|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحرص على طلب الإمارة من غير مقدرة د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي يعتريك العجب من أحوال بعض الناس، إذ لديهم حرص غريب على طلب المناصب الإدارية والمسؤوليات الكبيرة، ولكن المشكلة الكبرى أن هؤلاء لا يعرف أحدهم حجم قدراته وإمكاناته الحقيقية، فلذلك يطلب أموراً أكبر من حجمه وقدراته، والأعجب أنك تجده يستشهد بأن يوسف عليه السلام طلب الإمارة، قال الله تعالى: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55][1]. إن هذا استشهاد قوي ومناسب، ولكن ليس في محله؛ لأنه شتان بين قدرات وإمكانات يوسف عليه السلام، من يمتلك أعلى القدرات العقلية البشرية، فما بالك بهؤلاء الناس ذوي القدرات والأداء الضعيف. إن الطامة الكبرى أن هؤلاء الناس قد يصلون إلى مبتغاهم عن طريق المحسوبيات التي لا تدرك المصالح العامة للأمة، فيكون قد تسبب في إيجاد خلل كبير جد في الأمة، وأوقعها في مزيد من المشكلات التي يصعب تصحيحها في المستقبل القريب. لقد وجه الرسول صلى الله عليه وسلم أبا ذر - رضي الله عنه - في حوار عظيم يُعد منهجاً قويماً في إدارة الأعمال وتولي المناصب الإدارية، فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا "[2]. وفي الحديث الشريف عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَالَ الْآخَرُ مِثْلَهُ، فَقَالَ: " إِنَّا لَا نُوَلِّي هَذَا مَنْ سَأَلَهُ وَلَا مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ "[3]. وقد قيل: ما هلك امرؤ عرف قدر نفسه، ولا شك أن هذه المقولة لم تأت من فراغ، وقد نسبها بعضهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فمن عرف قدر نفسه فقد أراح نفسه وأراح الآخرين، فالذي لا يعرف قدر نفسه ابتلى نفسه بأمور لا يقدر عليها، وفي الوقت ذاته جرَّ على غيره المصائب والنكبات. ومن أبرز سلبيات من يضع نفسه في غير موضعها: 1- التأثير العظيم على مستوى الأعمال المنجزة، فتكون قليلة الجودة والكفاءة، ناهيك عن الإبداع والابتكار في المجتمع والأمة. 2- اتخاذ قرارات من الصعوبة بمكان معالجتها في وقت قريب، كأن يتم بناء مساكن كبيرة جداً ولم يتم عمل البنية والمتطلبات الأساسية لها، وبالتالي يصعب مستقبلاً معالجة هذه المشكلة، أو الإسهام في وضع مناهج لإعداد المعلمين ضعيفة، ويتم اعتمادها، ومن ثم تخريج معلمين ذوي كفاءات متدنية. والحل الناجع لمعالجة هذه السلبيات هو: العمل على وضع معايير دقيقة لاختيار الأكفاء لتولي الأعمال والمسؤوليات الكبيرة، ومتابعتهم متابعة دقيقة وفق أسس الإدارة الحديثة. [1] سورة يوسف، الآية رقم: 55. [2] مسلم، صحيح مسلم،كتاب: الإمارة، باب: كراهية الإمارة بغير ضرورة، حديث رقم: 3404. [3] البخاري، صحيح البخاري،كتاب: الأحكام، باب: مايكره في الحرص على الإمارة، حديث رقم: 6616.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |