قصّتي مع المهدويّة بين عالم الملائكة وعالم الشياطين 1 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المباح لغير المتخصصين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الجــــــــــــــــــدال ​ بين الأمر والنهى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          القواعد التى تدور الأحكام عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          سنن الخلفاء الراشدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الاحتياط وقطع الذرائع والمشتبه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          خلاف العلماء في حكم جلد الميتة بعد الدباغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفسير قوله تعالى: ﴿ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          عناية الصحابة - رضي الله عنهم - بحفظ القرآن وضبطه في محفوظا في الصدور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تحريم رفع الصوت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          {تحيتهم فيها سلام} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2019, 11:52 AM
المفتون_ المفتون_ غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2019
مكان الإقامة: holland
الجنس :
المشاركات: 6
الدولة : Netherlands
افتراضي قصّتي مع المهدويّة بين عالم الملائكة وعالم الشياطين 3

و عدت إلى بلد الإقامة سالما, و بعد مرور سنة إلتحق بي أطفال اُختي بعد أن فشل والدهم في رعايتهم و تربيتهم فتحمّلتها أنا رغم صعوبتها, و وجدت فيها اُنسا و تخفيفا لأحزاني و مخاوفي و أمضيت فترة وسطهم في هدوء ثمّ بدأت رسائل التّهديد بالإغتيال تصلني فحسبتها كسابقاتها ليست إلاّ استفزازا واستدراجا للتّبليغ عنها.
و قضيت فترة وسط أبناء اُختي على حذر و ترقّب مستمرّ لا يتوقّف, و تغيّرت قواعد الحذر عندي فصارت أصعب تنفيذا ممّا كانت عليه قبل تَغَيّرِ التّهديد إلى الإغتيال, و كان من تلك القواعد أن لا أترك دواءا أو أيّ أشياءٍ خاصّة بي عند خروجي من البيت, و كانت فترة عصيبة شديدة لا يهدأ لي فيها بال و لا راحة نفس, قضيت أيّامها بيوم كشهر و شهر كسنة إلى أواخر سنة 2009, و في رمضان و بالتّحديد يوم 29 منه اضطررت للخروج مع ابن اُختي لقضاء بعض الأمور و في الطّريق توقّفت سيّارة سوداء بداخلها شخصين خرج أحدهم بدا عليه لابسا لباس جلد أسود و قفّازات سوداء جلديّة أيظا, فاتجه نحوي ببطئ ثم توقّف و كأنّ أحدا يتّصل به و أخرج هاتفه ليكلّمه و أكملت طريقي و بعد لحظات أحسست بأحد ورائي فالتفت إليه بسرعة فرأيت شخصا بيده شيء غريب كأنّه يرشّ منه سائلا على وراء فخذي ثمّ أكمل طريقه بسرعة و لحقت به السيّارة الّتي نزل منها و أخذته, لم أفهم معنى تلك الحركة و حسبتها مزحة ما و أكملت طريقي إلى وجهتي ثمّ عدت إلى البيت.
و بعد الفطور و صلاة العشاء مالت نفسي لقرائة القرأن,
و أثناء قرائتي لسورة الكهف بدأت اُحسّ بتسارع نبضات قلبي و عرق على جبيني فخلوت بنفسي لعلّى حالتي تهدأ و لكنّها ظلّت تتضاعف حتّى بدأت اُحسّ كصعق كهربائيّ يضرب قلبي و بدأت أتذكّر ذلك الشّخص الّذي شككت في أمره فاعتقدت أنّي قد تعرّضت للإغتيال و أنّ سمّا ما بدأ مفعوله في جسمي, و شدّني شيئ في نفسي إلى فتح جهاز الكمبيوتر ففتحته و ظهرت لي رسالة على الشاشة تقول : ها قد جأتك العدالة يا تافه ثمّ اختفت الرّسالة, و كانت رسالة اختراق فتيقّنت أنّني مسموم و قد أموت لا محالة, و خفت أن يغشى عليّ وسط أطفال اُختي فلم يمرّ على وفاة اُمّهم سوى سنة و نصف و لم يجدوا من يعطيهم من الحنان المفقود غيري, و قلت إن كان الموت هو الّذي يقترب منّي بهذه الأعراض فإنّي اُفضّل أن أموت في المسجد وحيدا بعيدا عن أحبابي, و انطلقت مسرعا إلى المسجد و في الطّريق كنت اُحسّ بصعقات كهربائيّة تضرب قلبي فتنقطع أنفاسي و لكنّي قاومت إلى أن وصلت المسجد و بقيت فيه اُعاني و أترقّب بداية الإحتضار إلى أن دخل وقت الضّحى و بدأت حالتي تتحسّن و نبضي يعتدل و لكن بقي الألم في قلبي, و عدت إلى البيت و بعد ساعة اُغمي عليّ, و قبل استقاضي رأيت رؤية و كأنّي في مكان مجهول تائه و خائف أبحث عمّن يدلّني لطريق العودة إلى بيتي, و إذا بي أرى مسجدا و كأنّه مسجد رسول لله صلّى الله عليه وأله و سلّم يحيطون به اُناس و إذا بي أسمع مناديا يقول : تقدّم فإنّ فيهم رجل لا يبيع دينه و إنّ رسول الله صلّى الله عليه و أله و سلّم في الداخل يطلبك, فتقدّمت برويّة و كلّي خشوع و في الدّاخل جأني رجل لا أعرفه و أخذني إلى حجرة صغيرة ثمّ وقف عند بابها و قال : لبّي نداء الرّسول صلّى الله عليه و أله و سلّم, و كان طول باب تلك الحجرة لا يتعدّى المتر الواحد فدخلت منحنيا في هدوء و رويّة و إذا بي اُفاجأ برسول الله صلّى الله عليه وأله وسلّم على فراش المرض يتألّم و تبدو شحوب على وجهه و دموع في عينه, فأسندت ركبتيّ إلى ركبتيه و وضع كفّيه على كفيّ و قلت له إني أتألّم كثيرا, لم ينطق بكلمة واحدة, فقط كان ينظر في وجهي و تزيد دموعه في عينه دون أن تسيل, ثم يحرّك وجهه و يلمّح لي أن اصبر و لا تيأس و انتهت الرّؤية و أنا مازلت في إغمائي, و عند استقاضي لم أفهم ما الّذي حدث لي و ما الّذي يحدث ففكّرت في فتح جهاز الكمبيوتر لأرى ماذا أجد فوجدت رسالة جديدة تقول : يأخذ فترة طويلة و يعمل ببطئ فانتظر, و استمرّت الأعراض تعاودني و كلّ فترة تتراوح بين اُسبوع أو اُسبوعين تبدأ أعراض و ألام جديدة فأعود إلى الطّبيب فيقول لي حالتك تبدو جيّدة و قلبك و نبضك في أحسن حال, و بعد أربعة أشهر لم أذق فيها راحة و لا نوما طبيعيّا بدأت أتحسّن شيئا ما, و أحسست أنّ كلّ ما حدث كان مجّرد أوهام لا أكثر, و تعاودني أعراض جديدة مختلفة حتّى شككت أنّ ما أصابني هو سمّ تمريضٍ ليوهموني أنّني سأموت و يروا إن كنت اُخفي أسرارا إرهابيّة و لي علاقة بتنظّيمات جهاديّة فاُحاول الإنتقام قبل أن يقتلني سمّهم, و كان هذا منطقيّ جدا خفّف عنّي ما أجده من الألم الفضيع.
