أهلي يرفضون زواجي ممن أحب

[ابوالوليد المسلم]

أهلي يرفضون زواجي ممن أحب


د. سليمان الحوسني






السؤال




♦ ملخص السؤال:

شابٌّ أحبَّ فتاةً لمدة 3 سنوات، أراد الزواجَ منها، لكن أهله رفضوا الزواج، واختاروا له فتاةً أخرى، وعندما علمت الفتاةُ الأولى بالأمر انهارتْ وتعِبَتْ.




♦ تفاصيل السؤال:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب في الثلاثين من العمر، مريض بالوسواس القهري، لديَّ علاقة عاطفية مع فتاةٍ أحببتُها منذ 3 سنوات، أخبرتُ أهلي بأمر الزواج مِن تلك الفتاة، لكنهم رفضوا، بسبب التقاليد التي تحتِّم الزواج من العائلة!




أخبرتُ الفتاة التي أحبها فانهارتْ وتعبتْ بعدما أحبتني، ويراودني شعور مؤلم بأنني أنا السبب في تعبها، والوسواس لا يتركني، ولا أعلم ماذا أفعل؟ هل أتركها نهائيًّا وأظل ألوم نفسي على ما سبَّبتُه لها!




المشكلةُ أيضًا أن أمي عرضتْ عليَّ خطبة فتاة من العائلة، لكن المشكلة أن الفتاة تحضر الحفلات والمناسبات، وهي أماكن مليئة بالاختلاط، وأهلها لا يخافون عليها أو هي لا تخاف على نفسها، والفتاة الأخرى التي أحبُّها ورفَضَها أهلي مريضةٌ ودخلت المستشفى، وعرفتُ عن طريق صديقةٍ لها أنها تكاد تموت بسببي، وأني بذلك أتحمَّل ذنبَ ما وَصَلَتْ إليه، لكن ما ذنبي أنا؟! ولِمَ أَتَحَمَّلْ سببَ تعبِها؟! فلم أقل لها: لا تأكلي، بل سعيتُ للزواج منها لكن الأهل رفضوا.




أشيروا عليَّ هل أنا مخطئ بذلك؟


الجواب



الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله.

في البدايةِ نَشكرك ابننا الكريم، ونُرحِّب بك عبر شبكة الألوكة، ونتمنى لك الصحةَ والعافية، والسعادة والراحة في الدنيا والآخرة.




قبل الإجابة عن استشارتك أخي الحبيب، اعلمْ أن السعادة والراحة في عبادة الله وذكرِه وطاعته، والقُرب منه ومناجاته، فهل أنت ممن يعتني بالصلاة والذِّكر والقرآن وحضور صلاة الجماعة ومجالس العلم وصحبة الأخيار؟!




إن كنتَ كذلك فاثبُتْ على الطاعة، وإن كنتَ مُقصِّرًا في عبادتك وطاعتك، فبابُ التوبةِ متاحٌ، والأمرُ يسيرٌ، واللهُ يَفرَحُ بتوبة التائبين، فالتوبةُ تَجُبُّ ما قبلَها، وتنقُل المسلم إلى وضعٍ آخر مختلف تمامًا عما كان عليه، فهي تجديدٌ ونشاطٌ، وهمةٌ وعطاءٌ، وأملٌ ورجاءٌ.




بالنسبة لاستشارتك، فأنت قد أخطأتَ في علاقتك بفتاةٍ أجنبيةٍ، والأصلُ أن الشابَّ إذا أُعجِبَ بفتاةٍ تقدَّمَ لأهلها وخطبها، فإن وافقوا تزوجها، وإلا ابتَعَدَ عنها.




قد يخطب الرجل امرأة أو أكثر، ولا يتم الزواج، ويبقى الأمرُ عاديًّا وطبيعيًّا، وكلٌّ يبحث عن نصيبه ورزقه، دون أن يكونَ هناك غضبٌ أو حقدٌ أو بُغض وكراهية.




والذي ننصحك به أخي الكريم هو تقوى الله، وكثرةُ ذِكره واستغفاره والتوبة النصوح، فالحسناتُ يُذهبن السيئات، وعليك بالصلوات في أوقاتها ومُلازَمة المسجد، وكثرة قراءة القرآن، مما يَجعلك قريبًا مِن الله سبحانه وتعالى، فيمدك بعَوْنِه وتوفيقه، ويُهيئ لك الخير، ويرزقك الزوجة الصالحةَ الطيبة التي تُسعدك، وتُعينك على أمور دينك ودنياك.




ولا تلقِ بالًا بالماضي، واعلمْ أن التوبة تمحو السيئات، واللهُ غفورٌ رحيم، والحياةُ طيبةٌ وجميلةٌ بطاعة الله، واعلمْ بأنه إن حُرمتَ شيئًا أَبْدَلَك الله خيرًا منه.




والمخطئُ يَتحمَّل نتيجةَ خطئه بنفسه، ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى، وعليك بالنصح إن استطعتَ، وخاصة في قضية خروج المرأة وحدها لحضور الحفلات والاختلاط، ولكن بالطريقة المناسبة، والأفضل أن تستشيرَ إمام المسجد القريب منهم.




عليك بالأمل والمستقبل، والتفاؤل والنشاط، والحركة والتجديد في حياتك، وفقَ ما يُرضي الله عز وجل، وحاوِلْ أن تُشارك في بعض الدورات التأهيلية للزواج، والتي سوف تستفيد منها كثيرًا بإذن الله، وتكسب مهاراتٍ جديدةً، وأساليب جيدة في التعامل مع الزوجة والأولاد تنفعك في مستقبل أيامك لبناء الأسرة الطيبة المباركة.




استَخِر الله في المرأة التي تريد الزواج بها، واحرصْ على ذات الدين كما أوصى الرسولُ صلى الله عليه وسلم، وجيد أن تُشركَ الوالدين الكريمين في اختيار الزوجة المناسبة.





كما ننصحك بالجلوس مع بعض أئمة المساجد القريبين منك وبعض الخطباء الجيدين والدعاة المؤثرين لاستشارتهم والاستفادة منهم.




سائلين الله لك كلَّ عونٍ وتوفيق وسعادة