تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هل أرباح المبالغ المودعة فوائد ربوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تدليك الوجه بالزيوت الطبيعية.اهمية تدليك الوجه بالزيوت.افضل الزيوت للتدليك. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هو البرنامج الغذائى المناسب لمرضى القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          سورة الذاريات مكتوبة بالتجويد ومعاني الكلمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف تتخلص من وزنك الزائد باذن الله في وقت قصير وبشكل صحي وبأقل مجهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          Translation of the meanings of Surat AL MU'MINUUN (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          tafsir qawlah taealaa " qaluu ya musaa 'iimaa 'an tulqi wa'iimaa 'a (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدعاء للحاج عند قدومه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شَرْحُ حَدِيثِ الْمَجَالِسِ بِالْأَمَانَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          احترام الزوجة.. سعــــــــــــــادة الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2021, 06:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,520
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

معنى قوله تعالى: (إلا ما ملكت أيمانكم)
وقوله: إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:24]، هذه عندنا معركة جهادية خضناها مع إيطاليا أو أسبانيا وانتصرنا، وأخذنا السبايا من النساء والأولاد، لم نأخذ السبايا؟ لأنهن قد مات عائلوهم وكافلوهم وتدمروا، من يعيش هؤلاء الأطفال وهؤلاء الأرامل؟ نأخذهم لنربيهم، فيؤمنوا ويسلموا ويكملوا ويسعدوا، لا نجمعهم ونصب عليهم البنزين ونحرقهم كما يفعل اليهود والنصارى والمشركون، ما يفهمون هذا ولا بلغوه ولا عرفوه، أرامل من النساء والأطفال من لهم؟ فيجمعون ويوزعهم قائد المعركة على المجاهدين، تعرفون المجاهدين أو لا؟ مجاهد واحد يزن الدنيا بما فيها، لولا إيمانه، لولا يقينه، لولا رغبته في الله والدار الآخرة ما يقدم نفسه ضحية، فهو من أكمل الناس إيماناً وصدقاً، أمانة وثقة وطمأنينة، فيوزع عليهم ذاك العدد يأخذون في تربيتهم وتعليمهم وهدايتهم، ما يمضي زمن سنة سنتين وهم مسلمون يهللون ويكبرون ويعبدون الله عز وجل.هنا من الجائز أن تكون واحدة من هؤلاء النسوة زوجها ما زال حياً .. لما خضنا المعركة وأخذنا الأسرى قد توجد امرأة أو عدد من النسوة أزواجهن أحياء، ما قتلوا في المعركة، شردوا وهربوا، هذه محصنة أو غير محصنة؟ محصنة، زوجها موجود وهي متزوجة، هل يجوز لك أن تتزوجها؟أقول: هذه نص تعالى عليها بقوله: إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:24]، فإنها بمجرد أن وقعت في أيدينا أسيرة من جملة السبايا انقطع الزواج الذي كان بينها وبين زوجها، لاسيما وقد أسلمت وزوجها كافر، فلا تحل له، فهذه الأمة الزواج بها له شروط ستأتي في الآية بعد هذه، هذا فقط من باب التعميم، المحصنات محرمات لا يخطبن ولا يتزوج بهن، أليس كذلك؟ أي: المتزوجات، اللهم إلا في حالة وهي: أن تكون حرب إلهية وأسرنا نساء وأطفالاً ورجالاً، فهؤلاء يسمون مملوكات باليمين، يجوز التسري بهن بلا خلاف، لكن النكاح اشترط الله له شروطاً ستأتي، التزوج بها، أي: بالأمة المملوكة بشرطين اثنين كما في الآية الآتية.الآن فهمتم معنى قول ربنا تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:24] استثناء أو لا؟ فهذه التي زوجها كافر ووقعت أسيرة في المعركة وأخذناها يجوز التزوج بها، ليست من المحرمات كالواحدة والعشرين السابقات.
معنى قوله تعالى: (كتاب الله عليكم)
ثم قوله تعالى: كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [النساء:24] هذا التحريم كتبه الله كتابة، وهو أعظم من كلمة فريضة، قنن وشرع وكتب؛ لأن المكتوب دائماً يحترم أكثر أو لا؟ الصكوك في المحكمة مكتوبة أو لا؟ لم؟ تأكيد لذلك العقد فقط، ما يستطيع يتهرب منه وقد كتبه، وهذا سر قوله: كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [النساء:24]، إياكم أن تخرجوا إذاً عن طاعته فتحلون ما حرم أو تحرمون ما أحل.
معنى قوله تعالى: (وأحل لكم ما وراء ذلكم ...)
ثم قال تعالى: وَأُحِلَّ لَكُمْ [النساء:24] وفي قراءة سبعية: (وأَحَلَّ لكم) من هو؟ الله. وأحل لكم، أي: الله عز وجل الذي كتب عليكم مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ [النساء:24]، ما وراء الواحدة والعشرين، ألسن سبع بالنسب وسبع بالرضاع وسبع بالمصاهرة؟ ما وراء ذلك بعد الواحد والعشرين تزوج ما شئت، ولكن بالشروط اللازمة. وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ [النساء:24].ثم قال: وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا [النساء:24] أي: بأن تبتغوا بأموالكم، والأموال أولاً: المهور. المهور جمع مهر، جمع صدُقة، صدقة، نحلة، كما تقدم في السورة. فريضة، إذاً: أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ [النساء:24]، قفوا هنا: حال كونكم محصنين أي: متزوجين، غَيْرَ مُسَافِحِينَ [النساء:24] أي: غير زناة وزانين.تبتغوا بأموالكم ما وراء ذلك أو لا؟ تتزوج بالمال أو بدونه؟ بالمال حال كونكم محصنين، أي: متزوجين، الإحصان الزواج أو لا؟ بالمهر والشهود والعقد؟ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ [النساء:24]، ما تبغي بمالك النكاح بالعهر والزنا والسفاح، وتقول: رب قال: بالأموال؛ فقد أغلق تعالى أبواب دور البغاء والزنا مطلقاً.تأملوا: وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ [النساء:24] التي هي أموالكم ما هو تسرق وتتزوج، أو تغتصب وتتزوج بها. بِأَمْوَالِكُمْ [النساء:24] حال كونكم مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ [النساء:24] أي: حال كونكم متزوجين بالمرأة، لا زاني بها وتعطيها ألف ريال أو مائة.أعيد اللفظة القرآنية: وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ [النساء:24]، ما معنى غَيْرَ مُسَافِحِينَ [النساء:24]؟ غير زانين، غير زناة.
معنى قوله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة)
ثم قال تعالى: فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ [النساء:24] أي: التي دخلت عليها. فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً [النساء:24]، المراد من الأجور هنا: المهور، وسمي المهر أجراً؛ لأنه مقابل عطاء، ومقابل عمل، وهو النكاح. فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ [النساء:24]، فما الواجب؟ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً [النساء:24]، ليس سنة ولا مستحباً، بل يجب، ولهذا بالإجماع المهر واجب. ثم إذا دفع المهر قبل البناء له ذلك، إذا أجله له ذلك، فإن لم يذكر وتشاغلوا عنه ونسوا ما حددوا شيئاً، فالمرأة لها مهر المثل، نسأل عن مثيلاتها في النسب، في الشرف، في كذا وتعطى مثل ذلك، ثم هذا المهر إذا دخل بها -أي: استمتع- فهو مهر كامل، فريضة الله. وإن لم يدخل بها، ثم طلقها فلها نصف المهر فقط، إن سماه، تزوج بعشرة آلاف، ثم لم يشأ الله النكاح فطلق، كم يسترد؟ خمسة آلاف، وإن لم يسم لها وطلق فما حظها؟ المتعة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا [الأحزاب:49]، ما في عدة، لم العدة؟ متى؟ فَمَتِّعُوهُنَّ [الأحزاب:49]، في الحقيقة علم كهذا يحتاج إلى وقت، نحن نحشر هذه النعم مع بعضها البعض، مسألة كهذه وحدها كافية.أقول: ماذا تقولون في المهر؟فريضة الله بنص كلامه.إذاً: إذا كنت قد استمعت بمن تزوجت بها وفرضت لها عشرون ألفاً وبنيت بها، خلوت بها مسستها، ثم طلقت كم لها؟المهر كاملاً، فإن شاء الله وطلقتها قبل البناء كم لها؟ النصف. وإن عقدت وما سميت شيئاً لا ألف ولا عشرة فلها المتعة، ما المتعة هذه؟ بحسبك، إذا كان راتبك ألف ريال ماذا تمتعها؟ مائة ريال مثلاً، وإذا راتبك عشرة آلاف متعها بألف، لا بد من مراعاة حال الزوج، إما أن يشتري لها بغلة، أو يشتري لها خادمة، أو يشتري لها سواراً من ذهب، المهم يفرحها، يمتعها؛ لأنه طلقها وهي غير مسئولة عن هذا، كذا أو لا؟إذاً: ما دام ما بنى بها ولا سمى لها مهراً يمتِعها أو يمتِّعها بما يكون حقيقة متعة: سرير، فراش ... بحسب الأحوال. الآن أحسن سيارة، ما في بغلة، لكن السيارة من يسوقها لها؟ إذاً: ما يحتاج، أحسن خادمة.إذاً: فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ [النساء:24]، أعطوهن أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً [النساء:24].
معنى قوله تعالى: (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة)
قال تعالى: وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ [النساء:24]، فرضتم لها عشرون ألفاً، ثم بعد ذلك تنازلت عن عشرة؟ لا بأس، قلت لها: يا أختاه! أنا في كرب، أنا كذا، تصدقي علينا بشيء، قالت: أعطيناك خمسة عشر ألفاً، يجوز أو لا؟ يجوز، برضاها. وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:24] بعد أن تدفع الفريضة وتعترف بها بعد ذلك لا جناح لا إثم عليكم ولا تضييق فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ [النساء:24].وتقدم في أول السورة: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا [النساء:4]، أم أولادك في المستقبل، زوجتك الليلة قالت: أعطيناك كذا لا بأس.
حكم نكاح المتعة
هذه الآية التي تشبث بها وتمسك الروافض الشيعة، وقالوا: نكاح المتعة في القرآن، ما هو؟ قالوا: لأن الله تعالى قال وقوله الحق: فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً [النساء:24] انتبهتم؟أولاً: هؤلاء المساكين المضللين، أعيد القول لعل بعضاً منهم بيننا.نقول: الذين صرفوهم بأبشع الحيل يريدون منهم أن يستقلوا عن العالم الإسلامي، فمن هنا ما من عبادة من العبادات في الإسلام إلا ووضعوا لها ما يفارق جماعة المسلمين؛ من الوضوء إلى الزواج. الزكاة اثنين ونصف في المائة وهم عشرين في المائة، لم هذا؟ قد يعللون لظروفنا وكذا وكذا، والواقع من أجل أن لا يجتمعوا مع إخوانهم المسلمين.الوضوء نزل به القرآن أو لا؟ توضأ الرسول عشر سنين في المدينة وهو يغسل رجليه، وهم قالوا: لا، (وامسحوا بأرجلكم)، العين تصب ماؤها، ويغسل أعضاءها، والرجل يمسحها فقط. لم؟ قالوا: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6]، فوالله ما أراد المسئولون إلا أن يخرجوهم عن جماعة المسلمين، وتتبعنا هذا في كل العبادات، حتى في الإحرام، لم ما يركبون السيارة عليها سقف؟ حتى يتميزوا، وهذه هي الحيل التي تجمع ولا تفرق، يريدون أن يكونوا أمة مستقلة لها منهجها وطريقها.فبالمناسبة النكاح نكاح المتعة أذن فيه الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً لظرف من الظروف، ثم أعلن تحريمه في حجة الوداع، إذ وضع القواعد والأسس لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.ثانياً: أجمع أصحاب رسول الله وعلى رأسهم أولئك الأقمار، وأجمعت أمة الإسلام على تحريم نكاح المتعة؛ لأن نكاح المتعة قريب جداً من الزنا؛ فالزناة الذين يزنون في دور البغاء يدخل على الزوجة ويعطيها الألف حسب ما هو مكتوب على الباب الليلة بألف أو بعشرة، ويقضي شهوته ويخرج، فالذي يتزوج زواج المتعة يتفق مع أبي البنت: نعطيكم كذا نريد نقضي حاجتي بها سبعة أيام، ثلاثة، خمسة عشر يوماً، وبنتكم لكم، أليس هذا هو الزنا بعينه؟ أي فرق؟ في فرق؟ البغي في دارها ما هي كاتبة على الباب: الليلة بألف ريال؟ أستغفر الله، حتى لا يقال: هذا موجود في المملكة، يعني: في دور البغاء في العالم، كان موجود في بلاد العرب وهم مستعمرات.إذاً: قد يبقى سبعة أيام، ثمانية، عشرة أيام، فنكاح المتعة إذا كان إلى أجل شهر، خمسة عشر يوم وبعد ذلك يتركها له.أنا ما وجدت فرقاً بين النكاح بالمتعة والزنا، ما الفرق بينهما؟ هناك فرق؟ كل ما في الأمر أن والدها -وهو ديوث- يرضى بهذا ويزوج ابنته لسبعة أيام ثمانية ليأخذ الفلوس، هذا فيه خير هذا؟ثم النكاح ليس قضاء لذة وقضاء شهوة بهيمية، النكاح مشروع من أجل أن يعبد الله تعالى، من أجل الإنجاب والولادة للبنين والبنات يبلغن ويعبدن الله عز وجل، من أجل إيجاد بيوتات وأُنْس، وحب كامل، أُسر تعيش متعاونة متحابة، فإذا كنا ننجب في الشوارع ونرمي في الأولاد في كل مكان تتكون ماذا؟ مجتمعات صالحة؟ أسر طاهرة؟ لا. بل تتكون أمة الهبوط والسقوط كالبهائم.أجمع أهل السنة والجماعة -الذين أوصانا رسول الله باتباعهم: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )- على أن نكاح المتعة حرام.من مظاهر الحرمة: هل ترث المنكوحة بالمتعة؟ ما ترث. والمتزوج بها ترث أو لا؟ ترث، فدل هذا على أنه ليس بنكاح شرعي أبداً، ما فيه إرث ولا توارث بينهما، وهنا قبل أن يحين الوقت أصبحت ترد أسئلة: فلان ذهب إلى كذا ليدرس وما أطاق -كما يقولون- وما صبر، فيريد أن يتزوج بفتاة مدة ما وهو في هذه المدرسة لمدة عام أو عامين، ويعقد عليها ويتزوجها، فقال أهل العلم: إذا كان كما تقولون بالمهر والشهود وما تذكر أنك تريد أن تطلقها، ولا هي تذكر أنها تطلق منك فالعقد صحيح، أركانه ثابتة: الولي، المهر، الشهود، الصيغة.فاستغل هؤلاء الشبان هذه الفتيا، وأنا أقول لهم: تعالوا نتحاكم إلى ضمائرنا، أنت يا أبا عبد الله . أسألك بالذي لا إله غيره! لو تعلم أن شاباً خطب ابنتك، وهو عازم فقط أن يفتض بكارتها أسبوعين ثلاثة ويطلق، أسألك بالله! أتحبه؟ أتقوى على أن تنظر إلى وجهه؟ أتعده إنسان هذا كامل؟أقول هذا لما أعلمه من نفسي، ولا إخال الفحول المؤمنين إلا هكذا، كيف يغشني ويخدعني ويقول: زوجني وأنا كذا وكذا وأسرتكم كذا، وهو عازم على أن يطلقها بعد أيام وليالي؟ خداع أو لا؟ غش أو لا؟ ( من غش فليس منا ).فإذا كان يضمر أنه سيطلق هذا النكاح باطل، وإن صح من ظاهر نصوصه، لكن هذا غش ومكر وخداع لا يجوز بين المؤمنين ولا يصح أبداً.معاشر المستمعين والمستمعين! ( الدعاء هو العبادة )، هذه كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أراد أن يتعبد فليدع الله ليلاً نهاراً، والله لو ترى أخاك رافعاً كفيه في النهار في السوق احمد الله عز وجل، هذا يعبد الله هذا، ما عرف غير الله. وبينا صورة ذلك وشرحناها هكذا، اقرأ عني الشيخ فقير مد كفيه، الشيخ مؤمن بأن الله يراه، وأن الله يسمعه وأن الله قادر على أن يعطيه، الشيخ فهم أنه لا يوجد من يعطي ولا يقضي حاجته لا في الإنس ولا في الجن، فلهذا ما قال هكذا ولا هكذا ولا يا فلان، ما قال إلا هكذا: يا الله! آية من آيات التوحيد هذه، والله يخبر عنه الرسول يقول: ( يستحي أن يرد كفيه بعدما رفعهما صفرين ).وصل اللهم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-02-2021, 03:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,520
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (12)
الحلقة (236)

تفسير سورة النساء (2)


خلق الله عز وجل آدم عليه السلام وأكرمه بإسجاد الملائكة المقربين له، وخلق له زوجاً من نفسه، ورزقه منها ذرية كثيرة من الرجال والنساء، فاستحق سبحانه أن يتقى، بفعل أمره وصرف العبادات له سبحانه، وبترك نهيه واجتناب معاصيه، فهو سبحانه الرقيب على خلقه، المحيط بهم والمدبر لأحوالهم، العالم بما يصلحهم وما تقوم به حياتهم.
تابع تفسير قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة)
الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل، وقد انتهى بنا الدرس إلى هذه الآية الكريمة من فاتحة سورة النساء، وتلاوتها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].
التقوى .. معناها والطرق المؤدية إليها
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات!هذا نداء الرحمن جل جلاله وعظم سلطانه، هذا نداء الخالق الرازق المدبر، مالك الكل، والذي بيده كل شيء، وإليه مصير ومرجع كل شيء، ينادينا نحن .. أبيضنا وأحمرنا .. موجودنا ومن سبق ومن يأتي ويلحق، فهو نداء عام ولا معنى لتخصيصه بأهل مكة، فالسورة مدنية وليست مكية، ولا معنى لتخصيصه بأولاد قحطان ولا أولاد عدنان كل هذا تكبر، وإنما هذا نداء عام يشمل كل إنسان؛ إذ كل إنسان عليه أن يتقي ربه، وهل هناك جنس من البشر لا يلزمهم تقوى الله؟ أو هناك أجناس فوق تقوى الله؟الجواب: كل مربوب مخلوق لله يجب أن يتقي الله، حتى وإن رضي بالخذلان والخسران والشقاء الأبدي ولوى رأسه، ويقول: لا أتقي.ولا تفهمن يا عبد الله! ولا تفهمين يا أمة الله! أن الله إذا أمر بأن يعبد بأن يطاع بأن يتقى أن هذا لصالحه، لحاجته إلى ذلك، تعالى الله عن ذلك كله، واسمعوا نداءه الكريم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر:15].إذاً: فما سر تكليفنا؟الجواب هو: أن نكمل ونسعد .. من أجل كمالنا وسعادتنا وضع الله هذه القوانين، وشرع هذه التشريعات لا لينتفع هو بها؛ فإنه غني، ولكن هي طريق سعادتنا وكمالنا.ومن الآداب البشرية، والأخلاق الإنسانية: أن الذي يملكك ويملك ما تملك، والذي مصيرك إليه أحببت أم كرهت، والذي لو يتركك لحظة لتمزقت وتلاشيت، هذا الذي يغذوك بالطعام والشراب، أليس من المنطق والعقل والذوق والفهم أن تحبه، وتفرح بأمره إذا أمرك، وينشرح صدرك إذا نهاك؟فإن قلنا هذا هو الصحيح؛ فما سبب إعراض البشرية عنه؟الجواب: الجهل، ما عرفوا الله، ما عرفوه حتى يحبوه ويرغبوه، هم في حاجة إلى من يعرفهم بالله، والله عز وجل ما من أمة إلا وبعث فيها نذيراً بشيراً هادياً معلماً، ولكن الشياطين أولاد إبليس وهو على رأسهم - أبو مرة - هم الذين عزموا على أن لا يسعد آدمي، وأن لا ينجو من عذاب الله الأبدي إنسان، فهم الذين يصرفون البشرية أفرادها وجماعاتها عن سبيل سعادتها وكمالها، فيرمونه في أودية الضلال والجهل، يعرف عن الدنيا كثيراً، ولا يعرف عن الآخرة إلا قليلاً، يعرف كيف يتأدب مع أبيه وأمه، ولا يعرف كيف يتأدب مع مالك أمره وخالقه وواهبه حياته. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1]، أكرر القول: وهو أن تقوى الله عز وجل لا تتم بغير طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بفعل ما أمر بفعله على سبيل الإيجاب والإلزام، وبترك ما نهيا عنه مما هو محرم، ومكروه لله مبغوض.أما أن نتقي الله بالجرأة على المعاصي، بالفساد في الأرض، بالهروب في رءوس الجبال، بالجيوش الجرارة ... لا يعقل أن نتقي غضب الله وعذابه بهذه الماديات أبداً؛ لأن الله كما جاء عنه في سورة الزمر قوله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67]، إي والله ما قدرناك حق قدرك، ولا نستطيع ذلك، ولا نقدر عليه، وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67].ويقول يومها: أنا الملك أين الملوك؟ العوالم كلها في يده، فلهذا كيف نقدر الله؟ لو نذوب حباً فيه أو خوفاً منه فنتحول إلى دماء تسيل ما أدينا حقه، ولكن من رحمته ولطفه وإحسانه لم يكلفنا بما لا نطيق: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، إلا القدر الذي نتسع له، ونقوى على قوله أو فعله.إذاً: معاشر المستمعين والمستمعات! هل عرفتم بم يتقى الله؟ يتقى الله بطاعته وطاعة رسوله فقط، والطاعة تكون بالأمر والنهي، ما أمرك بفعله أو اعتقاده أو قوله أو التزيي به فافعل، وما نهاك عنه من ذلك فاترك تنجو وتسلم.وعندي سؤال: أين الأذكياء الأبرار؟قل يا شيخ: كلنا بر وذكي! هل يتأتى لرجل أو امرأة أن يتقي الله بفعل ما أمر وترك ما نهى وهو لم يعرف أوامر الله ولا نواهيه، ماذا تقولون؟الجواب على لسانكم نبلغه: لا يتأتى أبداً لرجل ولا امرأة أن يطيع الله فيما أمر وفيما نهى، بأن يفعل المأمور ويترك المنهي إلا إذا علم أوامر الله ما هي، ونواهيه كذلك، ومن هنا وجدتنا أمام واقع، وهو: يجب أن نتعلم. فإن قيل لنا: إن بالصين رجلاً يعرف كل محاب الله ومساخطه؛ فيجب أن نرحل إليه، على أقدامنا أو على سفننا أو طائراتنا، لم هذا يا شيخ؟ لأننا ما نستطيع أن نقي أنفسنا ونحفظها من العذاب إذا أراده بدون ما نطيع الله، فهل نرضى أن نتمزق ونتلاشى ونخفي كل شيء حتى أنفسنا؟ ما نرضى بهذا.الحمد لله، كتاب الله في صدورنا .. في سطورنا، العالمون به متواجدون هنا وهناك، العالمون بالمحاب والمكاره .. في كل قرية فيها من يعلم وفي كل حي، وأما من لم يتعلم فالشيطان هو الذي كممه وألجمه وقاده بعيداً عن طلب العلم، وإلا اسمع هداية الله، يقول تعالى في آيتين اثنتين من كتابه العزيز: الأولى من سورة الأنبياء، والثانية من سورة النحل، يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، من هم أهل الذكر؟ أهل القرآن، والسنة شارحة ومبينة.إذاً: ما بقي عذر لرجل ولا امرأة، أردت أن تتكلم وتتحدث اقرع باب العالم، وقل له: ما الذي يجوز لي أن أقوله في حديثي؟ وما الذي لا يسمح لي بقوله إذا تحدثت؟ يقول لك: يسمح أن تقول الخير، كلما رأيت شيئاً فيه خير قل فيه، وينهاك ويمنعك عن كل قول فيه أذى وشر.وهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )، من يحفظ هذا الحديث؟ ما نستطيع يا شيخ؟ لم أغاني العواهر نحفظها؟!( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )، متى؟ طول حياته، جالسه واجلس معه وتنقل لن تسمع منه كلمة سوء، ولكن تسمع كلمة الخير، لم؟ أخذ بتعليم رسول الله، واليوم الآخر إما خسران أبدي أو سعادة أبدية، من كان يؤمن حق الإيمان والله ما يقول إلا خيراً، ما هناك خير ما يتكلم، ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل )، إن أراد أن يقول ( خيراً أو ليصمت ).إن شاء الله أخذنا هذه اللؤلؤة الغالية والجوهرة النفيسة، ما ننساها! ولعلنا نجربكم نجلس جلسة ونرى أنفسنا من يتكلم بالخير ومن يصمت عن الشر، هيا فقط نراقب الله، إن مولانا عز وجل والله ليسمع كل كلمة نقولها، ويسألنا عنها، فمن هنا نراقب الله، لا نراقب غيره، إذا كانت الكلمة نافعة فيها خير للحاضر والماضي والغائب قلناها، وإن كانت تحمل شؤماً وسوءاً وأذى تركناها متنزهين عنها. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، هذا أمر الله، اسمع يا عبد الله! أنت ما درست ولا تعلمت، عليك أن لا تقول ولا تعمل ولا تشتري ولا تبيع ولا تتزوج ولا تطلق حتى تأتي عالماً بالكتاب وتسأله، فما يقول لك افعله. تفعله، وما يقول لك عنه: اتركه!تتركه، وبهذا تعلو وترتفع ولا تلبث طويلاً إلا وقد عرفت محاب الله ومكارهه، وطبقتها وفعلتها، واضح هذا المعنى؟ لا بد من العلم وإلا لا؟ لا بد من العلم، لم؟ لأن العلم معناه معرفة ما يحب مالكنا وما يكره، والذي يحبه تكون له هيئات خاصة، أزمنة معينة، كميات محدودة يجب أن نعرفها وإلا لا؟ عرفنا الصلاة لكن ما هي أوقاتها؟ كيف تصلي؟ لا بد من معرفة هذا وإلا لا؟ وهذا كله يفرض علينا أن نتعلم، وأن نسأل أهل العلم، وإذا علمنا سمونا وارتفعنا وفزنا بولاية الله.
معنى كلمة الرب وصفاته عز وجل
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1]، لو سئلت عن كلمة ربكم ما معناها؟ قل: مالكنا، سيدنا، الرب المالك وإلا لا؟ من رب السيارة البيضاء؟ فلان، أي: مالكها، الخالق خالقنا هو ربنا، ورب كل شيء، وخالق كل شيء، ومالك كل شيء، ما صفاته؟ صفاته: العليم الحكيم اللطيف الخبير القوي العزيز الجبار القهار الغفار الحكيم، مائة اسم إلا اسم، وكل اسم يحمل صفة من صفات الجلال والكمال.تريد أن تعرف الله إجمالاً؟ ذا القدرة الذي أوجد هذه العوالم هو الله .. الذي وهبك عقلك وسمعك وبصرك ولسانك، هذا الواهب، هذا المعطي، هذا المحسن اسمه: الله.وبيّن تعالى فقال: الَّذِي خَلَقَكُمْ [النساء:1]، أيها المخلوقون! ومن قال: لا. لا. أنا ما خلقني خالق، يرفع يده، ويخرج إلى الشارع ينادي: أنا غير مخلوق، أنا ما خلقني خالق. يضحك عليه النساء والرجال والأطفال والبهائم. مجنون هذا! قال: إنه غير مخلوق!إذاً: ربكم من هو؟ الذي خلقكم.
معنى قوله تعالى: (الذي خلقكم من نفس واحدة)
قال الله تعالى: مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [النساء:1]، هذا علم سامي ورفيع وعالي، وتخبط فيه العلماء وتاهوا متاهات لا أراكموها الله. خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [النساء:1]، هذا رسول الله يجلس بين أصحابه ثلاثاً وعشرين سنة وهو يعلم، ما يقول لهم: هذه النفس هي أم عدنان أو أم قحطان ، هذه النفس إن لم تكن آدم فمن هي؟ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [النساء:1]، والله إنها لآدم، آدم من آدم هذا؟ هذا أبو البشر، عندنا علم به أكثر من علمنا بالناس الذين معنا وبين أيدينا، والذي بين لنا هذا خالقه: هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان:1]، أي نعم، أربعين سنة وآم طيناً مجندلاً، كيف صنعه الله؟ صنعه بيديه، ويدا الرب إياك أن تسمح لنفسك أن تشبهها بالأيدي وتقول: كأيدي فلان، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، مستحيل أن يكون الخالق كمخلوقه.ولهذا تفكر في آيات الله في الكون وفي الخلائق لكن لا تتفكر في ذات الله؛ فإنك تتمزق وتهلك، أنى لك أن تدرك ذات الله، ما أنت؟ ومن أنت؟ أنت في نفسك ما أدركت نفسك ما هي، فكيف تعرف ذات الله؟! إذاً: الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [النساء:1]، هي آدم، واقرءوا آيات الله: خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ [الرحمن:14]، أين أصحاب الفخار يا شيخ سليمان ؟ ماتوا. الآن النايل وإلا ما يسمونه يصنعون منه، الفخار طين أحمر ممتاز يوقد عليه النار ويدفأ حتى يتحول ويصبح له صلصلة وصوت، ونحن في الحقيقة شبيهون بالفخار.وآدم قيل له: آدم لأدمته، وهي حمرة بين سواد وبياض، مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ [الرحمن:14].إذاً: ولما صنعه كان طوله ستون ذراعاً، ثلاثون متراً، من أخبر بهذا؟لو أخبرت الدنيا كلها بدون رسول الله ما صدقنا؛ ما عندهم علم، لكن أخبر بهذا رسول الله الذي يتلقى المعارف والعلوم مباشرة من الله عز وجل.ثم بعد أربعين سنة نفخ فيه من روحه؛ فحيي فعطس، فقالت الملائكة له: يرحمك الله، وألهمه الله أن يقول: الحمد لله.وتقول الأخبار الصادقة: أنه لما سرت به الروح قبل أن تكتمل في بدنه كاملاً حاول أن يقوم، فلهذا قيل فيه: عجول، وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولًا [الإسراء:11]، اهدأ حتى تتم الروح في كل جسدك، هذا آدم لما خلقه تعالى أمر الملائكة أن تسجد له،لم أمرهم أن يبجلوه ويعظموه ويعلو من شأنه؟ لأن له شأناً عظيماً، هذا سيخرج منه مليارات الآدميين يعبدون الله عز وجل، فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [الحجر:30]، تأكيد مرتين، إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ [الحجر:31].هل تعرفون أو تدرون ما علة عدم سجوده؟ إنها الكبر، أصفح عن ذلك فقال: قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا [الإسراء:61]، يستفهم منكراً، أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا [الإسراء:61]، كيف أسجد له؟ أنا مخلوق من النار وشرارها، وهذا من طين، فاستكبر، وقاس قياساً فاسداً، ليس بسليم ولا صحيح، لم؟ أيهما أفضل: الطين أم النار؟ يا عباد الله! يا تجار! ماذا تقولون؟أما الطين فينبت البر والبطيخ والتمر، والنار تنبت ماذا؟ بل تحرق الأجسام والمواد؛ فهل تقاس النار على التراب؟ كيف نقول النار أفضل من الطين؟! قالوا: قاس وفسد قياسه. الكبر منعه من أن يسجد لآدم.وسجود الملائكة لآدم لا تفهموا منه أنه سجود عبادة، وأن الله قال لهم: اعبدوه. تعالى الله عن ذلك، بل قال لهم: حيوه بالسجود؛ فسجودهم لآدم طاعة لله، عبادة لله، وإجلال وتعظيم لآدم عليه السلام.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 265.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 263.01 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (0.82%)]