تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5083 - عددالزوار : 2324570 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4668 - عددالزوار : 1616539 )           »          تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 139 - عددالزوار : 1416 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 21924 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 20515 )           »          حياة البرزخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 107 )           »          مذاهب العلماء في نفقة الزوجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 118 )           »          سعي المرأة لطلب الرزق بين الوجوب وعدمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »          الغُمة الشعورية الكئيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 114 )           »          التفسير بالعموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2021, 09:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,362
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

علامات صحة الإيمان
قال الله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا [النساء:57] حق الإيمان.وما زلت أردد وأقول: من أراد أن يعرف هل هو مؤمن أو غير مؤمن، يقرأ القرآن الكريم، إذا كان يحسن القراءة، أو يستمع إلى من يقرأ عليه، فإن وجد نفسه مؤمناً حمد الله وأثنى عليه وسأله التثبيت عليه، وإن وجد نفسه ضعيف الإيمان فليجدد العهد، فليؤمن.ومعنا آيتان كالشاشتين البيضاوين، من أراد أن ينظر: هل هو مؤمن أو لا؟ فليصغِ إليّ ويسمع: وليشاهد نفسه، قال تعالى في بيان المؤمنين بحق وصدق: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4]، واضحة أو لا؟ والآية الثانية: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ [التوبة:71] بحق وصدق، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] أولياء بعض؟ هذه الولاية تتمثل في شيئين، من يعرفهما؟ الحب والنصرة، إذا لم تحب أخاك المؤمن أو أختك المؤمنة ما أنت بمؤمن، هل يوجد مؤمن يكره المؤمن؟ ما هو بمؤمن، يكره ولي الله! إذا استنصرك أخاك وأنت قادر على نصرته ثم انهزمت وتركته ما أنت بمؤمن: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71].ثانياً: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، ثالثاً: وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ [التوبة:71]، رابعاً: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [التوبة:71]، خامساً: وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71] في الأمر والنهي: أولئك هم المؤمنون حقاً.
صور من الأعمال الصالحة وشرط قبولها
وَالَّذِينَ آمَنُوا [النساء:57] أولاً وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [النساء:57].الصالحات: جمع صالحة، الفعلة الصالحة، الخصلة الصالحة، العبادة الصالحة، هذه الصالحات أين توجد؟ لو طلبناها أين نجدها؟ في كتاب الله وبيانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو في كتب العلم والفقه.الصالحات: هي أعمال القلوب والألسن والجوارح، وهي من كلمة: (لا إله إلا الله) إلى (إماطة الأذى عن طريق المؤمنين والمؤمنات الصلاة، الزكاة، الصيام، الجهاد، الذكر، الدعاء، وقراءة القرآن) كل هذه العبادات هي الصالحات فقط، علمناها: أنك لا بد وأن تؤديها تفعلها، كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن زدت فيها أو نقصت منها أو قدمت أو أخرت بطل مفعولها.وعلى سبيل المثال في الزيادة والنقصان: كم صلاة الصبح من ركعة؟ اثنتان.لو أن مؤمناً قوي الإيمان قال: أنا أصلي أربعاً، لِم أبخل على ربي؟! أصلي أربعاً، هل يوجد فقيه يقول: صلاتك صحيحة، هو يعتذر يقول: أنا أصلي لربي أكثر، ما دام طلب مني ركعتين سنزيد ركعتين، هل يوجد فقيه يقول: صلاتك صحيحة؟ لا.صلاته باطلة ويقال له: أعد صلاتك، وأنتم يا أهل البصيرة لم نقول: بطلت، ما معنى بطلت؟ ما تولد ولا تنتج الحسنات المزكيات للنفس؛ لأنه عمل فاسد، عرفنا السر أو لا؟تكبيرة الإحرام فقط، لو تركها مصلٍ، وبعدما قرأ الفاتحة والسورة كبر تكبيرة الإحرام تصح صلاته؟لا. باطلة، لماذا؟ ما تنتج له؟ أعد صلاتك، هذا التقديم والتأخير والزيادة والنقصان لا يجوز.والظرف: لو أننا الآن نصلي العشاء ونقول: نحن لا ندري أنصبح أو لا نصبح هيا نصلي الصبح، ويؤمنا الإمام ونصلي الصبح، هل نجد فقيهاً في الدنيا يقول: صلاة الصبح صحيحة الآن؟ لماذا؟لأنه ليس وقتها، إذاً: والله ما تنتج أبداً ولا تولد طاقة ولا نوراً.إذاً: الصالحات تلك العمليات التي شرعها الله في كتابه وعلى لسان رسوله، وبين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كيف تؤدى، بين أوقاتها، بين تقديمها، تأخيرها كمياتها.. يجب أن نعلم هذا علماً حقيقياً ونعبد الله به.فلهذا الجهل حرام أو حلال؟ لا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يعيش وهو لا يعرف كيف يعبد الله؟ لو اضطر إلى الهجرة والله يجب أن يهاجر، يعني: وجد في قرية ما فيها من يعرف شيئاً، يريد أن يسأل: كيف يتوضأ؟ ما يجد، يجوز البقاء له في هذه البلدة؟ والله يجب أن يهاجر، ولا يحل له البقاء في هذا البلد.
جزاء من عمل الصالحات
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [النساء:57] ماذا لهم؟ اسمع خبر الله عنهم: سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ [النساء:57] جمع جنة، والجنة: البستان ذو الأشجار ذات الزهور والأوراق التي إذا دخلتها تحسها غطتك وجنْتك: جَنَّاتٍ [النساء:57] من وصفها: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [النساء:57] تجري من تحتها، أي: من تحت القصور والأشجار الأنهار، كم نهراً يرحمكم الله في الجنة؟ أربعة، ما هذه الأنهار؟أولاً: نهر الماء العذب الفرات، الغير الآسن -المتغير- أبداً: أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ [محمد:15] لا بالحموضة ولا بغيرها، نهر كامل كالنيل يجري لبن. وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ [محمد:15] ما في وصف أعظم من هذا؛ لأننا ما نعرف الخمر ما هي؟ كذا أو لا؟ ما ذقناها، إذاً: قال: لَذَّةٍ [محمد:15]، تعرفون اللذة أو لا؟ في الأكل الطيب والشراب الطيب.. لذة، لذة لمن؟ للشاربين.اسمعوا هذا الخبر الجديد: من مات مدمناً على الخمر.. مات يشرب بلا توبة لن يشربها في الجنة.. من مات مدمناً للخمر لم يتركها ولم يتب منها حتى مات على ذلك فإن كان مستحلاً لها، فهو كافر من أهل النار بلا جدال، وإن كان يفعلها وهو خائف وهو مؤمن حتى إذا دخل الجنة يصرف عنها، ما يشربها، لا تفهم أنه يريد أن يشرب ويمنع: لا، أبداً، يصرف عنها ما يريدها ولا يسمع عنها، وإلا في دار السلام أقل من يأخذ من المساحة مثل الدنيا عشر مرات، أقل ما تأخذ، عشرة كواكب فقط. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [النساء:57] جمع (نهر)، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [النساء:57]، خلوداً أبدياً، يخرجون إلى أين؟ في عالم آخر، ما في إلا عالمان، فوق الجنة وأسفل جهنم، ما في عالم آخر. خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [النساء:57]، أبداً: بمعنى لا يخرجون منها، إلى أين يخرجون؟ أولاً: لا يموتون، لا يمرضون، لا يكبرون، لا يهرمون، لا.. لا، إذاً: يبقوا هكذا في نعيمهم. خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ [النساء:57] الأزواج: جمع زوجة أو زوج؟ أين أهل الحلقة؟ جمع زوجة أو جمع زوج؟عرفنا: أن الفرد إذا ضم إليه آخر قيل فيه: زوج، فلهذا: الرجل زوج وامرأته زوج، وإنما يقال: زوجة (بالهاء) للعامة حتى يفهموا، لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ [النساء:57] بمعنى: زوجات، كم؟ الله أعلم.فقط عندنا يقين: أن امرأتك إذا كانت من أهل الجنة لإيمانها وصالح أعمالها، وبعدها عن الشرك والمعاصي، إذا ماتت في عصمتك هي زوجتك، لا يأخذها آخر، وإن طلقتها أو مت وتزوجت غيرك ما لك فيها نكاح، الذي تموت عنده هو زوجها.فلهذا: أحد الأصحاب في الشام وهو أبو الدرداء مرض وكان وباء كبير -عافانا الله وإياكم والعالم الإسلامي- قد أصاب البلاد، فلما أصيب قال لزوجته: أي فلانة إذا تريدين أن تكوني زوجتي كما أنت الآن يوم القيامة فلا تتزوجي بعدي، وإذا ما تريدين شأنك، فما تزوجت، وما هي إلا أشهر وماتت بعده، رضي الله عنهما وأرضاهما. أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ [النساء:57] ما قال: (مطهرات) لأن القرآن أسلوبه راق، يحمل معنى الخفة وعدم الثقل (مطهرة) كل واحدة مطهرة، من طهرها؟ الله.كيف طهرها؟ عند العامة التطهير هو الختان، مطهرة من كل أذى، ومن كل قذى، ومن أبرز ذلك: دم الحيض والنفاس، لا ولادة ولا حيض ولا نفاس، أما عرق الرجال كالنساء، والله لأطيب من ريح المسك، أضف إلى ذلك: لا تخرأ ولا تبول، أبداً.إذاً: وتأكل؟ إي نعم، أصناف الأكل، ولكن يتحول ذلك كله إلى عرق وجشاء، وهذا الجشاء أطيب من ريح المسك.لطيفة! كان أحد اللبنانيين من المؤمنين يركب سيارة مع مسيحي، فقال المسيحي للمسلم: أمركم عجب أنتم أيها المسلمون! تؤمنون بأن أهل الجنة يأكلون ويشربون؛ لأن النصارى يقولون: الجنة تدخلها أرواح فقط، ضللهم اليهود ومسخوهم، كيف إذاً: يأكل ويشرب وما يبول وما يتغوط، ما هذا الاعتقاد الفاسد عندكم؟!فيلهم الله تعالى ذاك اللبناني العامي، وهذا ما نستشهد به دائماً عند قول الله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ [الأنعام:83]، عامي قال: يا مسيو! أنت تقول هذا؟ عندنا الطفل في الشهر السادس والسابع والثامن والتاسع وهو يتغذى يبول في بطن أمه، يخرأ؟ لو كان يبول ويخرأ كيف يصبح بطن أمه؟يبول ويخرأ، أين الغذاء الذي يتغذاه؟ يتحول إلى دم، فكذلك أهل الجنة جعلنا الله وإياكم منها نأكل ونشرب ويتحول ذلك إلى جشاء وإلى عرق. وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا [النساء:57]، إن شئت قل بمعنى: حياة النعيم الواسعة الوارفة، لا، ما هناك حاجة هو حاصل، ولكن حتى الظل؛ لأن الجنة قال تعالى من سورة الإنسان: لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا [الإنسان:13]، الزمهرير: البرد، أي: لا حر ولا برد، اعتدال دائم.والظل يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن شجرة طوبى: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ [الرعد:29]، هذه الشجرة (طوبى) يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطعها.إذاً: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا [النساء:57]، قولوا: اللهم اجعلنا منهم؟ اللهم اجعلنا ووالدينا وكل المؤمنين والمؤمنات منهم يا رب العالمين.
قراءة في كتاب أيسر التفاسير

معنى الآيات
قال: [ على ذكر الإيمان والكفر في الآية السابقة ]، تقدم أو لا؟ بالنسبة إلى اليهود.قال: [ ذكر تعالى في هاتين الآيتين الوعيد والوعد، الوعيد لأهل الكفر، والوعد لأهل الإيمان ] في فرق بين الوعد والوعيد، الوعيد بالعذاب، والوعد بالخير، دائماً وأبداً.قال: [ فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا [النساء:56] يريد: يدخلهم نار جنهم يحترقون فيها ويصطلون بها، كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ [النساء:56]، تهرت وسقطت بدلهم الله تعالى فوراً جلوداً غيرها ليتجدد ذوقهم للعذاب وإحساسهم به، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء:56]، تذييل ] تعرفون التذييل تأتي جملة بعد الأخرى كذيل لها.[ تذييل المقصود منه إنفاذ الوعيد بهم؛ لأن العزيز الغالب لا يعجز عن إنفاذ ما توعد به أعداءه، كما أن الحكيم في تدبيره يعذب أهل الكفر به والخروج عن طاعته ]؛ لأنهم خرجوا عن طاعته ووسخوا أنفسهم. هذا ما تضمنته الآية الأولى من وعيد لأهل الكفر.[ وأما الآية الثانية فقد تضمنت البشرى ]، البشرى ما هي؟ الخبر السار إذا سمعته تهلل وجهك بالبشر والطلاقة، البشرى.[ فقد تضمنت البشرى السارة -المفرحة- لأهل الإيمان وصالح الأعمال، مع اجتناب الشرك والمعاصي ].أما يعبد الله ويقول كلمة شرك ينمسح، ينتهي ذلك ما ينفع، لا بد مع اجتناب الشرك والمعاصي.قال: [ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ [النساء:57]، يريد نساء من الحور العين ]، ما معنى الحور العين؟الحور: جمع حوراء التي يغلب بياض عينيها على سوادهما، عرفتم؟ إذا كان الظاهر سواد عينها أكثر تصير كالحية، إذا كان بياض العين أكثر من السواد أجمل، حوراء، والعين: جمع عيناء ذات العين الواسعة.قال: [ من الحور العين، مطهرات من كل ما يؤدي أو يُخل بحسنهن وجمالهن نقيات من البول والغائط ودم الحيض ]، أما النفاس لا وجود له.[ وقوله تعالى: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا [النساء:57] وارفاً كنيناً -يكنهم ويسترهم ويغطيهم- يقيهم الحر والبرد، قال: وحدّث يوماً رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة، فقال: ( في الجنة شجرة تسمى شجرة الخلد يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطع ظلها )]، اللهم اجعلنا من أهلها.
هداية الآيات
الآن: [ هداية الآيتين ] ولا تخلو آية من هداية.[ أولاً: الكفر والمعاصي موجبات للعذاب الأخروي ].يقيناً: الكفر والمعاصي موجبات للعذاب الأخروي.[ ثانياً: بيان الحكمة في تبديل الجلود لأهل النار، وهي: أن يدوم إحساسهم بالعذاب.ثالثاً: الإيمان والعمل الصالح مع ترك الشرك والمعاصي موجبات للنعيم الأخروي.رابعاً: الجنة دار النعيم خالية من كدرات الصفو والسعادة فيها ].كل شيء يكدر صفوها أو السعادة ممنوع، لا يوجد في الجنة ما يكدر أبداً صفوها وسعادة الناس فيها، اللهم اجعلنا من أهلها.وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-04-2021, 01:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,362
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (32)
الحلقة (256)

تفسير سورة النساء (38)


أمر الله عز وجل ولاة الأمور ممن تولى على المؤمنين أن يحفظوا حقوق رعيتهم، وأن يحكموا بينهم بالعدل، وفي مقابل ذلك أمر الرعية أن يلتزموا بطاعة ولي الأمر فيما هو معروف للشرع، أما ما كان غير ذلك فلا طاعة إلا لله، وإن حصل النزاع والاختلاف في شيء من أمور المسلمين فيرد حكمه لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا الخطاب يشمل الراعي والرعية على حد سواء.
قراءة في تفسير قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ...) وما بعدها من كتاب أيسر التفاسير
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله، فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد:أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، والتي بعدها ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).فاللهم حقق رجاءنا، إنك ولينا ولا ولي لنا سواك!وها نحن مع سورة النساء، ومع الآيتين الكريمتين اللتين تدارسناهما ليلتين وهذه الثالثة، وما وفيناهما حقهما ولن نستطيع ذلك، وإنما نأخذ بقدر ما وهب لنا وأعطيناه، هيا أتلو عليكم الآيتين، وأنتم ترددون التلاوة في نفوسكم أولاً: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:58-59].هيا مع شرح الآيات في كتاب: أسير التفاسير؛ لنزداد يقيناً ونزداد علماً أيضاً.