و أمضيت سنة كاملة اُعاني من تلك الأعراض المختلفة, و قبل نهاية سنة 2010 بأسابيع بدأت أرى رؤية غريبة تتكرّر معي كثيرا بنفس المشاهد و هي : أرى نفسي قريبا من شاطئ البحر و تحت جبل عريض وسط اُناس كثيرون ثمّ يظهر في السّماء كوكوب ضخم يقترب من الأرض ببطئ ثمّ يصطدم بها و يدفع بالبحر على اليابسة فأفرّ إلى أعلى الجبل كي لا أغرق في المياه القادمة على شكل تسونامي و أسيتقظ فزعا, ثمّ تتكرّر معي هذه الرؤية و كأنّها تريد أن تأكّد لي أنّها ليست من أضغاث أحلام و أنّ زلازل قادمة عمّى قريب, و هذه الرّؤية تكرّرت معي مرّة اُخرى بعد 7 سنين بنفس المشاهد عند اشتداد الفتنة الّتي أصابتني, و عند دخول السّنة الجديدة 2011 بساعة واحدة بدأت تنتشر على جسمي بقع حمراء رهيبة مع حكّة شديدة لا تتوقّف, و في غد صبيحة أوّل يوم من يناير سنة 2011 انتشرت تلك البقع الحمراء في كامل جسمي ما عدا الوجه و الكفّين و كان هذا سبب في إخفاء ما أصابني عن أهلي و من حولي إلى يومنا هذا, و ما أخفيت تلك المصيبة إلاّ كما أخفيت كلّ مواجعي و مصائبي, و كلّ كتماني لأحداث حياتي ورائه ذلك الشّيخ الغريب الّذي سيحلّ ألغاز قصّتي كلّها عند اكتمالي 40 عاما ثمّ يفتح أمامي باب لغز جديد بفتنة في الدّين أعظم و أشرس من فتنة المسيح الدّجّال, و في نفس اليوم الّذي انتشرت فيه البقع الحمراء على جسدي ظهرت رسالة تقول : مرحبا بك في عالم الإيدز, و كانت تصلني أكثر الرّسائل بالإشارة و التّلميح على شاشة جهازي كرسائل اختراق, و من أهمّ ما جاء فيها هو : لست وحدك من يُتقن الهروب من العدالة, يُمكنك أن تنفي التّهمة عن نفسك بذكائك و لكنّك لا يمكنك أن تثبت التّهمة على من هو أذكى و أدهى منك, لقد مارست التّمويه في أماكن قاتلة فقتلك.
و بعد فترة بدأت تظهر على جسمي بقع قيح كبيرة مع ألم شديد و أعراض مفزعة اُخرى, و وصلتني رسالة استفزاز مع بداية تلك الأعراض الجديدة فيها تذكير بتلك الأيات الّتي كنت أردّ بها عليهم كما أسلفت سابقا, منها : و الله خير حافظا و هو أرحم الراحمين. و بعدها هههههه, و رسالة اُخرى تقول : يا غبي ما تلك الصغائر إلاّ لتكتشف العلّة و تذهب وحدك و لكنّك غبيّ و منحوس فأخذت معك معظم خرفانك إن لم يكونوا كلّهم, ففهمت من هذه الكلمات أنّ تلك الأمراض الّتي كانت تعذّبني في بداية إصابتي بفيروسهم ما قصدوا بها سوى دفعي لتكرار زيارة الطّبيب حتّى يضطر لإرسالي إلى المستشفى لإجراء فحص الدّم فيكتشفوا فيروس نقص جهاز المناعة في دمائي و بهذا يسلم من معي في البيت من انتقال الفيروس إليهم, فأصابني ذعر شديد و تيقّنت أنّني فعلا مصاب بذلك الفيروس اللّعين, و كانت تلك المحنة أعظم كابوس مرّ عليّ في حياتي وقتها, و عشت أيّام رُعب لا يمكن وصفها بالكلمات, شهر كامل 24 ساعة في اليوم لا تغادرني حكّة شديدة على كلّ جسدي حتّى خروج الدّم و ظهور بقع جديدة, و بعد الشّهر بدأت الأعراض تقلّ و كانت الحكّة تهدأ ليلا و لكنّها توقذني فجرا بألم شديد ثم تهدأ و تعود, هكذا طوال اليوم لمدّة شهرين اُخرى فمرّت ثلاثة أشهر على تلك الحال ثمّ بدأت تهدأ و كلّ الفترة و أنا اُخفي ما اُعاني و لا أقوى على إخبار أحدٍ و كان أمل صغير في نفسي أن تكون تلك الأعراض من جنس الّتي مرّت سابقا, أيّ ليست مرضا حقيقيّا إنّما تجربتي فقط كما أسلفت, و لكنّ الأعراض الّتي كانت تظهر كانت أقوى من ذلك الأمل, و بعد الثّلاثة الأشهر بدأت تظهر إلتهابات و قروح داخل فمي و على لحم أسناني و أصابتني أيظا أعراض غريبة في وسط كفّي الأيسر حتّى بدا و كأنّه يتعفّن فزاد يقيني بأنّني فعلا مصاب بداء الإيدز.
عشت رُعبا عظيما في ذلك الوقت, كنت أنتظر كلّ يوم متى يبدأ جهاز المناعة عندي بالإنهيار الشّامل فتبدأ الإتهابات و السّراطانات بالإنتشار, و الأرعب من هذا كلّه هو أن تظهر أعراض الفيروس في أحدٍ أخر ممّن هم حولي, يا له من كابوس عظيم لم يعد يهمّني كيف سينهش الفيروس اللّعين جسمي و كيف ستكون الألام الّتي سأموت بها, إنّما الهمّ الوحيد الّذي سيطر على نفسي و عقلي هو : هل من أحدٍ من أحبابي و أقربائي انتقل إليه الفيروس اللّعين و هو لا يدري, كيف سأستحمل اكتشاف الفيروس في من هم حولي و بالأخصّ طفل اُختي رحمها الله فهو الأقرب إليّ من سواه ينام جنبي و يأكل ممّا اُعدّه له بيدي من الطعام و يشرب من نفس كأسي و هو الأكثر عرضة للانتقال الفيروس إليه من غيره و هو أحبّ خلق الله إلى قلبي فكيف سأستحمل هذا البلاء إن حدث, و بينما أنا شارد في ذلك كلّه أشفقت عنّي نفسي و قاطعتني كي تخفّف عنّي همّي و قالت : هدّء من روعك ليس ما أصابك إلاّ كسابقه, و ليس مرضا حقيقيّا إنّما أرادوا تجربتك بما هو أشدّ ممّا سبق ثمّ استفزازك و إغضابك كي يروا إن كنت على علاقة بتنظيمات إرهابيّة فيغلب غضبك حذرك فتحاول الإتّصال بهم بطريقة ما لطلب المساعدة في الإنتقام فيكتشفوا سرّك و سرّ من ورائك إن وجد, فقلت لنفسي هذا منطقيّ لا يردّه عقل و لكن يردّه رعب الإحتمال مهما كان ضعف نسبته إنّه أقوى من كلّ منطق, و لكنّ منطق نفسي أصرّ على إقناعي أنّ ما يحدث لي مجرّد لعبة تحقيق لا أكثر, و الدّليل هو أنّ فيروس نقص المناعة لا ينشط بسرعة و أنا ما حدث معي كان من سنة فقط فلا يمكن للفيروس أن ينشط في الجسم بهذه السّرعة إلاّ إذا تمّ انتقال فيروس أخر من جنس أخر إلى جسمي حينئذ فقط سيزيد إحتماليّة التّنشيط الّذي يمكّنه من ضرب جهاز المناعة أو بداية إضعافه بسرعة, فاستسلمت لهذه المعلومة و جعلتها الأكثر إحتماليّة و لكن بعد هدوءٍ نفسيٍّ فترةً تذكّرت أنّني لاحظت و كأنّ شخصا لاحقني عن قرب و أنا في طريقي إلى الطّبيب في فترة الأعراض الغريبة فغلبت نفسي شكوكا أنّ الشّخص حاول أن يرشّ عليّ شيئا إن لم يكن قد فعل, و بهذا الشّك فتح على نفسي باب احتمالٍ أن أكونَ قد تعرّضت لأكثر مرّة لنفس الأذى دون أن أدري, فتساوى عندي ألم أعراض الفيروس المؤلمة الّتي تنهش جسمي و ألم الوساوس و منطق نفسي, كلّ شيء صار في خطّ واحد و هو خطّ الألم و الفزع, فالأعراض تنهش جسمي و تألمني و وساوس نفسي و منطقها تعذّبني بالحيرة و بها تغلق كلّ أبواب الأمل في وجهي, فاستسلمت لقضاء الله و أعلنت له أنّي صابر و أحتسب عنده بلائي, و بعد 4 أشهر بدأت تلك البقع الحمراء تهدأ و يسكن ألمها و تتقلّص إلى أن اختفت إلاّ أنّها شوّهت جسمي ببقع يختلف لونها عن لون جلدي لمدّة سنة كاملة, و تلك الأعراض الّتي صحبتها اختفت أيظا و لكن ظلّت تعاود الظّهور بشكل أخفّ لمدّة طويلة, و قبل انقضاء سنة ذلك البلاء لاحظت أنّ شعر لحيتي بدأ الشّيب ينتشر فيه بشكل رهيب, و بعد مرور بضع سنوات أصبح الشّيب يشكّل في لحيتي أكثر من 65 في المئة على أقلّ تقديرٍ.
و بعد مرور سنة كاملة قلت في نفسي لقد سجنتني تلك الملاحقات 7 سنين في البيت لا أخرج إلاّ نادرا و في وسط أهلي أو أقرب الأقربين إليّ ممّن أثق فيهم, و لم يكن أيّ فرق في كلّ تلك الفترة الّتي أمضيتها على تلك الحال وبين سجن حقيقيّ إلاّ قرب أهلي منّي, فلم أكن أذهب للمسجد و لا أحضر صلاة الجمعة و لا أخرج إلاّ نادرا و بالطّريقة الّتي أسلفت, بل إنّ السّجن الحقيقيّ أرحم و أهون من سجني في البيت مع الخوف و الفزع و المصائب الّتي لا تتوقّف, فالسّجناء لا خوف عليهم و لا فزع يصيبهم إلاّ انتظار انقضاء مدّة عقوبتهم, أمّا سجني فقد كان حرمانا من حريّة أملكها و لا أستطيع مُمارستها, و كان تعذيبا جسديّا و نفسيّا و عصبيّا, و تهديدا مع انتظار مصير مجهول, و كان كلّ هذا في فترة دامت 7 سنين كاملة و 11 سنة بين كرّ و فرّ, أيّ بين تحدّي التّهديدات بالخروج و ممارسة الحياة الطبيعيّة و بين هروب من شبح أجهزة الأمن و مكرها, و لم تكن محاولاتي للعدوة إلى الحياة الطبيعيّة أكثر من شهر إلى ثلاثة, ثمّ تعود الملاحقات لتطاردني فأعود إلى سجن بيتي, فقلت في نفسي أيّ شيء أخشاه بعد الّذي أصابني, إن كنت أحمل فيروسا حقيقيّا فإنّني هالك لا محالة, و أيّ هلاك أخر أخشاه أكثر من الّذي أنا فيه, فإن كان ما أصابني ليس إلاّ خدعة فإنّها كافية لإثبات أنّني شخص مسالم لا علاقة له بأيّ عنف و لا بمن يحسبون فيه, فقرّرت الخروج من سجني و خرجت متوكّلا على الله و لم اُلاحظ أيّ شيء بتاتا, و مرّت ثلاث سنوات و أنا في حالة هادئة أخرج كيف أشاء دون خوف و لا حذر.
و الغريب في هذا الجزأ من قصّتي هو أنّني لم أذهب إلى الطّبيب مطلقا بعد ظهور أعراض نقص المناعة في جسمي كأنّ شيء خفيّ يمنعني بأسباب أو بغيرها تماما كما عشت طفولتي و أوّل شبابي كاتما أسراري و ألامي لا اُخبر بها أحدا, إنّه طبع في نفسي بل هو شيء أخر هذا ما ستأكّده الأحداث القادمة, و أمضيت ثلاث سنوات في هدوء نسبيّا لا يلاحقني أحد و لا تصلني أيّ رسائل استفزاز جديدة, و كأنت تلك الثّلاث سنوات الهادئة تهيّئني للفتنة العظيمة عند لقائي بالشّيخ الغريب, فتوقّفت المحن و الإبتلائات القاسية لكي أخرج من سجن بيتي و أخالط النّاس من جديد بعد عزلة دامت 11 سنة.
و عندما تعوّدت على الخروج و مخالطة النّاس و دخلت السّنة الجديدة 2015 بدأت أرى أشياءا غريبة و الأغرب منها هي أنّها تظهر لي فقط عندما أكون بين أقاربي و أصدقائي, و أوّل تلك الأشياء الغريبة الأضواء الغريبة الطّائرة, بدأت أسمع من أقربائي أنّهم شاهدوا مرارا أضواءا غريبة تحلّق فوقهم في أماكن مختلفة و كأنّها تلاحقهم ثمّ تختفي, و في يوم كنت عند باب البيت مع ابن اُختي نتحدّث فإذا بنا نشاهد ضوء ضخم كشعلة نار ينزل فوق حديقة بيتنا فنادينا على كلّ من في البيت ليشاهد معنا تلك الأضواء الغريبة, و بعد دقائق بدأ ذلك الضّوء بالصّعود عاليّا ثمّ انقسم إلى جزأين, جزء صعد نحو السّماء بسرعة جنونيّة و الأخر بقي في مكانه ثمّ انحرف إلى جهة مقبرة كأنّه نزل هناك على الأرض ثمّ بدأنا نسمع نباح الكلاب في كلّ مكان, فتسألت في نفسي هل تلك الأضواء الّتي شاهدوها أقاربي في أماكن مختلفة تقترب منهم و هذه الّتي شاهدناها فوق حديقة بيتنا مجرّد صدف؟, و لِمَا نزلت فوق أرض حديقتنا بالتّحديد؟, و كأنّي لامست في ذلك إشارة ما و لكن تجاهلت الأمر و نسيته, و بعد أيّام كنت مع صديقين لي في غابة نتنزّه و إذا بشيء غير مرئيّ يدفع كلّ واحد منّا على الأرض مع صوت رهيب مفزع و كان ذلك الدفع كدفع مغناطيس لا يرى, و في يوم أخر و مع نفس الأشخاص في مكان أخر شاهدنا نباتات تنتزع من الأرض دون رؤية من ينتزعها, و ذات يوم أخبرتني بنات اُختي أنّهنّ شاهدنا شبحا أسودا في البيت و لكنّي لم اُصدّق و اعتبرت ذلك خيالا أو وهما, و بعد بضع أيّام قليلة بينما كنت جالسا مع بنات اُختي فإذا بذلك الشبح يمرّ على الباب ثمّ صعد إلى الطّابق الثّاني و حاولنا اللّحاق به و لم نجد له أثرا, و ظلّت تتكرّر تلك المشاهدات حتّى أحسست في نفسي أنّها تحاول إقناعي بأنّ شيئا ما من عالم أخر يلاحقني ليس وهما و لا خيالا, و بمجرّد أن أحسست بهذا الإحساس توقّفت تلك المشاهدات و لم تظهر مرّة اُخرى,
و بعد مرور فترة طويلة انقطعت فيها تلك المشاهدات عادت فجأة بشكل أكثر وضوحا و تأكيدا على حقيقتها و انتمائها للعوالم الغيبيّة, و هذه المشاهدة حدثت مباشرة بعد سماعي نبأ وفاة ملك السّعوديّة عبد الله, بينما كنت في السيّارة مع أبناء اُختي في طريق سريع خارج المدينة شاهدنا شيئا غريبا, و هو رجل شكله يشبه جثّة محنّطة, شعره طويل أبيض يبدو و كأنّه قام من قبره فلباسه كانت غريبة الشّكل و متّسخة و مقطّعة, لا تظهر عيونه إنّما شكلها مسدُودة كشكل عيون جثّة محنّطة تشبه تلك المومياوات المصريّة, و كان طويلا جدا و يديه كيدي هيكل عظميّ و حواجبه طويلة تصل إلى فمه, و أنفه طويل مقوسّ و مخيف, و يركب مركبة غريبة الشّكل تشبه درّاجة بثلاث عجلات و كانت الدرّاجة خشبيّة يطير بها فوق الأرض بنفس سرعة سيّارتنا, فصاح كلّ من في السيّارة : إنّه الشيطان, و لم يصبنا أيّ خوف من تلك الصّدفة حتّى طفل اُختي الّذي لا يتجاوز 7 سنوات, و بعد هذه الحادثة بأيّام بدأت بطني تنتفخ في ثلاثة أسابيع فقط حتّى صارت كبطن امرأة حامل و كنت أستحي من سخريّة النّاس منّي فجسمي لم يكن سمينا ليناسبه انتفاخ بطني و كان يميل للنّحافة و بطني عظيمة, و ظلّت بطني منتفخة لعدّة أشهر ثمّ بدأ ينقص انتفاخها حتّى ذهب الحرج على شكلها و لكنّها ظلّت منتفخة بحجم لا يشوّه هيئتي إلى يومنا هذا, و أثناء هذه المحنة بدأ شكل وجهي و رأسي يتغيّر حتّى بدا التغيير واضحا, و لم تمضي أيّام طويلة على محنة بطني و تغيّر ملامح وجهي حتّى بدأت أسمع هاتفا يقول : بدأ المسيح الدّجّال بالظّهور, و بعد سماعي لهذا الهاتف بدأت معه مباشرة ظهور خيوط سوداء في عيني اليُمنى, إنّها نفس الخيوط الّتي أصابتني و أنا مازلت في بداية شبابي, بدأت تنتشر في عيني اليمنى بشكل رهيب, نفس العين الّتي ضُربت فيها بالبطاطس كما أسلفت في بدايتي قصّتي, و مرّت فترة وأنا اُعاني من انتفاخ في بطني غير عاديّ و إحساس بضغط شديد في أمعائي مع كابوس تلك الخيوط السّوداء إلى أخر سنة 2016 و في نهاية تلك السّنة بدأ مخاض ولادة الفتنة بمحاولة الزّواج و كأنّ تلك الفتنة كان مفتاح فكّ قيودها في الزّواج,
خطبت فتاة من بلد مجاور للبلد الّذي اُقيم فيه, و بعد رؤيتي لتلك الفتاة أحسست بالنّفور منها و لم تعجبني و لكن فرِحَت تلك الفتاة فرحا شديدا لخطبتي لها و تعلّق قلبها بي في أوّل لقاءٍ بيننا و سبّب لي هذا حرجا في ضميري فقرّرت الزّواج منها و لو أنّ في نفسي نفور منها, و اتّفقنا على أن نعقد عقدا شرعيّا بيننا في البلد الّذي تقيم فيه و أن نعقد عقدا قانونيّا في بلدنا الأصل, و بعد فترة قصيرة بدأتُ أتعلّق بها تعلّقا عظيما عجيبا, فأنا أوّل الأمر أحسست بعدم الرّغبة فيها و لكن بعد ذلك بدأ قلبي يميل إليها ميولا جنونيّا رغم عدم استحساني لشكلها, و مرّت فترة شهرين و أنا معها على تلك الحال و في يوم طلبت منّي أن أزورها مع بعض بنات اُختي فذهبت إليها, و بعد انتهاء زيارتنا و خروجنا من بيتها بدأنا نلاحظ أنّ هناك سيّارات و أشخاص يلاحقوننا و كأنّهم كانوا يتعمّدون أن اُلاحظ أنّني تحت أعينهم و لست مُراقبا, فالحركات الّتي كنت اُشاهدها منهم هي إلفات انتباهي إلى وجودهم فقط, و بعد عودتي بأيّام بدأت خطيبتي تتغيّر معي في كلامها و تصرّفاتها حتّى فاجأتني يوما أنّها قرّرت عدم إكمال الزّواج معي, كانت أسألتها غريبة و مريبة, مليئة بالتّلميحات و الإشارات إلى أنّها خائفة من شخصي و بكلامها هذا شَكَكتُ في اتّصال المخبارات بها, فزاد هذا من صدمتي و حزني, و ملّت نفسي مثل هذه الحياة في المطاردات و الملاحقات فتملّكتني رغبة في الإنتقام و اشتهت نفسي تجهيز شاحنة بالمتفجّرات و اقتحام مركز جهاز الأمن بها و تفجير نفسي وسطهم, و اختلطت دموعي و أحزاني بغضبي و رغبة انتقامي, و أثناء هذه الأحاسيس فاجأتني عودة رسائل الإستفزاز و السّخريّة من جديد و لمّحت إلى أنّ المخابرات هي وراء إلغاء زواجي بتلك الفتاة, أيّ أنّهم تواصلوا معها بطريقة ما و نصحوها بعدم إكمال الزّواج معي لانّني مشتبها و مطلوب أمنيّا خارج بلد إقامتي, و رسالة اُخرى تلمّح أنّ ملاحقتي و حصاري مازال مستمرّا و ما توقّف في الثّلاث سنواتٍ الأخيرة إلاّ بانشغالهم مع تنظيم الدّولة و لن يسمحوا لي بالزّواج و لا الخروج من سجني و عزلتي حتّى ماماتي, فاشتعلت نيران الحقد و الغضب في نفسي و زال كلّ خوفي بهذا الإستفزاز و بدأت اُفكّر جدّيا في صنع المتفجّرات و تفجير نفسي وسطهم.
و ذات ليلة كنت متّكأ على ظهري شاردا بحقدي و رغبة انتقامي ثمّ تفاجأت بعودة تلك الأضواء الغريبة الطائرة تقترب من نافذة غرفتي و كانت هذه أخر محطّة لتكملة رسم الفتنة و ولادتها, بدأت أتسائل في نفسي ما سرّ هذه الأضواء الغريبة الّتي تقترب باتّجاهي ثمّ تصعد نحو السّماء بسرعة رهيبة و ما سرّ عودتها مع عودة حزني من جديد,
بحثت عن سرّ تلك الأضواء الغريبة في مواقع البحث فوجدت أنّها ظاهرة منتشرة في الأونة الأخيرة و قد شوهدت في أماكن مختلفة حول العالم, و ذهب ظنّ معظم الباحثين إلى أنّها تابعة للمشروع السريّ المسمّى بالشّعاع الأزرق أو (هارب), و بدأت أبحث حول هذا الموضوع حتّى غلب على ظنّي أنّه فعلا مشروع عسكريّ سريّ و أنّه يُستعمل في أغراض عسكريّة و تجسسيّة, و بدأت أتسائل مع نفسي إذا كان الأمر كذلك فَلِمَا تتعمّد الظهور أمامي و بمقربة منّي و ليس كما شوهدت حول العالم عالية في السّماء, أيعقل أن يكون هذا تجسّسا بتلك الأضواء الّتي ينسبها معظم الباحثين إلى مشروع الشّعاع الأزرق السرّي, و بدأت وساوسي تقنعني بأنّ الأمر كذلك و دفعني هذا إلى التعمّق في البحث عنها مرّة اُخرى حتّى تيقّنت نفسي أنّ ما اُشاهده هو تجسّس من أجهزة الأمن و استعراض للقوّة مع رسالة تلميحيّة إلى أنّني تحت أعينهم أينما ذهبت و أينما كنت حتّى داخل بيتي فلا يخدعنّك حقدك و رغبتك في الإنتقام و لا سبيل لك للوصول إلى تنفيذ شيءٍ منها و أنت تحت أعيننا أينما كنت, فأصابني ضيق عظيم و صدّقت هذه الرّسائل و التّلميحات و استسلمت لليأس و قلت لم يعد لي من هذه الدّنيا إلاّ أن أعبد الله حتّى ألقاه.
و بقيت يائسا و ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فترة شهر أو يزيد حتّى ضاقت نفسي ضيقا عظيما لم أعد أقوى على تحمّله, و أحسست بنفسي و أعصابي بدأت تنهار فخرجت يائسا إلى خلاءٍ بنفس منكسرةٍ أتسائل معها ما هذه المحن الّتي رافقتني منذ طفولتي, أهي عقاب الله لي على ذنب عظيم إقترفته أو ظلم لأحدٍ استهنت به و نسيته, و لكنّها مِحَنٌ و ألام رافقتني منذ طفولتي و برائتي, إنّها جأت متسلسلة كحبات سبحة يربط بعضها بعضا فلا يُعقل أن تكون عقابا, فَلِمَا يحدث لي كلّ هذا الألم و التّعب في حياتي فيا ربّي من أكون, و بقيت أنظر في السّماء و اُردّد من أكون حتّى سمعت هافتا في اُذني يقول : سيبتليك الله ابتلاءا عظيما ثمّ يكون لك شأن, فكان هذا الهاتف محطّة ولادة الفتنة السّوداء المظلمة, و انفتاح باب تواصلٍ مع عالم غيبيّ.
يليه القسم الثّاني من هذا الجزأ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.75 كيلو بايت... تم توفير 1.69 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]