|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أخطاء الصغر وتأثيرها في الكبر
أخطاء الصغر وتأثيرها في الكبر د. سليمان الحوسني السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ يعمل مهندسًا يشكو من ضعف شخصيته نتيجة الأفعال الجنسية التي كان يُمارسها في صغره، حتى أثَّرَتْ على نفسيته واجتماعياته، ويرى نفسه ساذجًا وتعيسًا جدًّا. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ أعمل مهندسًا، والحمد لله أسرتي متديِّنة ومحترمة، ومتوسطة الحال، كنتُ في صِغَري من الأذكياء والمُمَيَّزين المتفوقين، هذا من الناحية الدراسية. وقد كنتُ نشطًا من الناحية الجنسية في صغري، وزاد ذلك بسبب مشاهدة الأفلام. أما على المستوى الاجتماعي فأنا شخصيَّة ليستْ ذات حضورٍ أو شَعْبِيَّة، أشعر أني غريب وسط من حولي، لا أفهمهم ولا أستطيع التعامل معهم، أشعر أن مستواي يتدهور يومًا عن يوم، وكلما مرَّت الأيام أكتَشِف مشكلة جديدةً في شخصيتي. والآن أشعر أني غبي، وأن مستواي ضعيف في كافة المجالات، أشعر أني - كما يقال في الأمثال -: "أغرق في شبر مياه"! حتى أتفه المواقف لا أستطيع التصرف فيها، والمشكلة أن طبيعة عملي كمهندس تفرض عليَّ نوعًا معينًا من التعامل، حتى يبقى لي هيبتي واحترامي؛ لأني أعدُّ مديرًا ومسؤولاً. كثيرًا ما يقول لي أصدقائي: أنت شخص طيبٌ وصريح، لكني لا أرى ذلك طيبة، بل أراها سذاجةً. هذه مشكلتي الأولى. أما مشكلتي الثانية والتي أراها عويصة جدًّا فهي بسبب الأفعال الجنسية الخاطئة التي كنتُ أفعلها وأنا صغير، والتي تنغِّص عليَّ حياتي الآن بشكل بَشِع. ذهبتُ لطبيبٍ نفسيٍّ، ووصف لي دواءً وأخذتُه لمدة 5 أشهر، وأحسستُ بتحسُّن كبير في التفكير، وقلَّتْ لديَّ الرغبة الجنسيَّة، إلى أن أوقفتُ الدواء فجأة، ثم عدتُ إليه، لكنه بدأ يسبِّب لي أرقًا فأوقفتُه مرة أخرى. مشكلتي الآن أني أشعُر بضعف الثِّقة في النفس، ولا أستطيع العيش، ولا أستطيع أن أتعاملَ مع مَن حولي في العمل ولا الدراسة. باختصار أنا شخص تعيس جدًّا الجواب في البداية نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، ونبعث لك التهنئة بالإنجازات والإبداعات التي وهَبَك الله بها. فأنت مِن أسرةٍ مُتدينة ومحترمةٍ ومُتعلِّمة، ومن الأذْكياء المُمَيَّزينَ والمتفوقين، وهذا ما أهَّلك لأنْ تكونَ مهندسًا وتواصل دراستك، وأن تشغلَ منصب المدير في عملك، وهذا إنجازٌ آخر. كلُّ ذلك أخي الكريم وابني العزيز يُؤَهِّلك للمزيد من التقدُّم والإبداع، وحبِّ الآخرين لك والإعجاب بك، وقد يحسدك البعضُ ويغبطك الكثيرون. اعلمْ أن المبدعين قد يَمُرون ببعض الاختبارات والابتلاءات كغيرهم مِن الناس، وهنا يحتاج المؤمن إلى تَقْوية الصِّلة بالله، والاستِعانة به، وكثرة ذكره وعبادته، وشكره سبحانه على تلك النِّعَم المتعدِّدة، حتى تستمرَّ وتبقى دون زوالٍ. وما وقعتَ فيه مِن زلاَّتٍ وأخطاء يُمكن علاجُها بالتوبة التي تَجُبُّ وتمحو السيئات، بل إنَّ الله يُبدلها إلى حسناتٍ؛ ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]. عليك بنسيان الماضي ما دامت التوبةُ كاملةَ الشروط؛ مِن حيثُ الإقلاعُ عن الذنبِ، والندمُ على فِعْله، والعزمُ بعدم الرجوع إليه، وثِقْ بأن الله غفور رحيم، يُحب عباده، ولا يريد لهم الضرَر والعذاب، فاللهُ تعالى لا يُعذِّب الشاكرَ المؤمنَ؛ لأنَّ تَعذيبَ الله عبادَه لا يَزيد في مُلكه شيئًا، كما أنَّ تَرك عقوبَتَهم لا ينقص مِن سُلطانِه؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147]. أما ما يتعلق بالعُيوب التي تراها في نفسك، فهذا يُساعدك في مُعالَجة تلك العيوب، ومحاسبة النفس أمرٌ مَطلوب؛ حتى لا يغتر الانسانُ بأعماله وإنجازاته وإبداعاته. ومما ننصحك به أخي الكريم: • المُحافَظة على العبادات والطاعات التي تُوصلك بالله تعالى، وتكسب مِن خلالها الحسنات وتمحو السيئات، وخاصة الصلاة على وقتها في جماعة. • اجعل القرآنَ رفيقَ دربك، واشغلْ وقتك به كلما وجدتَ فرصةً، فهو خيرُ أنيسٍ، وأعظم الذِّكْر. • اسعَ للزواج، وابحثْ عن المرأة الصالحة صاحبة الدِّين حتى تنشغلَ معها بالحلال، وكَسْب الأجر والثواب. • صاحب الصالحينَ العابدينَ الدُّعاة إلى ربِّ العالمين، وابْتَعِدْ عن أهل السُّوء. وفي الختام نسأل الله لك العونَ والتوفيقَ والسدادَ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |