الفوركس forex: تعريفه، حقيقته، أنواعه

[ابوالوليد المسلم]

الفوركس (FOREX) [1]



تعريفه، حقيقته، أنواعه







عاصم أحمد عطية بدوي


أنواع الفوركس:




تقدم شركات الوساطة نوعين من الفوركس هما:



1- الفوركس العادي:



إن معظم شركات الوساطة تقدم هذا النوع من الفوركس وهو أكثر انتشاراً من نظيره، ويتميز الفوركس العادي بما يأتي:



• أخذ فائدة مشروطة على القرض الذي تقدمه شركات الوساطة للمستثمر عند التعامل بالهامش.



• أخذ رسوم على تبييت العقود، فكلما استمر عقد الصرف ولم يعطِ المستثمر أمر إنهاء لهذه الصفقة كلما زاد الرسوم عليها.



• وبعض الشركات تأخذ من المستثمر نسبة مئوية من قيمة الربح، أما في حالة الخسارة فليس لهذه الشركات أي علاقة.







2- الفوركس الإسلامي[11]:



حاولت بعض الشركات إظهار الشرعية للفوركس حتى أطلقت عليها باسم الفوركس الإسلامي، لجذب المسلمين للتعامل مع هذه الشركات وفتح حسابات لديهم، وتتميز بما يأتي:



• عدم أخذ فوائد على القروض حتى لو استمر القرض أياماً ولم تنته الصفقة.



• إلغاء رسوم التبييت عندهم حتى لو استمرت الصفقة أياماً، فإنهم لا يأخذون رسوماً على ذلك.








ومن أمثلة الشركات التي تقدم حسابات الفوركس الإسلامية شركة وسطاء المال العرب (AFB) حيث جاء على موقعها:



"حسابات الفوركس الإسلامية أو المتوافقة مع الشريعة تفيد أنها متوافقة مع المعتقدات في الشريعة الإسلامية، وبالرجوع للشريعة الإسلامية، فان أي عمليه تجاريه يستفيد أحد أطرافها بالفائدة (الربا) المحددة مسبقا من الطرف الآخر، ممنوعة".







وجاء أيضًا على نفس الموقع:



"إن حسابات الفوركس الإسلامية يطلق عليها أيضاً اسم الحسابات الخالية من الفوائد، حيث إنه في هذا النوع من الحسابات لا يتم اقتطاع أو إضافة الفوائد الربوية أو رسوم التبييت للمراكز المفتوحة، وتم إتاحة حسابات الفوركس الإسلامية للمتداولين وبالخصوص للمتداولين المسلمين حيث إن الفوائد الربوية تتعارض مع معتقداتهم الدينية، حيث تتيح الحسابات الإسلامية لأصحابها أن يحافظوا على جميع مراكزهم في السوق بدون تحديد مدة معينه أو أية رسوم إضافية"[12].







المخاطر التي تشملها عمليات الفوركس:



تعتبر عملية المتاجرة بالعملات عبر الإنترنت من أكثر العمليات تعرضاً للمخاطر الخارجية كون السوق الذي تعمل به هذه المضاربات شديدة الحساسية للعديد من العوامل الداخلية والخارجية والتي تنعكس سلباً وإيجاباً على السوق، الأمر الذي يجعل عملية المتاجرة بالعملات عبر الإنترنت تتعرض للمخاطر الآتية:



• التقلب الشديد في أسعار صرف العملات وصعوبة التنبؤ الدقيق لحركة هذه التقلبات،مما تتطلب المضاربة في الفوركس المتابعة المستمرة لحركة أسعار الصرف العالمية وكون هذه السوق تعمل على مدار (24) ساعة يوميًا فإنه من الضروري أن يبقى المضارب على اتصال مستمر مع السوق لمتابعة أية تقلبات في الأسعار التي قد تطرأ في أية لحظة.








• لا تتكفل شركات الوساطة بدفع تعويض للمضاربين في حال إفلاسها، فإفلاس الشركات ممكن أن يسبب للمضارب خسارة ما يملكه من مال في حسابه لدى تلك الشركات، وهذا نتيجته يرجع إلي طبيعة سوق الفوركس غير المنظم وغير مركزي.








• وجود العديد من الشركات الوهمية والتي يصعب التمييز بينها وبين الشركات الحقيقية المسجلة.








• هناك عدة مخاطر ترجع إلى استعمال الإنترنت في المضاربة بالفوركس، فعند عقد الصفقات قد يفشل الاتصال بالإنترنت، فلا يستطيع المضارب إغلاق الصفقة التي تتغير أسعارها بسرعة، مما يؤدي إلي الخسارة غالبا.








ولأن المضاربة في الفوركس فيها مخاطرة كبيرة فقد اتجهت الكثير من شركات الفوركس إلى تنبيه المضاربين لهذه المخاطر لإخلاء مسؤولياتهم عند حدوث أي خسارة، ولذلك جاءت العبارة التالية في الكثير من مواقع هذه الشركات:



"يعتبر الاستثمار في سوق العملات العالمية باستخدام الهامش أو الروافع المالية من المجالات الاستثمارية عالية الخطورة والتي تستلزم وضع العديد من الأسس العلمية الكفيلة بإنجاح العمليات الاستثمارية في هذا السوق وليس بالضرورة أن تكون هذه المتاجرة متوافقة مع كل المستثمرين، و بالتالي فإن الاستثمار في هذه السوق يتطلب قدراً عالياً من الدراية بمخاطره وتوخي الحذر عند اتخاذ قرار الشراء والبيع".







أهم التحليلات التي يعتمد عليها المضاربون في الفوركس:



لأن المضاربة في الفوركس تعتمد على التنبؤ والتوقع في عمليات البيع والشراء للعملات، فإن المضاربين يستخدمون أنواعاً من التحليلات، التي قد توصلهم إلى الأسعار الحقيقية للعملات، التي تتأثر ارتفاعاً وانخفاضا بأمور كثيرة من أهمها، الأحداث السياسية والاقتصادية للدول الاقتصادية الكبرى، ومن أهم هذه التحليلات ما يأتي:



التحليل الفني: (Technical Analysis):



وهو أسلوب لدراسة حركة السعر الماضية كما هي، وبصرف النظر عن أسبابها لتوقع اتجاهات المستقبل استنادا لفرضيات معينة.








ويتم التحليل الفني باستخدام رسوم بيانية تظهر حركة العملات لفترات ماضية وباستخدام تقنيات معينة يمكنه توقع الأسعار في المستقبل وعلى أساس هذا التوقع وعلى حسب قوة احتماله سيتخذ المضارب قرارات بيع هذه العملة أم شرائها.








ويمكن القول بأن التحليل الفني قد يمكن المضارب من فهم حالة السوق العامة في الوقت الحالي، وبمؤشرات عدة تساعد على التنبؤ بتغيرات الأسعار في المستقبل القريب[13].







التحليل الإخباري: (Fundamental analysis)



ويعرف أيضاً بالتحليل الأساسي، وهو يعتمد على دراسة المؤثرات الاقتصادية والسياسية وتوقع انعكاساتها على حركة سعر عملة ما.








فإذا كان التحليل الفني يقوم على حركة السعر فقط، فإن التحليل الإخباري يقوم على تحليل أسباب هذه الحركة.








ولكي يستفيد المضارب من التحليل الإخباري عليه متابعة الأخبار الاقتصادية وخاصة للدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والاتحاد الأوروبي، وعليه متابعة التصريحات الإخبارية الخاصة بالأوضاع السياسية والاقتصادية لهذه الدول؛ لأن هذه الأخبار والتصريحات تؤثر بشكل مباشر في أسعار العملات الخاصة بكل دولة[14].







التحليل النفسي: (Psycho analysis)



ويقصد به قراءة تلك العوامل والمؤثرات التي تغير بدورها من اتجاه النفسيات وقناعاتها تجاه أسعار العملات.








ولكي يتحقق التحليل النفسي فلا بد من متابعة سلوكيات كبار المضاربين في السوق وحالتهم النفسية وتوقعاتهم وتخوفاتهم، فلا أحد من المحللين أو الخبراء يستطيع توقع أسلوب ترجمة هذه النفسيات إلا أثناء السوق؛ لأن فترة التداول يتخللها أيضا إشاعات وأخبار مباشرة تؤثر في توجهات الناس، ولهذا يمكن أن يستفيد المضارب من تحليل نفسيات كبار التجار الراجعة إلى تأثرهم بأسعار العملات.







[1] لقد أطلق بعض الباحثين اسم الفوركس على المتاجرة بنظام الهامش، وذلك للتشابه الكبير بينهما، ولكن الباحث فضل فصل كل واحد منهما في مطلب مستقل وذلك للأسباب الآتية:

1- أهمية كل منهما في ظل انتشارهما وكثرة سؤال الناس عنهما، وخاصة الفوركس الذي كثر تلفظ الناس به والسؤال عن حكمه لكثرة دعايته الإعلامية.

2- إن المتاجرة بالهامش أشمل من الفوركس؛ لأنه يشتمل على التداول بالأسهم والسندات والعملات والذهب والفضة وغيرها من السلع، أما الفوركس فقد اقتصر التداول به على العملات غالباً.




[2] المتداول العربي: الفوركس خطوة بخطوة (ص 32).




[3] الدليل السريع لتجارة الفوركس: تعرف على الفوركس بسهولة (ص 4).




[4] وقيل إن حجم التداول فيه (5) تريلون وقبل غير ذلك، ويبدو ذلك الاختلاف لعدم وجود إحصائيات رسمية لحجم التداول، المتداول العربي :الفوركس سوق العملات arabictrader




[5] جلال: الفوركس (ص 48).




[6] المرجع السابق نفسه (ص 31).




[7] جلال: الفوركس (ص 93).




[8] لطفي: التداول الإلكتروني للعملات (ص 110)، جلال: الفوركس (ص 32).




[9] جلال: الفوركس (ص 53)، المتداول العربي: الفوركس خطوة بخطوة (ص 41).




[10] المتداول العربي: الفوركس خطوة بخطوة (ص 32).




[11] السبهاني: تجارة العملات بنظام الهامش





[12] المرجع السابق نفسه.




[13] المتداول العربي: الفوركس خطوة بخطوة (ص 38).




[14] جلال: الفوركس (ص 257).