|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أنوار الرضا الإدراك محمد عبد الرازق إن الطاقة التي منحك الله إياها أيها الشباب، يمكن أن توظفها بصورة صحيحة فتغدو في يديك معول بناء وتشييد، أو توظفها بصورة خاطئة فتصير معول هدم وتخريب. إن ما بين يديك من نعمة الشباب أمانة عظيمة في طريق طويل، تحتاج فيه إلى شموع تنير لك المسير وتفتح عينيك على فلسفة الحياة ومقصد الوجود، وقد أضأنا شموعًا في مقالًا السابق وها هي شموع جديدة تضاء بإذن الله لتواصل الإنارة وتكون سببًا في الهداية ومشعلًا في طريق الحياة.. فابدأ معنا وأنر شمعة ولا تلعن الظلام... فأنت وحدك من بين الناس من يملك أن يجعل حياته سعيدة مبهجة أو تعيسة محزنة مظلمة. لا تكن غيرك! هل أنت راض عن صورتك وشكلك؟ هل أنت راض عن مستوى عائلتك المادي؟ هل تجرُّ هل وفي ذيلها أسئلة كثيرة، غالبًا ما توشي الإجابة عنها بعدم الرضا عن الحال والشكل والمنزل ... إلخ. ومن ثم يكون حال (من يجيب) هو العجز والشعور بعدم القدرة والاستسلام إلى الواقع وغلق صفحة المستقبل والسباحة في صفحات الماضي. نحن نؤكد على أننا إذا اطلعنا على أفكار الشباب حول أوضاعهم المادية والاجتماعية، لوجدنا أن معظمهم يتطلعون إلى أن يكونوا في وضع أفضل بكثير مما هم عليه الآن، وهذا أمر طبيعي، بل هو مركوز في فطرة الإنسان، الذي فطر على حب الخير والاستزادة منه. ولكن أين تكمن المشكلة؟ تكمن المشكلة في أن كثير من هؤلاء الشباب الذين يتطلعون إلى الأفضل، ينقمون في الوقت ذاته على أوضاعهم كما بيّنا؛ لأنهم يشعرون أن أواضاعهم تلك هي من سيشكل مصيرهم ومستقبلهم. فهناك (من هو ليس راضيًا عن القرية التي ولد فيها، وكان يتمنى لو ولد في مدينة كبرى، وهناك من يتمنى لو كان أبوه ثريا، فينشأ في أسرة مرفهة، وهناك أعداد كبيرة من البنات المتضايقات من أشكالهن وألوانهن، وهناك وهناك... الرسالة التي أود أن يلتقطها الشباب هي أن الإمكانيات التي زودنا بها الخالق جل وعلا والظروف والأوضاع التي نشأنا فيها لا تتحكم في مستقبلنا على نحو كلي، فأنتم جميع تعرفون أن هناك آلاف الشباب والشابات الذين ولدوا في أحسن الظروف، وكان يتوقع لهم أن يكونوا اليوم من خيار الناس ومن أعظمهم نجاحا وفلاحا وسعادة، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، فهم مخفقون في دراستهم وأعمالهم وحياتهم الخاصة، ويحيون على هامش الحياة، ولا يتمنى أحد منا لأولاده أن يكونوا مثلهم!! وفي المقابل ـ أيها الأعزاء والعزيزات ـ هناك رجال عظماء غيروا مجرى التاريخ ونقشوا أسماءهم بأحرف من نور على صفحاته مع أنهم ولدوا في أسر لا يعرف عنها عراقة في نسب، وليس لديها وفرة في مال، ولا تسكن في أماكن مميزة... التاريخ والواقع يقولان لنا هذا، وعلينا أن نستخلص العبرة منه. ورحم الله ابن الوردي حين قال: لا تقل أصلي وفصـلي أبــدا .. .. إنما أصل الفتى ما قد حصل قد يسود المرء من غير أبٍ .. .. وبِحُسنِ السَّبك قد ينفى الدَغَل وفي تاريخنا وتاريخ العالم رجال ونساء كثر يفتخر آباؤهم وأمهاتهم بإنجابهم لهم: وكم أبٍ علا بابنٍ ذرى شرفٍ .. .. كما علا برسولِ الله عدنانُ ماذا يعني هذا بالنسبة إلى الشباب؟ إنه يعني الآتي: 1 ـ احمد الله على ما وهبك وأعطاك، فهو كثير، وإن كان يبدو لك عند المقارنة مع ما لدى غيرك أنه قليل. قليل منك يكفيني ولكن .. .. قليلك لا يقال له قليل 2 ـ تقبل نفسك وأوضاعك، واشعر بالاعتزاز بما لديك، واتخذ منه نقطة انطلاق إلى الأمام. 