معنى الآيات
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم وسائر المؤمنين: [ روي أن الآية الأولى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ [النساء:58]، نزلت في شأن عثمان بن طلحة الحجبي ].وبيان ذلك قال: [ حيث كان مفتاح الكعبة عنده بوصفه سادناً -أي: قيماً على البيت، البيت الحرام- فطلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منه صبيحة يوم الفتح ]، أي: يوم فتح هذا؟ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر:1]، أي: فتح مكة، فقد كان يديرها المشركون..مغلقة على المؤمنين، متى فتحها الله؟ في السنة الثامنة من الهجرة (صبيحة)، لما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح من عثمان أعطاه إياه.قال: [ فصلى في البيت ركعتين -وشاهد صوراً وتماثيل داخل البيت صورها العرب فأمر بإنزالها وإبعادها وخرج، فقال العباس رضي الله عنه -عمه- أعطنيه يا رسول الله].أي: أعطني المفتاح لأضمه إلي فأصبح سادناً وساقياً، السقاية له، ويريد أن يضيف إليها السدانة.[ليجمع بين السقاية والسدانة، فانزل الله تعالى هذه الآية والتي بعدها ]، وهما الآيتان اللتان ندرس.وقد يقال: الآيتان نزلتا في المدينة، لأن سورة النساء مدينة، ولا مانع أن تنزل الآية والآيتان في مكة، وبعد عام عامين، ويقول جبريل ضعها: يا رسول الله في المكان الفلاني، بين الآية والآية. وجائز أن يقرأها الرسول استشهاداً بها واستدلالاً، فيفهم الناس أنها نزلت الآن، والكل صالح وحسن.قال: [ فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي بعدها، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية على الناس -قرأ عليهم ليسمعوها- ودعا عثمان بن طلحة وأعطاه المفتاح ]، أما هذا الجزء فهو حق ناداه وأعطاه المفتاح.قال: [ غير أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ].إن كانت الآية نزلت في هذه الحادثة، فالله فرض على هذه الأمة أن تؤدي الأمانات طول الحياة، وعلى أن من حكم منهم أن يعدل في حكمه.(العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)، اللفظ عام أو لا؟ اسمع! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ [النساء:58]، يدخل فيه هذا كل مؤمن إلى يوم القيامة، أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:58]، يأمركم أيضاً: أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ [النساء:58]، لأنه العدل، وأداء الأمانة، والحياة قائمة على هذين: العدل والأمانة، نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ [النساء:58].قال: [ غير أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ ولذا فالآية في كل أمانة، فعلى كل مؤتمن على شيء أن يحفظه ويرعاه؛ حتى يؤديه إلى صاحبه، والآية تتناول حكام المسلمين أولاً بقرينة: وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [النساء:58]، العدل: الذي هو القسط، وضد الجور ومعناه: إيصال الحقوق إلى مستحقيها من أفراد الرعايا.وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ [النساء:58]، يريد أن أمره تعالى أمة الإسلام حكاماً ومحكومين أمره إياهم بأداء الأمانات والحكم بالعدل هو شيء حسن، وهو كذلك إذ قوام الحياة الكريمة هو النهوض بأداء الأمانات والحكم بالعدل ].تذكرون أن العبادات أنها كلها أمانة عندنا، حتى قلم الأظافر.قال: [ وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58]، فيه الحث على المأمور به -وهو أداء الأمانات والحكم بالعدل- بإيجاد ملكة مراقبة الله تعالى في النفس ].فالذي يوجد الله له هذه الملكة، ويصبح يراقب الله في كل حركاته وسكناته؛ قل ما تزل قدمه أو يسقط، إذا علمت أن الله عز وجل كان وما زال سميعاً لأي قول.. لأي صوت، حتى أصوات النمل وكلمها، سميع وبصير بكل دقيقة وجليلة، ما تعجز حتى الآلات عن تصوره أو فهمه أو إدراكه فالله عليم به؛ فإذا وجدت هذه الملكة في النفس، وأصبح عبد الله أو أمة الله يعيش مع الله، يراقب الله في كل شيء لعلمه اليقيني أنه يسمع ما يقول ويبصر ما يفعل، أمكنه أن يستقيم على منهج الحق، يبدأ بأمانات الله أولاً، ثم أمانات عباده، ثم العدل في كل حياته حتى في أكله وشربه كما بينا هذا.قال: [ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58]، فيه -أي: في هذا الجملة من كلام الله تعالى- الحث على المأمور به ]، وهو الحكم بالعدل وأداء الأمانة.قال: [ بسبب إيجاد ملكة مراقبة الله تعالى في النفس؛ فإن من ذكر بقلبه أن الله تعالى يسمع أقواله، ويبصر أعماله، استقام في قوله فلم يكذب، وفي عمله فلم يفرط، هذا ما دلت عليه الآية الأولى.أما الآية الثانية: فإن الله تعالى لما أمر ولاة أمور المسلمين] قلنا: الإمام ورجاله والقضاة، وكل من له مسئولية يقوم بها، هو ولي أمر [أمرهم بأداء الأمانات التي هي حقوق الرعية، وبالحكم بينهم بالعدل، أمر المؤمنين المولي عليهم بطاعته وطاعة رسوله أولاً، ثم بطاعة ولاة الأمور ثانياً ]، إذا كان الأمير يأمر وما يطاع ما فائدة وجوده؟ وإذا لم يطع الأمير من يطع الأب أو الأم؟ الفوضى والخراب والدمار.
منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الحكام
سأل بعض الإخوان بالأمس، قال: كيف نطيع الحكام وهم ما يحكمون الشريعة الإسلامية؟ نقول: أطعهم حيث أمرك الله ورسوله أن تطيعهم، فيم تطيعهم؟ فيما هو معروف، جائز، مشروع، أما أن تطيعهم تلبس برنيطة؟ لا. أن تعلق صليباً في عنقك؟ لا. أن تصنع الخمر في بيتك وتسقيها زوجك وأولادك؟ لا. وهل هم أمروا بذلك؟ والله ما كان، نحن الأتباع المحكوم فيهم، أضعنا ديننا بأنفسنا، ثم أصبحنا نلقي بالتبعة على الحاكم. اسأل: من موريتانيا إلى إندونيسيا: هل هناك حاكم شرع قانوناً بأن لا صلاة بعد اليوم؟ سمعتم هذا؟ أو صدر قانون أن من يعلم أنه يخرج زكاة ماله يسجن سبعين سنة؟ حصل هذا ومنعوا الزكاة؟ هل بلغكم أن أمراً صدر أن أيما امرأة لا تكشف وجهها ورأسها وتلبس الميكروجيب والمنيجيب، يحكم عليها بالإعدام.. بالقتل.. بالسجن أبداً؟ صدر هذا؟ والله ما كان، هل صدر أمر من حاكم من الحكام: يجب كما ترقى الغرب والشرق أن نترقى بأن نبيح الخمر ويشربها نساؤنا وأطفالنا في الشوارع، أحصل هذا؟ هل هناك حاكم قال: ما نعترف بطاعة الأبناء لآبائهم الطاعة للحاكم، أيها الأبناء لا تطيعوا أولادكم، اضربوهم والعنوهم، نترك هذه الرجعية؟ هل حصل هذا؟أنا أتكلم، لو كنت في الصين أتكلم بهذا الكلام، إياكم أن يعبث الشيطان بقلوبكم، ويقول: الشيخ يقول الباطل ويتملق. والله لا أقول إلا ما أعلم أنه الحق بعينه، ما هذه الوساوس؟ إذاً: وبالأمس قلنا: جاءت الاشتراكية، العلمانية.. ما هناك حكومة أمرت بالكفر ولا بالشرك ولا ألزمت بالمعاصي ولا بالفسق ولا بالفجور، واستثنينا دويلة عدن الشيوعية، وقد ذهب الله بها وأراح المسلمين منها، فقد ألزموا المواطنين بأشياء كفرية، وانتهت في أيامنا.يبقى للذين يقولون: لا نطيع الحكام وهم لا يحكمون كتاب الله، هذه هي المشكلة أو لا؟ لما ما تطيعونهم تخرجون عليهم وتقاتلونهم، آلله أمركم بهذا؟ لا. آلرسول أمر بهذا؟ لا. الرسول يقول: ( عليكم بالسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم حبشي رأسه كالزبيبة )، ويقول: ( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان )، اسمعوا وأطيعوا ولا تخرجوا أبداً عن طاعة الحاكم وإن كان فاسقاً، ظالماً، فاجراً، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان، حينئذٍ نخلع هذا الحاكم، ونبعده ونضع غيره، هذا هو الطريق أو لا؟ فأنتم لما تصيحون في بلادكم في حكوماتكم، أين الأمة التي تبايع الإمام إذا ظهر؟ أمة استباحت المحرمات، واستحلت ما حرم الله، وجهلت الطريق إلى الله، وما عرفت ربها، ثلاثة أرباعها ما عرفوا الله، وأنت تريد أن تخلع الحاكم، كيف تخلعه؟ قل لي كيف: بالاغتيالات؟ بالتفجيرات؟ لو بقيتم تفجرون وتغتالون ألف سنة هل هذا سيسقط الحاكم؟ لا. وهل الله أذن بهذا؟ هل الله أذن في أن تقتل مسلماً؟ الرسول قال: اقتلوه أو قال: اعزلوه؟ تعزلونه إذا كنتم أمة على قلب رجل واحد، أمة ربانية، كلهم أولياء الله، تقولون: يا فلان! قلت أو فعلت ما هو كفراً بواحاً، ابتعد عن الحكم، اعل يا فلان واحكم، هل هذه الشعوب الهابطة فيها هذه الروح وتقدر على هذا؟ وشاهدنا البلاء ينزل تبجحوا في البلد الفلاني، وقالوا: ضربوا ضربة شديدة، مات الإسلام من بلادهم، في البلد الفلاني تنتقل من محنة إلى محنة؛ لأنه سلوك هائج، باطل، حرام، والله لا يحل. إذا ما عندنا قدرة أن نخلع ونعزل يجب أن نسكت، نعمل كيف نحفظ ديننا، لا أن نهيج الفتن ونثير المشاغب والمتاعب في أمة حتى ينتهي الإسلام.هذا أمر الله (وأولي الأمر منكم)، على شرط ما يكون يهودياً أو نصرانياً أو بوذياً، مؤمن فسق فجر، الشعب ثلاثة أرباعه فسقة فجرة،لم أغير الحاكم؟ أليس شعبنا ما يصلي وفيه العديد ممن يشرب الخمر والحشيش والباطل والعقوق والربا والفجر؟ موجود أو لا؟ لماذا ما ننظر إلا إلى الحاكم ونهيج الناس، مع العلم أن من آدابنا الإسلامية ألا نذكر مؤمناً بفاحشة أبداً، بل نستر عليه ونغطيها.ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره، فمجالسنا كلها في الطعن والنقد للعلماء والحكام، ونهيج الجهلة والمساكين فيحملون السلاح، ليتمزقوا وتتمزق أمتهم.لعلكم ما فهمتم؟افهموا: يجب أن نطيع الحاكم في غير معصية الله، ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنما الطاعة في المعروف )، لا في المنكر.إذاً: وإذا كان الحاكم ما طبق الشريعة وضعف، أو عجز، أو ضغط عليه فهذا شأنه ونحن نطبق الشريعة، نحن الذين نطبقها أو الحاكم؟ نحن الأدوات والآلات، ما نسمح لأحد في قريتنا أن يبيع الخمر، ندخل إلى بيته ونتمرغ بين يديه، تأتيه جماعة بعد جماعة، اترك هذا الباب وأغلقه حتى يتوب. امرأة كشفت عن وجهها وخرجت تعربد، نحن المسئولون وليس الحاكم، نأتي إلى ذويها وأهلها احجبوا ابنتكم.. نحن نتوسل إليكم إلى الله أن تفعلوا وتفعلوا، وهم بشر ما هم حجارة، ويتعطل ذاك المنكر، وهكذا في قريتنا، في حي شاهدنا إبراهيم ما يصلي، أو عثمان يصلي يوم ويوم لا، ننتظر الحاكم؟ كيف الحاكم؟ نحن الذي يجب أن نأمره وأن نزوره في بيته، وفي عمله وندعوه إلى الله؛ حتى ما تفسد حالنا ونهبط، وهكذا كلما ظهرت معصية بيننا في قريتنا في حينا في أي مكان، نحن المأمورون بإصلاحها، أما فقط نتبجح بتكفير الحكام، وإذا قلت: ما كفروا؛ كفروك، وقالوا: الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله هو كافر، والعلماء الذين سكتوا كفار، والأمة التي سكتت كافرة، ولم يبق مؤمن إلا الذي يقول هذا.هذه جماعة التكفير والهجرة، تربت هنا، وخرجت هناك، وتوغلت في الأفغان، وعادت الآن شراذم هنا وهناك، هذا معتقدهم، الحاكم ما حكم بما أنزل الله كافر، العلماء سكتوا كفروا، الأمة طأطأت رأسها ورضيت كافرة، من هو المسلم؟ قولوا؟الذي يقول هذا، الذي يكفر المسلمين كلهم هو المؤمن والرسول يقول: ( من قال لأخيه يا كافر فقد بها أحدهما )، من كفر المؤمن فهو الكافر.ثم قضية الآيات التي يؤولونها بدون فهم، قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44]، وقال: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45]، وقال: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]، لم هذا التكرار؟ الذي يحكم بغير ما أنزل الله يكفر إذا قال: ما نعترف بهذا الدين.. لا أؤمن بهذه القوانين القرآنية.. أنا كافر بها، هذا كافر أو يشك في كفره؟ لا يشك في كفره، هيا ماذا نصنع؟ نحاربه، حتى نوجد أنفسنا، قادرون على حربه أو لا؟ قال: نحن غير قادرين.إذاً: نتملق ونعرف كيف نخرج من الفتنة، نحن فقط نتبجح بكفره، ونحن أعجز ما نكون عن إزاحته، لم نوقع أمتنا في البلاء والشقاء؟ آلله أمر بهذا؟ثانياً: الحاكم إذا كان يصوم ويصلي ومؤمن بالله واليوم الآخر، كيف تقول: كافر؟ وجد هذه القوانين فرضتها بريطانيا وفرنسا وما عرفها إلا هي وهو يطبقها، وهو غير مؤمن بها، يكفر؟ والله ما يكفر، الكفر لا بد له من اعتقاد، إذا اعتقد أن هذا باطل، ولا ينفع ولا يصح أبداً أبعدوه عنه، كفر قطعاً لا يشك ذو دين في كفره، أما فقط كونه ما طبق، وما قطع يد السارق ولا رجم الزاني، لعجز أو ضعف أو خوف ما أقول: هذا كافر أبداً، ظالم نعم، فاسق نعم، خرج عن الطاعة الإلهية.ومنذ سنين قلنا لهم: يا إخواننا، لما الحاكم نحكم بكفره ننظر: هل نحن قادرون على خلعه ونصب غيره أو لا؟ فإن قالوا: لا ما نستطيع. إذاً: حرام أن نتكلم بكلمة نحدث بها فتنة، نعمل على إصلاح أنفسنا، هذا الحاكم ما أصلحنا.. ما هو متهيئ للصلاح، إذا نعمل على إصلاح أنفسنا، أما أن نكون نحن ثلاثة أرباعنا لا صلاة، لا زكاة، لا ذكر الله لا تقوى الله، والتكالب على الدنيا، والفسق والفجور، ونقول: الحاكم فقط.أمور تحرق القلوب، وقد شاهدنا آثار هذه الحركات، لو نسمي بلاد مسحوا الإسلام بها، وها نحن الآن في الديار الجزائرية، النار ملتهبة، أيجوز لمسلم أن يقتل مسلماً؟تكفره ظلماً وعدواناً وتقتله؟ كيف يصح هذا؟ ما هي النتائج، ما جاء الرسول بهذا، ولا جاء الإسلام بهذا أبداً، الرسول ثلاثة عشرة سنة في مكة ما أمر صحابياً مؤمناً أن يغتال مؤمناً، والله ما أمر، ثلاثة عشر سنة في مكة أو لا؟ وإخوانه يضطهدون ويعذبون أو لا؟ وهو يهرب بهم من جهة إلى جهة، هل سن سنة اغتيال أو قتل وهم مشركون كافرون؟ وهذا أخوه يصلي في المسجد ويقتله.هذه هي ثمار الجهل والعياذ بالله، ما عرفنا الله ولا عرفنا الطريق إليه.إذاً: أنا أتحداهم: دلونا على جماعة غضبت لله، واستطاعت أن تقيم دولة إسلامية؟ كيف ما لا يوجد؟ لأن الأمة لاصقة بالأرض، ما هي أهل أبداً لأن تعبد الله وحده وترفع راية لا إله إلا الله إلا الله، فلما ربى النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين من المهاجرون والأنصار، جاء الأمر إلهي: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا [الحج:39]، (أُذِنَ)، من الآذن؟ الله لا إله إلا هو، أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ [الحج:39].

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 269.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 266.89 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (0.81%)]