علي الطنطاوي مربِّيًاً - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2020, 01:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي علي الطنطاوي مربِّيًاً

علي الطنطاوي مربِّيًاً
عبد العظيم بدران




أبْلَى الشيخ علي الطنطاويّ بلاءً حسنًا؛ كَمُرَبٍّ فاضل وأسْتاذٍ مُعَلِّمٍ، ولم يكْتفِ في مسيرة حَياتِه بالنَّقْدِ والتَّوْجيهِ النَّظَرِي، فعلى المستوى العائلي حيث التوجيهُ والتربيَةُ المباشرة، يَجِدُ نفسه مسؤولاً عن أسرته، التي تُوفِّي عنها عائِلُها، ولمَّا يَبْلُغْ عليٌّ ابنه الأكْبَرُ الثامنَةَ عَشْرَةَ من عُمْرِهِ.
وفي حديثه عن تربية بعض إخوته، يقول: "أمَّا ناجي، فاشتركَتْ في تكْوِينِه تربيةُ أبيه، وآثارُ مدرسته، وما عمِلْتُهُ أنا، وأمَّا عبد الغني، فتَوْجِيهي أنا، وأَثَرُ المدرسة أقْوَى فِيه من أثر أبي - رحمه الله - وأمَّا سعيد، فكنت أنا العامِلَ الوحيدَ فِي تَرْبيَتِه الدينِيَّة، والسلوكِيَّة، والثَّقافِيَّة، صنعتُ له - والفَضْلُ لله لا لِي - أكْثَرَ مما صنع لِي أبِي - رحمه الله - كان أبي مشغولاً أحْيانًا عَنِّي، وكنتُ أنا دائمًا معه، وسيَّرَني أبي في طريقِ العِلْم فقط، وسيَّرْتُه فِي طريقِ العِلْم وطريق الأَدَبِ معًا، حتَّى صار فِي يوم منَ الأيَّام كأنَّه صورةٌ منِّي، ونُسْخَةٌ عَنِّي"[1].
وإذا كان الطنطاوي يَقْصِدُ أنَّ أخاه قد صار نُسْخَةً منه في مرْحَلَةٍ معيَّنَةٍ، ثُمَّ تَبَلْوَرَتْ شخصيَّتُه المستَقِلَّة ‏فيما بعد، فلا بَأْسَ بِهذا المعْنَى، أمَّا إذا كان يعني أنَّه يعْتَزُّ بهذه النسخة التي خَرَجَتْ طِبْقَ الأصل - تقريبًا - فإن اعتزازَه هذا يأتي في غَيْرِ موْضِعِهِ؛ إذْ من المتَّفَقِ عليه أنَّ خَيْرَ المعَلِّمينَ هو مَنْ لا يَصْنَعُ تلميذَه على قالَبِه؛ فإنَّ التقليدَ ممجوجٌ، حتَّى ‏وإنِ اجْتَهَدَ المقلِّد في التَّطَابُقِ مع الأصْلِ، والميْزَةُ الحَقيقيَّةُ للرِّجالِ العُظَماءِ هي في سَبْقِهِم غَيْرَهم وتميُّزِهم ‏عنهم، لا في تقليدِهم؛ وعلى هذا قد تُفهم الحكْمةُ السَّائِرَة:
إِنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ فَتَشَبَّهُوا *** إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالكِرَامِ فَلاحُ
أيْ: إِنْ لم تكونوا مِثلَهم فِي خَوْضِ لُجَجِ الحَيَاةِ، والتَّغَلُّبِ على مصاعِبِها، والإتْيانِ بالجديدِ، فتشَبَّهوا ‏بِصِفاتِهم، وهذا يَعْنِي أنَّ التَّشَبُّهَ يأتي في درجَةٍ أدْنَى، أيْ: بعْدَ العَجْز عن الوُصولِ إلى مراتبِ العَظَمَةِ. ‏ويحكي علِيٌّ بعْضَ تَصَرُّفاتِه التي هُدِيَ إلَيْهَا مع أخيهِ سَعيد، فيقول - لَمَّا عَرَضَ له فتعَثَّر في النُّطْقِ، وجرَّأ عليه رُفَقَاءهُ فِي المدرسة -: "استَخَرْتُ الله، وأخْرَجْتُهُ منها، وخِفْتُ أنْ ينقطع عن الْمُطالَعَةِ، ثم يَبْتعِد عنِ العِلم، فَهَدَانِي اللهُ فاشْتريْتُ لَهُ قِصَّةَ عَنْتَرَة، في ثمانيةِ مُجَلَّدات، وهي موْضوعَة وأشْعارُها مَصْنوعَة، ولكن فيها أخْبارُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّها، وفيها أسْماءُ أبْطالِها وأنْباءُ رِجالِها، وكان ذَكِيًّا من أذْكَى الناسِ، فَحَفِظَ أخْبارَها وأشعارَها...ثم خلَّيْتُ بينه وبين المكْتَبَةِ فَقَرأَ وقرأ، لا يطالَبُ بامْتحانٍ ولا يُكلَّفُ باتِّباعِ مَنْهَجٍ، ثم أعَدَّ نفسَه لامتحانِ الكِفايَةِ، فَدَخَلَهُ ولَحِقَ رِفَاقَ المدْرَسَةِ، فما ضَاعَ عَلَيْهِ شَيْء"[2].
ويدُلُّ هذا الموقف على أنَّ عليًّا قد أوتِيَ مَقْدِرةً تربويَّة عالِيَة، رُبَّمَا اكْتَسَبَهَا جَراءَ عَمَلِهِ فِي التَّدْريسِ لسنواتٍ طَويلَةٍ، إضافَةً إلى ما مَنَحَتْه إيَّاه تصاريفُ الزَّمانِ وتَقَلُّباتُ الأيَّام.
وتُعَدُّ هذه المداخلةُ - قصَّة عنْترة، في ثمانيةِ مُجَلَّداتٍ، وهي موضوعَةٌ وأشعارُها مصنوعة، ولكن فيها ‏أخبارُ الجاهلية كلُّها، وفيها أسماء أبطالِها وأنباءُ رجالِها وأمثالُها - منَ النَّقْدِ العَارِضِ الذي يَسُوقُهُ ‏الطنطاوي بين ثنايا أحادِيثه، مَهْمَا اختلفَ موضوعُها، وهو يكادُ لا يَتْرُك مثْلَ هذه التعليقات، حِينَ يذكُرُ كِتابًا أو شخصًا أو موضعًا أو واقِعَةً ‏تاريخيَّة، حتَّى يُتْبِعها بتعليقٍ من عنده. ‏
وفي موضع آخرَ أثْناء حديثه عن إخْوته هؤلاء يقول: "صارَ الولَدُ الثاني، يعني: ناجي الطنطاوي قاضِيًا، وصار أديبًا شاعِرًا مُصَنِّفًا، والثالثُ، يعني: عبد الغني الطنطاوي أستاذًا كبيرًا في الجامعة، وأوَّلَ مَنْ حَمَلَ لقبَ (دكتور) في الرياضيات في سورية، والرابع، يعني: محمد سعيد الطنطاوي مدرِّسًا موفقًا وداعيَةً وأديبًا، أمَّا الولدُ الأكبَرُ -يقْصِدُ نفْسَه- فلا أقولُ عنْهُ شيْئًا؛ لأنَّ شهادتِي فيه مردودةٌ؛ فهو صديقي الذي لا أُفارِقُه أبَدًا، والذي أكون معه لَيْلِي ونَهارِي، وأراه كلَّما نظرْتُ في المرآة، وهو فوق ذلك يَحْمل اسْمًا مِثْلَ اسمي"[3].
ويُجمل عليٌّ خلاصَةَ التَّجْرِبَةِ التربوية لأُسْرتِه في كَلِمَتِه السابِقَة، ويعلن نَجاحَها، وارتياحَهُ لَها، ورِضاه بما آلَتْ إليه نَتيجَتُها.
ــــــــــــــــــ
[1] "ذكريات"، علي الطنطاوي، 2/112.
[2] "ذكريات"، علي الطنطاوي، 2/112، 113.
[3] "من حديث النفس"، علي الطنطاوي، ص30، 31.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.78 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]