|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير القرآن الكريم - للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) تفسير سورة البقرة - (51) الحلقة (58) تفسير سورة البقرة (22) عجب حال بني إسرائيل، يرون الآيات أمام أعينهم، ويرون فضل الله وإنعامه عليهم، ثم إذا نعق بهم ناعق أجابوا، يذهب موسى إلى لقاء ربه، ليتلقى الهدى والنور، فيعود مسرعاً إلى قومه ليتفاجأ بهم يعبدون عجلاً من ذهب! وكأنهم ما عرفوا الله يوماً، حينها نزل حكم الله بالعقوبة الأليمة: اقتلوا أنفسكم، فلم يكن لهم بدّ من ذلك، وسالت دماء التوبة! فتاب الله عليهم ورحمهم، إنه هو التواب الرحيم. مراجعة لما سبق تفسيره من آيات سورة البقرة الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ثم أما بعد:أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات!إن السورة ما زالت كعهدنا بها سورة البقرة، وإن الآيات المباركات التي ما زلنا نستعين الله تعالى على تفسيرها وفهم معانيها؛ سائلين الله عز وجل أن يرزقنا الاهتداء بهديها والعمل بها، إنه قريب مجيب سميع الدعاء.قراءة تلك الآيات بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ * وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:50-54].معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات!يا ليت هذه الآيات تقرأ اليوم على اليهود، ويدعون إلى سماعها، أو تقدم لهم بعناية خاصة.سبحان الله! مع هذه النداءات الإلهية .. مع هذه الألطاف والعناية الربانية، يصرون على الكفر بالله رباً وإلهاً .. يصرون على الكفر بخاتم الأنبياء وإمام المرسلين .. يصرون على الكفر بالإسلام الذي هو معراج الكمال والإسعاد البشري.والله الذي لا إله غيره، ما سعد إنسي ولا جني ولا كمل إلا على هذا المنهج الرباني.هذا ونحن أيضاً أحق بالاعتبار منهم، وأولى بالهداية منهم، وأولى بالكمال والإسعاد منهم، فلهذا يخلد هذا الكتاب مادام على الأرض بشرية.وها نحن مع تعداد النعم التي أنعم الله تعالى بها على بني إسرائيل؛ أولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.منها قوله تعالى: وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ [البقرة:49]، فنجاهم من فرعون وسلطته الكافرة، وأنقذهم من تحت قبضته وسلطته، التي عاشوا تحتها زمناً، أذلهم .. أهانهم .. حطمهم .. ذبَّح أبناءهم.. وامتدت يد الرحمن إليهم، فإذا بهم في منجاة؛ بعيدين عن فرعون وآله، بل وزادهم إنعاماً أن أغرق ودمر تلك القوى الكافرة والباطلة وهم ينظرون، فأية نعمة أكبر من هذه! صاحب هذه النعمة يجب أن يشكر الليل والنهار، وأن يطاع في كل شيء، ولو طلب منك نفسك أعطها إياه. تفسير قوله تعالى: (وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون ...) ثانياً: ذكرهم أيضاً بنعمة فرق البحر حتى أصبح اثنتي عشرة طريقاً؛ لتسلك كل قبيلة طريقها، فلا يقع التصادم بينهم في البحر.انفلاق البحر آية من آيات الله، كل فرق كالطود العظيم، والجبل العالي الأشم، ونجوتم وما إن دخل العدو يطاردكم ويلاحقكم بجيوشه الجرارة حتى أمسى في خبر (كان).ومن آياته، ومن ألطافه أنه لم تذهب ذات فرعون وجسده، بل رفعه الماء إلى ساحل البحر ليقفوا عليه: هذا هو الطاغية .. هذا هو الجبار .. هذا هو ذاك، فتطمئن قلوبهم، وتهدأ خواطرهم إلى أن الظلم انتهى بانتهاء صاحبه. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة:50]، ما بلغهم هذا؟ كالنبأ قد يقولون: ممكن ما وقع: وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ . تفسير قوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون) قال تعالى: وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ [البقرة:51]، وهذه عظيمة من عظائم الذنوب، وقد قلت: ما إن استقل موسى ببني إسرائيل، وخرجوا من الديار المصرية، ونزلوا في ساحل البحر الأحمر من جهة سيناء فما استطاع أن يسوسهم بدون حكم وقضاء وشرع، سبحان الله! قال: اجلسوا هنا، وأنا أذهب إلى ربي، وأنا على موعد معه لآتيكم بالكتاب.قلت -وهذا القول كررته بحمد لله مئات المرات-: ومن ذلك لتعرفوا أنني وضعت دستوراً إسلامياً، وكأنما وزعناه على القبور، فلا عالم تكلم، ولا طالب قال، ولا زعيم قال، أمة ميتة!دستور! إي والله، وإني لعلى علم يقيني أنه لو طبق في أي إقليم لأصبح ذلك الإقليم كالكوكب في السماء.أيام كانت البلاد الإسلامية تستقل، عام .. عامان استقل الإقليم الفلاني، عام .. عامان استقل القطر الفلاني، فقلنا: هذه يد نقدمها، فما استطاع مسئول ولا عالم ولا .. أن يقول: ننظر في هذا الدستور، وهو تشكيل حكومة ربانية إلى نهايتها، فما نفعت.كتبنا عن الدولة الإسلامية، وسحنا من المطار -وأنت تشاهد آثار الإسلام- إلى المقبرة، فما تركنا جانباً في الحياة بكاملها إلا وضعنا له صورته، من المطار -والله- إلى المقبرة، وفرقنا بين كيف يقبر اليهود والنصارى موتاهم، وكيف نقبر نحن موتانا، لا باقات الزهور، ولا خرافات القراءة على القبور.وكأنما وضع على القبور! أمة ميتة، فلا من يتكلم، ولا من يقول، ولا.. ولا.والآن جاءت المناسبة، انظر فقط: يستقل إقليم وما عنده دستور، ماذا يصنع؟ يعجز أن يبحث كيف يحكم هذه الجماعة بدين الله وهم مسلمون، ويبقى يطبق دستور الدولة الكافرة، هذا عجز كامل، أو كراهية وبغض للشريعة الإسلامية؛ لأنها تحق الحق وتبطل الباطل؛ ولأنها ترفع الهمم إلى السماء، وتبعد بها عن الأرض وأوساخها.ومن باب ما ذكرنا ويؤسف له، قلت لكم: إن الله عز وجل لتقوم الحجة له يوم القيامة سلّط علينا من يستعمرنا، ما ظلمنا الله، حاشا لله، سبحانك اللهم ربنا ولك الحمد ما ظلمتنا! وإنما فسقنا عن أمره، وخرجنا عن طاعته، وتركناه وتركنا شرعه، وأقبلنا على الضلالات والخرافات، بل وهبطنا إلى الشركيات، فأصبحنا لا نذكر الله إلا قليلاً، فسلط علينا الكفار، ولسنا بأشرف من بني إسرائيل، وقد سلط عليهم البابليين، فحولوا بيت المقدس إلى مخرأة يخرأ فيها العسكري.وبنو إسرائيل في تلك العهود القريبة، من إسحاق ويعقوب وإبراهيم، ونحن مقسمون، ومشتتون، ومفرقون طرائق .. أحزاب .. جماعات، وزدنا أيضاً أقاليم ودويلات، فكيف نكمل أو نسعد! نعكس سنن الله من أجل ماذا؟!فقلت وقررت، وما زلت، وقد لا تسمعون هذا الكلام من أحد، وما سمعتموه؛ فقلت: لو كان الله قد أراد بنا خيراً، لو كنا أهلاً للخير، جاء الله بدولة عبد العزيز بن سعود هذه، يا شيخ! أنت تمدحها؟ إنهم يكفرونها، يقولون: خوامس .. وهابية .. كفار، يكرهون الرسول، ويكرهون المؤمنين وأنت تريدهم أن يطالبوا بقانونها ليحكمهم في بلادهم، فهمتم هذا الكلام أو لا؟! هذا لسان الحال.وإلا المطلوب: استقل الإقليم، فيبحث أي إقليم فيه حاكم مسلم يطبق الشريعة الإسلامية، إذا كان في الهند ذهب إليه، في الصين .. في الشرق .. في الغرب، وكان فقط في وسط الأرض .. في هذه الديار، في الحرمين.كان يأتي المسئولون من رؤساء الحزب، الذين جاهدوا وأخرجوا بريطانيا أو فرنسا ويقولون: إي عبد العزيز ! استقل هذا الإقليم من الدولة الإسلامية فابعث القضاة، وابعث والياً عاماً كما كانت فرنسا تبعث واليها في المستعمرة، وطبق شرع الله، فلهذا خلقنا، ومن أجله جاهدنا وحاربنا الاستعمار، واستقللنا.والله ما فعل هذا أهل إقليم، ذكروني إن نسيت، أصبحت أنسى. هل جاء وفد من بلد إسلامي استقل في العرب أو العجم وقال: يا عبد العزيز ! ابعث لنا قضاة شرعيين يطبقون شرع الله بيننا؟ والله ما كان.ومن ثمَّ تمت الفرقة والتمزيق والتقطيع، وأصبحنا نيفاً وأربعين دولة، يسوسها الظلم، ويسودها الشر والفساد، فلا نور، ولا هداية ربانية، ولا رحمة إلهية.لعلي واهم! حاجوني، جادلوني. ما المانع؟ الجواب: لأننا جهلة، فما عرفنا الله ولا أحببناه، ولا خشيناه، ولا جلسنا بين يديه، ولا بكينا وتضرعنا ساجدين خاشعين، وما عرفنا إلا الباطل والدنيا والهوى، وأنت تريد أن تحولنا ربانيين، يأتون ويقولون: أي السلطان عبد العزيز ! أنت تحكم الأمة في قلب بلادها بالإسلام، ابعث لنا قضاة وهداة، كيف نفعل هذا؟! ضرورة العودة إلى الكتاب والسنة وعدنا من حيث بدأنا، والعلة هي الجهل، وما زال العالم نائماً إلى الآن ما استيقظ، ونكرر ونقول: والله لن تسود أمة الإسلام ولن ترجع ولن ولن.. إلا إذا عادت إلى علم الكتاب والسنة، فأصبح النساء والرجال والقاضي والحاكم والكل عارفاً بربه، فيخافه ويرهبه .. يخشاه .. يحبه، ولا هم له إلا رضاه، ومن ثَمَّ نعود إلى سبيل النجاة والكمال.ومن باب التيسير الآن سنة وربع السنة ونحن نصرخ بهذه الدعوة، وملَّها المستمعون؛ لأنهم غافلون، ما كل مستمع يبكي معنا، وقلنا حيلة من ألطف الحيل، هذه اليهودية والماسونية وجمعيات التنصير لو يعثر عليها واحد منهم ماذا يفعلون به؟ يجعلونه بولس العاشر، حيلة كيف ننهي الخلافات والصراعات والتحزبات والتكتلات والعنتريات و.. كيف نذهب الحسد والبغض من بعضنا بعض؟ كيف نبعد الفقر المدقع؟ كيف كيف؟ باسم الله، هذا كتاب (المسجد وبيت المسلم)، يحوي ثلاثمائة وستين آية وحديثاً، بمعدل آية وحديث طول العام حتى يختم الكتاب، سميناه: كتاب المسجد رجاء أن أهل كل حي -وهو منطقة في المدن، وبعض المدن فيها عشرات الأحياء- يوسعون مسجدهم الجامع حتى يتسع لأفراد الحي سواء كانوا عشرة آلاف أو خمسة، وأهل القرية يوسعون مسجدهم ليتسع لأفرادهم ذكوراً وإناثاً، كباراً وصغاراً، ويبحثون عن عالم رباني، ويوجدون والحمد لله.والكتاب سهل ميسر، لا يحتاج إلى فلسفة، ولا منطق، ولا ولا، على الفطرة الإسلامية. ويجتمعون في بيت ربهم كل ليلة، فإذا مالت الشمس للغروب أخذوا يتوضئون ويتركون أعمالهم الدنيوية: أغلق الدكان .. أغلق المصنع .. قف يا فلاح في المزرعة واخرج، ويأتون إلى المسجد بنسائهم وأطفالهم، إلى أين؟ إلى ربنا، إي والله! إلى بيته لنجلس بين يديه، لنتعلم هداه، نطلب رضاه، فيجتمعون اجتماعنا هذا، النساء وراء الستار، والبنون؛ الأطفال أمامهن، والرجال هكذا، ليلة آية يقرءونها .. يتغنون بها .. يعيدونها، وفي ربع ساعة لا يبقى رجل ولا امرأة إلا حفظها، وحفظ آية -والله- خير من ألف ريال في تلك الليلة، آية من كتاب الله حفظتها المرأة .. حفظها الرجل، وتشرح لهم، ويبين مراد الله منها، ويقول لهم: إن ربنا يطلب منا في هذه الآية أن نعتقد كذا فهيا نعتقد، ويطلب منا أن نتأدب بكذا فهيا نتأدب، ويطلب منا أن نتخلق بكذا باسم الله، يطلب منا أن نقول أو نفعل، فيعودون شباعاً، يملأ النور قلوبهم، فقد حفظوا آية من كلام ربهم، وفهموا معناها، وعزموا على أن يفعلوا بما فيها.وفي الليلة الثانية حديث نبوي شريف صحيح، يحمل معنى الآية، ويزيد في بيانها ومعرفتها، وتأكيد ما فهمناه منها، ربع ساعة يتغنون به فيحفظ، حفظوا حديث النبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفهموا معناه والمراد منه والمطلوب منهم، وهم عزم كامل على العمل والتطبيق، ويوماً بعد يوم .. أربعين يوماً .. شهراً، تبدأ البلاد تتغير، والله العظيم، وأكثر السامعين يكرهون اليمين وينتقدونني، لم تنتقدونني؟ أنا أحلف بالباطل؟ !أما سمعنا الله يحلف؟! لم يحلف؟! هل هناك حاجة إلى أن يحلف من أجلنا؟! أما سمعنا الرسول يحلف: والذي نفس محمد بيده؟! أيمان .. لم يحلف من أجله هو؟ من أجل أن يستقر المعنى في نفوس السامعين؛ ليتهيئوا للعمل.إذاً: أربعين يوماً .. شهرين .. ثلاثة أشهر، تبدأ مظاهر الباطل ترحل، فيقل الكذب .. يقل الحسد .. يقل البغض والعداء، تسخوا النفوس، ويكثر العطاء والبذل، فما يبقى فقير بيننا جائع، ويقل الإسراف والشهوة العارمة ويتوفر بعض المال. سنة وإذا بأهل القرية كأنهم أسرة واحدة.يا شيخ! هذا صعب، لا، المفروض أن الألف مليون كلهم أسرة واحدة، ليس أهل القرية أو الحي.لعلي واهم؟ بيننا رجال -والله- ما يكرهون مؤمناً، ولا يبغضون مؤمناً، ولا يقولون كلمة سوء، ولا ولا، عرفوا.فإذا عرف أهل القرية أو أهل الحي كيف لا يكونون كذلك؟!إذاً: وإذا بنا أنوار تتلألأ. هذه في المسجد.وفي البيت، رأينا البيوت خمت .. تعفنت.يا شيخ! لم خمت وتعفنت؟ بيّن لنا.اسمعني وانظر! الرجل جالس في البيت، وامرأته وأمه -إن كانت له أم- وفتيانه من بنين وبنات جالسون منصتون يسمعون عاهرة ترقص أمامهم، وكافر يتكلم ويتبجح في بيت مسلم، أيطاق هذا؟!يا عقلاء! يا أتباع النبي محمد! أسألكم بالله! لو يدخل عليكم رسول الله وأنتم في بيتكم بهذه الصورة ماذا يقول؟ يقول: ماذا هناك؟ دعهم يروحون على أنفسهم، يقول هذا الكلام؟! وهو القائل: ( إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة ) صورة بالنسيج أو بالقلم، ليست شخصية كاملة تعرض محاسنها وجمالها ومنطقها وهم ينصتون ويسمعون.خمت البلاد والديار، فرحلت الملائكة -عليهم ألف سلام- وحلت الشياطين، فكثر الزنا، والعهر، والخيانة والأمراض العجيبة، وما زلنا ما عرفنا بعد.أروني مؤمناً يطرد الملائكة من بيته، يقول: امشوا، خلوني أفرفش، ويستدعي الجن والشياطين يجلسون في بيته.قد تقول: لا يمكن هذا؟ قد أمكن وهو الواقع.وتربت الفتيات والفتيان على حب الزنا، والعهر، والباطل، والشر، والفساد، وما صحونا بعد.هذا الكتاب يقضي على هذه بحيلة، صاحب البيت جاء الكتاب أخذه قال: اجلسوا، يجلس أمامهم، أبعد هذه الشاشة، غطها، واقرأ معهم آية، وتغنوا بها جميعاً، اقرأ الآية .. الحديث من الغد وتغنى، ووصهم بالمطلوب، وافعلوا يا أبنائي! يا أم فلان! يا كذا! هذا هو ديننا، نحن مقبلون على الله، طريقنا إلى السماء، لسنا من أهل الأرض ولا الهابطين، يوماً بعد يوم بعد يوم كيف يصبح ذلك البيت؟ لا تسمع كلمة سوء، ولا تشاهد منكراً ولا باطلاً، ولا ترى إلا وجوهاً باسمة مشرقة، والكلم الطيب، والصوت الخافض المخفوض، اللين الهش، فقد تغير البيت.هذا كتاب المسجد وبيت المسلم، سنة وزيادة ونحن هكذا.كأننا بين موتى! إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ [النمل:80].عرفتم زادكم الله معرفة، ذكرناكم اذكروا. لم أذكركم؟ هذا الله يذكر اليهود وهم أسوأ منا، وأقبح منا، وأشر منا، فقد كفروا بالله ورسوله ولقائه، ومع هذا ماذا يقول لهم؟ يقول لهم: اذكروا إذا واعدنا موسى أربعين ليلة ليقضيها معنا، ولنوحي إليه بالقانون والدستور الذي يحكمكم به. يتبع
__________________
|
|
#2
|
||||
|
||||
![]() تفسير القرآن الكريم - للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) تفسير سورة البقرة - (54) الحلقة (61) تفسير سورة البقرة (25) أمر الله بني إسرائيل بأن يدخلوا قرية ويدعوا الله بأن يحطّ عنهم خطاياهم، فبدّلوا كلام الله، فأنزل الله عليهم عذاباً من عنده، وأمر الله نبيه أن يذكّر اليهود بما أنعم عليهم من رزق وخير، لا تعب فيه ولا نصب، جاءهم بعد لأواء وشدة، ولجوء إلى موسى كي يدعو ربه، حينها أمر الله موسى أن يضرب بعصاه الحجر، فانفجرت عيون الماء صافية نقية. تفسير قوله تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً ...) الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً، أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد:أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إن السورة ما زالت سورة البقرة، وإن الآيات المباركات التي نستعين الله تعالى على تفسيرها وفهم معانيها، سائلين الله عز وجل أن يرزقنا الاهتداء بهديها والعمل بها، إنه قريب مجيب سميع الدعاء.قراءة تلك الآيات بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ [البقرة:58-60]. لمحة تاريخية عن اليهود الذين جاءوا إلى المدينة ما زال السياق الكريم مع بني إسرائيل، أي: اليهود الذين عايشوا النبي صلى الله عليه وسلم بضع سنوات في هذه المدينة، وهم: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وهم يمثلون العالم اليهودي.ونزوحهم إلى هذه الديار -كما علمتم زادني الله وإياكم علماً- سببه اضطهاد الروم لهم؛ لأنهم في نظرهم قتلة إلههم، وثاني سبب: تباشير التوراة والإنجيل ببعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، وأنه يخرج من جبال فاران، وهي جبال مكة، وأن مهاجره بلد ذات نخيل وسبخة، وهي يثرب، فجاءوا ينتظرون طلوع الشمس المحمدية ليدخلوا في الإسلام، ويستردوا مجدهم وقوتهم ومملكتهم، فلما رأوا أن الريح غير ملائمة، وأن الإسلام إذا دخلوا فيه أنساهم أجدادهم وآباءهم، من ثَمَّ تغيرت قلوبهم، وناصبوا العداء للرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين.وتم الذي أراده الله، فبنو قينقاع فعلوا فعلة قبيحة فأجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم أول فئة منهم.وبنو النضير أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهم في حكم من قتل، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا أن أجلوهم إلى الشام.وبنو قريظة لما انظموا إلى الأحزاب، الذين جاءوا لإبادة الإسلام وأهله، وانهزم الأحزاب بأمر الله، وعادوا إلى ديارهم خائبين، حاصر النبي صلى الله عليه وسلم بني قريظة، فاستسلموا وخضعوا، فقتل رجالهم، وكانوا نحواً من سبعين رجلاً، وسبى ذراريهم ونساءهم بحكم الله .. بقضاء الله من فوق سبع سماوات. كتابة التيه على بني إسرائيل أربعين سنة لخذلانهم نبيهم موسى عليه السلام هؤلاء اليهود المعبر عنهم في القرآن ببني إسرائيل، وقد طال الحديث عنهم، عندما تتأمل تعرف أن القلوب بيد الله، يهدي من يشاء، استعرض لهم حياتهم بكل ما فيها، جزئية جزئية، فلو كان الله أراد أن يسكنهم دار السلام لكانوا دخلوا في الإسلام أجمعين، ولكن قَلَّ من دخل منهم في الإسلام، أفراد قليلون، واسمع ما يقول لهم: واذكروا، أي: واذكر لهم يا رسولنا. وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ [البقرة:58]، من القائل؟ القائل: الله عز وجل. من الواسطة الذي يبلغ؟ هو يوشع بن نون فتى موسى وتلميذه وصاحبه؛ لأن بني إسرائيل لما وقفوا ذلك الموقف؛ موقف الهزيمة المرة، كما وقف المسلمون الآن مع اليهود، وقالوا لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24]، ونحن نقول: الأمم المتحدة .. أمريكا لم ما تخرج اليهود؟ ونحن أسوأ حالاً من أولئك، نحن ألف مليون، وهم ستمائة ألف بنسائهم وأطفالهم، يقاتلون العمالقة، ويخرجونهم من أرض القدس، أمر صعب، إلا أنه لما كان الله معهم ينتصرون، فنحن لو كان الله معنا ولا ثلاثة أيام، والله لو يعرف اليهود أنا أقبلنا على الله، وواليناه ووالانا، لعزموا على الرحيل من تلقاء أنفسهم.فلما جبنوا وخاروا وتأخروا ضربهم الله أربعين سنة، وهم يتيهون في الأرض، في صحراء سيناء، فلما طلع النهار شدوا على الجمال والبغال والحمير يمشون يمشون، اشتد الحر نزلوا، باتوا، غداً يجدون أنفسهم في مكانهم، ولكن الله عز وجل أكرمهم؛ لأنهم أبناء وأحفاد أنبيائه ورسله، فهم أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.فأنزل عليهم المن والسلوى: الحلوى واللحم، والغمائم تظللهم من حر الشمس، ويروى أن ثيابهم ما بليت ولا تمزقت، وبقيت كذلك.إذاً: أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة:26]، هكذا: فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة:26]، من هم الفاسقون اليوم؟ الذين خرجوا عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا تحزن عليهم. حال بني إسرائيل في عهد يوشع بن نون امتد الزمان وطالت الأيام فتوفي موسى عليه السلام، وقبله أخوه هارون، ومات جيل الهزيمة؛ فالذين كانت أعمارهم أربعين وخمسين انتهوا، ونشأت ناشئة جديدة صحراوية، لكنها ما نبتت في منابت الفسق والباطل، فقادهم يوشع بن نون ، الذي نبأه الله، وأرسله إليهم.وقد ذكرت لكم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن يوشع لما غزا وكان يوم جمعة، وكاد يصل إلى الأسوار، والبناء للمدن كان على أسوار تعتمد عليه، فإذا الشمس تغرب، فخاف إذا غربت يقف القتال؛ لأنهم مأمورون بعدم القتال يوم السبت، فنظر إلى الشمس وقال: يا شمس! أنت مأمورة وأنا مأمور، قفِ مكانك. والله وقفت، وواصل الزحف حتى دخل البلاد.الآن وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ [البقرة:58]، على عهد يوشع أو لا؟ ادخلوا المدينة العاصمة، وهي القدس، فيها العسل، واللبن، والفواكه، والخضر، يكفي أربعين سنة وأنت مع الحلوى ولحم الطير.قد يقول القائل: ما هي الحلوى؟قلنا: هي الكمأة، لكن فيها عسل وحلوى، من الحلاوة. ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ [البقرة:58]، مما أحل الله لكم وأباح لكم. رَغَدًا [البقرة:58]، أي: عيشاً، واسعاً، طيباً، لا صعوبة فيه، ولا نكد. ورغد العيش: سعته وطيبوبته. وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا [البقرة:58]، المراد بالباب المعروف الآن بباب حطة، هذا الباب أمرهم نبيهم يوشع وقائدهم عليه السلام بأن يدخلوا راكعين، ومن الجائز أن نقول: كان سقف الباب منخفضاً، فلابد وأن يطأطئ الرجل رأسه حتى يدخل، ولسنا في حاجة إلى هذا ما دام لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أراد الله أن يمتحنهم: ادخلوا راكعين؛ لأن السجود وضع الجبهة والأنف على الأرض، كيف يمشي الساجد؟ لا يمكنه ذلك.فالمراد من السجود هنا: الخضوع، والذلة، والانكسار بين يدي الجبار؛ شكراً له على الإنعام، والتوبة إليه من التمرد والعصيان. ادخلوا راكعين، والركوع صاحبه يمشي، والصحابي مشى من صف إلى صف بعيد وهو راكع. وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا [البقرة:58]، لم ما قال: ركعاً؟ لأن لفظ السجود هو الذي يدل على المطلوب وهو الخضوع، والذلة، والانكسار أمام الجبار حيث أنعم عليهم، وفتحوا البلاد.وإليكم ما يؤكد هذا: كيف دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح ودخلت خيله، ومعه اثنا عشر ألف بطل؟والله دخل ولحيته الشريفة هكذا على قربوس السرج كأنه كتلة، خاشعاً .. خاضعاً .. شاكراً لله نعمته عليه، قربوس لحيته تضرب في قربوس السرج، وما دخل متعنتراً.وهنا من سنين ونحن نذكر جهلنا وهبوطنا وضلالنا، عندما يستقل الإقليم من أقاليمنا المستعمرة، وكلها باستثناء هذا البلد، ما إن يستولوا على الحكم حتى يقيموا حفلات العهر والباطل والغناء، ويطلبوا إخوانهم الذين يسمونهم بالعملاء للاستعمار: اذبح، قتل، دمر، والأفراح إلى عنان السماء.فنقول: هل عرفتم كيف دخل نبيكم مكة وقد أخرج منها؟!ثم لما دخل ووجد إخوانه وقد طأطئوا رءوسهم، وانحنوا في ساحة المسجد الحرام، وهو مصلت السيف، ماذا قال؟ ( ما تظنون أني فاعل بكم يا رجال قريش؟ قالوا: أخ وابن أخ. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء )، فلم ينتقم من أحد.كيف ما نذكر هذه المواقف؟!والعلة أبنائي معروفة، جهلة ما عرفنا الله، ولا الطريق إليه، ماذا ترجو منا؟ تريد أن تختبرنا؟ عند الباب، آذِ واحداً فقط ولو بنعلك، وانظر ماذا تشاهد؟إذاً: وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا [البقرة:58]، أي: راكعين، شكراً لله رب العالمين، إظهاراً للإذلال والطاعة لله، المنعم المتفضل. وَقُولُوا حِطَّةٌ [البقرة:58]، ومعنى (حِطَّةٌ): احطط عنا خطايانا، وقد تكون هذه الكلمة بالعبرية، وجاءت في القرآن بحسب لغتهم، ولا بأس أن تكون (حِطَّةٌ) بمعنى: احطط عنا خطايانا، ولها نظير في اللغة على وزن خسة.إذاً: قولوا هذه الكلمة، تعلنون فيها عن ذنوبكم الماضية من الفسق، والضلال، والعصيان، واطلبوا من الله تعالى أن يحط عنكم خطاياكم؛ لتدخلوا طاهرين.والجزاء: قال تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ [البقرة:58]، سبحان الله ما أكرم الله وما أشد حلمه! كأنهم أطفال صغار يربيهم، لا إله إلا الله، وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ [البقرة:58]، خطيئاتكم، وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:58] أيضاً، فالذين عبدوا العجل يغفر لهم، والذين ما عبدوا العجل يزيدهم في إحسانهم .. الذين فسقوا وتمردوا يغفر لهم، والذين استقاموا وما عصوا يزيد في الإحسان إليهم، فالسعادة للجميع، نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:58]، نزيدهم من إنعامنا، وإكرامنا، وإفضالنا. تفسير قوله تعالى: (فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم ...) قال تعالى مخبراً عنهم: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ [البقرة:59]، أرأيتم العلة ما هي؟ الظلم، فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا [البقرة:59]، ظلموا من؟الظلم: هو وضع الشيء في غير موضعه، فالذين وضعوا الشيء في غير موضعه من بينهم الذين عبدوا غير الله، وضعوا العبادة لغير الله، وهكذا كل الذين قارفوا الذنوب فهم في ذلك ظالمون لأنفسهم، متهيئون للعصيان من جديد والتمرد؛ لأن نفوسهم خبثت، وما بقي فيها نور. تبديل بني إسرائيل لكلام الله فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ [البقرة:59]، بدلوا، قالوا: حنطة، بدل حطة، بعضهم قال: حنطة، حبة في شعيرة، أعوذ بالله، هذا نوع من الاستهزاء أو لا؟ولا تنسوا الآن بين المسلمين من يستهزئ ويسخر من كلام الحق، إذا كان ما هو من حزبه أو من جماعته أو من كذا، ويقول كلمات أسوأ من هذا ويسخر، ولا عجب. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا [البقرة:59]، أنفسهم، فشوهوها، وقبحوها، وأصابوها بالظلمة، والنتن، والعفن من جراء الفسق، والفجور، وارتكاب كبائر الذنوب، هؤلاء بدلوا القول الذي قاله الله لهم على لسان يوشع ، ادخلوا راكعين وقولوا: احطط عنا خطايانا، قولوا: حطة، قالوا: حنطة، ودخلوا يزحفون على أستاههم وبلَّغ هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فما دخلوا راكعين، بل دخلوا يزحفون على أستاههم وأدبارهم، ويقولون: حنطة، حبة في شعيرة.أرأيتم الجماعات التي تهبط كيف؟ لا إله إلا الله. عاقبة تبديل كلام الله قال: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا [البقرة:59]، نقمة الجبار، الله موجود أو لا؟ نعم. أين هو؟ فوق عرشه .. فوق ملكوته، يدير الملكوت كله.وهذه الفاءات لترتيب السببية على الفور: فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا [البقرة:59]، أما الذين ما ظلموا لا حمى، لا نابض، ولا باردة، ولا صداع، الَّذِينَ ظَلَمُوا ، أنزلنا عليهم: رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ [البقرة:59]، (رِجْزًا): عذاب فيه وسخ، وأكثر الروايات أنه اجتاحهم وباء، وهو الطاعون، فما من واحد إلا وهو يخرأ -بلا شك- هذا رِجْز. فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [البقرة:59]، الباء سببية، ما قال: بسبب فسقهم، قال: بسبب ما كانوا يفسقون، أي: يتجدد فسقهم في كل أمر وكل نعيم، فسق متواصل؛ لا أنه فسق واحد وآخذهم به وانتهى، لا .. لا، بل بسبب ما كانوا دائمين مستمرين عليه من الفسق، كلما يؤمرون بأمر يسخرون منه ويتركونه. ضرورة العودة إلى القرآن والسنة هل في هذه الآيات عبرة للمؤمنين؟ هل تنقضي عبر هذه الآيات؟ والله ما تنقضي ما بقي إنسان يعبد الله.هل المسلمون ينتفعون بهذا؟هل يجتمعون عليه ويدرسونه في المدن والقرى بالنساء والرجال، لا والله، كيف ينتفعون إذاً؟ قولوا لي: كيف؟إذا لم يجتمع المؤمنون والمؤمنات في بيوت ربهم كل ليلة وطول العام من المغرب إلى العشاء يدرسون كتاب الله، ويعملون بهداه أنى لهم أن يعرفوا أو يهتدوا!الآن الأمم المتحضرة التي نتعشق حياتها، ونجري وراءها، إذا دقت الساعة السادسة وقف دولاب العمل، فأغلقت المصانع والمتاجر، ووقف دولاب المزارع وغيرها، وذهبوا إلى اللهو والباطل: دور السينما .. المقاصف .. الملاعب .. المسابح، ونحن أيضاً لا .. لا. نحن نحب الدنيا أكثر، لا نستطيع، إذا غابت الشمس صل ثلاث ركعات المغرب وافتح الدكان وأدر الشغل والمصنع حتى نصبح أقوياء قادرين على أن نضرب أوروبا!ماذا عسانا أن نقول؟ هبطنا إلى الحضيض.كيف نعود؟نعود إذا رجعنا إلى القرآن والنبي، لا أقل ولا أكثر، فالقرآن روح، فلا حياة بدونه، والنبي سراج منير، فلا هداية بدونه.أين نجد الله والرسول والله يقول: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النساء:59]؟الله: كتابه، والرسول: هديه وسنته.ما عندنا استعداد يا شيخ نطلب هذا، مشغولون نحن! بم؟ بما نهيئه من طعام، وشراب، ولباس، ونكاح، و.. و.. هذا هو شغلنا الشاغل، فليس عندنا وقت.إذاً: هذا شغل الهابطين، أنتم لا تريدون السماء؟ أوه! أين السماء هذه؟ لا تريدون أن تسكنوا في الملكوت الأعلى؟ لا ندري. كيف لا تدرون؟ أما سمعتم الله تعالى يقول: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا [النساء:69].كيف تطلع إلى السماء -يا عبد الله- إذا لم تلبس ثياباً خاصة بالطلوع، وإذا لم تستعمل آلات خاصة بالطلوع؟! هل رأيتم طياراً أو من يعرجون إلى الأفق؟ هل يبقون كعادتهم أو يبدلون كل شيء؟ حتى لباسهم يغيروه، ونحن نريد الملكوت الأعلى؟ لا يا شيخ، لا تقل هكذا. لو أردنا صادقين لأقبلنا على الله وأطعناه، لكنها كلمات باللسان فقط.أعيد الآية من جديد وتأملوا: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [البقرة:58-59].إذاً: احذروا الفسق والظلم يا أيها المسلمون! فلستم بأشرف من بني إسرائيل.احذروا الفسق والظلم، وقد فعل الله ما علمتم بالظالمين وبالفاسقين من بني إسرائيل، فلا يبقى بعد اليوم ظلم ولا فسق في ديار المسلمين! تفسير قوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر ...) قال تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ [البقرة:60].اذكر يا رسولنا لهم، قل لهم: اذكروا يا معشر يهود! القرآن يفضح سرائركم، ويظهر خفاياكم، وأنتم لا تنكرون هذا، وهل يستطيعون إنكاره؟ لا يستطيعون.اذكروا إذ استسقى موسى لقومه، أين استسقى لهم؟ في مصر؟ لا .. لا.. النيل كاف، هذا في التيه، لما اجتازوا الديار المصرية بانفلاق البحر وخروجهم إلى أرض سيناء، عطشوا في يوم من الأيام، وكادوا يموتون من العطش. فأوحى الله تعالى إلى موسى أن: اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ [البقرة:60]، لعل هذا حجر خاص، أو هو حجر لكن بعد فترة أصبح الحجر معهوداً لهم، يحملونه معهم على البهائم إذا رحلوا، فإذا انقطع الماء وعطشوا يضربه موسى فيتفجر الماء. هذا سحر؟ السحر لا يظهر بهذا المظهر، يظهر بالعين فقط، هؤلاء يشربون، ويغتسلون، ويتوضئون الأيام والليالي. فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ [البقرة:60]، فضرب: بسم الله، فَانفَجَرَتْ مِنْهُ [البقرة:60]، والله اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا [البقرة:60]، من هنا عين .. من هنا كالبزبوز كما تسمونه أو الكباس، اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا [البقرة:60]، لم هذا العدد؟ لأن قبائلهم اثنتا عشرة قبيلة، وهؤلاء هم الأسباط، أولاد يعقوب عليه السلام، وإخوة يوسف كم كانوا؟ اثنا عشر رجلاً: بنيامين، ويوسف، وعشرة: يهودا ومن معه، كل ولد منهم أصبح شيخ قبيلة، وقبيلة حرب عندنا في الحجاز تفرعت إلى أفخاذ وبطون.إذاً: كل واحد أصبح أبا لقبائل متعددة.فكانوا اثنتي عشرة قبيلة، أي: سبطاً، كل عين يشرب منها سبط حتى لا يتزاحموا؛ لأنهم ما زالوا لم يتربوا في حجور الصالحين، والله ممكن يتضاربون.رأينا الحجاج قبل أن يفتح الله بهذه المياه يتقاتلون في منى، رأينا بعضهم بالسكين في يده على الكباس.إذاً: من رباهم؟ما جلسوا في حجور الصالحين، فالله عز وجل من رحمته وإحسانه بهم جعل لكل قبيلة عيناً خاصة بها، كباس مستقل، وفعل هذا بهم في البحر، فانفلق اثنتا عشرة فرقة، كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ [الشعراء:63]، لأنهم لو مشوا في فرقة واحدة يتزاحمون ويتضاربون، ويقولون الباطل.إذاً: اثنتي عشرة قنطرة أو جسراً يمشون عليه، وكذلك الماء لو كان عيناً واحدة، ولا تنس.كيف حال المسلمين اليوم، إذا تزاحموا على دكان فقط ترى العجب.ولكن ما كل المسلمين هكذا يا شيخ؟إي والله، الذين تربوا في حجور الصالحين، وأصبحوا من ذوي الأحلام والنهى، والعقول، والبصائر، حاشاهم، إنهم كالملائكة في السماء لا يظلمون، ولا يؤذون، ولا يتعرضون لأحد.والذين ما عرفوا يزني بعضهم بنساء بعض.يا شيخ! لا تقل هذا الكلام!والله العظيم، مسلم يزني بامرأة مسلم أو بنته كيف يتم هذا؟ أين قلبه؟ أين عقله؟ أين دينه؟ أين إيمانه؟يا شيخ! يدخلون أيديهم في جيوب إخوانهم وهم يطوفون بالكعبة، ويسلمون على رسول الله، ويسلبون أموالهم من الحرم، صح أو لا؟كيف يتم هذا؟ لأنهم ما ربوا في حجور الصالحين .. ما جلسوا مجالس الهدى .. ما عرفوا الله، ولا بكوا بين يديه، ولا ولا.. ماذا تريد منهم؟ النساء كالرجال على حد سواء، لا يعذر إلا من لم يبلغ الحلم، فما زال لم يبلغ نعفو عنه. طريق العودة إلى الله يا شيخ! ما الطريق إلى أن نعود؟ما دام أننا نشعر بهذا الشعور، الجواب: كتاب (المسجد وبيت المسلم).سكت العلماء .. سكت الطلبة، لا أدري ماذا أصابنا؟أسألكم بالله: كم شهراً ونحن في الكتاب؟سنة وأربعة أشهر، ما بلغنا أن طالب علم جمع أهل القرية -بوسائل الحب، والعطف، والرحمة- بنسائهم وأطفالهم، وأخذ يعلمهم الكتاب والحكمة، منذ شهر أو شهرين أو كذا، ما وقع.إذاً: كيف نعود؟ عائدون .. عائدون.جماعة إخواننا الفلسطينيين، أنشودة: عائدون، أين تعودون؟ ومتى نعود؟!إذا عجزنا عن أن نلتقي بربنا في بيته، نبكي بين يديه بنسائنا وأطفالنا، ونتمرغ في التربة بين يديه رجاء أن يرحمنا، ما استطعنا هذا فقط، ونستطيع أن نسود ونقود، وآه! خرافة هذا، ما هو معقول أبداً.لا عودة إلا من طريق: وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ [البقرة:129]، يعلمهم ماذا؟ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ [البقرة:129]، يهذب أرواحهم، وأخلاقهم، ونفوسهم. تذكير بني إسرائيل برزق الله لهم قال: وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ [البقرة:60]، كم؟ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا [البقرة:60]، العين مؤنثة: اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا . قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ [البقرة:60]، لا إله إلا الله، كل قبيلة عرفت المشرب من أين تشرب؟ لا زحام ولا ولا.. آمنت بالله.وقلنا لهم: كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ [البقرة:60]، (كُلُوا وَاشْرَبُوا) كلوا ماذا؟ الكمأة، وكلوا لحم الطير: السلوى.إذاً: وَاشْرَبُوا [البقرة:60]، هذا الماء العذب، هذا ما هو ماء الدنيا، ما هو من تحت الأرض ولا من السماء، هذا بكلمة: كن، فكان، والحجر يحمل أطنان الماء، ويحملونه معهم؛ لأنهم ما هم مقيمين في مكان واحد، كل يوم يرحلون.إذاً: الحجر يحملونه معهم.هل استطاع اليهود أن ينكروا هذا؟ لا ينكرونه، لم -إذاً- تعرضون عن الإسلام؟ بهاليل.والله بودي أن نجلس مع يهود ونتحدث معهم، وهو فيهم نوع من البهللة.أنتم تريدون السعادة أو الشقاء؟ تريدون العز والكمال، أو الهون والدون؟تريدون هذه السعادة؟ والله لا سبيل إلا أن تدخلوا في رحمة الله، كما دخل موسى وهارون من قبل.تريدون العزة والسيادة؟ ما هو بالسحر والمكر والخديعة، والله لن يتم ذلك إلا بالإسلام، احملوا راية الإسلام وقودوا البشرية.يا شيخ! لا تلم اليهود، لُم المسلمين الضائعين التائهين، ألف مليون ما عرفوا الطريق إلى الله إلا من رحم الله.قال: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ [البقرة:60]، هذا رزق الله أو لا؟ ما هو بأيديهم، فالطير ينزل عليهم يمسكونه، يذبحون ويأكلون، والكمأة تخرج من الأرض، مِنْ رِزْقِ اللَّهِ [البقرة:60]، والماء من الحجر. النهي عن الفساد في الأرض وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ [البقرة:60]، والعِثي: هو شر الفساد، أقبح فساد هو العثي. وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ [البقرة:60]، كيف يفسد في الأرض؟ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا [الأعراف:56]، كل من يعمل بمعصية الله ورسوله في قرية .. في شارع .. في جبل .. في البحر .. في السماء، فهو يفسد في الأرض.من المفسدون في الأرض؟الذين يستحلون ما حرم الله .. الذين يرفضون فرائض الله .. الذين يتكبرون عن عبادة الله، هم المفسدون في الأرض.بين لنا وجه ذلك يا شيخ؟اسمعوا! القمار .. الزنا .. اللواط .. شرب الخمر .. عقوق الوالدين .. ترك الصلاة .. منع الزكاة، هذه والله كالقنابل المدمرة، تفسد الأرض إفساداً كاملاً.إذاً: كل من يعمل بغير طاعة الله والرسول، قل: إنه يفسد في الأرض، يفسدها لينتهي منها الخير والبركة والرحمة، والطهر، والصفاء، والعدل، والإخاء، وتصبح البشرية كالحيوانات يأكل بعضها بعضاً.الإفساد ضد الإصلاح.فالإصلاح: هو أن يعمل البشر بتوجيهات ربهم، وشرائعه، وكمالاته.الإفساد أن يعرضوا عن ذلك، ويتركوه، ويعيشوا على أهوائهم، وما تمليه عليهم شياطينهم، وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ [البقرة:60].الله تعالى أسأل: ألا يجعلنا من المفسدين في الأرض ولو بكلمة نقولها باطلة، وأن يجمع كلمة المؤمنين على الكتاب والسنة، وأن يلهم علماءهم أن يعودوا إلى كتاب (المسجد وبيت المسلم) عما قريب إن شاء الله.وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. ![]()
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |