رواسب الكفر عند المسلم الجديد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5013 - عددالزوار : 2141392 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4594 - عددالزوار : 1421165 )           »          إزدواجية الملتزم بين أخلاق الإسلام وغواية الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          غـزوة مؤتـة: بداية الفتح الإسلامي وإنهيار دولة الرومان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 891 )           »          السنة كالقرآن في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          شـهر رمضـان- أمامك موسم من مواسم الآخرة فاستعد لعمارته بالأعمال الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 8756 )           »          تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          لا تحاســدوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2020, 12:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,942
الدولة : Egypt
افتراضي رواسب الكفر عند المسلم الجديد

رواسب الكفر عند المسلم الجديد


د. عبدالله بن إبراهيم اللحيدان





قُرْبُ عهْدِ المسلم الجديد بالكُفْر يجعله يقع في بعض المخالفات القوليَّة والفِعليَّة، وشواهدُ ذلك كثيرة جدًّا في القديم والحديث.

فمن الشواهد: ما جاء عن أبي واقد اللَّيْثي - رضي الله عنه - قال: خرجْنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى حُنَين ونحن حُدثاءُ عهْد بكُفْر، وللمشركين سِدْرةٌ يَعكُفون عندها، ينوطون بها أسلحتَهم، يقال لها: ذاتُ أنواط، فمررْنا بسِدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الله أكبر! إنَّها السُّنن، قلتُم والذي نفسي بيده كما قالتْ بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة، قال: إنَّكم قوم تجهلون، لتركبُنَّ سَنَن مَن كان قبلكم...)).

وقوله: "حُدثاء عهد بكفر"؛ أي: قريب عهدهم به؛ لأنَّ إسلامهم كان جديدًا متأخِّرًا، وهو يريد بيانَ العُذْر ممَّا وقع منهم أنَّهم كانوا جُهَّالاً.

قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -: "فيه: أنَّ المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلْبُه لا يُؤمَن أن يكون في قلبِه بقيةٌ من تلك العادة؛ لقوله: ونحن حُدثاء عهْد بكفر".

قال ابن عثيمين - رحمه الله -: "وهذا صحيح، فالإنسان المنتقل مِن شيء - سواء كان باطلاً أم لا - لا يُؤمَن أن يكون في قلْبه بقيةٌ منه، وهذه البقيَّة لا تزول إلاَّ بعد مدَّة؛ لقوله: "ونحن حدثاء عهد بكفر"، فكأنَّه يقول: ما سألْناه إلا وعندنا بقيَّة من بقايا الجاهلية، ولهذا كان من الحِكمة تغريبُ الزاني بعد جلْدِه عن مكان الجريمة؛ لئلاَّ يعود إليها".

ولذا؛ فسبب قولهم هذا وجودُ بقية من تلك العادة بعدَ إسلامهم لم تذهبْ من قلوبهم، ففيه: أنَّ على المسلم الجديد التحرُّزَ من ذلك؛ لئلاَّ يصدر منه شيءٌ من ذلك وهو لا يشعر، كما أنَّ عليه أن يبتعدَ عن مواطن الكفْر والشك والفسوق؛ لئلاَّ يقعَ في قلبه شيء منها، وينبغي للداعية أن يُبيِّن للمسلم الجديد ضرورةَ الحذر من الوقوع في الشِّرْك وهو لا يشعر.

وفي الحديث: دليلٌ على آفة الجهل، وأنَّ الإنسان قد يقع في الشرك بسبب الجهل، وفيه: الحثُّ على تعلُّم العقيدة ومعرفتها والتبصُّر فيها؛ خشيةَ أن يقع الإنسان في مِثْلِ ما وقع فيه هؤلاء، ولذلك كان على الداعية إلى الله أن يهتمَّ كثيرًا بمسألة العقيدة في دعوة المسلمين الجُدد، فيبدأهم بها، ويتحقَّق من فَهْمهم لها، ورسوخها في أنفسهم، ويتحقَّق من معرفتهم ما يَقْدَح في التوحيد.

إنَّ رواسب الكفر قد لا يتخلَّص منها المسلِمُ الجديد في بداية الأمر، وإنَّ مَن يسلم على كِبَر وهو على درجة كبيرة من الثقافة والتعليم، أو يكون وجيهًا في قومه، قد لا ينفكُّ عن تلك الرواسب في أثناء كلامِه وكتاباته، وقد لا يسعف بعضَهم التعبيرُ الصحيح بألفاظ شرعيَّة في أثناء الكلام، أو يكون في نفسه شُبهةٌ لم يتخلَّص منها.

كما قد تصعُب على كثيرٍ منهم العبادات في بداية الأمر، لا سيَّما كِبار السِّنِّ، وحَدَث شيءٌ من ذلك في صدر الإسلام بعدَ فتْح مكَّةَ، عندما أسلم بعضُ وجهاء قريش بعدَ ظهور الإسلام، ففي غزوة حنين لَمَّا ظنَّ بعضهم هزيمةَ المسلمين، تكلَّم رِجالٌ بما في أنفسهم من الضِّغْن، وأظهروا الشماتة بالمسلمين، فبدرتْ منهم بعضُ الكلمات؛ لأنَّ الإيمان لم تخالطْ بشاشته قلوبَهم، وكان منهجُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - اعتبار هذه المرحلة، فتألَّف أصحابها بالعطايا، فما لَبِثوا أنْ حَسُن إسلامُهم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.78 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]