3 ـ أبعد نفسك الصغيرة المكبلة بالأوهام وبهموم الحاضر، عن طريق نفسك الكبيرة القادمة من قلب العاصفة التي تثيرها الجدية والثقة والعمل والمثابرة والطموحات العالية. 4 ـ انفخ على أصغر شرارة لديك لتتحول إلى نور عظيم يضيء طريقك وطريق أهلك وزملائك. 5 ـ لا ترض أبدًا أن تكون ظلا لأحد، وحاول دائمًا أن تكون قدوة ونموذجا ينتفع بك غيرك) [50 شمعة لإنارة دروبكم، د. عبد الكريم بكار، (21)، بتصرف]. ضبط الإدراك إن إدراك الشاب يحمل بداخله تصوراته ومبادئه وأشياء كثيرة، ومن أهم ما يحمله الإدراك: (الاعتقادر)، فأنت في نهاية الأمر ما تعتقده! حينما أتيت إلى الحياة وخلال لحظاتك الأولى بل شهورك الأولى كنت جاهلًا بكل شيء، وبعد برهة بدأت رحلتك نحو الاستكشاف، فأنت منذ سنتك الأولى تمارس الاستكشاف... الأهل والأقارب والمعلمون كلهم يساعدونك في رحلة الاستكشاف يمدونك في رحلتك الاستكشافية بالأفكار والمبادئ والقيم التي تساعدك على فهم الوجود والواقع من حولك. ثم تأتي تجاربك الشخصية التي تمر بها، لتشكل لك أيضًا داعمًا آخر يساعدك على فهم الحياة وتشعباتها، ونتاج ذلك كله، أمر في غاية الخطورة... إن نتاج ذلك: إدراكك، رؤيتك .. التي تتشكل لديك عن إمكاناتك وقيمك ومبادئك، والأهداف التي تسعى إليها.. ومن نعم الله تبارك وتعالى أن منحنا العقل لنفكر ثم نفكر ثم نكرر التفكير؛ لنقيم أوضاعنا ومبادئنا وأفكارنا ثم نعدل ونطور إذ أننا مسئولون مسئولية مباشرة عن أفكارنا التي تتحول بعد فترة إلى سلوك وواقع نحاسب عليه بين يدي الله تبارك وتعالى. ثم أمدنا ربنا تبارك وتعالى بالقدرات الهائلة لنقوى على الفعل ونقوى على التغيير ونتمكن من تحقيق الأهداف والقيام بالمهام المنوطة بنا على الأرض. (لكن الملاحظ ان الشباب والشابات الذين يتفوقون في الاستقامة والدراسة والعمل على نحو باهر قليلون جداً، وهذا يعود إلى عدد من العوامل، أهمها المفاهيم والمعتقدات التي يسترشدون بها في مسيرتهم وحركتهم اليومية، هناك من أبنائي وبناتي من ينظرون إلى العالم بمنظار أسود، فلا يرون إلا الشرور والمفاسد، ويعتقدون أن ما هو أسوأ متوقع دائماً. ومنهم من نشأ في أسر يغلب عليها الجهل، وحظها من الاستقامة قليل، فلم ينالوا التربية الجيدة التي يستحقونها، ولا تلقوا الإرشاد والتحفيز والعون الذي يحتاجون إليه، فصاروا ينظرون إلى أنفسهم نظرة استخفاف واستصغار، وصار اهتمامهم بالفضائل ضعيفًا، ومنهم من نشأوا في أسُرٍ يغلب عليها الفقر وشظف العيش، فلم تنبت في قلوبهم الطموحات الكبيرة وحب الإنجاز العالي، فصاروا يرضون بالقليل من كل شيء، ويستكثرون على أنفسهم أي شيء وجل همهم الحصول على ما يسد الرمق. مالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي: إنه يعني الآتي: 1- ليراجع كل واحد منكم مكونات رؤيته للحياة، حيث إن من المؤكد أن بعضها غير صحيح. 2- غلَّبوا جانب التفاؤل والثقة بالله ـ تعالى ـ والاعتداد بالنفس على اليأس والإحباط واحتقار الذات. 3- الدنيا فيها الكثير من الأخيار والكثير من الأشرار، ومن يبحث عن الأخيار يجدهم. 4- هناك دائمًا فرصة للتحسن ومجال للازدهار بشرط ألا نصغي للمثبطين واليائسين والمخفقين. 5- كونوا أنصار الفضائل وحماة المبادىء، حتى لحياتكم معنى وقيمة، وإذا فعلتم ذلك فأنتم مظفرون دائمًا، فإن فاتتكم لذة الغلبة لم يفتكم شرف المعركة) [50 شمعة لإنارة دروبكم، د. عبد الكريم بكار، (21)، بتصرف].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |