله لا نلتفت إليه ولا نسمعه، وكيف وقد أخبر الله تعالى به، وقد وقع بالله الذي لا إله غيره، ولنقرأ الآية الكريمة: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [الأعراف:163-166]. وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [البقرة:65]. الشاهد عندنا أنه قد يقول قائل: لا. ما وقع هذا، فنقول: والله لقد مسخ عدد من اليهود قردة، أي: في أشكال قردة، وعدد في أشكال الخنازير، والقرى كانت تسور بأسوار، فثلاثة أيام ما خرج واحد منهم، أطلوا عليهم فوجدوهم جيفاً على الأرض.[ خامساً: اليهود شر الناس مكاناً يوم القيامة وأضل الناس في هذه الدنيا ]، أضل الناس اليهود، وذلك لعلمهم ومخالفتهم ما علموا عن الله ورسوله. أعمال الحج في ضوء نسك التمتع معاشر المستمعين! جولة مع المناسك:عرفتم أننا نحرم من الميقات، ولا يحل لأحد أن يحرم بعد المواقيت، وإن ركب رأسه وفعل فليتب إلى الله وليستغفره، وليكفر عن ذنبه بذبح شاة في مكة والحرم.كيف يحرم؟ كما قلنا: يتجرد ويغتسل ثم يلبس إزاراً ورداء، ويكشف عن رأسه ويلبس نعلين لا حذائين، ثم يقول: لبيك اللهم لبيك بعد أن يصلي ركعتين أو بعد أن يصلي فريضة إذا أمكن، وإذا ما تأتى وهو على السيارة أو الطيارة فليقل: لبيك اللهم لبيك عمرة لا رياء فيها ولا سمعة. هذا الذي يريد أن يتمتع، ويمشي يلبي، والتلبية هذه معناها: إجابة أمر الله ودعوته: لبيك اللهم لبيك: إجابة لك بعد إجابة إذ ناديتني ودعوتني لأزور بيتك، فها أنذا قد أجبتك المرة بعد المرة، والذي يظل يلبي يمسي وقد غفر ذنبه كله، وكانوا يقضون من المدينة إلى مكة تسعة أيام أو ثمانية أيام وهم في تلبية ليلاً ونهاراً، الآن ما بقي هذا، وإنما أقصاها أربع ساعات، إذاً: فلا نشتغل بغير التلبية.فإذا وصلت إلى المسجد الحرام فالاضطباع، حين تدخل المسجد اجعل يدك اليمنى فوق ردائك، الإزار ما يؤتزر به النصف الأسفل، والرداء ما يرتديه فوق ظهره، هذا الاضطباع، وسره إظهار القوة وذكرها وعدم نسيانها، فقد حدث أن المشركين قالوا: إذا دخل محمد ورجاله في عمرة القضاء فسننظر: إذا شاهدنا ضعفاً فيهم فسننكب عليهم ونقضي عليهم، فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا نادى أصحابه وقال: ( رحم الله امرأً أراهم اليوم من نفسه قوة )، فاضطبعوا استعداداً للقتال والمواجهة، وطافوا ثلاثة أشواط هرولة إظهاراً للقوة، وبقيت سنة باقية إلى يوم القيامة، ليست واجبة، سنة من السنن تثاب عليها ولا تعاقب إذا لم تفعلها لعجز أو لظرف من الظروف، أما بعدم مبالاة فهذا كفر، ولن يكون هذا من مؤمن.ثم تتم الأشواط السبعة، فإذا فرغت منها تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم استجابة لأمر الله في قوله من سورة البقرة: وَاتَّخِذُوا [البقرة:125] بصيغة الأمر: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125]، وهل قام إبراهيم هناك؟ أي نعم، لما كان إبراهيم عليه السلام يبني الكعبة بأمر الله وامتحان الله للخليل: كيف يبني هذا الرجل بيتاً في صحراء ليس بها أحد؟ ومع هذا نجح إبراهيم وبنى البيت مع إسماعيل، فلما ارتفع البناء احتاج إلى صخرة وحجر يعلو فوقها ليواصلا البناء، إسماعيل يناوله الحجارة وهو فوق، ما هناك خشب ولا أدوات ولا آلات، فلما تم البناء بقي الحجر في مكانه عند الباب، أو بين الحجر والباب، فجاءت العواصف والأمطار والسيول فزحزحته؛ حتى وصل إلى المكان الذي هو فيه الآن، وبقي كذلك، وجاء الإسلام وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم وأقره في مكانه، واجتمع علماء الإسلام منذ خمس وعشرين سنة واتفقوا ألا يزحزح وأن يبقى في مكانه، قال بعضهم: لو أخرناه إلى الوراء حتى نفسح المجال للطائفين، فقال أولو البصائر: لا، تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا، يجب أن يبقى هنا.الصلاة خلف المقام ما سرها؟ سرها: أن المعروف لا يضيع عند الله، يا عباد الله! اصنعوا المعروف مع ربكم، فإنه لن يضيع معروفكم أبداً، الحسنة يضاعفها لك بعشر، وبسبعمائة، هذا الحجر نصلي دونه ونركع ونسجد على الأرض أمامه، لم؟ لأنه قدم خدمة لبيت الله عز وجل، أما استعان به إبراهيم على إتمام البناء؟ وكان يعلو فوقه أم لا؟ إذاً: فعرف الله لك ذلك فشرع الصلاة خلفه: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125]، الصلاة لله، وللحجر اعتراف بالفضل، هذا الحجر قدم لله خيراً، فعرف الله له ذلك، ولا يقول قائل: إذاً: نحن نسجد لحجر! فالجواب: لا، ونظيره آدم عليه السلام حيث أمر الله تعالى الملائكة أن تسجد له، فالسجود من أمر به؟ من أطيع؟ الذي أطيع هو المعبود، وما آدم إلا من باب الاحتفاء به وإكرامه، كذلك الحجر في مقام إبراهيم: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125]، نصلي ركعتين، والسنة أن تقرأ في الأولى بالفاتحة وقل يا أيها الكافرون، وتقرأ في الركعة الثانية بالفاتحة وقل هو الله أحد إن كنت تحفظ، وإن لم تحفظ فعوضك الله الأجر، ويجب من الليلة أن تحفظ هاتين السورتين.الناس حفظوا الأغاني بالمئات، فإذا صليت ركعتين وأنت محرم بعمرة؛ لأنك ما تستطيع أن تفرد الحج وتأتي بعمرة أخرى، ولا تستطيع القران فيكون قرانك أفضل، أنت متمتع، فاذهب إلى الصفا والمروة، وإذا انتقض وضوؤك فيجوز أن تسعى وأنت على غير وضوء، ولا حرج، وابدأ بالصفا كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( ابدأ بما بدأ الله به. وقرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا [البقرة:158] )، ارق الصفا، وهو الآن ممهد مبيض مزين، ما فيه خشونة ولا حجارة، ثم استقبل الكعبة وقل: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ثلاثاً، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، ثلاث مرات ثم انزل، وتسعى عندما تصل إلى الميل الأخضر، عمود كهرباء أخضر، إذا وصلت إلى ذلك المكان فأسرع وخب في بطن الوادي، والخب: السرعة في المشي، حتى تنتهي إلى الميل المقابل، هذا المكان كان وادياً منهبطاً، وهاجر عليها السلام أم إسماعيل جد الحبيب صلى الله عليه وسلم لما فقدت الماء وخافت موت ولدها إسماعيل من العطش نظرت إلى أقرب مكان عال فوجدته الصفا؛ لأن ولدها عند البيت في مكان زمزم الآن، وهو يتلوى من شدة العطش، فطلعت الجبل فما رأت شيئاً، فرأت جبلاً أمامها وهو المروة فهبطت، لما وصلت إلى الوادي أسرعت حتى تخرج منه، فلما خرجت منه مشت كالعادة، ووصلت إلى المروة ورقتها، وعلت فوقها ونظرت، سبع مرات، وإذا بهاتف يهتف وهي تقول: أسمعت أسمعت، هل من غياث؟ وإذا بجبريل واقفاً على رأس إسماعيل في صورة إنسان من كرام الناس وأفاضلهم، ما إن قربت منه حتى قال بعقبه هكذا وضرب به الأرض فصارت زمزم، فأخذت تزمها حتى لا تذهب في الصحراء، فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله أم إسماعيل، لو تركتها لكانت عيناً معيناً ) تسيل أبداً، لكن زمتها، وتعرفون الزمام للفرس، أي: جمعتها.إذاً: إذا وصلت إلى المروة فاستقبل البيت وهلل وكبر كما تقدم وانزل تمشي، وصلت إلى الوادي بين الميلين فأسرع وهكذا سبعة أشواط، وأنت تذكر الله، لا تضحك ولا تعبث ولا تله ولا تنظر إلى النساء، أنت مشغول بذكر الله، فرغت من الأشواط السبعة فتنتهي بالمروة، تبتدئ بالصفا وتنتهي بالمروة.الآن يا معتمر بقي عليك واجب من الواجبات، ألا وهو التقصير من شعرك أو الحلق، قصر من شعرك ولا تعط رأسك لأولئك الأطفال والغلمان يعبثون بشعرك، امش إلى الحلاق وقص من شعرك؛ لأنك تحلق بعد أسبوع أو بعد أيام في الحج، وإن حلقت فما عندنا مانع، أما رحم الله المحلقين؟ لكن في حج أو عمرة بدون حج الحلق أفضل من القص؛ لأن الرسول دعا للمحلقين ثلاث مرات، وللمقصرين مرة واحدة.إذاً: حفاظاً على باقي الشعر لا بأس، قص من شعرك، فإذا فرغت منه فالبس ملابسك وتمتع بزوجتك، وتمتع بكلامك معها بكل حلال، لأنك تمتعت، وابق في مكة تنتظر اليوم الثامن الذي بعده عرفة، فإذا كان اليوم الثامن فاغتسل وتجرد ولب: لبيك اللهم لبيك حجاً لا رياء فيه ولا سمعة، وامش إلى منى لتصلها قبل صلاة الظهر، فتصلي بها خمس صلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وتبيت بها، وتصلي الصبح، ثم تخرج إلى عرفات، هذا عمل المتمتع، ويجب عليه يوم العيد أو بعده بيومين أو ثلاثة أن يذبح شاة مقابل أنه تمتع بلبس ثيابه وتغطية رأسه، ولبس حذائه والتمتع بامرأته، أعطنا مقابل ذلك ذبح شاة، أو سبعة يشتركون في بقرة أو في بعير، وإن لم يستطع صام ثلاثة أيام في مكة، قد يصومها أيام التشريق، لكن ما بعدها صيام، فليعزم على صومها قبل الوقوف بعرفة، فإن نسي أو عجز يصوم ثلاثة أيام التشريق، فإن لم يصمها تعين الذبح، ويصوم السبعة إذا رجع.إذاً: هذا هو المتمتع، تقبل الله منا ومنهم، ونواصل حديثنا غداً إن شاء الله مع القارن.وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |