أمراض الحــــــــــــج

[ابوالوليد المسلم]

أمراض الحــــــــــــج


من المعروف أن المسافر إلى أي بقعة في الأرض يعرض نفسه للعدوى بجراثيم وبالأمراض المعدية المنتشرة في المكان الذي يزوره.
كما أن اختلاف نظام النوم ووتيرة الحركة قد يسبب إصابته بحوادث عدة، فكيف إذا بمن يسافر لقضاء فريضة الحج، التي ترافقها مشقات جسدية عدة.
على الرغم من الحرص الذي تتخذه السلطات، من كشف وتطعيم صحي للحجاج، بيد أن جمع الشعوب المختلفة في بقعة واحدة يمثل بحد ذاته تحدياً لجهاز المناعة، فقد يحمل الأشخاص الجراثيم دونما ظهور أعراض عليهم.
كما أن كثرة عدد الحجاج يقلل من سلامة ونظافة البيئة.
وتعد القمامة كمرتع خصب لنمو مختلف الجراثيم والحشرات.
وليس مستبعدًا أن يصاب الحاج بأمراض هضمية معدية نتيجة تلوث الأطعمة مما يسبب الإصابة بالكوليرا والتيفود وأمراض الإسهال والتهاب الكبد الوبائي.
وهناك أمراض تتعلق بالنظافة الشخصية، مثل: الأمراض الجلدية كالجرب ومرض التيفوس الذي ينتقل عن طريق حشرة الرأس (القمل).
فيروس الكبد الوبائي يمكن أن ينتقل الفيروس الكبدي عن طريق الأكل الملوث.
ونظراً لأن فترة الحضانة تصل إلى عدة أسابيع؛ فغالباً لا تظهر الأعراض إلا بعد انتهاء الحج، وبشكل عام تمكن الوقاية منه ومن أمراض الجهاز الهضمي عموماً، في الحرص على نظافة الطعام، وتوخي مصادر الأكل.
أما الإصابة بالفيروس الكبدي الوبائي (ب) و(سي) فتنتقل عن طريق الحقن الملوثة، أو نقل الدم الملوث بالفيروس.
لذا فعند الحاجة لأخذ حقن لأي سبب أحرص على أن يتم ذلك على يد طبيب أو ممرض مصرح له، وبأن تكون الحقنة من النوع الذي يستخدم مرة واحدة.
وللعلم فيتوفر تطعيم ضد فيروس الكبد الوبائي (ب) وينصح بأخذه قبل السفر إلى أي دولة عموماً، كما أن أخذ 3 جرعات منه يوفر وقاية طبيعية دائمة ضد الإصابة به، التهابات صدرية تتميز أعمال ومناسك الحج بازدحام الناس والمخالطة للكثير من البشر وبالتالي كثرة مصادر العدوى، وتعرضهم للتقلبات الجوية وللتغير في درجات الحرارة بصورة مفاجئة للجسم مثل الدخول للاماكن الباردة بعد التعرق.
بالإضافة إلى ما يعانيه الجسم من إرهاق وتعب بما يقلل من مصدر العدوى والمرض عموماً، فعليه فالحاج معرض بشكل كبير لالتهابات الصدر ولنوبات البرد.
وبخاصة في ظل تلوث الجو نسبة لوجود المركبات التي تستخدم وقود الديزل الملوثة للهواء.
ولكن نزلات البرد التي يصاب بها الحجاج ليست لها مضاعفات مزمنة، وعادة ما تستمر مع الحاج إلى بعد رجوعه للديار وتستمر مثل نزلات البرد العادية.
وفي الغالبية العظمى وبخاصة من يكونون أصحاء أي لا يعانون من أمراض صحية مزمنة، فإن نزلات البرد أثناء الحج لا تؤثر على صحتهم بشكل خطير.
طرق الوقاية بالرغم من عدم صعوبة تفادي الحاج للظروف المؤدية لنزلات البرد أثناء أداء مناسك الحج، فإنه يمكن تقوية أو رفع مستوى الوقاية من مضاعفاتها من خلال: أخذ التطعيمات المناسبة، فبالإضافة إلى تطعيم السحايا يوجد تطعيم لفيروس الأنفلونزا.
وبالرغم من كونه تطعيماً ضد فيروس واحد إلا أنه يفيد في زيادة مناعة الجسم، وبالتالي التقليل من أثر نوبات الالتهاب.
تناول فيتامين (ج) ومكملات الغذاء المتعددة الفيتامينات لزيادة المناعة والنشاط والوقاية من الإصابة بنوبات البرد.
تفادي شرب المياه الشديدة البرودة، واستبدالها بأخرى على مستوى درجة حرارة الغرفة.
محاولة تفادي الحجاج المصابين بنوبات البرد إن أمكن ذلك، ولو أنه صعب.
يفضل استخدام الكمام لتقليل تعرض الجهاز الصدري للغازات المتصاعدة من عوادم وسائل النقل، وسعال الحجاج، وأي ملوثات جوية.
عند الإصابة يجب تناول الدواء وعدم إهمال شرب السوائل والراحة؛ وذلك لتقليل أعراض المرض ومضاعفاته.

منقول