|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خواطر اليابان والعقول الجديدة محمد عبدالله القرني حَظِيَ برنامج "خواطر" الذي يعرضه التلفزيون الياباني بالعديد من الإشادات والتَّرحيب في الأوساط الشعبيَّة، برنامج "خواطر" الذي يطرَحُ مختلف المشكلات والحلول مُقارنةً مع السعودية والدول العربيَّة، والذي يَحظَى بالعديد من حُلول التَّطوير المتقدِّمة التي يسعى اليابانيون إلى الاستفادة منها لحلِّ بعض المشكلات القائمة لديهم. ليس تهكُّمًا أحببتُ أنْ تكون هذه العِبارات مقدمةً لموضوعي، كم هو جميل وكم هو صعبٌ جدًّا حُدوث ذلك واقعيًّا خِلال فترة قصيرة! برنامج "خواطر" طرح ولا يزال يطرح العديد من المشكلات في الوطن العربي، والنُّقطة الايجابيَّة في ذلك البرنامج هي طرْح الحلول أيضًا وليس النَّقد فقط. من السَّهل جدًّا طرْح الحُلول ومحاولة تغيير الحاضر نظريًّا، ولكنَّ الأصعب تطبيقها عمليًّا، وهذا هو محور الحديث، من الجيِّد محاولة اكتشاف الأخطاء ومحاولة تصحيحها، ولكنْ كيف يمكنك حلُّ مشكلةٍ ما وأنت لا تملك مُقوِّمات حلِّ هذه المشكلات؟ فنحن ما زلنا نُضيِّع وقتنا وجهدنا في محاولة حلِّ مشكلاتنا من دُون النظَر هل نحن نملك مُقوِّمات حلها أو لا؟ إذا كان الجواب بلا، فيجبُ توفير هذه المقومات أولاً؛ ومن ثَمَّ محاولة حل المشكلة، وفي نظري أنَّ المقومات التي لا نمتلكها هي فقط العُقول الجديدة، مهما طالَ الحديث وكثُرت البرامج والدُّروس، فلن نستطيعَ تغييرَ الواقع ما لم نستَطِعْ تغيير طريقة التفكير، بكلِّ أسفٍ ثقافةُ التفكير عند كثيرٍ من العامَّة ينقصها الكثير لتستطيع تغييرَ واقعها، من الصعب أنْ يُصبِح الطالب هنا كالطالب في اليابان، ومن الصَّعب أنْ يُصبِحَ المواطن هنا كالمواطن في اليابان، وقِسْ على ذلك المهندس والطبيب والعامِل وغيرهم، ولكنْ هل يُوجَد مَن تساءَل: لماذا؟ هنالك العديد من التساؤلات يجبُ أنْ تُطرَح، وليس فقط أنْ تُطرَح ولكن أنْ توجد لها الحلول العمليَّة. عندما يصبح الشاب العربي يُفكِّر كالشاب الياباني، عندها نستطيع أنْ نلوم أنفسنا: لماذا لا نصبح مثلهم؟ ولكنْ كيف يتمُّ ذلك؟ من وجهة نظري المتواضعة: المدارس - والمدارس فقط - عليها الدور الأكبر؛ فهي اللَّبِنة الأولى لتكوين أيِّ شخص، فمتى ما كانت هذه المدارس تَبنِي عُقولنا فسنَجنِي حضارةً، عندما يتعلَّم الطالب في الصُّفوف الابتدائيَّة: حُبَّ الوطن، مفهوم النظافة والمحافظة على المكان، احترام الآخَر، الإخلاص في العمل، استغلال الوقت، وغيرها من الصفات - فمن المؤكَّد أنَّ هذا الطالب سيكون مواطنًا بهذه الصفات مستقبلاً، وعندما يكون مواطنًا بهذه الصفات عندها يسهُل الكلام عن الحلول؛ لأنَّ أدوات التطبيق جاهزةٌ؛ لذلك دور المدارس ليس فقط تعليم وتلقين الدروس؛ وإنما التربية، ومن ثَمَّ التعليم، ومن ثَمَّ يأتي دور المنزل والمجتمع، فكلٌّ منهم له دورُه في توطيد هذه الصِّفات لدى الجيل القادم، وجعلها مألوفةً لديهم لتُصبِح عادةً نمارسها، ومتى ما أصبحت عادةً فستُصبِح ثقافةً يتشرَّبها جميع أفراد المجتمع، فلماذا لا نزال نحاول حلَّ مُشكِلاتنا بالبحث عن مشكلات أخرى. قد يعتقد البعض أنَّ هذا المفهوم يعني التغيير والانسلاخ الكلي من ثقافتنا وهُويَّتنا، وهذا خاطئ، العقول الجديدة ليس مفهومًا يعني تغيير الثقافة والعادات والتقاليد الحسنة، من المؤكَّد لا، ولكن يعني محاولة الرُّقيِّ بطريقة التفكير، وهذا ما حثَّنا عليه دِينُنا الإسلامي، ما نراه في اليابان وأوروبا ما هو إلا تطبيق عملي لمبادئ التعامُل في دِيننا الإسلامي، فالصدق، الأمانة، النظام، الاحترام... وغيرها من الصِّفات من المُفتَرض أنْ نكون نحنُ من نصدرها للعالم، وليس العكس. التغيير ليس كلمةً أو موعظةً تُقال، والتطبيق ليس درسًا أو دورة تُقام، التغيير جيلٌ يُبنَى وسنون تَمضِي لنَحصُدَ ثمارَ ما بنيناه مستقبلاً، ولكنْ يجبُ أنْ نبدأ الآنَ. متى ما حصَل هذا مستقبلاً، فسيكون "خواطر" النسخة اليابانيَّة حقيقةً وليس خيالاً.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |