من أقوال الحسن البصري في الحكم والمواعظ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         توكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          علِّم طفلك الإيمان قبل أن تعلمه القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كعب بن مالك رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          عندما تكون الزوجة فنانة في النكد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          قصص القرآن الكريم ـ أصحاب الكهف ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أسباب سقوط الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          علم أصول الفقه وأثره في تشكيل العقل المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          القواعد العشر لمن يتعامل مع الواتساب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          سادة إبليس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صناعة النجاح وصناعة الفشل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2020, 11:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,735
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من أقوال الحسن البصري في الحكم والمواعظ


أبان الأحمر (000 - نحو 200 ه‍ = 000 - نحو 815 م) أبان بن عثمان بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي البجلي بالولاء، أبو عبدالله، المعروف بالأحمر: عالم بالأخبار والأنساب، إمامي، أصله من الكوفة وكان يسكنها تارة ويسكن البصرة تارة أخرى، وممن أخذ عنه أبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو عبدالله محمد بن سلام، له كتب، منها (المغازي) في أخبار المبتدأ والمبعث وغزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - والسقيفة والردة.
انظر: الزركلي "الأعلام" 1 / 34.
[2] أبو العلاء المعري (363 - 449 ه‍ = 973 - 1057 م) أحمد بن عبدالله بن سليمان، التنوخي المعري: شاعر فيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيرًا، فعمي في السنة الرابعة من عمره، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 ه‍ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت علم كبير في بلده.
ولما مات وقف على قبره 84 شاعرًا يَرثونه، وكان يلعب بالشِّطْرنَجِ والنَّرْدِ، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبدالله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمسًا وأربعين سنةً، وكان يلبس خشن الثياب، أما شِعرُه وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم - ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند - ط) و(ضوء السقط - خ).
وقد تُرجِمَ كثير من شعره إلى غير العربية، وأما كتبه، فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء، ولكثير من الباحثين تصانيفُ في آراء المعرِّي وفلسفته.
انظر: الزركلي (الأعلام) 1 / 482.
[3] من قصيدته التي يرثي بها بعض أقاربه، ومطلعها:
غيرُ مُجْدٍ في مِلَّتي واعتقادي *** نوحُ باكٍ ولا ترنُّم شادِ
[4] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4 / 230، رقم 4885)، قال العجلوني (2 / 325): سنده ضعيف.
[5] لم أجد له ترجمة.
[6] قال البيهقي في شُعَبِ الإيمان: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، نا أبو محمد عبدالله بن إسحاق الخراساني ببغداد، نا يحيى بن جعفر بن أبي طالب، نا علي بن عاصم، نا خالد الحذاء، ح وأخبرنا أبو عبدالله الحافظ، أخبرني إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، نا أبي، نا يحيى بن يحيى، أنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء، عن عبدالرحمن بن أبي بكر، عن أبيه قال: مدح رجل رجلاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وَيْحَك! قطعت عنق أخيك - مرارًا - إذا كان أحدكم مادحًا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانًا والله حسيبُه، ولا أزكي على الله أحدًا، أحسبه - إن كان يعلم - كذا وكذا))؛ رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى، وأخرجاه من حديث شعبة عن خالد، وفي رواية عليٍّ: ((لو سمعها ما أفلح بعدَها أبدًا، قال: فليقل أحسب فلانًا كذا وكذا، إذا علم منه ذلك، والله أعلم به، ولا أزكي على الله أحدًا)).
[7] الحسين بن علي (- 4 61ه / 625 - 680م) الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف، القرشي الهاشمي، الإمام السيد، أبو عبدالله، سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيد شباب أهل الجنة، وريحانة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولد بالمدينة المنورة في الخامس من شعبان في السنة الرابعة للهجرة، سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسين.
كان الحسين فاضلاً كثير الصوم والصلاة والحج والصدقة وأفعال الخير، وقيل: حج خمسًا وعشرين حجةً وهو يمشي على رجليه، وحدث عن جده، وأبويه، وصهره عمر، وطائفة، وحدث عنه ولداه علي وفاطمة، وخلق كثير.
وقد أُوتي مَلَكةَ الخطابة؛ من طلاقة لسان، وحسن بيان، وغنة صوت، وجمال إيماء، وأخذ نفسَه بسمت الوقار في رعاية أسرته ورعاية الناس عامة، فهابه الناس، وعرف معاوية عنه هذه المهابة فوصفه لرجل من قريش ذاهب إلى المدينة فقال: "إذا دخلت مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت حلقةً فيها قوم كأن على رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبدالله مؤتزرًا إلى أنصاف ساقيه".
وقد تداول الناس الروايات الكثيرة عن علمه الغزير، وفصاحته الموهوبة، وشجاعته المتوارثة، ووفائه وفروسيته، وقد سن الحسين لمن بعده سنة في الآداب تليق بالبيت الذي نشأ فيه، ووكل إليه أن يرعى له حقه، ويوجب على الناس مهابته وتوقيره، فهو على فضله.
لما مات معاوية بن أبي سفيان، وخلفه ابنه يزيد، تخلف الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة في جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهرًا، ودعاه إلى الكوفة أشياعه (وأشياع أبيه وأخيه من قبله) فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيئ للوثوب على الأمويين، فأجابهم، وخرج من مكة في مواليه ونسائه وذراريِّه ونحو الثمانين من رجاله، وعلم يزيد بسفره فوجَّه إليه جيشًا اعترضه في كربلاء (بالعراق - قرب الكوفة)، فنشب قتال عنيف قُتل الحسين على إثره في يوم الجمعة العاشر من المحرم عام 61ه.

[انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م)].
[8] الحِلس بالكسر: كساء على ظهر البعير تحت البرذعة ويبسط في البيت، ج: أحلاس وحلوس وحِلَسَة، (الحلس) كل ما ولي ظهر الدابة تحت الرحل والقتب والسرج، وما يبسط في البيت من حصير ونحوه، ويقال: هو حلس بيته؛ لا يبرحه.
انظر: المعجم الوسيط، الفيروزابادي: القاموس المحيط.
[9] قوله - تعالى -: (لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا)[الأنبياء: 102]؛ أي: لا يسمعون حسَّها وحركة تلهبها، والحسيس والحس: الحركة. انظر: ابن منظور (لسان العرب).
[10] من الخوارج.
[11] المقصود بها الجزيرة الفراتية، وهي ما انحصر بين نهري دجلة والفرات من أرض العراق.
[12] البدلاء: من مصطلحات المتصوفة، ويقول الجُرجاني في تعريفه: البدلاء: هم سبعة رجال من سافَر من موضع، ترك جسدًا على صورته حيًّا بحياته، ظاهرًا بأعمال أصله، بحيث لا يعرف أحد أنه فقد، وذلك هو البدل لا غير، وهو في تلبسه بالأجساد والصور على صورته يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة، لكل إقليم فيه ولايته منهم، واحد على قدم إبراهيم - عليه السلام - وله الإقليم الأول، والثاني على قدم الكليم، والثالث على قدم هارون، والرابع على قدم إدريس، والخامس على قدم يوسف، والسادس على قدم عيسى، والسابع على قدم آدم - عليهم السلام - على ترتيب الأقاليم. انظر: الجرجاني (التعريفات).
[13] العلاء بن زياد بن مطر بن شريح، القدوة العابد، أبو نصر العدوي البصري، أرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحدث عن عمران بن حصين، وعياض بن حمار، وأبي هريرة، ومطرف بن الشخير، وغيرهم، روى عنه الحسن، وأسيد بن عبدالرحمن الخثعمي، وقتادة، ومطر الوراق، وأوفى بن دلهم، وإسحاق بن سويد، وآخرون، وكان ربانيًّا تقيًّا قانتًا لله، بكَّاءً من خشية الله.
قال قتادة: كان العلاء بن زياد قد بكى حتى غشي بصره، وكان إذا أراد أن يقرأ أو يتكلم، جهَشَه البكاء، وقال هشام بن حسان: كان قوت العلاء بن زياد رغيفًا كل يوم، وقال أوفى بن دلهم: كان للعلاء بن زياد مال ورقيق، فأعتق بعضهم، وباع بعضهم، وتعبد وبالغ، فكُلِّم في ذلك فقال: إنما أتذلل لله لعله يرحمني. ذكر أبو حاتم بن حبان أن العلاء بن زياد توفي في أخَرَة ولاية الحجاج سنة أربع وتسعين.
انظر: الذهبي (سير أعلام النبلاء، 4 / 203).
[14] أورده السيوطي في جامع الأحاديث: ((ألا إن الناس لم يؤتوا في الدنيا شيئًا خيرًا من اليقين والعافية؛ فسلوهما الله))؛ (ابن المبارك عن الحسن مرسلاً) وقال: أخرجه أحمد (1 / 8، رقم 38).
(أحمد وهو منقطع) [كنز العمال 4930].
[15] (الدِّرة): السوط يضرب به، ومنه درة عمر. انظر، المعجم الوسيط.
[16] الحجاج بن يوسف الثقفي (95 - 41ه / 661 - 713م) من فصحاء العرب، ويعد في الذروة من أهل الخطابة والبيان في العصر الأول، وهو سياسي محنَّك، وقائد عسكري وخطيب مفوه، من دعائم دولة الأمويين حيث نصر حكمهم بيده ولسانه.
ولد في الطائف ونشأ بها، وتلقى تعليمه الأول على يدي والده؛ إذ كان معلم صبيان، فامتهن مهنة أبيه في شبابه، ويذكر بعض المؤرخين امتهانه الدباغة أو بيع الزبيب، وكان قصيرًا دميمًا قاسيًا.
كانت الظروف التاريخية التي أعقبت وفاة معاوية بن أبي سفيان، وإمرة ابنه يزيد وما حفلت به من اضطرابات وفتن - قد دفعت به إلى الحياة العسكرية، فأظهر فيها قدرته على القيادة؛ مما جعل عبدالملك بن مروان يوليه إمرة الجيش المكلف بالقضاء على حركة عبدالله بن الزبير بمكة، فلم يترك وسيلة لإثارة الرعب إلا ركبها، فحاصر مكة وضربها بالمنجنيق، فتفرقت الجموع من حول ابن الزبير، وقاتل حتى قتل، فصلبه الحجاج، ولم ينزله من مكان صلبه إلا بأمر عبدالملك، فكافأه عبدالملك على هذا النجاح بتوليته العراق إضافة إلى الحجاز، فذهب إلى العراق واليًا، حيث الفتن تمور، وهيبة الدولة مستباحة، وسلامتها مهددة؛ إذ كثرت أعمال العصيان والتمرد والتعدي على الولاة وطردهم، فقرر إعمال القسوة وسياسة القبضة القوية، كما يظهر من بياناته الأولى في خطبتَي التتويج في الكوفة والبصرة، وضرب العصبيات بعضها ببعض، ثم عمل على احتوائها واستثمار عنفوانها في القضاء على الخوارج وأشكال التمرد في أطراف الدولة كامتناع ملك سجستان عن دفع الخراج، ثم في القضاء على تمرد ابن الأشعث وملاحقة الخوارج؛ ولهذا عرف بأنه اليد القوية لعبدالملك بن مروان في تأسيسه الثاني للدولة الأموية وتثبيت دعائمها.
ساعدت منجزاته في تأمين سلامة الدولة الأموية وتثبيت كيانها، وعودة هيبتها، وقد ساعده على النجاح قدرة بيانية استغلها استغلالا جيدًا في خطبه وبياناته، ويدللون على هذه القدرة بأنه واحد من أربعة لم يلحنوا في جد ولا هزل، وهم: الشعبي، وعبدالملك بن مروان، والحجاج، وابن القرية.
لم تقف إنجازاته للدولة عند الجانبين العسكري والسياسي فحسب، بل تعدتهما إلى الجوانب الحضارية والثقافية، فبأمره عرب ديوان العراق من الفارسية، وبأمره أعجم القرآن ونقط.
وتحتفظ كتب الأدب وتأريخه بقدر كبير من أخباره السياسية والأدبية: وتعد خطبه لونًا جديدًا من ألوان الخطابة السياسية؛ إذ ترسم سياسة الدولة وتقدم فصاحة وبلاغة تبهر السامعين وتستأثر بأسماعهم، ومن أشهر هذه الخطب تلك التي خطبها في الكوفة حين قدم واليًا على العراق، واستهلها بقول الشاعر:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا *** متى أَضَعِ العمامة تعرفوني
وكان بصيرًا بالشعر، تذوقه ونقده، فقصده الشعراء ولزموا مدحه وإذاعة أخباره الحربية، وكان الشعراء الأمويون الفحول مقدمين في ذلك، ومنهم جرير والفرزدق والأخطل، وكما مدحه هؤلاء فقد هجاه نفر من شعراء الأحزاب الأخرى، وعلى رأسهم شعراء الخوارج، والشعراء الزبيريون.
[انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م].
[17] يقال: إنه حسن الملكة والملك، وأقر بالمَلَكَة والمُلوكة؛ أي: المُلك، وفي الحديث: "لا يدخل الجنة سيء الملكة"؛ أي: الذي يسيء صحبة المماليك، ويقال: فلان حسن الملكة، إذا كان حسن الصنع إلى مماليكه، وفي الحديث: "حسن الملكة نماء"، هو من ذلك [انظر: ابن منظور "لسان العرب"].
[18] سُئِلَ الخليل عن قول العرب: لا أبا لك، فقال: معناه: لا كافي لك. وعن الفراء، قال: قولهم: لا أبا لك، كلمة تفصل بها العرب كلامها. وقال أبو عبيد: زعم بعض العلماء أن قولهم: لا أبا لك، ولا أب لك: مدح، وأن قولهم: لا أم لك: ذم. [انظر: الأزهري، تهذيب اللغة"].
[19] رواه النسائي والحاكم من حديث أنس بإسناد صحيح، وأخرجه الحاكم (4 / 546، رقم 8528)، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
[20] كان ذلك في موقعة صِفِّين، وقعت موقعة صفين بين فئتين من المسلمين إثر مقتل الخليفة عثمان بن عفان وبعد معركة الجمل في عام 37 ه الموافق 657م.
وكان من أسبابها أن عليَّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أراد أن يقضي على شكوى أهل الأمصار من ولاة سلفه الخليفة المقتول عثمان بن عفان، فقام بعزل هؤلاء الولاة، وكان أعظمهم شأنًا معاوية بن أبي سفيان الذي جاهر بالمطالبة بدم عثمان، ولما أصر معاوية على موقفه من علي عزم علي على حربه، فالتقى جيشاهما في صفين، ودارت الحرب بينهما لأيام، رجحت فيها كفة علي، فرأى معاوية وعمرو بن العاص الاحتكام إلى كتاب الله، واختلف أصحاب علي فيما بينهم، منهم من قبل الفكرة ومنهم من رفضها بحجة أنها خدعة حربية، ومن بين الرافضين للفكرة علي نفسه، ولكنه اتبع رأي مخالفيه لكثرتهم. واتفق الطرفان على التحكيم، فانتدب عليٌّ أبا موسى الأشعري، وانتدب معاويةُ عمرَو بن العاص. اتفق الحكمان على اللقاء بدومة الجندل، وأذن علي بالرحيل إلى الكوفة بعد يومين من كتابة صحيفة التحكيم، وانحازت جماعة من جيشه إلى حروراء؛ لعدم رضاهم بما في صحيفة التحكيم، وأقنعهم علي بدخول الكوفة بعد حوار وجدال طويل، قاده عبدالله بن عباس ثم علي نفسه، وعُرفوا في التاريخ بالحرورية أو الخوارج.
واجتمع الحكمان في دومة الجندل واتفقا على أن يخلع كل منهما صاحبه، وأن يعهدا بأمر الخلافة إلى الأحياء من أعيان الصحابة الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ، إلا أن عمرًا، وهو أحد الحكمين، خالف ما اتفق عليه مع صاحبه، ولم يكف الخوارج عن إبداء رأيهم في مبدأ التحكيم، وخاصة بعد فشل التحكيم ذاته، وتسللوا من بين جند علي، وأخذوا في مناوشة جنده، وذبحوا عبدالله بن خباب بن الأرت ومعه نسوة، وقتلوا رسول علي إليهم بهذا الشأن، وبادروه بالحرب، فاضطر إلى إبادتهم بمكان يسمى النهروان عام 38 ه الموافق 658م ليتفرغ لحرب معاوية، ولكن تمكن أحدهم من قتل علي غدرًا في 17 رمضان عام 40ه الموافق 660م.
[انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م].
[21] الخوارج: فرقة من المسلمين خرجت على الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وصحبه، ومن خروجهم أخذوا اسم الخوارج، وسموا بالحرورية نسبة إلى حروراء التي خرجوا إليها، وسموا بالشُّراة لأنهم - حسب اعتقادهم - باعوا أنفسهم لله تعالى؛ لقوله - سبحانه -: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ)[البقرة: 207].
ويعتقد الخوارج أنهم من الناحية الدينية يمثلون الفئة القليلة المؤمنة التي لا تقبل في الحق مساومة، وأن زعماءهم من جماعة القراء والفقهاء هم الحريصون على الالتزام بالكتاب والسنة دون مواربة أو تأويل.
فالخوارج مذهبٌ سياسي في الأصل، غير أنه لما كانت السلطتان الدينية والدنيوية ممتزجتين في الإسلام وهما معًا عنصر الإمامة، فإن للخوارج وجهة نظر في الأمور الدينية أيضًا.
[انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م].
[22] المغيرة بن شعبة: ابن أبي عامر بن مسعود بن معتب، الأمير أبو عيسى، ويقال: أبو عبدالله، من كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة، شهد بيعة الرضوان، كان رجلاً طوالاً مهيبًا، ذهبت عينه يوم اليرموك، وقيل: يوم القادسية، وقال الجماعة: مات أمير الكوفة المغيرة في سنة خمسين في شعبان، وله سبعون سنة، وله في "الصحيحين" اثنا عشر حديثًا، وانفرد له البخاري بحديث، ومسلم بحديثين. [انظر، الذهبي: سير أعلام النبلاء، 3 / 32].
[23] الغَرْزُ: ركاب الرحل، وكل ما كان مساكًا للرجلين في المركب غرز، وغرز رجله في الغرز يغرزها غرزًا: وضعها فيه ليركب وأثبتها واغترز، ومنه حديث أبي بكر أنه قال لعمر - رضي الله عنهم -: استمسك بغرزه؛ أي: اعتلق به وأمسكه، واتبع قوله وفعله ولا تخالفه. [انظر: ابن منظور "لسان العرب"].
[24] أورده جمال الدين الزيلعي (المتوفى: 762ه) في كتاب تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري، الحديث الثامن والعشرون: قلت رواه الخطابي في كتاب العزلة: حدثنا أحمد بن سليمان النجاد، حدثنا محمد بن يونس الكديمي، حدثنا محمد بن منصور الجشمي، حدثنا سليم بن سالم، حدثنا السري بن يحيى عن الحسن عن أبي الأحوص، عن عبدالله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينُه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق، ومن حجر إلى حجر، فإذا كان ذلك لم تُنَلِ المعيشةُ إلا بمعصية الله، فإذا كان ذلك حلت العزبة))، قال: وكيف تحل العزبة يا رسول الله، وأنت تأمر بالتزويج؟ قال: ((إذا كان ذلك كان هلاك الرجل على أيدي أبوَيْه، فإن لم يكن له أبوان كان هلاكُه على يدي زوجته، فإن لم تكن له زوجة كان هلاكه على يدي ولدِه، فإن لم يكن له ولد كان هلاكه على يدي القرابات والجيران))، قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: يُعيِّرونه بضيق المعيشة، ويكلِّفونه ما لا يطيق، فعند ذلك يورد نفسَه المواردَ التي يهلك فيها)).
ورواه علي بن معبد أيضًا في كتاب الطاعة والمعصية، حدثنا عبدالله بن المبارك عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يأتي على الناس زمان...)) إلى آخره سواء، وهو مرسل.
[25] والرباني: المُتألِّه العارف بالله - عز وجل -. انظر: الفيروزابادي "القاموس المحيط".
[26] البرم بالتحريك: مصدر برم بالأمر بالكسر برمًا؛ إذا سئمه، فهو برم: ضجر، وقد أبرمه فلان إبرامًا؛ أي أمله وأضجره، فبرم، وتبرَّم به تبرمًا. [انظر: ابن منظور "لسان العرب"].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.82 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]