|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
||||
|
||||
![]() وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه يومئذ: «من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله» انظر المنزلة التي بلغها ببركة دفاعة عن النبي عليه الصلاة والسلام والذب عنه، حتى أنه جعل جسمه له وقاء من النبال والرماح رضي الله عنه. ومما نقل إلينا دفاع شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام الذي سخر شعره في الدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام وهجاء قريش ومن حالفهم. هذا هو شاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه الذي كان يقف بلسانه يهجو قريش ويدافع عن نبيه ويرسل عليهم الأبيات والقصائد التي تقع كالنبل عليهم أو أشد، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أمره أن يتعلم من أبي بكر نسبه الشريف في قريش حتى لا يهجوه معهم فلا يتعرض لهم بسوء، فرجع إليه حسان فقال: يا رسول الله، قد خلص لي نسبك، والذي بعثك بالحق، لأسلنَّك منهم كما تسلُّ الشعرة من العجين"، قالت عائشة: "فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لحسان: «إنَّ روح القدس لا يزال يؤيِّدك، ما نافحت عن الله ورسوله»، فسل عليهم لسانه حتى أفراهم فقالت عائشة رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هجاهم حسان فشفى واشتفى». ومما قاله حسان بن ثابت دفاع عن نبيه عليه الصلاة والسلام قصيدته الرائعة الذائعة يهجو فيها أبو سفيان الحارث بن عبدالمطلب الذي كان كثير الإيذاء للنبي عليه الصلاة والسلام قبل إسلامه فيقول: هجوت محمدًا فأجبت عنه ![]() وعند الله في ذاك الجزاء ![]() هجوت محمدًا برًّا حنيفًا ![]() رسول الله شيمته الوفاء ![]() ![]() ثكلت بُنيتي إن لم تروها ![]() تثير النقع من كنفي كداء ![]() يبارين الأعنة مصعدات ![]() على أكتافها الأسل الظماء ![]() تظل جيادنا متمطرات ![]() تلطمهن بالخمر النساء ![]() فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا ![]() وكان الفتح وانكشف الغطاء ![]() وإلا فاصبروا لضراب يوم ![]() يعز الله فيه من يشاء ![]() وقال الله: قد أرسلت عبدًا ![]() يقول الحق ليس به خفاء ![]() وقال الله: قد يسرت جندًا ![]() هم الأنصار عرضتها اللقاء ![]() لنا في كل يوم من معد ![]() سباب أو قتال أو هجاء ![]() فمن يهجو رسول الله منكم ![]() ويمدحه وينصره سواء ![]() وجبريل رسول الله فينا ![]() وروح القدس ليس له كفاء ![]() فرضي الله عن حسان بن ثابت وأرضاه وجمعنا بهم جميعًا. ومن الذين تشرفوا بالدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام الصحابية المقاتلة: أم عماره نسية بنت كعب رضي الله عنها حيث شهدت أم عمارة غزوة أحد مع زوجها وولديها، فقد خرجت تسقى الجيش وتداوي الجرحى، ولكن لما انكشف المسلمون وظهر عليهم المشركون، أخذت سيفها وربطت وسطها وقاتلت قتال الأبطال وأبلت بلاء حسنًا في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جرحت اثنى عشر جرحًا: وسمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان". وقد وصف ابن سعد شدة بلاءها يوم أحد فقال: « وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وأنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى خرجت ثلاثة عشر جرحًا، وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها، وكان أعظم جراحها، فدواته سنة، ثم نادى منادى رسول الله: إلى حمراء الأسد، فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم. فانظر إلى شجاعتها وقوة بأسها كيف وقفت أمام ابن قمئة الذي كان من فرسان العرب عندما جاء يتوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبحث عنه يريد قتلة واستئصال شوكته. وهذا عبدالله بن عبدالله بن أبي ابن سلول رضي الله عنه، والده هو عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين. في غزوة المريسيع عندما وقع نزاع بين المهاجرين والأنصار فتداعى كل واحد منهم إلي فريقه، فقال عبدالله بن أبي: والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنَّ الأعز منها الأذل، يقصد أنه هو العزيز ورسول الله هو الذليل وقال أيضا ما نحن وهؤلاء إلا كما قال الأول: (سمن كلبك يأكلك)، يعرض بها برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، فنزلت الآيات مخلدة ما قال وفاضحة ما أنكر في نفسه قال تعالى: ﴿ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقين: 8]، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني أضرب عنقه فقال عليه الصلاة والسلام: "لا حتى لا يقال إن محمَّدًا يقتل أصحابه"، وعندما رجعوا إلى المدينة سمع عبد الله بن عبد الله بن أبى بن سلول مقولة أبيه، فقال للرسول -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله بلغني أنك تريد قتل أَبِى، فإن كنت لابد فاعلًا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه. ثم وقف على باب المدينة شاهرًا سيفه، ومنع أباه من دخولها حتى يأذن له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدخولها، وحتى يقول:إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو العزيز، وأنه هو - أي عبد الله ابن أبى - هو الذليل. فانظر إلى فعل الابن مع أبيه المنافق حيث شهر عليه سيفه ومنعه من دخول المدينة حبًّا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيم لشانه، فلا كرامة لمن آذى رسول الله أو انتقصه كائنًا من كان. فهذه بعض المواقف المشرفة لبعض الصحابة الكرام الذين فدوا رسول الله بأرواحهم وأنفسهم، والمواقف كثيرة جدًّا لم نذكرها خشية الاطالة، فلا يوجد صحابي إلا كانت محبته لنبيه متوقدة في قلبه كالشعلة الملتهبة، والنور الساطع الذي يضيء، لو سأل أحدهم عن حبه لنبيه عليه الصلاة والسلام لأجابته الدموع قبل الأفعال فرضي الله عنهم. وليعلم الجميع أن الإيمان متى خالطت بشاشته القلوب، ضحى الإنسان من أجله بكل شيءٍ، واسترخص في سبيله كل غالي.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |