|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أشعر بالندم على عمري الضائع أ. رفيقة فيصل دخان السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة ترتيبي الثالث بين إخوتي، تقَع عليَّ مسؤولية البيت كاملةً، وأشعُر بضغطِ كبيرٍ بسبب البيت ومتطلباته! أَجَّلْتُ زواجي حتى تأمين مستقبل إخوتي وتوفير ما يحتاجونه، وبكلِّ أسَفٍ أشعُر بالندَم على ذلك! فالعمر يَمُرُّ وأنا مُهْمِلَة لحياتي كليةً، ثم أقول لنفسي: هذا نصيبي في الحياة، ولا بد أن أقبلَ هذا بصدْرٍ رحبٍ! أنا لا أثِق في نفسي مهمَا كان قريبًا مني، حتى والدتي، كذلك أجِد الجميع يستخفُّ بي، ولا أجد الطريقةَ المناسبة التي أُواجه بها هؤلاءِ؛ لذا أفضل الحلول هي الانعزال عن الآخرين. أشعر بالنقْص في كلِّ شيءٍ، ولا أستوعب كلَّ ما يقال، وذِهني مُشَتَّت، فالأشياءُ التي يستوعبها مَن هُم في سنِّ العاشرة أستوعبُها أنا في سنِّ العشرين! لا أجد مَن يفهمني، حتى صديقاتي أشعُر بسُخريتهنَّ مني، حتى وإن كنَّ يُبدينَ حبهنَّ واهتمامهنَّ بي. أعرف أني لا أملِك أي شيء مميزٍ، ولا حتى الأشياء الأساسية؛ مثل: الطبْخ والخياطة والمكياج، وغيرها مِن الأشياء البدهية المميِّزة للفتاة. أشعُر بالإحراج إذا قابلتُ صديقةً جديدةً، كما أنني أصبحتُ أُعاني مُؤَخَّرًا مِن النِّسيان بشكلٍ كبيرٍ جدًّا، ولا أستطيع تذكُّر الأشخاص مِن حولي، حتى جيراني، ويُسَبِّب هذا الموضوع لي كثيرًا مِن الإحراج! لا أستطيع قول كلمة: (لا) في كثير من الأحيان، وأحس أحيانًا بأني أريد الصُّراخ بأعلى صوتي، بداخلي الكثير مِن المشاكل والأفكار والأحلام والأمنيات التي تتداخَل فيما بينها، ولا أستطيع التمييز بينها، ولا معرفة الأهم منها مِن الأقل أهميَّةً. تُراودني أسئلةٌ كثيرة: مَن أنا؟ وما موقعي في هذا العالم؟ وماذا حقَّقتُ؟ وهل أنا على صوابٍ أو خطأ؟ ولماذا لا أستطيع إيصال أفكاري وصوتي للآخرين وإقناعهم بوجهة نظري؟ لماذا أشعُر دائمًا بأني مُسَيَّرة؟ أصبحتُ لا أميِّز بين الصواب والخطأ؟ أريد أن أكونَ شيئًا لكني أجِد نفسي لا أُحَقِّق أي خطوة للأمام؟ حين أُخْطئ لا أستطيعُ أن أستوعبَ فكرة أني أخطأتُ. أُحِب كلَّ مَن حولي، وأعطيهم أكثر مما يستحقون، ولا أستطيع أن أكره أو أُسامح كلَّ مَن أخطأ في حقي مهما كان! أريد أن أغيِّر حياتي كلها مِن الجذور، لكني لا أدري كيف؟ ومِن أين أبدأ؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا بك أختي السائلة، لا شك أنك تتمتعين بِحِسٍّ راقٍ، وشُعورٍ عالٍ بالمسؤولية، ولْتَعْلَمي أنَّ هناك فرقًا بين أن تكوني إنسانةً مُتعاونةً تُحب تقديم المساعدة؛ لأنك تحبين ذلك، ولأنك تحتسبين الأجرَ عند الله، وبين كونك إنسانة ضعيفة الشخصية، يسْتَغِلُّها الآخرون لتفعلَ كلَّ شيءٍ، ولا تستطيع الرفض، ثم تندم، ويتولَّد لديها شعورٌ بعدم الرضا. بإمكانك تقديم المساعدة في إطار حدودك، وحدود ما يمكنك أن تُقدميه بالفعل؛ مِن وقتٍ، وجهدٍ، واستطاعة، وأهم من ذلك رغبة نابعة مِن صميم القلب بتقديم المساعدة، كما بإمكانك قول: "لا" أحيانًا، مع الاحتفاظ بأصدقائك وحبِّ الآخرين لك. أنصحك بقراءة كتاب: "كيف تقول لا دون أن تشعرَ بالذنْب"؛ للكاتبة كورين سويت. عزيزتي، نحن لم نُخْلَقْ في هذه الدنيا عبَثًا، بل خُلِقْنا لعبادة الله - عز وجل - وحْدَه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، فهذا هو الهدفُ الأسمى والأكبر لجميع العباد، والإنسانُ إذا وَضَع هدفًا لحياته، واستعان بالله - تبارك وتعالى - فإنه يبلغ الأهداف التي ينشدها بسهولةٍ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((احْرِصْ على ما ينفعك، واستَعِنْ بالله ولا تعجز))؛ أخرجه مسلمٌ في صحيحه. فقد بَيَّن - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أنه ينبغي للمؤمنِ أن يحرصَ على كلِّ ما ينفعه - أي: في دينه ودنياه - حتى لا يكونَ مغبونًا خاسرًا قد ضاعتْ منه أيامُه، وذهبتْ منه لياليه وهو لا يُحَصِّل مادةَ صلاحِه في دينه ودنياه، ثم بَيَّن - صلى الله عليه وسلم - أنَّ سبيلَ تحقيق هذا الأمر هو بالاستعانة بالله أولًا، ثم بتحصيل الأسباب الممكِنة ثانيًا، وبذْل الوُسْع في ذلك؛ ولذلك قال: ((واستعِنْ بالله ولا تعجز))، فالمؤمنُ إذًا ينبغي أن يكونَ قويًّا فيما يقْدِر عليه، وفيما يقْدِر على تحصيله؛ ولذلك قال - صلوات الله وسلامه عليه - بعدها: ((احرصْ على ما ينفعك))؛ أي: احرصْ على ما ينفعك مِن مَصالح الدنيا والآخرة؛ ثم قال: ((واستَعِنْ بالله))؛ أي: اجعل سببَ تحصيل هذه المصالح هو توكُّلك على الله، ثم قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ((ولا تعجز))؛ أي: خُذْ بالأسباب المُوَصِّلة إلى المقصود. فهذا الحديثُ - يا أختي - اجعليه نِبْراسًا تستضيئين به، واجعليه طريقًا تسيرين عليه في هذه الحياة، وأنا على ثقةٍ بأنك تستطيعين أن تصلي إلى هدفٍ جيدٍ بقليلٍ مِن التخطيط، وقليلٍ مِن الاجتهاد، وقليلٍ مِن ترتيب الوقت، وقليلٍ مِن تنظيم القراءة، وقليلٍ مِن التعاوُن مع الناجحات ومخالطتهنَّ، وأن تجعلي نفسك في زُمرة الصالحات، وأن تتوجهي إلى ربِّ الأرض والسموات - سبحانه وتعالى - فهو وحْدَهُ بِيَدِه مقاليدُ السموات والأرض، ومفاتيحُ الرزق، فاسأليه العونَ والتوفيق، والزوجَ الذي يُسعدك ويسعد بك. وأنصحك بسماع: : www.safeshare.tv/w/qCzaumAFSF وبقراءة: : plus.google.com/115857793164811464702/posts/K8RkXtTgstR لتعرفي طريقَ التوفيق بالحياة - بإذن الله. وتأكَّدي أنك عندما تُغَيِّرين نفسك للأفضل، وتُحَسِّنين صلتَك بالله - عز وجل؛ فستشعرين بتغيُّر العالم بأَسْرِه مِن حولك للأفضل، وستُفْتَح لك - بإذن الله - مَغاليقُ كثيرةٌ. وفَّقك الله لكلِّ ما يُحِبُّ ويرضى
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |