ضرورة الطلاق في بعض الأحيان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الاحتياط وقطع الذرائع والمشتبه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القياس ​ بين النفى و الإثبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          بين معاملة الخلق ومعاملة الخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          استشراف الفتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ( قُرّة العين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ( حسبنا الله ونعم الوكيل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وصية رجل كبير فـي السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          (كنوز صلاة الجماعة في المساجد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طبْ نفسًا يا طالبَ العلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شكرُ النّعم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-05-2021, 01:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,114
الدولة : Egypt
افتراضي ضرورة الطلاق في بعض الأحيان

ضرورة الطلاق في بعض الأحيان


د. سامية منيسي








على الرغم من أن الإسلام شجَّع على الزواج والتناسل الحلال الطيب، وأقام الأسس على جعل الأسرة وطيدة الأركان، ونظَّم لها كل حياتها؛ حتى تضحى أسرة سعيدة، يشعر كل طرف فيها بالأمان والحب - فإنه في بعض الأحيان يصبح الطلاق ضرورة اجتماعية لا بد منها في حالة عدم التوافق واستحالة الحياة، وفي هذا أيضًا قام الإسلام بتنظيم هذه العلاقة الجديدة بعد انفراط عقد المودة؛ ليغني الله كلاًّ من سَعته.



وقد كانت المرأة قبل الإسلام يُطلقها زوجها، ثم يُرجعها إلى عصمته، ثم يطلقها، ثم يعيدها إلى عصمته دون تحديد لعدد الطلقات إذلالاً لها، فلا هو يتركها تتزوج، ولا هو يعيش معها معيشة الأزواج، فجاء الإسلام لينظم هذه العلاقة الأسرية المقدسة بما يحفظ للمرأة كرامتها وإنسانيتها ومشاعرها، لذلك أمر الله تعالى في كتابه العزيز أن يراجع الزوج نفسه أولاً، فإن أصر على الطلاق، فليعلم أن له حق الطلاق مرتين فقط، فإما أن يعود إلى علاقة الزوجية بعدها، وإما أن يسرح بإحسان؛ أي: يُطلق، ولكن دون ظلم أو افتراء، فإن تم الطلاق للمرة الثالثة، فعليه أن يعلم أن زوجته التي طلَّقها لا تحل له بعد ذلك إلا إذا تزوجت من آخر تأديبًا له ولها أيضًا؛ حتى تكون هذه العلاقة المقدسة في الإطار المطلوب من المودة والرحمة والتقدير المتبادل والمعروف؛ يقول الله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 226، 227].



والإيلاء: هو اعتزال الرجل لامرأته، فالذين يقسمون على ذلك عليهم انتظار أربعة أشهر، فإن رجعوا إلى عِشرة أزواجهم بالمعروف كما أمر الله تعالى، فالله غفور رحيم، يغفر لهم ما صدر منهم، أما إذا صمموا على اعتزال أزواجهم، فقد وقعت الفرقة والطلاق بِمُضي المدة، والله رقيب سميع عليم بالنوايا والأعمال.



وكانت هذه الأمور تجري في الجاهلية إيذاءً للمرأة؛ فقد ورد عن ابن عباس أن الإيلاء في الجاهلية كان يصل إلى السنة والسنتين، وأكثر من ذلك، فوقَّت الله تعالى لهم أربعة أشهر، فإذا مضت أربعة أشهر قبل أن يفيء إلى نفسه، بانت بتطليقة، وهذا مذهب الإمام أبي حنيفة.



أما عند الأئمة مالك والشافعية وأحمد بن حنبل، فإنها لا تُطلق بمضي المدة، وإنما يؤمر الزوج بالفيئة - (أي الرجوع عن يمينه) - أو بالطلاق، فإذا امتنع الزوج منها طلَّقها الحاكم عليه، هذا وقد ذكر ابن كثير في تفسيره أنه إذا رجع الرجل عن يمينه وجبت عليه كفارة؛ حتى لا يعود لمثلها مرة أخرى[1].



وقد حدَّد الإسلام مدة العدة بالنسبة للمطلقة، فقال تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228].



فقد حدد الله تعالى للمرأة المطلقة أن تنتظر ثلاثة أطهار من الحيض أو ثلاث حيضات، لمعرفة براءة الرحم؛ حتى لا تختلط الأنساب، وأزواجهن أحق بهن في الرجعة من الأجانب إذا لم تنقضِ العدة، والغرض من ذلك هو (الإصلاح) لا (الإضرار) بهن، كما أن لهن من حسن صحبة أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أمر الله تعالى، لِما للرجال من فضل القوامة والإنفاق عليهن، وهذا صيانة للأسرة لإعطاء الزوجين الفرصة لاستئناف الحياة مرة أخرى، أما إذا كانت المرأة حاملًا فإن عدتها أن تضع حملها، ويجوز للزوج أن يراجعها خلال ذلك.



ثم تستمر الآيات لتوضح لنا أن الطلاق مرتان، فإما إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان؛ يقول الله تعالى: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229].



يأمر الله تعالى الأزواج بمعاملة الزوجات معاملة حسنة، فإذا كان هناك طلاق فهو مرتين فقط، فإما يُحسن الزوج صحبة زوجته، وإما يُطلقها بائنًا بعد ذلك، ثم يأمر الله تعالى بألا يُضيق الأزواج على أزواجهم المطلقات؛ ليفتدين أنفسهنَّ منهم بالصداق وغيره أو ببعضه؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ﴾ [النساء: 19].



أما إذا وهبته المرأة شيئًا عن طيب نفسٍ منها، فقد قال تعالى: ﴿ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ [النساء: 4]، ويقصد بذلك جزءًا من الصداق عن طيب نفس ورضا.



هذا وقد جعل الله تعالى الفرصة للزوجين لعودة العلاقة بينهما قبل الطلاق بالوسائل والطرق المختلفة؛ مثل: تدخُّل الأهل والأقارب والأصحاب للإصلاح؛ يقول تعالى: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْر ﴾ [النساء: 128]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35].






[1] انظر تفسير ابن كثير لهذه الآيات، وانظر أيضًا: من روائع البيان في تفسير آيات الأحكام؛ لمحمد علي الصابوني.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]