|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
معنى الإيمان قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا [البقرة:82].إن سأل سائل: ما معنى (آمَنُوا)؟فالجواب: معنى (آمَنُوا): صدقوا تصديقاً جازماً، خالياً من التردد .. خالياً من الشك، وبعيداً من الريب، بكل ما أخبر الله تعالى به، وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو المؤمن.وإذا أخبر تعالى عن وجوده .. عن علمه .. عن قدرته .. عن حكمته .. عن رحمته لم تجد في نفسك إلا التصديق الجازم بما أخبر الله تعالى.وكذلك إذا أخبر رسوله وصح الخبر؛ لأن الحديث دخلت فيه شياطين الأنس، فقدموا وأخروا، وزادوا ونقصوا، ولكن الله حماه، فهيأ له رجالاً في كل زمان ومكان، ينفون عنه ما ألصق به المبطلون، أما القرآن فمعصوم محفوظ: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].فإذا أخبر الله أو أخبر رسوله وقلت: آمنت، فأنت المؤمن، فإن ترددت وقدمت رجلاً وأخرت أخرى وتساءلت: كيف؟ فما آمنت. بيان أركان الإيمان لقد جاء القرآن الكريم ببيان أركان الإيمان، وجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث واحد، والواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحفظها عن ظهر قلب، ولا يحل أبداً أن يعيش المؤمن خمسين سنة وهو لا يحفظ هذه الأركان.وهذه الأركان جاءت مبينة في القرآن الكريم، فآية: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ... [البقرة:177] جمعت حوالي خمسة أركان، وركن القضاء والقدر جاء في سورة القمر.أما حديث جبريل في صحيح مسلم فسنذكره لنتلذذ بذكره، وليحفظه السامعون، والذي ما حفظه يجري وراء الطلاب ويقول لهم: والله لتعلمونني هذا الحديث، حتى يحفظه.لما أكثر الصحابة من سؤال الرسول وأتعبوه وأرهقوه؛ فهم بشر. ماذا فعل الله عز وجل تأديباً لأوليائه، ورحمة برسوله؟ أنزل آية من سورة المجادلة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ [المجادلة:12]، أي: إذا كنت تريد أن تخلو برسول الله، فكيف يفعل الرسول! ففي كل دقيقة هناك واحد يريد أن يكلمه، فقال: من أراد أن يخلو بالرسول ليكلمه خاصة فعليه أن يدفع صدقة ويتفضل بنجواه. فتأخر الصحابة وما استطاعوا أن يخلوا به؛ لأن أكثرهم فقراء، وليس عندهم شيء، فرحمة من الله تعالى نزل التخفيف فقال: أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [المجادلة:13]، فنسخ الله ذلك الحكم، وعرفوا لماذا كل من عنده سؤال لا يخلو بالرسول؟ فكيف سيعيش؟! وهذا في الخلوة.وفي الأسئلة أيضاً قال تعالى: لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة:101]، فليس كل من في قلبه شيء يسأل، فإن الرسول لا يطيق هذا، فلما أدبهم وأصبحوا لا يسألون كانوا يفرحون بقدوم الأعرابي إذا دخل يسأل، والأعرابي ليس عنده علم، فما تحضّر ولا تأدب، فيأتي يسأل، وعندما يسأل يرتاحون، ويسمعون الهدى.وبناءً على هذا شاء الرحمن جل جلاله أن يبعث بجبريل في صورة رجل قال واصفه: ( شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر )، أي: ليس فيه شيب، ( لا يرى عليه أثر السفر )؛ لأن المسافر في تلك الأيام إذا جاء من السفر يكون مليئاً بالغبار، و.. و.. ولا تسأل، ( ولا يعرفه منا أحد )، فدخل المسجد ومشى حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمهم كيف يجلس طالب العلم، قال: ( فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على فخذيه ) فقواه الكامنة والباطنة جمعها، وأخذ يسأل، والصحابة يسمعون.وأول سؤال قاله: ( أخبرني عن الإيمان؟ ) أي: ما هو الإيمان؟ ( قال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال الصحابة: فعجبنا له يسأله ويصدقه! ) إذاً هو أعلم أو ماذا؟.( قال: أخبرني عن الإسلام؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت )، وهذه هي قواعد الإسلام الخمس، ولو سقطت قاعدة يسقط السقف ولا يبقى، ولا إسلام لمن سقطت قاعدة الإسلام منه. مرتبة الإحسان ثم قال: ( أخبرني عن الإحسان؟ قال: الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، الإحسان: أنك عندما تعبد الله بأنواع العبادات كالطواف .. أو السعي .. أو الوقوف في عرفة .. أو الاغتسال والوضوء .. أو الصلاة .. أو الصدقة، وعندما تباشر العبادة تفعلها وكأنك تنظر إلى الله، فإن عجزت عن هذا المستوى وما وصلت إليه فدونك المستوى الثاني، ولا عذر بعده، وهو أن تعبد الله بتلك العبادة وأنت تعلم أن الله ينظر إليك.ومن لم يعبد الله على حال من الحالين فما صحت عبادته ولا عبد الله، بل أساء وأفسد، وما أصلح ولا أحسن، إذ لابد للعابد عند مباشرة العبادة أن يكون مع الله كأنه يراه، فإن نزل عن هذا المستوى يُشعر ويعلم نفسه أن الله ينظر إليه، ومن ثَمَّ لا يقدم ولا يؤخر، ولا يزيد ولا ينقص، ولا يلتفت، حتى يكملها، ولهذا هذا الركن الواحد بدونه تسقط تلك الدعائم والأركان.فالإحسان: هو إتقان العمل وتجويده حتى يكون منتجاً للطاقة النورانية .. مولداً للحسنات؛ لأن العبادة من حيث هي عندما تقول: سبحان الله! إن كنت مؤمناً، وعارفاً، وسبحت الله؛ نزهته وقدسته وكأنك تنظر إليه، أو أنت تعلم أنه يراك، فأنتجت هذه الكلمة مادة نورانية سماها الشارع الحسنة؛ لأن النفس تحسن وتجمل بها، فلا تقبح وتتعفن كالسيئة.فلهذا: يا عباد الله! كلنا في هذا الباب متخلف وما تقدمنا، فيجب أن نعبد الله في حالة من الحالتين: إما وكأننا نراه، فإن عجزنا عن هذا المستوى وما استطعنا فعلى الأقل نعبده ونحن موقنون أنه ينظر إلينا، ومن ثم لا نزيد ولا ننقص، ولا نخافت ولا نسارع، ولا نفسد العباده عنا، فتنتج الطاقة النورانية المطلوبة.إذاً عرفتم الإحسان؟ عرفتم الإيمان؟ الإسلام؟فالإيمان عقيدة، والإسلام عمل؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، إقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت الحرام مع القدرة عليه. والإحسان معناه مثلاً أن الخياط الذي يخيط الثوب يجب أن يراقب الله وأن يحسن الخياطة وإلا غش الناس. وقد وصلنا إلى مستوى أن أصبح الخياط يقول: هذه خياطة السوق، وهذه خياطة الذمة. فخياطة السوق يبيعها في السوق، ويلبسها الفحل يومين .. ثلاثة ثم تتمزق، وهناك خياطة أخرى تسمى خياطة الذمة. وأسألكم بالله: أيجوز هذا؟ كيف يصح؟ ولا لوم ولا عتاب فما عرفنا الله بعد، ولا تعلمنا الهدى والطريق إليه، فنحن مشغولون بدنيانا. أمارات الساعة ثم قال: ( أخبرني عن الساعة؟ )، أي: أتدرون ما الساعة؟ وهي نهاية هذه الحياة الدنيا، ( فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما المسئول عنها بأعلم من السائل ). المسئول هو الرسول، والسائل هو جبريل، فقال الرسول: ما أنا أعلم منك، أي: أبداً ما المسئول بأعلم من السائل في هذه القضية، وهل جبريل يعلم متى الساعة؟ والله لا يعلم، قال تعالى: ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً [الأعراف:187]، فالعالم العلوي ما عَرَف، وليس له أن يعرف؛ لحكمة إلهية أخفاها عن الملائكة .. عن الإنس .. عن الجن.ثم قال: ( أخبرني عن أماراتها )، يصح أن تقول: أماراتها أو إماراتها؟ والعوام يقولون: الأمارة. وأين الأمارة؟ الأمارة هي التي فيها الأمير. والإمارة: من أمر يأمر أمراً فهو آمر، والإمارة مكان الأمر والنهي. والأمارات جمع أمارة، بمعنى: علامة، والعامة يعرفون الأمارة والعلامة: أمارته وعلامته كذا وكذا.قال: ( أخبرني عن أماراتها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أن تلد الأمة ربتها )، والآن ليس عندنا إماء ولا عبيد. ويا ليتنا نكون عبيداً لله، صادقين في العبودية؛ لأن الإماء يوجدن أيام الجهاد؛ وذلك لما نحمل راية لا إله إلا الله وننشر الهدى، فمن وقف في طريق النور وأراد الظلم للبشرية نصفعه، وأسراهم عبيد لنا حتى يدخلوا في رحمة الله.وقوله: ( أن تلد الأمة ربتها ) معناه: يظهر الجهل ويعم، فالأمة تلد، ثم تلك المولودة تجد الأمة والتي هي أمها تباع في السوق فتشتريها فتصبح ربتها، للجهل واختلاط الأمر.ثم قال: ( وأن ترى الحفاة )، جمع: حافي، أي: ليس في رجليه نعلان ولا حذاء، ( العراة ) ليس فيه إلا ستارة تسمى: إزاراً أو رداء يرتديه، ( رعاء الشاء أو رعاة الغنم يتطاولون في البنيان ) وهذا قد وقع، فتجد من يقول: أيهم عمارته أطول، لقد بلغت عمارة فلان عشرين طابقاً .. ثلاثين طابقاً .. عشرة طوابق .. خمسة طوابق، عجباً لهذا الرسول! وليس هذا في المملكة والحجاز بل في العالم بأسره، فرعاة البقر في أوروبا يتطاولون بها، ورعاة الإبل يتطاولون بها؛ لأن هذا حكم عام.إذاً: قربت الساعة!قال: ( وترى الحفاة العراة العالة )، أي: الفقراء ( رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )، أي: أيهم يكون بناؤه أطول وأعلى.والشاهد عندنا أنكم عرفتم الإيمان والإسلام والإحسان، ولو رجعت إلى البيت عليك أن تفكر فيما قلناه، فإذا غابت عنك كلمة فاسأل أي مؤمن وقل له: من فضلك! أنا نسيت كذا فذكرني. وبمجرد ما تعزم هذه العزيمة وتطبقها فإنك ستتعلم، أما أن نجلس ولا نحفظ، ولا نعمل، فما قيمة جلوسنا؟! أثر الإيمان في حياة القلوب أقول معاشر المستمعين والمستمعات: يقول تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا [البقرة:82]، بم؟ بما علمتم.وهذا الإيمان قررناه مئات المرات أنه بمثابة الطاقة الدافعة، وإذا نفدت الطاقة من السيارة فإنها لا تمشي، وبطارية السيارة إذا نفدت فإنها لا تشغل شيئاً بل تصاب بالحشرجة التي في الصدر، وصوتها كصوت المريض الذي يموت، فهذه الطاقة هي الإيمان، فإذا كانت صحيحة وسليمة وقوية فإنها تدفع صاحبها إلى أن يقوم الليل كله .. إلى أن يعتزل النساء طول حياته .. إلى أن يرابط في الجهاد فلا يخرج.والإيمان طاقة قوية حملت بعضهم على أن يخرج من ماله كله، ولولا هذه الطاقة الإيمانية ما استطاعها إنسان، وهذه الطاقة إذا سلمت من الحيف، والزيادة، والنقص، والخرافة وعرفتها كما عرفك الله، ثم قويتها وزدتها دائماً وأبداً فإنها تثمر وتنتج باستمرار.لكن بم تزيد هذه الطاقة؟من مظاهر زيادة هذه الطاقة أنك إذا شعرت بضعف في هذه الطاقة فقم وصلِّ ركعتين، أو أخرج من جيبك ريالاً أو ريالين وتصدق.فلما تشعر بفتور أو ضعف في طاقتك قوها بعمل صالح؛ ولهذا قالت العلماء: الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، فيوالي معصية بعد معصية فيخفت ذلك النور وينتهي.ولهذا عرض القرآن عرضين، فشاهدوا، هل تجدون أنفسكم -أيها المؤمنون- موجودين أو لا؟العرض الأول من سورة الأنفال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ بصدق وحق الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [الأنفال:2-4]، إن شاء الله معهم؟ما رأيتمونا؟ ما رأيتم أنفسكم؟ موجودون إن شاء الله.وأنت إذا قلت لأحدهم: يا سيد! كيف تبيع مجلات الخلاعة وصحف الباطل من أجل الريال! لا تبع هذا الباطل. يقول -مع الأسف-: الزبائن لا يشترون الأشياء الأخرى إلا إذا بعت هذه.قلنا: هل هذا توكل على الله أو على المجلة؟أين التوكل على الله: وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. ![]()
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |