|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
|||
|
|||
![]() المحور الثاني: صناعة القيادة
خصصت أمريكا عشرات الملايين من الدولارات للقبض على خصومها من السلفية، فكان نصيب بن لادن والظواهري 25 مليون دولار لكل منهما ثم 50 مليون لبن لادن والزرقاوي 25 مليون والسوري 5 مليون ... ولا شك أن المكافئات تتوالى بسخاء لمن يدلي بأية معلومات تؤدي إلى اعتقال أو قتل قادة القاعدة. فالولايات المتحدة تعتقد كما غيرها أن تصفية الرموز يمكن أن يؤدي إلى انهيار التيار الجهادي وربما اندثاره أو على الأقل تخريب مخططاته لسنوات طويلة وضربه في الصميم. ولكن لأننا نعتبر أن الظاهرة غير مألوفة فمن الطبيعي أن تكون سبل المواجهة التقليدية معها غير مألوفة وإلا فهي أقرب إلى الفشل من أي نجاح محتمل. أما لماذا؟ فلأن هذا هو بيت القصيد. ففي حين كَلّ رموز القاعدة وكبار كتابها ومفكريها من الحديث عن القيادة إلا أن البحث العلمي في المسألة ظل راكدا على نحو مريب، ولعل في المسألة ما يبرر العزوف عن التصدي لها، ذلك أن في الأمر صعوبات وتعقيدات غير مألوفة. فلمن يتوجه البحث؟ وفيمن يبحث؟ وأية آليات يمكن سلوكها؟ وعن أي نمط من القيادات يمكن أن نفتش؟ وكل ما لدينا جماعة تقول أن منهجها هو الشريعة؟ أليست الشريعة هي منهج الجماعات الإسلامية كافة؟ فما هو الجديد إذن؟ وأين التميز في الأطروحة السلفية؟ إذا اعتبرنا الأطروحات الواردة في المحور الأول من المسلمات، وهي كذلك بما أنها تنطق بلغة السلفية الجهادية وجوهرها، فالجديد والتميز يكمن في مسألة الراية من جهة وفيمن يرفعها من جهة أخرى، وهما وجهان لعملة واحدة. والسؤال هو: أي نوع من الرايات أو القيادات ستحمل تميزا عما سبقها؟ وبأي محتوى وشروط؟ أولا: الراية، للأمة؟ أم للجماعة؟ منذ مائتي عام أو أكثر فقدت الأمة رايتها فخسرت ما لم تخسره أمة من الأمم في تاريخها، خسرت وحدتها وهويتها وخلافتها وبعض أوطانها وثرواتها وكرامتها وصارت مرتعا خصبا للقوى الصائلة، فما من دولة قادرة على حماية نفسها وما من نظام سياسي بمنأى عن التهديد أو الإطاحة به وما من جيش صمد في معركة صغيرة أو كبيرة وما من أمن يخيم عليها، فالكل مستهدف والكل ضعيف حتى الفرد بات مكشوف الظهر في بلاده وخارجها. لو استطلعنا بعض دول العالم لوجدنا في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وأمريكا والمكسيك والبرازيل والصين وغيرها من البلدان راية واحدة حتى لو كان في كل منها ألف حزب، فالانجليزي إنجليزي والفرنسي فرنسي والإيطالي إيطالي أما العربي فيمكن أن يكون مصريا وسعوديا وفلسطينيا وتونسيا ويمنيا وسوريا وعراقيا، وهذا الأخير يمكن أن يكون شيعيا وسنيا ونصرانيا ومسلما وأرمنيا وعربيا وكرديا وابن الرافدين وجنوبيا وشماليا وبعثيا ووطنيا وإسلاميا وعلمانيا ومعارضا ومواليا وقس على ذلك بقية البلدان. فكم من الرايات رُفعت؟ وكم من الرايات ووليت؟ وكم من القيادات انوجدت؟ ولما يجتمع العرب على عدو، وهم في رحاب سايكس – بيكو، فهل يمكن تصور كم من الأيديولوجيات والرايات تُرفَع؟: على الصعيد المحلي ثمة: · الماركسية بأنواعها اللينينية والستالينية والماوية والتروتسكية والفيتنامية والكوبية؛ · والإسلامية بأنواعها الإخواني والصوفي والدعوي والتحريري والجهادي والسلفي الرسمي؛ · والوطنية بأنواعها الثورية والسلمية والشعبية والشخصيات الوطنية والوجهاء والأعيان والقبائل والعشائر والحمائل والعائلات الكبرى والطوائف والأديان والمذاهب والإثنيات!؛ · والقومية بأنواعها الرجعية والتقدمية والاجتماعية والجماهيرية؛ · والرسمية بمؤسساتها من رأس الدولة مرورا بالجامعة العربية حتى البرلمانات والنقابات؛ وعلى الصعيد الدولي فالرايات تُرفع بحسب الطلب فتارة تكون: · راية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والشرعية الدولية؛ · وتارة تكون الأصدقاء والشرفاء والأحرار في العالم والمنظمات غير الحكومية؛ · وتارة يكون الاتحاد السوفياتي والصين وحركة عدم الانحياز وحركة التضامن الأفرو - آسيوية وهلم جرا. كل هذه الرايات التي صنعها الغرب أصلا ولا يحتاجها إطلاقا تشبه مؤسسة في دولة فاشية يذهب إليها مواطن ليقضي فيها حاجته فينجح مرة ويفشل عشرات المرات وقد لا ينجح إلا بانتزاع الوعود الكاذبة من السماسرة تماما كما هو حال القضية الفلسطينية التي لم تنجح بانتزاع أو تطبيق قرار واحد منذ وجدت. والعجيب أن الرايات الوطنية والأيديولوجيات العلمانية والإلحادية نجحت في مواطن نشأتها بينما فشلت في البلاد العربية. فقد نجحت في أغلب الثورات الآسيوية وفي الصين والهند وروسيا وأوروبا، وفقط في العالم العربي فشلت، ورغم الفشل الذريع والهزائم المنكرة التي يتلقاها العرب والمسلمون على يد القوات الأمريكية والصهيونية وأحلافهما منذ عقود ثمة من يتمسك بعدْ بالرايات القطرية والقومية واليسارية وحتى الإسلام الوطني الذي غدا أقرب ما يكون إلى الأيديولوجيا! وهي في طريقها إلى التعليب، ولم يسأل سائل: لماذا نفشل دائما حيث ينجح الآخرون؟ فلا راية اهتدت إلينا ولا نحن اهتدينا إليها. ببساطة: من يستطيع جمع الأمة على راية واحدة من هذه الرايات[53]؟ ولماذا لم تجتمع طوال عقود عليها أو على واحدة منها؟ فهل من السنن [54] أن نفشل؟ أم أن الإسلاميين بالذات هم من فشلوا حين خالفوا السنن فيما نجح غيرهم؟ بالتأكيد ليست الراية عند السلفية الجهادية مجرد قطعة قماش مطرزة بألوان تميزها عن غيرها من الرايات، وليست محض رموز تشحذ الهمم، بل هي مضمون جرى انتزاعه وتمزيقه شر ممزق، وجوهر حضاري تم تفكيكه، ورسالة سماوية جرى تعطيلها وعقيدة مغيبة ودين محارَب وأمة مفتتة غدت كغثاء السيل، وحرمات منتهكة، وعدالة مسلوبة وظلم واقع ... الخ إنها باختصار إشكال وجودي يجعل من الإسلام والمسلمين في مهب ريح القوى العظمى ما لم يتم تدارك الأمر. ولكن من هو المعني بالراية؟ ومن هو عدوها؟ من الأهمية بمكان ملاحظة أن جماعة ترفع راية التوحيد لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تقبل بوجود رايات علمانية من أي نوع كانت وإلا فلا مبرر لرفعها أصلا. لذا فالسلفية الجهادية، برفعها راية التوحيد، يعني أنها تحررت من كافة الأطر الحزبية والتنظيمية والمؤسساتية والجغرافية الضيقة[55] وتحصنت في أطر لا تتسع لها السموات والأرض، وبالتالي إذا لم يكن من مجال لحضور سايكس – بيكو ومشتقاتها فلا مجال لتجاهل التوحيد حيث يحضر ويكون [56]. وعليه تجهد السلفية في التركيز على تمييز رايتها باعتبارها راية الأمة لتلغي كل الحدود الجغرافية والجنسيات والملل والنحل مستعيضة عنها بأمة التوحيد أينما كانت وتواجدت. وفي مثل هذه الحال فالراية هي راية المسلم الشيشاني والكشميري والباكستاني والعربي والآسيوي والأمريكي والأوروبي والأفريقي وحتى المسلم المريخي إن وجد، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. الطريف في مسألة الراية المرفوعة هذه ليس التشكيك بسلامتها إنْ كان بها من اعتراف أصلا من قبل الخصوم. بل بإنكار بعض العلماء لها، ونسبة مجاهديها لمن "يقاتلون في سبيل الشيطان"[57]! أو التصريح بأنهم "عملاء للاستعمار والصهيونية العالمية"[58] ، أو أن "بن لادن إنسان تافه"[59]! ولا شك أن مثل هذه الفتاوى والتصريحات تندرج في سياق الخصومة مع السلفية الجهادية أكثر من اندراجها في أية سياقات موضوعية ناهيك عن اندراجها في أية سياقات شرعية أو حتى ذات طابع شرعي[60] . إذ أن مثل هذه التصريحات والفتاوي تعني أن الراية غير موجودة أو على الأقل غير صحيحة وبالتالي فلا جهاد جائز ولا مقاومة ممكنة؟ وتعني بقاء التساؤلات المطروحة بلا إجابة: ما العمل إذن؟ هل يجدي القعود والأمة في حطام؟ وهل يجدي الطعن في الجهاد والمجاهدين وتكفيرهم بينما العدو يصول ويجول في أفغانستان والشيشان وفلسطين والعراق والصومال وقواعده العسكرية رابضة على أجزاء من البلاد ثم يقال هؤلاء موجودون في إطار المعاهدات والاتفاقات الثنائية؟ هل تستطيع دولة أن تمنع الأمريكيين من استخدام أراضيها ومطاراتها في ضرب أية دولة أخرى من المفترض أنها شقيقة أو صديقة؟ هل من العقلانية والمنطق أن يجتهد بعض العلماء في الطعن بالجهاد الحاصل ولا يجتهدون في بيان سلامته؟ أو متى يكون صحيحا ومتعينا؟ كل هذه التساؤلات وغيرها ستظل بلا إجابة، وإلا فما هي الإجابة التي يحصل عليها العامة، مثلا، لما يفتي عبد العزيز آل الشيخ بأن المجاهدين يقاتلون في سبيل الشيطان أو الطاغوت؟ فمن هو الطاغوت المقصود؟ وما هي مواصفاته؟ وإذا كان الأعداء الصائلين ممن فتتوا الأمة واحتلوا أرضها ومزقوا نسيجها الاجتماعي ونهبوا ثرواتها ودنسوا مقدساتها ليسوا من الطواغيت فمن يكونون إذن؟ وما علاقة طاغوت الفتوى بطاغوت القوى الغازية؟ أم أن هذه القوى ليست من الطواغيت؟ ثم كيف اتضحت هوية من "يدعوا الجهاد" عقديا وفكريا وسلوكيا بينما لم تتضح هوية طاغوتهم الذي يقاتلون في سبيله؟ ونفس الأمر ينطبق على تصريحات الرئيس اليمني. فالمرء يحتار فعلا حين تخرج تصريحات بهذا المستوى من العجب. فقد يمكن تفهم اتهام الظواهري وبن لادن بأنهم عملاء الاستعمار والصهيونية العالمية وهو ما يحلو للبعض التغني به وكأنه من المسلمات، ولكن من هي المخابرات الدولية التي فشلت في إلقاء القبض عليهما إن لم تكن تنتمي إلى القوى الاستعمارية والصهيونية؟ على كل حال فرغم أن مرحلة الجهاد الأفغاني الأول أكد على عالمية الإسلام والجهاد والقضايا الإسلامية إلا أن راية السلفية الجهادية لم تكن قد تبلورت بعد بهذا الوضوح الذي نعيشه إلا مع انطلاقة المرحلة الثانية على يد حركة طالبان التي استضافت رموز وقادة القاعدة. وبقطع النظر عن خلفية ما يروجه البعض من الجماعات والكتاب فيما يتعلق بالتوجه الجديد للسلفية الجهادية نحو العالمية فإن الإعلان المدوي عن تشكيل "الجبهة الإسلامية العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين" سنة 1998 كان له القول الفصل في: (1) إظهار الراية للأمة خاصة وأن الرايات الأخرى إما أنها تراجعت وإما أنها سقطت؛ (2) إعادة التأكيد على هوية أعداء الأمة ردا على من بات يعتبرهم أصدقاء أو حلفاء أو أمرا واقعا. وبالتالي تحديد وجهة الراية عبر الجمع بين اليهودية العالمية بما فيها إسرائيل والقوى الغربية الصليبية باعتبارها القوى الصائلة في بلاد المسلمين. أما خلفيات هذا التحديد فيقع في السياقات التالية: · الربط بين المساجد الثلاثة باعتبارها جزء من العقيدة والدين لا مجرد مباني خاصة. ولأن السلفية تعتبر المساجد الثلاثة منتهكة الحرمات ومدنسة خاصة مع وجود القوات الأجنبية في الجزيرة العربيةوما تراه السلفية موالاة الحكومة المحلية لها، فضلا عن الخطر المحدق في المسجد الأقصى فمن الأولى والأوجب النظر إليها قضية واحدة لا تتجزأ ولا يجوز تجزئتها. ولعل أهمية الربط تكمن فيما تحمله المساجد الثلاثة من رموز دينية وعقدية يمكن للأمة أن تجتمع عليها. · إن انهيار الخلافة وتقسيم الوطن العربي وتفتيت الأمة واغتصاب فلسطين وضياع العقيدة لم يكن بفعل الصهيونية وحدها بل بفعل تحالف عالمي معادي للأمة برمتها ولدينها وعقيدتها وطامع في ثرواتها ومهدد لمصيرها، وبالتالي فلا يمكن هزيمته إلا بتحالف إسلامي مضاد تشارك فيه كل الأمة وليس بعضها. على أن يتخذ صيغة جهادية لا صيغا سياسية أو إعلامية أو حزبية على شاكلة منظمة المؤتمر الإسلامي أو الجامعة العربية أو الوحدة الوطنية، فما من أحد يتحدث اليوم عما تسميه السلفية بدعوات جاهلية: "دعوها إنها منتنة". · إن نجاح التحالف العالمي باختراق الجدار الإسلامي وتهديده من الداخل هي حوادث استخدمت فيها القوة المسلحة الغاشمة والجبارة، ومقاتلته لا تكون إلا باستنفار الأمة وتجنيدها لمقاتلة العدو الصائل عبر إحياء وتفعيل فريضة الجهاد التي أصبحت فريضة متعينة وليست فريضة كفاية. · ضرورة إحداث التوازن[61] في المواجهة بين الغرب (الكافر) والإسلام (المؤمن) بحيث يتحقق مقصود الآية الكريمة:{إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ} (النساء، 104)، لذا فإن 11 سبتمبر جاءت لتؤكد على وجوب أن يألم العدو في دياره كما يألم المسلمون في ديارهم، أو بصيغة د. عبد الله النفيسي نقل المعركة من الأطراف إلى المركز[62]. لهذه الأسباب وغيرها تبدو الأمة بحاجة إلى راية تجتمع في ظلها بحيث تكون المعادلة أمة مقابل أمة وراية مقابل راية أو فسطاط إيمان مقابل فسطاط كفر على حد قول أسامة بن لادن[63] أو الظواهري في شريطه "حقائق الصراع بين الكفر والإيمان". لكن من الأهمية بمكان ملاحظة التطور المستمر في محتوى الراية لدى السلفية الجهادية، وفي هذا الإطار يمكن رصد أكثر من حدث يؤشر على تضخم مضطرد في "فسطاط الإيمان" نثبت منه ما يلي: 1) تَنَبُّه الجماعة الإسلامية المقاتلة في وقت مبكر، إلى ضرورة الانضواء تحت راية واحدة والحيلولة دون ظهور جماعات جهادية أخرى مستقلة، في ليبيا، خشية تشتت الجهد وضياع الراية[64]. لكن حين كانت الجماعة في أفغانستان لم ترغب في الاندماج بالقاعدة لا لموقف ممانع أو مشكك بل لخشيتها من تجمع المجاهدين في مكان واحد بحيث يسهل توجيه ضربات قاتلة لهم وهو ما أقر بصحته أبو مصعب السوري لاحقا في أعقاب الهجوم الأمريكي والمجزرة التي تعرض لها المجاهدون [65]خاصة في قلعة جاجي. 2) وفي هذا السياق بالذات من وحدانية الراية من الأهمية التوقف عند حالة الجزائر، فالجماعة السلفية للدعوة والقتال لم تندمج في تنظيم القاعدة كما يفهم من وسائل الإعلام أو الكثير من الكتاب، كما أنها لم تبدل اسمها باسم آخر ولو أنها أصدرت إشعارا بتغيير الاسم لاحقا على بيان البيعة[66]، بل أن ما جرى هو إعلان صارخ عن إنشاء قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي بهدف توحيد الراية في كافة المناطق المغاربية كبديل عن التشتت، لذا لا معنى لاستبدال الاسم خارج الدلالات التي يقع فيها، ولا معنى للاندماج خارج المقاصد التي يرمي إلى توضيحها والسعي إلى تحقيقها، وهو ما يؤكده بيان البيعة: "إن ضراوة الحرب، وقساوة الوضع وتكالب الأعداء على المسلمين وتحالفهم عليهم، وشدة بطشهم والتنكيل بهم يتطلب من المسلمين عموما والمجاهدين خصوصا أن يواجهوا التكتلات بالتكتلات, ويتصدوا للأحلاف بالأحلاف, ويقابلوا حشد القوة بحشد القوة ويكسروا الوحدة بالوحدة.فالولايات المتحدة الأمريكية لا يكسر شوكتها إلا الولايات المتحدة الإسلامية وأمّا التشرذم والتشتت والتفرقفإنه لا يهزم عدوا ولا يسترجع حقا ولا يردع ظالما ولا ينصر دينا ولا يرفع راية".[67] 3) من يراقب خطابات رموز السلفية الجهادية سيلاحظ بلا أدنى شك أن القاعدة لم تعد إلا واحدة من أدواتها الضاربة، وعلى هذا فليس صحيحا ما يشاع أن القاعدة تحتكر الجهاد وبالتالي تحتكر الراية. بل أن الجماعات السلفية الجهادية في العراق ليست لها أية علاقة تنظيمية بالقاعدة إلا في إطار دولة العراق الإسلامية وما تفرضه وحدة الراية وضرورات التنسيق الميداني فيما بينها، والأهم أن السلفية، بهذا المعنى، تكون قد تجاوزت مرحلة الراية التنظيمية نحو راية التوحيد، ومن يعتقد بخلاف ذلك فهو أبعد ما يكون عن فهم مقاصد خطابات السلفية التي لم يرد على لسان أي من رموزها ولا في نشراتها ما يدعو إلى الالتحاق بالقاعدة، ولنا في ذلك أكثر من مثال: · دعوة بن لادن والظواهري في أشرطة صوتية ومرئية إلى دعم المحاكم الإسلامية في الصومال والثناء عليها وهي ليست من القاعدة. · دعوات الظواهري المتكررة لأبناء الجماعات الإسلامية كي يقاتلوا تحت راية التوحيد إذا ما أخلت جماعاتهم بشروط الحاكمية وعقيدة الولاء والبراء وبالأهداف التي وجدت من أجلها، وليس مهما الانخراط في تنظيم القاعدة[68] طالما أن الراية هي راية التوحيد. وهذا يؤشر إلى حد كبير على أن خطابات الظواهري لا تتوجه إلى الجماعات الإسلامية بغرض إدانتها أو استقطابها نحو القاعدة أو التيار السلفي الجهادي بقدر ما هي دعوة أو نصح لتصحيح ما تعتبره انحرافات في عقائدها[69] خاصة وأن هذه الجماعات هي رصيد للحركة الجهادية العالمية وليست عدوا يراد له الهزيمة. · الجماعات المقاتلة في الشيشان وآسيا الوسطى وكشمير وأندونيسا والفلبين وفتح الإسلام وجيش الأمة وطالبان كلها تقاتل تحت راية التوحيد دون أن تكون لها أية روابط تنظيمية مع القاعدة، وليس أدل على ذلك من أن العمليات المسلحة لها تنفذ بمبادرة ذاتية منها دون أن تكون للقاعدة أية علاقة بها، وكذا جماعة أبو سياف في الفلبين التي تستنجد بالسلفية الجهادية باعتبارها تحمل نفس الراية وتسعى لتحقيق نفس الأهداف[70]. · رغم الاتصالات بين القاعدة وأبي مصعب الزرقاوي فلم تكن جماعة التوحيد والجهاد التي تأسست في وقت مبكر من احتلال العراق على صلة بتنظيم القاعدة، حتى أن بعض المراجع تشير إلى خلافات بين الزرقاوي وبن لادن نفسه لما كان الأول في أفغانستان فيما يتصل بالموقف من التحالف مع طالبان. وبعد ذلك أعلن الزرقاوي عن مبايعته لبن لادن بتاريخ 8/1/2004 وما تبعها من شريط للشيخ أسامة يثني عليه ويعلن تعيينه أميرا لـ "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"[71] ثم جرى الإعلان عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين (أكتوبر/تشرين الأول 2005). بل أن الأمر تطور ليصل إلى مرحلة حلف المطيبين (13/10/2006) ثم إعلان دولة العراق الإسلامية (15/10/2006) التي أصبحت تضم العديد من جماعات مجلس الشوري ومن بينها تنظيم القاعدة الذي اختفى ذكره في العراق لصالح دولة العراق الإسلامية التي تضم الآن عشرات الجماعات والتنظيمات السلفية الصغيرة منها والكبيرة. إلى هنا يمكن القول أنه بالإمكان الاختلاف مع السلفية الجهادية تحت سقف التوحيد، وهو اختلاف طبيعي بما أنه يعبر عن وجهات نظر واجتهادات شهدت عليها متون أبي مصعب السوري خاصة خلال المرحلة الثانية من الجهاد الأفغاني رغم ما أحدثته من أضرار، لكن ما هو موضع حظر مطلق عندها هو الاختلاف على التوحيد ذاته بوصفه تعبيرا عن الراية ومقصد المقاصد. فهنا تقف السلفية موقفا حازما، أيا تكن تداعياته، من كافة القوى والجماعات فيما يتعلق بقيادتها للراية[72] بوصفها راية الأمة وراية الجهاد العالمي التي لا يمكن التفريط بها أو وضعها بأيد غير أمينة. ففي مقابلته مع مركز اليقين الذي أنشئ حديثا يقول الشيخ عطية الله: "أن الحركة الجهادية العالمية والناصعة المنهج، التي أعبّر عنها كثيرا بـ "حركة الجهاد والتوحيد والسنة" ويعبّرون عنها بالحركة السلفية الجهادية، (هي) الحركة الجهادية المحققة للولاء والبراء، و(هي)التي يمكن ائتمانها فعلا على راية الجهادِ"[73]، أما، وبحسب سؤال مركز اليقين[74]،"ما هي الأيدي غير الأمينة هذه؟" فيستشهد الشيخ عطية الله بأقوال أبي عمر البغدادي في أحد خطاباته[75]: "أمة الإسلام، لقد عزمنا ألا نكرر المأساة وأن لا تضيع الثمرة، فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، لكن يبدو أنه آن الأوان للشيخ عطية الله كي يفصل ما كان البغدادي قد أشار إليه ضمنا ويضع فيه النقاط على الحروف بلا تحرج: · إنهم: " أناسٌ يريدون أن يقودوا الجهاد والحركة الجهادية، وأن يمسكوا بزمام الأمور وتكونبأيديهم الراية، لكن ليس عندهم المؤهلات لذلك، ونحن نعرف ذلك، والحركة الجهادية تعرف ذلك جيدا ... ؛ · أناس من داخل إطار ما يسمى المقاومة أو حتى إن سمّي جهاداً، طارؤون وجُدد على الجهاد وعلى طريق الجهاد، وعلى فقه الجهاد وعلى منهج الجهاد يفتقدون إلى الرسوخ، ومتقلبون، ولم يوضعوا على المحك الحقيقي ولم تنجبهم الأيام الصِعاب، بل أنجبتهم ظروف وأحوال أشبه ما تكون بـ "الاتفاقية" ... وُجـِـدوا فيها ووجدوا أنفسهم فيها قيادات، هؤلاء كيف يمكن للحركة الجهادية أن تأتمنهم على الراية!؟ · أناس من خارج المنظومة الجهادية أصلا (خارج عن كل ما يسمى جهاد وحتى مقاومة) ويريدون أيضا أن يقودوا الأمة ويقودوا الحركة الجهادية عن بُعدٍ ويفرضوا أنفسهم كقيادة لا يمكن تجاوزها"؛ وبأكثر صراحةً وحسما: "(1) لن تقبل الحركة الجهادية اليوم بعد هذا الوعي والنضج وهذه التجارب وهذه المعاناة، أن تسلّم القيادة للإخوان المسلمين أو مَن قاربهم وشابههم، هذا واضح، وأرجو أن تكون عبارتي واضحة لا تحتاج إلى كبير شرح وتحرير.!و (2) لن تقبل الحركة الجهادية أن تسلم القيادة لأناس أخلاط من الفكر الإخواني والبعثي والوطني والقومي وغيره، لم يُمحّصوا جيدا، ولم يحصل الوثوق بهم جيداً ... بل سقط بعضهم في امتحانات شهرية ونصفية..!و (3) لن تقبل الحركة الجهادية أن تسلم الراية لأناس يعيشون متنقلين بين أفخم الفنادق في دول الردّة مرضيّاً عنهم من حكومات تلك الدول، يعقدون المؤتمرات علنا عندهم، ويشاركون في اللقاءات والاجتماعات الطاغوتية ويُعانقون الطواغيت وأئمة المرتدين بالأحضان، ويقبّلونهم ويبشون في وجوههم بشاشة الأخ الودود، ويظهرون لهم المودة، ويُثنون عليهم وعلى جهودهم ويرجون فيهم الخيرَ، ويستنجدون بهم ويرونهم جزءاً من الحل، ويعتبرونهم إخوة...!"
__________________
![]() ![]() |
#32
|
|||
|
|||
![]() ثانيا: القيادة، مواصفات وشروط
لعل السلفية الجهادية يمكن أن تنجح أو تفشل في تحشيد الأمة من حولها، لكن القول بأنه يمكن القضاء عليها عبر القضاء على رموزها قتلا أو اعتقالا فهي مسألة أبعد ما تكون عن الحقيقة. فالأمة مقبلة على نمط جديد من التفكير والعمل غير مسبوق ولا مألوف، والثابت أن السلفية تجاوزت مرحلة التصفية أو الإبادة، ولو كان لمثل هذا الأمر أن يجدي لنجحت الولايات المتحدة فيه منذ غزت أفغانستان وأعملت قتلا في قيادات السلفية وكوادرها وعناصرها من شتى أنحاء العالم سواء كانوا من القاعدة أو من طالبان أو من أية جماعة أخرى تواجدت على الساحة الأفغانية أو الباكستانية. ونكاد نجزم أنه لو تعرضت دولة أو جماعة أو حزب لما تعرضت له السلفية الجهادية في أفغانستان أو الشيشان على يد الروس وما تتعرض له في العراق لما بقي لها أثرا يذكر. وعلى العكس من ذلك أعادت طالبان بناء قوتها ولملمة شتاتها وها هي تخوض حربا ضروسا ضد قوات حلف الأطلسي في أفغانستان، أما القاعدة فقد نجحت في فتح جبهات أخرى ودعمت قوى سلفية ضاربة في عدة بلدان إسلامية وظهرت دولة العراق الإسلامية ونشطت معها القوى السلفية الأخرى من أنصار السنة وجيش الراشدين وأبي بكر الصديق حتى عصائب العراق فضلا عن الكتائب السلفية الأخرى، واختفى رمز الجهاد العالمي ليزيد الطين بلة فاستقال مايكل شوير رئيس وحدة مطاردة بن لادن بعد أن فشل في القبض عليه أو تصفيته، وأقر أحدث التقارير الاستخبارية السرية للولايات المتحدة نقلا عن مجلة النيوزويك الأمريكية بأن القاعدة تضخمت وأنها غدت أقوى من أي وقت مضى منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وأنه من المستحيل القضاء عليها دون تعاون الحلفاء[76]! ترى ما هو السر في قوة السلفية الجهادية وقياداتها؟ فضلا عن وضوح خطاباتها فما من تميز للسلفية بأقوى من قدرتها على صنع القيادات وإنتاجها. فهي عملية معقدة لا يبلغها إلا من بلغها بشروط لا يمكن تجاوزها أو التهاون بها. بمعنى أن القائد لا تصنعه التعليمات ولا سنوات الخدمة ولا الترقيات المألوفة، فمن يصنعها إذن؟ i.العلم الشرعي لما يردد بن لادن القول: "لسنا جامدين ... سندور حيث تدور العقيدة"، فإننا نحملهذه العبارة على محمل الجد كونها "تعبر عن صميم عقل السلفية الجهادية وفلسفتها العقدية كمرجعية وحيدة ... ذلك أن التنظيم بنظر أتباعه عقيدة يدورون معها حيث تدور وليس بناء أيديولوجيا ولا أولوية ولا هدفا بحد ذاته ولا غاية مرجوة. فإذا ما قررت العقيدة، بنظر السلفية الجهادية، أن هذا خطأ أو صواب وذاك حلال أو حرام وهذا صديق وذاك عدو فلا مفر حينها من التسليم والدوران حيث تدور العقيدة وتقرر بعيدا عن أي تأثير تنظيمي أو تبعات سياسية"[77]. فالمعنى إذن يؤكد على أن سر السلفية الجهادية يكمن بالذات في الشريعة بوصفها المصدر الوحيد في: (1) الحكم على النوازل أو (2) توجيه السلوك العام والخاص أو (3) بيان الاحتياجات والمتطلبات أو (4) رسم السياسات و (5) وضع الخطط، و ... الخ وبمعنى من المعاني فالشريعة ومصادرها معطوفا عليها التجارب الإسلامية، بعرف السلفية الجهادية، ليست علوما للتلقين ولا ميدانا للفقه ولا مجرد أحكام مصفوفة ولا هي تخصصات علمية، وليست الغاية منها التمتع والوجاهة والتفاخر ولا وسيلة لتحصيل الوظيفة والمال والجاه والرفعة. بل هي مرجعية ومنهج حياة بديلا عن أية مصادر أو مرجعيات أخرى، وعليه فإن التحصن بالعلم الشرعي يغدو الشرط الأول والحاسم في العمل خاصة وأن "المجاهد هو أكثر من يحتاج إلى العلم من غيره وهو يخوض غمار الجهاد ٍالذي يستدعي منه أن يكون على بينة من هذا الأمر العظيم"[78] . فالأمن[79] والسياسة الشرعية والخطط العسكرية وتحديد مراحل النكاية والتمكين والأولويات أو فقه الجهاد وأحكامه وفقه الواقع وفقه التحييد وفقه المرحلة وفقه التزكية وطرق قتال العدو والتنبؤ بسقوطه أو نجاحه وضبط مواضع الخلل والقوة والضعف واتخاذ المواقف كلها وغيرها من القضايا يجري الاستدلال عليها أو الاسترشاد بها من خلال الشريعة والسنة النبوية وسلوك الصحابة وفتاوى العلماء والفقهاء وقادة الجيوش الإسلامية والتراث الإسلامي الجهادي[80] قبل الاستعانة بأية مصادر أخرى. لذا فما من نازلة أو حدث أو سلوك إلا ويخضع للحكم الشرعي الذي له وحده الحق في إجازته أو رفضه، ولا عبرة لأية مبررات تاريخية ولا لأية قيم أو مجاملات أو اعتبارات للمصداقية وغيرها ممن تصنف تحت قافلة "الهوى"، فلو سرقت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم لقطع محمدٌ يدها، ولو نكص بن لادن على عقبيه لنبذ غير مأسوف عليه[81]. قد يبدو هذا نوعا من الوصاية على الدين وكأن السلفية الجهادية باتت على حق وغيرها على باطل وهو ما ليس من الأطروحة السلفية بشيء، إذ أن الشريعة، بالنسبة إليها، فيها من السعة ما ليس في أية مرجعية أخرى، فهي الرصيد المعرفي الهائل الذي لا ينضب مع الزمان بخلاف أية مرجعيات أخرى لا تتعدى أعمارها، في أحسن الأحوال، بضعة عقود لا أكثر، وفيها من الأمن والأمان والسكينة ما لا يمكن للأيديولوجيا أن تحلم به، وفيها من المثل ما لا ينفع الاقتداء بغيرها، وفيها من التوجيه والإرشاد ما لم يقع الاستفادة منه سابقا بسبب تغييبها عن الأمة وواقعها، وفيها من القوة ما تستكين معه نفسية المجاهد، وفيها من الصرامة ما يكفي ليدمغ الحق فيها كل باطل فيزهقه، من هنا تأتي الحاجة إلى تعلم العلم الشرعي للعمل به. لذا فإن البيئة التربوية التي تنشأ فيها السلفية الجهادية هي على الأغلب بيئة المساجد وحلقات العلم والعلماء وبيئة الغرباء من كهوف وسراديب وصحاري وبيئة الثغور وساحات الجهاد وميادين القتال وليست بيئة سايكس – بيكو من القصور والفنادق والمؤتمرات والوزارات والسفارات والمكاتب المكيفة ووسائل الإعلام، ولا بيئة التنظيمات والأحزاب والأيديولوجيات ولا بيئة العلاقات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، وشتان بين البيئتين. كما أن للعلم الشرعي ميزة لا توفرها أية أيديولوجيا مهما بدت متماسكة، فالصحابة كان الواحد منهم يوصف وكأنه "قرآن يمشي على الأرض"، وهذا يؤشر على أن توجه السلفية نحو دراسة العلم الشرعي والنهل منه ما استطاعت إنما هو محاولة للتشبه بالصحابة، وقد يبدو الأمر نكتة بالنسبة للخصوم خاصة وأن لديهم الكثير من الردود على مثل هذه "الأحلام والغرور"، لكن لو رفعنا من مستوى التحليل والتفسير أكثر قليلا سيتبين لنا أن السلفية باشتراطها العلم الشرعي إنما تجعل من عناصرها مشاريع قيادة من العيار الثقيل، وفي هذه النقطة وأمثالها فليتنافس المتنافسون. فمن يخوض الجهاد عليه أن يفهم إلى أين يقود الأمة ولأية أهداف، وعليه أن يعرف كيف يخاطبها، وبأية أدلة يواجهها، وعليه أن يتحمل كامل المسؤولية أمام الله والناس. أما التلاعب بمصير الأمة وزجها في أتون حروب طاحنة لا فائدة ترجى منها أو تسويات ظالمة وخائبة أو تحالفات مشبوهة فهي من تداعيات الجهل في الدين وغياب المرجعية، والصدع بما فيها من حقوق هي ملك للأمة وليست ملكا لعالم أو فقيه أو محدث أو حاكم أو سياسي أو أية شخصية كانت. ومن الأهمية التنبيه إلى أن الأخذ بالعلم الشرعي لدى السلفية الجهادية يأتي على خلفية النقص الفادح في التكوين لدى الجهاديين من جهة ولترشيد فعاليات العمل الجهادي وبنائه من جهة أخرى على أسس شرعية واضحة. ففي مؤلفه الضخم يورد أبو مصعب السوري الكثير من الإشكالات التي عانى منها قادة الجهاد أمثال عبد الله عزام والظواهري وبن لادن وغيرهم من معتقدات جلبها معهم من التحق بصفوف المجاهدين خاصة من طلبة العلم الشرعي، ويعتقد صاحب "دعوة المقاومة" أن تصرفاتهم ألحقت ضررا بالغا في تقدم مسيرة الجهاد وعالميته ونفَّرت الكثير منه وتسببت بنزاعات قوية بين المجاهدين كونها انتشرت على مساحات واسعة من ساحات الجهاد. على أن هذا لا يعني إيصاد الأبواب أمام من يلتحق بالمجاهدين إن لم يكن متحصنا بالعلم الشرعي ولكنه في المقابل، وبعد التجارب المريرة، بات ملزما بتلقيه. أما على مستوى القيادات فما من سبيل للوصول إلى دفة القيادة في مراتبها الوسطى والعليا خاصة إلا بشروط حاسمة فيما يتعلق بالعلم الشرعي، ولقد لاحظنا في بيانات الرثاء وأشرطة الفيديو التي خصصت لأبي مصعب الزرقاوي حرصها على التذكير بأنه كان طالب علم مجتهد علاوة على كونه القائد العام، وكأن تعيين أبي مصعب أو قبول بيعته ما كان ليتم لولا علمه وصلاحه والثقة الكاملة فيه فضلا عن قدراته الميدانية وبلاؤه في المعارك وإلا ما استطاع قيادة الجماعة في العراق. كما أنه ما من سبيل لإعلان الجهاد في ساحة ما دون أن تكون النواة الأولى على دراية بالعلم الشرعي وإلا فلا داعي لإعلانه، هذا ما حصل بالنسبة لمجموعة تركستان الشرقية التي كان يقودها حسن معصوم قبل سقوطه في معركة مع القوات الباكستانية في وزيرستان سنة 2003. إذ يذكر أبو مصعب السوري أن حسن معصوم كان يخطط للعودة إلى تركستان والشروع بتعليم العلم الشرعي لنحو مائتي مجاهد قبل أن يعلن الجهاد على القوات الصينية التي تحتل البلاد[82] . بطبيعة الحال فالاستنتاج الحاسم يكمن في كون قادة الجماعات المسلحة للسلفية الجهادية لا يمكن إلا أن يكونوا على قدر كبير من العلم الشرعي، وبما أنهم خارج سايكس – بيكو فمن البديهي ألا يكونوا قادة أحزاب أو تنظيمات بقدر ما سيكونوا مجاهدين علماء، على أن هذا لا يعني أنهم من الراسخين في العلم، لكنهم ليسوا على جهل، وليس من الحكمة الاستهانة بقدراتهم العلمية وإلا لما استطاعوا أن يرفعوا راية ويعلنوا جهادا ويخوضوه ضد أعتى القوى العالمية ويدعون الأمة له لو لم يكن لديهم قدر كبير من العلوم الشرعية، هذا فضلا عن أن للسلفية الجهادية علماءها العاملين في شتى أنحاء العالم. إذن القيادة ليست مرتبة تنظيمية ولا سياسية ولا أخلاقية، وليست وليدة المصالح والأهواء ولا هي بالوراثة ولا التزكيات بل هي الضرورة الأولى من ضرورات أي مشروع جهادي خاصة وأن ساحات الجهاد تفتقد للعلماء المتخصصين المتفرّغينإلى حد كبير مما يجعل من العلم الشرعي الشرط الذي يحظى بالأولوية القصوى. ii. التمرس في ساحة الجهاد لم تكن هجمات 11 سبتمبر 2001 على أبراج التجارة الأمريكية لتحقق هدفا جوهريا وحاسما أفضل مما حققته في الصميم وهو تقديم قيادة للأمة[83] بمواصفات غير مسبوقة خاصة وأن الضربات نجحت في توجيه ما يسميه الشيخ أسامة بن لادن ضربة "حطمت هبل العصر"[84] بالإضافة إلى أهداف أخرى. فسلطان الأمة الذي اغتصبته سايكس – بيكو في غفلة من الأمة وضيعته يستوجب وجود قيادة موثوقة ومؤتمنة مهمتها استعادته حتى لو كلفها ذلك مهاجمة "أصنام العصر"، وحتى تظهر هذه القيادة وتحظى بقبول في الساحات الإسلامية كان عليها أن تفكر بهدف يلفت انتباه الأمة والعالم أجمع بأن الإسلام قادم وأن المسلمين عازمون على الاستمساك بـ"العروة الوثقى" وأن على "الغرب الصليبي الصهيوني الكافر" أن يفهم أن المعركة فتحت ومن أوسع الأبواب. هكذا قدمت القاعدة نفسها قائدة لحركة الجهاد العالمي الذي يؤمن بأن المقاتل العالمي [المشرك] الذي يصول ويجول في أنحاء العالم غازيا معتديا لا بد له أن يواجه بمقاتل إسلامي عالمي [موحد] وبذات المواصفات وفي عقر داره[85] . فالقتال بحسب شروط الخصم لم يعد متاحا ولا بد من نقل المعركة من الأطراف إلى المركز[86] لتصير المعادلة مخطوطة بحسب القسم الشهير للشيخ بن لادن أو د. الظواهري[87] . إذن أي نوع من القيادة نحن بصدد البحث عن مواصفاته؟ وما الذي تريده قيادة السلفية الجهادية المقاتلة بعد أن استتب لها الأمر؟ لعل أبا بكر ناجي هو من أكثر وأدق من أصل لمضمون القيادة وشروط تحققها في صفوف السلفية الجهادية خاصة في الفصل الثاني من مؤلفه العزيز على قلوب المجاهدين مثلما هو عزيز على قلوب وكالات الأمن الأمريكية التي قامت بترجمته وشرحه وتوزيعه على نطاق واسع لما اعتبرته أخطر المؤلفات. ففي الغرب يهتمون بالإدارة وليس بالقيادة المباشرة، وللإنصاف فإن كتابات الشيخ أبي بكر ناجي أثارت انتباه كل من قرأها، أما أفكاره عن مسألة القيادة وهو يعالجها من خلال ربطها بالإدارة ربطا مباشرا فهي أطرف ما قدمه مفكر إسلامي وجهادي في تاريخ الحركات الإسلامية وحتى الجماعات السياسية العلمانية، بل أن ميزة مؤلفه "إدارة التوحش" أنه المشروع الأول الذي تقدمه حركة جهادية للتنفيذ على الأرض. بالتأكيد يفرق "ناجي" بين القيادة (العسكريين) والإدارة (السياسيين) في مراحل النكاية والتمكين أو ما يسميه بإدارة مناطق التوحش، ويعتبر الأولى للثقاة فقط ولكنه لا يمانع في أن يكون كل قائد مديرا. لذا نراه ينطلق في بداية الفصل من قاعدة تقول: " [ ليس كل قائد مدير وليس كل مدير قائد ]، ولكنه يسعى إلى تحويلها لتصير [ كل قائد مدير وليس كل مدير قائد ]". وبطبيعة الحال هو يجتهد في ذلك بناء على تجارب الجماعات السابقة التي فشلت بفعل الاختراقات الأمنية أو السياسية وأحبط عملها وهو ما لا يريد للسلفية الجهادية أن تقع فيه[88] . من المألوف أن التيار السلفي بعرف السياسات الحكومية والأمن الدولي منبوذ، وقادته وعناصره مطلوبون لكافة القوى الدولية والمحلية، كما أنه مهيب الجانب من شتى الجماعات الإسلامية والعلمانية ومحارَب من طرف الكثير منها، وعليه فإن التفريط في المسائل الأمنية أو الإدارية أو العسكرية من شأنها أن تلحق أضرارا بالغة بالتيار وتوجهاته ورايته، وتبعا لذلك فهو تيار عامل تحت الأرض لا فوقها، وتيار خفي لكنه نشيط حتى في الجبهات المفتوحة، ولما تكون أهدافه تبلغ مصالح الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها وزيادة عليها "المستضعفين في الأرض"[89] وأعداؤه من نوع "هبل" و "اللات" و "العزى"، فمن المفترض أن نتوقع قيادات من نوع مختلف مقارنة بما سبق من نماذج عديدة سقط بعضها وتراجع آخر ودافع ثالث عن ثقافة التغيير السلمي ورابع أبدى استعداده للتفاوض حول ما يفترض أنها ثوابت بينما لا نجد مثل هذه التحولات لدى السلفية الجهادية منذ نشأتها قبل نحو عشرين عاما.
__________________
![]() ![]() |
#33
|
|||
|
|||
![]() باختصار، هل خصائص وأنماط القيادة التي تفرزها ثقافة التوحيد هي نفسها الخصائص والأنماط الكائنة في ثقافة سايكس – بيكو؟
في تحليله لمفهوم الدولة يقدم أبو بكر ناجي فكرة طريفة يرى فيها أن الدولة في العصر الحديث هي الدولة أينما تكون، لكن الفرق يكمن فيما تكتسبه الدولة من محتوى أيديولوجي، فإذا ما اكتسبت الدولة العربية أو الإسلامية ثقافة التوحيد وأنزلت الحاكمية منزلتها فلا غبار عليها، لذا فهو يعتقد أن الأحزاب العلمانية نجحت في السيطرة على الدولة فيما كان الإسلاميون يتناظرون في بنائها على الطريقة النبوية! أما السلفية الجهادية فهي مدعوة لتطبيقه على القيادة عبر فهم الفروق، ولأنها مسألة يصعب التثبت منها إلا من أصحاب الشأن فإن صراحة الشيخ عطية الله من جهة وصرامة أبو بكر ناجي تبقى هي المداخل الأكثر أهمية للفهم، ففي ضوء السؤال إياه، يقدم الشيخ عطية الله توصيفا للسلفية الجهادية، بوصفها اليد الأمينة على الراية، على النحو التالي: "عندما أقول "الحركة الجهادية" فإنني أعني بها: · الحركة الجهادية العالمية التي هي مشروع أمة الإسلام الكامل ... التي لا ترضى بأنصاف الحلول والتسويات، ولا تلتقي مع عدوّها الكافر في منتصف الطريق، ولا ترضى بالفتات!!؛ · حركة أخذت على عاتقها الإحاطة بهذا الدين من كل جوانبه بحسب الوسع والطاقة ... من مبادئها: ليس عندنا ما نخسره: نحن بين إحدى الحسنيين: نصرٍ أو شهادة؛ · حركة غاية الجهاد عندها ودافعه هي: أن تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدينُ كله لله، هذا هو المبدأ الأساسي والأكبر والمقصد الأعظم؛ · حركة لا تعترف إلا بشرعية ديننا وشريعتنا المطهرة ... كمرجعية مطلقة، لا بما يُسمّى اليوم بـ"الشرعية الدولية" وغيرها... ؛ · لا تعترف بسايكس بيكو والحدود التي صنعها ووضعها أعداء الأمة ومزقوها بها، ... · حركة عرفت عدوّها جيدا وعرفت أعداء الأمة ولم تعد منخدعة فيهم أو مغترّة بنفاقهم وألاعيبهم.. لا تسلم قيادتها إلا للأمناء على الدين فعلا ... إن راية الجهاد لابد أن تكون في أيد أمينة، يمكن ائتمانها على الجهاد ". إذن هذه القيادات لا يمكن أن تُصنع على عجل ولا أن تدفعها الظروف أو المصالح للظهور ولا هي قيادات ولدت بالترقيات ولا بالأقدميات ولا بالمصاهرات ولا هي من ذوي القربى ولا من المرضي عنها وليس أعضاؤها من سادات القبائل والعائلات ولا من ذوي الحسب والنسب وحواشي السلطة، إنها قيادات مرّستها ميادين الحركة من تنقلات أمنية خطرة ومهمات معقدة ومطاردات وتَخَفِّي وقتال شرس وخطوب ومحن قاسية واقتحام لأهداف من المفترض أنها مستحيلة حتى بعرف الحرب الباردة وليس بعرف سايكس – بيكو فحسب. ولعله من الإنصاف عدم المقارنة بين قيادات السلفية والقيادات الأخرى باعتبار أن لكل بيئة منتجاتها وللظروف أحكامها، ومع ذلك فإنه "حق للجميع أن يجاهد ويساهم، لكن حق أيضا لأمثال هؤلاء أن يعرفوا قدر أنفسهم"[90] . هنا بالضبط يتدخل أبو بكر ناجي ليكشف عن متلازمة العلم الشرعي، كي لا تنفلت الأمور من عقالها فيسقط القادة ويسقط معهم المشروع الجهادي برمته، مؤكدا على: · "أن يكون أغلب قادة الحركة الإسلامية قادة عسكريين أو عندهم قدرة على القتال في الصف على الأقل ... ؛ · خطورة ترك القرار السياسي بأيدي من لا يخوض المعارك العسكرية تحت أي حجة. (لذا يجب) أن يكون القرار السياسي صادرا من القائد العسكري، بل الإدارة السياسية كلها أو أغلبها ينبغي أن تكون من المقاتلين من مساعدي القادة العسكريين وجنودهم ... فالمعركة معركتهم قبل أن تكون معركة غيرهم؛
غير أن هذه الضوابط لا تعني أن للقيادة سطوة على ما دونها، فهي وإن كانت أبوابها مفتوحة إذا ما تحققت شروطها إلا أن للقواعد، التي من اللازم تنميتها وتوعيتها حتى تصل إلى مرحلة متقدمة من النضج والوعي والعلم الشرعي، حق المراقبة على أداء القيادات السياسية اعتمادا على مبدأ الثقة الذي تكون عناصره الحيوية "في عصرنا ... مبنية على معطيات ثابتة لقيادة تم اختبار صدقها عملياً وفي شتى الميادين"[92] ، فإذا ما ضعف هذا المبدأ، الذي تغذيه الأحكام الشرعية والثبات والصبر على البلاءات والمحن والإرادة والعزيمة وقبل كل شيء عقيدة الولاء والبراء وميادين المعارك والأمن، فمن شأن أي قرار سياسي كبير أن يحدث بلبلة وربما تفككا في الجماعة. وفي الحقيقة فإن الحديث عن الضعف صعب القبول بما أن المقصود هو اختبارات ثقة أو ما تسميه السلفية بـ "تجاوز العتبة أو القنطرة"، فمن قطع مراحل الاختبارات سيكون من شبه المستحيل عليه النكوص بالنظر إلى أن خياراته في التراجع تكاد تبلغ من النسبة المئوية صفرا أو أقل. لا شك أن اختبارات الثقة للقائد ليست من النوع التقليدي الذي يسود الجيوش وحركات التحرر، وكذا الأمر فيما يتعلق ببناء القيادات وصنعها، فهناك مثلا خصائص هامة جرى التعبير عنها في الكثير من المواضع منها تزكية بن لادن لبعض منفذي هجمات سبتمبر وهو يصفهم بالحياء وسمو الأخلاق والصبر والمواظبة على قيام الليل[93] وهي صفات ذكرت أخيرا بحق شهاب قدورة الملقب بـ "أبو هريرة" أحد قادة فتح الإسلام الذي سقط مؤخرا ورفضت قريته دفن جثمانه فيها فاستحق لقب الغريب كما استحقه غرباء العصر في شتى ميادين الجهاد. لكن ثمة خصيصة لا يمكن أن تفلت من ثقافة التوحيد وهي مسألة العزيمة والإرادة والهمة {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران 159) {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } (محمد21)، وهنا يمكن أن يتساءل المراقب وهو بأقصى حالات الاندهاش: ما الذي يجعل رجلا مثل أبي مصعب الزرقاوي يقطع آلاف الأميال من هيرات بأفغانستان إلى العراق متجهما كل المخاطر سعيا لمقاتلة دولة تفر منها الدول وجبابرة العصر!؟ وما الذي يدفع التسعة عشر لفعل ما فعلوه لو لم يكونوا يتسموا فعلا بالعزم والتصميم وعلو الهمة؟ بل ما الذي يجعل بن لادن يترك الدنيا وراءه بملايينها وزخرفها مفضلا عليها البرد والقيظ وحياة الكهوف والمعاناة؟ وفي الواقع فإن هذا هو حال الملا محمد عمر وداد الله والظواهري وأبو مصعب السوري والجزائري وأبو أنس الشامي وأبو حفص المصري وسيف العدل وسليمان أبو غيث وعبد الهادي العراقي ومصطفى أبو اليزيد وأبو يحيى الليبي وأبو الليث الليبي وعطية الله وحسن معصوم وجمعه باي وخالد الشيخ ومحمد عطا وعبد العزيز المقرن ويوسف العييري وأبو الوليد الغامدي وحامد الجبوري وأبو حمزة المهاجر وأبو عمر البغدادي وشاكر العبسي وأبو سياف وجمال أبو سمهدانة وغيرهم الكثير. في ساحة العراق تواجه السلفية الجهادية جبهة من الأعداء يصعب تصورها، ومع ذلك يصول مقاتلوها ويجولون ويبذلون جهودا جبارة للإفلات من العملاء والأعداء من أجل أن ينجحوا بزراعة عبوة ناسفة[94] ، ويضطرون إلى خوض المعارك وحدهم في الكثير من المناطق كما يحدث في ديالى، فأي عزيمة وإرادة يتحلى بها هؤلاء؟ ليقدروا على الجهاد ومواجهة شظف الحياة ومعاناتها وتربص الجيوش الغازية بهم ومطاردة الخونة والعملاء لهم؟ والطريف حقا لا يكمن في عزيمتهم بل في نفاذ صبر القادة العسكريين الأمريكيين مما يواجهونه من هؤلاء المقاتلين. فإذا كان من المثير أن يكرر الأمريكيون على الدوام، رغم الضربات الموجعة التي يتلقونها، عزمهم على تحقيق النصر في العراق فإنه لمن المدهش والمعجز حقا أن يعلن المجاهدون عن تصميمهم على بلوغ ما يرونه أقصى درجات التوحيد. أيضا لوحظت الكثير من وسائل اختبارات الثقة منها عمليات ذبح للأسرى أو ممن أدينوا بالخيانة ومعاونة المحتل وأعوانه، ففي الأشرطة التي بثتها بعض الجماعات الإسلامية خاصة جماعة التوحيد والجهاد التي أسسها وقادها الزرقاوي كان اللافت للانتباه فيها وجود فريق كامل يحيط بالضحية أحدهما يلقي بيانا واثنين أو ثلاثة يقومون بالحراسة ومراقبة المشهد وآخر مهمته التصوير الفيديوي، ولو أن الغاية من بث الشرائط المروعة هو إرهاب الأعداء إلا أنها لا تخلو من كونها آليات اختبار للتمرس على الشدة والغلظة مما يبعث على الاعتقاد بأن الفريق قد يتغير بفريق آخر. ومن الأساليب أيضا التدريب في ساحات القتال، فقد غلب على بعض عمليات القاعدة في الجزائر خاصة تلك التي استهدفت سبعة مراكز للشرطة في ولاية تيزي أوزو موقعة بعض الخسائر كما لو أنها أقرب إلى العمليات الاستطلاعية والتدريبية من كونها عمليات هجومية يقصد منها إيقاع الخسائر، أما في العراق فقد أعلن البغدادي أمير دولة العراق الإسلامية في خطاب صريح "عن تخريج أكبر دفعة فيتاريخ العراق لضباط الجهاد فيسبيل الله وبدرجة العالمية العليا"[95] مبينا أن"الدراسة متواصلة بلا انقطاع صيفا وشتاء،ليلا ونهارا"، ولسنا ندري ولا نجد تفسيرا كيف يكون في العراق متسعا من الوقت والمكان لدراسة وتدريب على هذا النحو الرفيع فيما البلاد تشهد حربا طاحنة منذ خمس سنوات لا مثيل لها في أي بلد آخر. ولعل الأقرب إلى المنطق أن يكون هؤلاء قد تمرسوا في الميدان على مختلف الأسلحة والوسائل القتالية وفي مختلف الظروف الجوية[96] إلى جانب اتباع أساليب التكيف مع الواقع بالإضافة إلى الدورات التعليمية والتدريبية المكثفة والمتتالية والمعتمدة على الاختبارات الميدانية. إلى هنا يمكن أن نختم هذا المحور بالسؤال التالي: إذا كان القادة السياسيون ملزمين "لتجاوز العتبة" بأن يكونوا على علم شرعي ومن المتمرسين في ميادين القتال ومن أصحاب العزيمة، فهل من شروط لتجاوز العتبة، غير الصدع بالحق، لدى مشايخ وعلماء السلفية الجهادية ممن يعيشون حياتهم المدنية؟ سؤال للبحث. خلاصة القول هذه بعض أهم ملامح أطروحات السلفية الجهاديةكما بدت للباحث، وبالتأكيد هناك الكثير من الأطروحات التي ينبغي التوقف عندها وبيان مضامينها كمسائل التكفير والفتنة والجهاد ومراحل النكاية والتمكين والعلم والمعاملات وفقه الحرب والتحييد وغيرها ممن لم يتم بحثها حتى الآن من قبل الأكاديميين، والإشكال واقع حكما في التوصيفات قبل التعرض لها بالدرس والتحليل والنقد الذي لو اضطلع به باحثون غير شرعيين لكانت النتائج أفضل والصورة أكثر وضوحا خاصة وأن المسائل الشرعية قلّ من يفهمها من العامة وحتى من الباحثين. وقبل أن نختم يستحسن تثبيت بعض الإشكالات التي تواجه الخصوم وتنفع في البحث عن أجوبة لها: 1) لا شك أن المتابع للشأن السلفي سيلاحظ أن الإشكال الذي بات يواجه الخصوم لم يعد ينحصر في دخول السلفية فيما تسميه مراحل النكاية في بعض الجبهات المفتوحة كالعراق وأفغانستان والشيشان والصومال ... إنما حقا في تضخم تيار الجهاد العالمي الذي بلغت امتداداته شتى أصقاع الأرض حتى ولج في رحم الحياة الاجتماعية وبات يتربص بالفرد والجماعة على السواء. ولعل هذا الأمر هو ما يخيف الخصوم ليس فقط خارجيا بل محليا. والإشكال الأهم في السياق أن الانتشار الحاصل هو انتشار أفقي، أي غير تنظيمي. وهذا يؤشر على أن الانتشار على الطريقة السلفية الجهادية ليس مرتبطا بآلية نشوء التنظيمات التقليدية القائمة على التمويل وتلقي الدعم السياسي والغطاء الأمني من أية جهة سياسية كما هو حال نشأة الأحزاب وحركات التحرر الوطني التي كانت تحتاج إلى حوار إقليمي أو دولي يؤمن لها الظهور والاستمرارية. 2) والإشكالالثاني، هو عبثية السعي الحثيث لشخصنة التيار السلفي الجهادي وحصره في القاعدة كمرحلة أولى، ومن ثم شخصنة القاعدة وبعدها شخصنة دولة العراق الإسلامية وصولا إلى تفكيك كل جماعة جهادية من خلال رد نشأتها إلى رموزها وضربها ببعضها البعض كمدخل لتفكيك الجماعة، لكن الذين يحاولون إظهار القاعدة وكأنها تنظيم الظواهري هم أنفسهم الذين عارضوا بن لادن والزرقاوي والمهاجر والبغدادي، وهم أنفسهم الذين عارضوا طالبان، وهم أنفسهم الذين عارضوا العبسي وأبو سياف وخطاب، وهم أنفسهم الذين سيعارضون كل جماعة جهادية أو مقاومة حتى لو كانت وطنية، وهم أنفسهم الذين قدموا العمل السياسي وراهنوا عليه على حساب الجهاد، وهم أنفسهم الذين غرقوا في الشخصنة حتى شخصنوا معهم كبريات القضايا الوطنية والإسلامية، فلم تعد عقلياتهم تتسع لغير التنظيم أو لأكثر من كونهم "شخصيات تاريخية" فيه، بل أن عقلياتهم تحجرت لدرجة أنهم لم يعد بمقدورهم أن يتصوروا عقلا وشرعا وجودهم خارج التنظيم، حتى باتوا كالسمك إذا خرج من الماء هلك. هؤلاء، بنمطية التفكير لديهم،خفي عنهم ملاحظة أن القاعدة جماعة تحمل راية وليست راية، هذه الميزة التي تفصل بين الجماعة والراية فصلا تاما هي الحصن الحصين الذي يجعل من القاعدة تيارا عقديا غير قابل للشخصنة مما يمنحها امتدادات شعبية في شتى أصقاع الأرض، ولو كانت راية التوحيد راية تنظيمية، كما هو الشأن لدى الحركات الإسلامية عامة، لما تجاوزت القاعدة حدود نشأتها، وهذا هو سر انتشارها كفكرة وليس كتنظيم، وهو جوهر المشكلة مع كافة القوى والخصوم لأنها تيار عقدي غير قابل للشخصنة، لذا نؤكد ثانية على أن المشكلة ليست في احتكار القاعدة للجهاد ولا في احتكارها للراية،بدليل أن البداية كانت مع الجهاد الأفغاني ثم تطورت نحو الأفغان العرب ثم القاعدة ثم التيار السلفي بكل أدواته الضاربة، وها نحن نشهد دولة العراق الإسلامية وما بات يتجه نحو حركة الجهاد العالمي في مناطق كثيرة من العالم الإسلامي، لذا فالتفكير في القاعدة وكأنها الوصية على الراية أو الجهاد العالمي هو تفكير عبثي أو مغرض كالشخصنة تماما ليس وراءهمن هدف سوى الطعن بالحركة الجهادية العالمية لا أكثر ولا أقل عبر حصرها في تنظيم القاعدة، وتأسيسا على ذلك فإذا ما اختفت القاعدة أو اضمحل نشاطها وذكرها فلأن الأمر وارد ولم يعد يعني الشيء الكثير، وحتى اختفاء رموزها وقادتها لن يغير في الأمر شيء[97] بما أن الحديث الآن عن الراية تجاوز مرحلة التنظيم بالكامل ليغدو حديثا وفعلا عن راية أمة قد يكون للقاعدة السبق في رفعها والتعبير عنها ولكنها بالتأكيد ليست ملكها ولا هي سعت لاحتكارها ولا يحق لها ذلك، وليس أدل على ذلك من ظهور جماعات ضاربة ذات طابع سلفي جهادي ولكنها ليست فرعا من القاعدة ولا من غيرها. 3) أما الإشكال الثالث فواقع في تصريحات الشيخ عطية الله، فقد لا يهتم لها البعض من الجماعات الإسلامية أو ممن "يستحسنون المد في اللحايا ويشرِّعون الجَزْر في العقيدة والتوحيد"، ولكنها بالتأكيد ستلقي بظلالها على جماعة الإخوان المسلمين التي حددها بالاسم كجماعة، من بين جماعات أخرى، غير مؤتمنة على قضايا الأمة والحركة الجهادية العالمية، وهو تصريح غير مسبوق بهذه الصراحة والوضوح، والأكيد أن الجماعة تشعر بأن السلفية الجهادية إن لم تكن قد سحبت البساط من تحت أقدامها فهي على الأقل تزاحمها وتخوض معها صراعا أيديولوجيا وسياسيا مكشوفا جرى التعبير عنه بوضوح وعديد المرات من قبل د. أيمن الظواهري وأبي يحيى الليبي[98] وقادة دولة العراق الإسلامية وغيرهم من رموز السلفية على خلفية اتهام الجماعة بالنكوص عن مبادئها وأهدافها[99] فضلا عن أنها متهمة "بالعمل على تعميم الإرجاء على أوسع نطاق"[100] . وإذا كانت السلفية تقرر أنها لا يمكن أن تسلم القيادة والراية للإخوان المسلمين فهذا يعني أضعف الإيمان، ولكن في معنى آخر قد يشي القرار بأنها لن تغفر للجماعة ما فعلته وتفعله بها في أفغانستان والعراق والجزائر أيا كانت المبررات. 4) ويبقى الإشكال الرابع فيما تكشفه التصريحات الأمريكية للقادة العسكريين، فهؤلاء، سواء صدقوا أو راوغوا، إلا أنهم يقرون ميدانيا أنهم يواجهون خصما عنيدا بلا رحمة ولا يمنحهم أية فرصة للقتال على طريقتهم ووفقا لما تعلموه في كلياتهم الحربية، فهم مصممون على المواجهة والصمود والتحدي مثلما هم مصممون على القتال حتى الموت، وهي حالة فريدة لم يسبق للأمريكيين وغيرهم أن خبروها في أي مكان آخر لا في فيتنام ولا في كوريا ولا في أوروبا. ربما في هذه صدقوا ولكنهم في مسألة الانسحاب مراوغون بلا شك حتى وإن كان القرار السياسي متعلقا بتوصياتهم.
__________________
![]() ![]() |
#34
|
|||
|
|||
![]() قائمة الحواشي والهوامش 1) في دراستين سابقتين للباحث ثمة محاولة استكشافية في المحاور الأولى لبعض الأفكار الهامة لدى التيار الجهادي. العالمي، وينصح بالعودة إلى: (1) رحلة في صميم عقل السلفية الجهادية – صحيفة القدس العربي، أربع حلقات ابتداء من 28 – 31 /9/2006 و (2) الصين تحت مجهر السلفية الجهادية – صحيفة الوقت البحرينية، العدد 322 - 326، خمس حلقات ابتداء من 7/1/2007. 2) كالهدنة التي عرضها بن لادن على العالم الغربي والتي وردت في شريط فيديو بتاريخ 17 أو 18 /2/2006، أو دعوة أبو عمر البغدادي (أمير دولة العراق الإسلامية) للقوات الأمريكية وحلفائها إلى الانسحاب أفرادا دون معداتهم وأسلحتهم الثقيلة من البلاد في خطابه "وقل جاء الحق وزهق الباطل"، تسجيل صوتي 22 / 12 / 2006. 3) أحد الباحثين الإسلاميين ممن يهتمون بمعالجة المفاهيم والمصطلحات الشائعة يتساءلون عن ماهية الأمة كمفهوم متداول، لكنه ليس معروفا حتى الآن محتواه، ويرى أن "الأمة" من أكثر المفاهيم التي "تعرضت للتخريب والتدمير منذ قرنين من الزمن (حتى)أصبحنا لا ندري من نحن هل نحن ننتمي إلى أمة واحدة أم أمتين أم أمم شتى؟ وهل نحن امة عربية أم أمة إسلامية؟ وهل نحن قوميون أم إسلاميون؟ وهل نحن اشتراكيون أم رأسماليون أم ليبراليون؟ وهل نحن مسلمون أم علمانيون؟ أم هل نحن خليط من كل هؤلاء؟". راجع مقالة: محمد أسعد بيوض التميمي: "مفاهيمنا ومُصطلحاتنا: مفهوم الأمة والهوية". على موقع مفكرة الإسلام: http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=50417. 5) في هذا السياق يمكن المقارنة بمواقف رموز السلفية الجهادية وقادة تنظيم القاعدة عبر عشرات الإصدارات والكتابات ابتداء من أسامة بن لادن وانتهاء بأبي عمر البغدادي وخاصة أشرطة الظواهري وما تحتويه من مواقف شرعية تجاه الأحداث. 6) شريط "العلم للعمل"، وهو الشريط الذي بثته القاعدة بمناسبة الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عبر مؤسسة السحاب بتاريخ 7/9/2006. واشتهر بـ "شريط التوثيق لأحداث سبتمبر". 7) في هذه النقطة بالذات يقرر مفكر جهادي بارز ما يلي: " إن لم نكن أشداء في جهادنا وتملكتنا الرخاوة كان ذلك عاملاً رئيسيًّا في فقدان عنصر البأس الذي هو من أعمدة أمة الرسالة ، فإن الأمة ذات البأس هي الأمة التي تستطيع أن تحافظ على ما تكتسبه من مواقع ، وهي الأمة التي تخوض الأهوال وهي ثابتة ثبات الجبال وهذه المعاني فقدناها في هذا الزمن "، أبو بكر ناجي، إدارة التوحش، ص 31. 8) كثيرة هي الشواهد على السلوك النبوي في التعامل بشدة مع الأعداء، وكنموذج أوسع يمكن الاستفادة من كتب فقه الجهاد التي جمع مصادرها الشيخ حسين بن محمود، فضلا عن رده على الشيخ سلمان العودة في رسالة هذا الأخير بعنوان: "سلمان العودة يوجه رسالة إلى أسامة بن لادن" في 15 / 9 / 2007، ردا على كلمته في الذكرى السادسة لهجمات 11 سبتمبر 2001. بخصوص خبر رسالة "العودة" فيمكن مراجعة موقع الإسلام اليوم على الرابط: http://www.alekhlaas.net/forum/showthread.php?t=82622 10) لأبي بكر ناجي رأي لافت ومثير في الوقت نفسه فيما يتعلق بهذه النقطة، إذ يقول في "إدارته": " على فرض أننا نحتاج لمعركتنا الطويلة حتى تنتهي كما نريد - بإذن الله - نصف مليون مجاهد - افتراضاً - فإن إمكانية ضم هذا العدد من أمة المليار أسهل من ضمهم من شباب الحركة الإسلامية الملوث بشبهات مشايخ السوء ، فشباب الأمة على ما فيهم من معاصٍ أقرب للفطرة , وخبرات العقود السابقة أثبتت لنا ذلك ، أما الأحداث الأخيرة فقد وضح للجميع أن العامي بفطرته تفاعل معها أفضل بمراحل من قَعَدَة الجماعات الإسلامية الذين سلموا دينهم لأحبار ورهبان السوء". نفس المصدر السابق، ص 21. 11) ثمة مقالة تجتهد في بيان بعض الفروق بين مفهومي الجهاد والمقاومة، إذ يشير كاتبها إلى: " إن معظم الثورات المُسلحة والبنادق المُقاتلة تتحكم بهاوتُوجهها إما عقائد دينية أو أيديولوجيات سياسية لها أهداف يسعى أصحابها إلى إنجازهابالقوة وهُم يُنظرون لهذه الأهداف وكيفية تحقيقها مُستخدمين بتنظيراتهم مفاهيمومصطلحات تعبر عن مضمون عقيدتهم وأيدلوجيتهم التي يحملونها ...فكلأيدلوجية سياسية أو عقيدة دينية لها مُصطلحاتها ومفاهيمها الخاصة التي تعبر عن منظومتها الفكرية، ومن خلال هذه المفاهيم والمصطلحات نستطيع بسهولة تحديد ماهية هذهالعقيدة إن كانت دينية أو أيديولوجية سياسية"، مقالة: محمد أسعد بيوض التميمي، "في فقه المعركة: جهاد في سبيل الله وليس ونضال ومقاومة"، http://islamouna.info/dnn/MemberDetails.aspx?Id=35. 12) يمكن المقارنة، كمثال، مع "سلمان العودة يوجه رسالة إلى أسامة بن لادن"، مع ملاحظة نبذ الرسالة للجهاد وتحميل المجاهدين مسؤولية الحروب الدائرة والفتك بالشباب وزجهم بالسجون وتضرر الدعوة ومطاردة العمل الخيري والدعاة مقابل غياب ملفت لأي نقد للقوى المعادية كما لو أنها بريئة مما يجري في العراق وغيره، مصدر سابق. 13) لاحظ الحسم الذي يصر عليه "ناجي" في المسألة: " لا يمكن أن يستمر القتال وينتقل من مرحلة إلى أخرى إلا إذا كانت مرحلة البداية فيه مرحلة إثخان في العدو وتشريد به، بل يحتاج لهذه الشدة في المراحل الأخرى في كثير من الأحيان"، راجع: أبو بكر ناجي، إدارة التوحش، مصدر سابق، ص 31. ويمكن ملاحظة التطبيقات في هذا السياق في ضوء الإعلان عن دولة العراق الإسلامية التي جاءت كمحصلة لما سبقها من مرحلة النكاية حيث الإثخان والبأس ولكن دون أن يعني هذا أن المرحلة اكتملت. 14) هذه بعض الاتهامات التي وجهها الظواهري لحركة حماس فيما عرف بـ "خطاب النعي" حين قال: "يؤسفني أن أواجه الأمة المسلمة بالحقيقة فأقول لها:عظم الله أجرك في قيادةحماس "، وقد وردت نفس المآخذ على حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين وفروعها الدولية في أشرطة أخرى، ومبدئيا يمكن مراجعة: د. أيمن الظواهري، "فلسطين شأننا وشأن كل مسلم"، شريط مرئي، مؤسسة السحاب، 12/3/2007. وكذا فعلت دولة العراق الإسلامية فيما يتعلق بالحزب الإسلامي في العراق كما فعل أبو عمر البغدادي في خطابه الصوتي "وقل جاء الحق وزهق الباطل"، (مصدر سابق)، ثم في خطابه الأعنف "ويمكرون ويمكر الله"، وكذا أبو حمزة المهاجر في خطابه "قل موتوا بغيظكم" وهو يتهم الحزب الإسلامي بالردة ويصف جماعة الإخوان المسلمين بذات "التاريخ النكد" في العالم الإسلامي ويتهمها بتعميم مذهب الإرجاء، مصدرين سيرد ذكرهما لاحقا. وكذا أبو حمزة المهاجر في خطابه "قل موتوا بغيظكم" وهو يتهم الحزب الإسلامي بالردة ويصف جماعة الإخوان المسلمين بذات "التاريخ النكد" في العالم الإسلامي ويتهمها بتعميم مذهب الإرجاء، مصدر سيرد ذكره لاحقا. 15) يمكن العودة في هذا السياق إلى خطاب القاضي الشرعي لدولة العراق الإسلامية أبو سليمان العتيبي في شريطه المرئي الأول بعنوان: "لماذا نجاهد؟"، 12/4/2007. 16) في السياق يمكن الإشارة إلى بيان دولة العراق الإسلامية الذي يسهب في بيان الاختلاف بين المنظومتين. راجع: " دولة العراق الإسلامية - بين الانحرافاتالمنهجية والثوابت الجهادية"، مركز الفجر، 8-27-2007. 17) ثمة ردود عديدة وردت على ألسنة رموز القاعدة والسلفية الجهادية من بينها ما ورد على لسان الشيخ أسامة بن لادن في مقابلته المرئية مع الصحفي تيسير علوني في أفغانستان ( أكتوبر عام 2001) والتي لم تنشرها قناة الجزيرة. 18) الشيخ عطية الله، لقاء خاص مع مركز اليقين، وبحسب المركز فقد [أنجز اللقاء عبر المراسلة في العشر الأواخر من جمادى الأولى 1428هـ/يونيو2007م]. وكذلك يمكن مطالعة قصيدة الشيخ حامد العلي عن "أشباح الانترنت" على موقعه: .http://www.h-alali.info/q_open.php?id=6dc55ba4-543f-102a-b164-0010dc91cf69 19) يرجع البعض فهم ظاهرة التيار التكفيري إلى بعض طلبة العلم والمجاهدين ممن أخذتهم العصبية في السلفية وكأنها مذهبا وليس منهجا، ومثل هؤلاء تسببوا بأذى بالغ للجهاد والمجاهدين وحتى على مستوى الأمة، ويذكر السوري قولا لأحدهم يصفه بأعجب ما سمعه: "إن الجهاد يجب أن يكون سلفي الراية, وأن تكون قيادته سلفية التركيب, وأحكامه سلفية المنهج, وأن يكون كل شيء بالدليل.. ولو قبلنا أن يجاهد معنا من ليس سلفيا فمن باب الحاجة, ولكن ليس لهم أن يكون لهم من القيادة شيء وإنما نقودهم مثل البقر لأداء فريضة الجهاد!!". وردت لدى: أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، ص 952. 20) أبو بكر ناجي، إدارة التوحش، مرجع سابق، ص 21. 21) أبو حمزة المهاجر، تسجيل صوتي بعنوان: "قل موتوا بغيظكم "، 5/5/2007. 22) أغلب التيارات الإسلامية لها رؤى مناقضة لما تراه السلفية الجهادية، إذ تعتبره تيارات أخرى كمن يسمون بالمدخلية والجامية وأصحاب الإرجاء ولي أمر . أما السرورية مثلا فتعتقد في الحاكم كل شيء إلا أن يكفر.فهذا عندهم ضيق النطاق جدا. 23) أفضل مقارنة مع شريط أبي يحيى الليبي الموجه إلى السلطات السعودية ومفتى المملكة عبد العزيز آل الشيخ، والشريط بعنوان: "توحيد آل سعود وتوحيد الحق"، جمادى الأولى 1428 - أيار /مايو2007. 24) كلمة د. عبدالله فهد النفيسي، ندوة بعنوان: "أثر التحولات العالمية والإقليمية على مواقف التيارات الإسلامية في منطقة الخليج"، قناة الجزيرة ، 25/6/2006. وردت مقتطفات منها في شريط د. أيمن الظواهري بعنوان: "نصيحة مشفق"، مؤسسة السحاب، 5/7/2007. 25) د. أكرم حجازي، تاريخية البرجوازية العربية – مجرد بروليتاريا. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات ( محكمة ) / رام الله– فلسطين / العدد الثامن، تشرين أول – أكتوبر 2006م، ص 297 - 303. 26) نفس المرجع، ص 303. 27) نفس المرجع، ص306. 28) نفس المرجع، ص303. 29) يرد الظواهري على من طالب الدول العربية بنصرة العراق فيقول: "هذه الدول لا نصرت عربا ولا عجما ولو كانت تريد نصرة عرب العراق لنصرتهم قبل الغزووأثناءه"، د. أيمن الظواهري، "دروس وعبر وأحداث عظام في سنة 1427هـ"، شريط مرئي، مؤسسة السحاب، 1428هـ. 30) في جامعة عربية يهدد أحد المسؤولين الإداريين فيها وبعض حواشيه رئيس الجامعة قائلا: إذا كان يعتقد أن وراءه فخامة الرئيس فنحن وراءنا أمريكا! 31) لاحظ تصريح وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان والذي دعا المعارضة السورية إلى الاستعانة في الغرب لإسقاط النظام السياسي في سوريا أسوة بما فعله هو وحلفائه في لبنان من إجبار سوريا على الانسحاب من لبنان تحت الضغط الدولي وإلا فلن ينجحوا، كما يمكن ملاحظة التهديد الأمريكي بقطع المساعدات عن مصر إذا لم تفرج عن سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون والذي اتهم بالاتصال بجهات أجنبية وإلحاق الضرر في الأمن القومي المصري. هذا فضلا عن دور المعارضة العراقية في تسليم البلاد للقوات الأمريكية وتحطيمها بالكامل بحجة الخلاص من نظام صدام حسين. 32) أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، مصدر سابق، ص 1190 33) ربما يمكن إسقاطها في السياق رمزيا، لكن في معناها الأصلي فهي: "الولاء الكامل الذي لا ينقض والنصرة التامّة، فدمي دمُك وهدمي هدمُك". 34) د. أيمن الظواهري، المعادلة الصحيحة، مصدر سابق. 35) د. أيمن الظواهري، "دروس وعبر وأحداث عظام في سنة 1427هـ"، مصدر سابق. 36) من حقها أن تصدر الجماعة الإسلامية في مصر (24/ 5/ 2007)بيانا بعنوان: " فتح الإسلام..أم تدمير الأوطان" تعقب فيه على الوضع في نهر البارد بين جماعة فتح الإسلام والجيش اللبناني، لكن من المدهش حقا أن يبرئ البيان الجيش والدولة لا ليدين فتح الإسلام فقط مقدما إياهم قتلة وقطاع طرق بل ليدين السلاح الفلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا وكأن الفلسطينيين بؤر توتر حيثما حلوا وأنهم دائما ما لا يحترمون مضيفيهم! http://www.egyig.com/Public/articles/announce/6/80033469.shtml. 37) شريط أبي يحيى الليبي: "توحيد آل سعود وتوحيد الحق"،مصدر سابق. 38) مهدي عاكف، منتدى حوار موقع الـ BBC " مرشد جماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف يرد على أسئلتكم "، شباط / فبراير 2007. وردا على سؤال لأحد الزوار: "ما هو موقف جماعة الإخوان المسلمين من تنظيم القاعدة و هل هو موجود حقا؟"، فأجابه المرشد العام بما يلي: "أنا شخصيا لا اعتقد أن هناك "تنظيم القاعدة"، إنما هو فكر منحرف يسري بين شباب الأمة بتحريض من العدو الصهيوني والأمريكي وتصرفاته ضد العرب والمسلمين. كما أن هذا الفكر ظهر نتيجة التصرفات التي يقوم بها هذا العدو ضد العرب والمسلمين. ليس غريبا أن تروج أمريكا والصهاينة هذا الفكر لأن كليهما لا يريدان لأحد أن يسمع عن الإسلام الصحيح والمعتدل أكثر من سماعه عن الإسلام الدموي. بل أن الإسلام الصحيح يحارب في مصر ومعظم الدول العربية والإسلامية". http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/talking_point/newsid_6370000/6370217.stm. 39) شريط أبي يحيى الليبي: "توحيد آل سعود وتوحيد الحق"،مصدر سابق. وكذلك: - أبو مصعب السوري (عمر عبد الحكيم): "قراءة وتعليق على رسائل وبيانات الشيخ أسامة بن لادن و الدكتور سعد الفقيه إلى الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وعلماء بلاد الحرمين"، سلسلة قضايا الظاهرين على الحق (5)،مركز الغرباء للدراسات الإسلامية والإعلام، بدون تاريخ. الهروب إلى العمومات: "هو فَنُّ المشايخ الذي يتقنونه بعد إتقانهم فنَّ الشِّعارات، وإلا فأين هي أبحاثُ المشايخ التي تبينُ حكمَ الله في الأممِ المتحدةِ وميثاقها والشرعيّةِ الدوليّةِ ؟ وحكمَ الله في نظامِ الجنسيّةِ وترسيمِ الحدودِ والوطنية؟ ما حكمُ الله المفصّل في كلِّ هذه الأمورِ وغيرها مما تهرّبَ من الحديث عنها المشايخ؟ وكذلك ماذا قال الله في علاجِ ما ينتجُ عن هذه الأمور من أحكام ؟". أبو بكر ناجي، فتنة المصطلحات.. المصلحة والمفسدة نموذجاً، إدارة التوحش، ص 106. 40) الهروب إلى العمومات: "هو فَنُّ المشايخ الذي يتقنونه بعد إتقانهم فنَّ الشِّعارات، وإلا فأين هي أبحاثُ المشايخ التي تبينُ حكمَ الله في الأممِ المتحدةِ وميثاقها والشرعيّةِ الدوليّةِ ؟ وحكمَ الله في نظامِ الجنسيّةِ وترسيمِ الحدودِ والوطنية؟ ما حكمُ الله المفصّل في كلِّ هذه الأمورِ وغيرها مما تهرّبَ من الحديث عنها المشايخ؟ وكذلك ماذا قال الله في علاجِ ما ينتجُ عن هذه الأمور من أحكام ؟". أبو بكر ناجي، فتنة المصطلحات.. المصلحة والمفسدة نموذجاً، إدارة التوحش، ص 106. 41) شريط أبي يحيى الليبي: "توحيد آل سعود وتوحيد الحق"،مصدر سابق. 42) محمد اسعد بيوض التميمي، الوسطيون المحرفون لدين الله والحرب عى الإسلام؟؟ والوسطية في القرآن الكريم، 14/6/2007. موقع الكاتب: http://www.grenc.com/a/mTamimi/show_Myarticle.cfm?id=7432. والطريف في أمر هذا المفهوم أن تعميمه يشبه تعميم مفهوم "الأصولية" أو "التطرف"، ولكنه أكثر خطورة، إذ القول بالإسلام الوسطي يعني إسباغ الشرعية المفاهيمية على مقولات من نوع إسلام متطرف وإسلام ليبيرالي وإسلام عميل وهكذا، وجعل الإسلام عبارة عن مراتب ودرجات بعضها محمود وبعضها الآخر مذموم، فبأية صيغة يكون الدين عند الله الإسلام؟ ففي الماضي كان الإشكال في العالم الإسلامي يمس الفرق الضالة والمنحرفة ولم يكن يمس الإسلام مطلقا، أما في عصرنا الراهن فالتوصيفات تنسحب على الإسلام بوصفه عقيدة أو ديانة منحرفة تدعو إلى القتل والعنف، حتى بات من يتحرج من الاتهامات يجاهر بالزعم أنه من أصحاب الإسلام الوسطي وكأن الإسلام بالنسبة له بات تهمة ينبغي الهروب منها عبر مسميات أخرى ليست، بشكل أو بآخر، سوى إقرار بالمثالب التي يُرمى بها من القوى المعادية. وفي مقالة أخرى للكاتب سبقت الإشارة إليها يشن "التميمي" هجوما شرسا على الشيخ يوسف القرضاوي بوصفه إماما لما يسمى بالوسطية قائلا ( مع بعض التصرف): " سمعت الشيخ القرضاوي في حفل تنصيبه إماما (للوسطية) انه يُريد أن يجمع ويُوحد الأمة بشتى اتجاهاتها من (إسلاميين ويساريين ووطنيين وقوميين وليبراليين وجميع أصحاب الأيديولوجيات), فلا ادري كيف اعتبر هؤلاء من (أمة واحدة) ... فأي أمة التي تجمع هؤلاء أصحاب الأيدلوجيات المتناقضة؟ هل هي الأمة العربية أم الأمة الإسلامية؟ ... فكل فئة من هذه الفئات تشكل أمة وحدها, وقال أنه يُريد أن يأخذ من كل فئة أحسن ما لديها وحتى من الديانات الأخرى ليُكّون (الأمة الوسط) ذات الدين الوسطي الذي يدعو إليه والقائم على تحريف معنى الوسطية التي أرادها الله، وهذه الأمة التي يدعو لها لا يُمكن أن تكون الأمة التي أرادها الله سبحانه وتعالى ... إن كثيرا من هذه الفئات تكفر بالله ولا تعبده وتعتبر الإسلام أفيون ورجعية وتخلف وظلامية يجب القضاء عليه ... فكيف يريد القرضاوي أن يكون إماما لهذه الأمم؟ أم انه يؤمن بوحدة الأديان والأيديولوجيات والعقائد والشرائع والمناهج؟"، راجع مقالته: "مفاهيمنا ومصطلحاتنا: مفهوم الأمة والهوية"، مرجع سابق.
__________________
![]() ![]() |
#35
|
|||
|
|||
![]() 1) من المثير حقا أن تصدر مقالة تعتبر تحالف بعض أجنحة الإخوان المسلمين مع الأمريكيين في أفغانستان وخاصة العراق أو مع الأنظمة القمعية في الجزائر مجرد اجتهادات قد تصيب أو تخطئ! راجع، كمثال، مقالة: أسامة البغدادي، "حرب القاعدة على الإخوان ..العراق أنموذجا"، مع ملاحظة أن ذات المقالة جرى الترويج لها على نطاق واسع كما لو أنها حظيت بمباركة رسمية.
2) أبو محمد المقدسي،إعداد القادة الفوارس بهجر فساد المدارس، موقع منبر التوحيد والجهاد: http://www.tawhed.ws. 3) أسامة بن لادن، شريط "العلم للعمل"، مرجع سابق. 4) لاحظ مدى تذمر أبو مصعب السوري من موقف طلبة العلم وتعصبهم في أفغانستان. 5) الشيخ بكر عبد الله أبو زيد، حلية طالب العلم، ص 42، http://saaid.net/Warathah/bkar/index.htm. 6) أسامة بن لادن، شرح حديث كعب بن مالك، شريط مرئي، مؤسسة السحاب. 7) أَثر عن الإمام أحمد بن حنبل وعبد الله بن المبارك، كما ورد في الفتاوى 28 / 442 لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، قولهما: "إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغور فإن الحق معهم" لأن الله يقول: }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا{(الغنكبوت 69). وحتى هذا القول المأثور ثمة من ينقضه بحجة أن أهل الثغور ليسوا معصومين رغم أن أحدا لم يقل بهذا. 8) عابد بن عبدالله البغدادي (أبو حارثة)، المجاهدون في العراق والشرك المميت، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، الإصدار الأول: سلسلة ...نصيحة الجهاد إلى من نحسبهم خير العباد – صفر 1428. وفيه "دعوة إلى علمائنا ومشايخنا بأن يأخذوا الحذر في سماعهم لأخبار الجهاد والمجاهدين في العراق ، فالمنافقون وأصحاب الحظوظ والأهواء لا يجدون صعوبة في الوصول إليكم ، وإسماعكم أخبارا كاذبة عن المجاهدين وخلافاتهم ، كذبا تارة وتهويلا تارة أخرى بغية إبعادكم عن دوركم في نصرة المجاهدين هناك أو دفعكم للوقوف إلى جانب فصيل ضد آخر، فالحصول على المعلومات الصحيحة عن مجريات الأحداث هناك ليس صعبا إذا توخيتم اختيار الأشخاص الثقات من الذين ينقلون لكم الأخبار بأمانة وصدق وإخلاص". 9) أبو حمزة المهاجر، شريط مرئي موجه إلى علماء الأمة يدعوهم فيه إلى الالتحاق بساحات الجهاد وعدم التخلي عن المجاهدين. وكذا تأكيد الدعوة مؤخرا من الشيخ أبو الليث الليبي في مقابلته المرئية مع مؤسسة السحاب، 27/4/2007 الموافق ربيع الآخر 1428هـ. 10) "وجه الدكتور يوسف القرضاوي دعوة لشباب ومجاهدي تنظيم القاعدة بالخروج من سراديبهم ليتناقش معهم ومناظرتهم، ودعاهم لمجالسة العلماء ومخالطة الناس. ووصف مجاهدي القاعدة بأنهم "شبابا مفتونين" ودعاهم، (من على قناة الجزيرة) - تعليقا له على تفجيرات الجزائر أن يثوبوا إلى رشدهم، ويراجعوا فهمهم المغلوط، ويخرجوا من سراديبهم المظلمة، ويجالسوا العلماء ويناقشوهم، ويدَعوا فكر الخوارج الذي استباح دماء المسلمين"، وفي الواقع فقد أثارت الدعوة استهجانا وردود فعل سلبية بالنظر إلى لا معقولية الدعوة لدرجة أن أحد الكتاب وجه دعوى للقرضاوي، لا تخلو من سخرية، قائلا له: "دعوة للدكتور القرضاوي: أخرج من قصورك لمناقشة القاعدة في سراديبهم"، راجع مقالة الكاتب: عبد الإله حيدر الشائع على مدونته: 11) قارن مع بيوض التميمي، "مفاهيمنا ومصطلحاتنا: مفهوم الأمة والهوية"، مرجع سابق. 12) يفضل العودة إلى أبي بكر ناجي في تأصيله لقيام الدول وكيف فشلت الجماعات الإسلامية التي يسمها بـ "جماعات كف الأيدي" عن الأخذ بالسنن الكونية محتجين بأن الدولة يجب أن تبنى على الطريقة النبوية، ولهذا فقد أضاعوا فرصا كثيرة "وما زال أهل الإسلام يتناظرون ويتشاجرون حول الطّريقة المثلى لإقامة الدّولة الإسلاميّة ؟!! وكلّ المتناظرين يزعمون أنّ دليلهم فيما يقولون من إقامة الدّولة الإسلاميّة مشتقّ من الطّريقة النّبويّة ... ومازال الكثير من أهل الدين يجمع الناس ليحدّثهم عن الطريقة المُثلى في إسقاط الطواغيت، أو الطريقة المثلى في إحياء دولة الخلافة". أنظر مقالة: أبو بكر ناجي، "السنن الكونية بين الأخيار والأغيار"، إدارة التوحش، ص 97. 13) لاحظ خطاب الظواهري (المعادلة الصحيحة، مصدر سابق) وهو ينتقد الأحزاب العلمانية التي حشرت نفسها في أطر ضيقة بديلا عن العقيدة وكذا بعض القوى الإسلامية التي انضوت في إطار الجماعات والهيئات والمؤسسات الإسلامية فصارت عبئا عليها وكبلتها بقيودها. 14) من المحبذ العودة إلى: بيوض التميمي، "مفاهيمنا ومصطلحاتنا: مفهوم الأمة والهوية"، مرجع سابق. 15) يصف عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية المجاهدين في العراق بأنهم ممن قال الله فيهم: {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} (النساء 76)، ولمن يذهب إلى العراق يخاطبهم بالقول: "تلقفتكم أيدي الظالمين والمجرمين فجعلوكم دروعا أمامهم ليكون الضرب والقتل عليكم وهم آمنون مطمئنون" مضيفا: " أتجاهد مع قوم لا تربطك بهم أي رابطة لا عقديا ولا فكريا ولا سلوكيا؟". تسجيل صوتي لوقائع خطبة جمعة ألقيت بتاريخ 12 / 6 / 1428 هـ في جامع الأمير تركي بن عبدالله، على موقع البث الإسلامي: 16) تصريحات علي عبدالله صالح التي وصف فيها بن لادن والظواهري بأنهما "عملاء للاستعمار والصهيونية العالمية وأنا أشك وأستغربكيف لم تتمكن المخابرات الدولية من القبض على هؤلاء العملاء حتى الآن"، وتأتي هذه التصريحات في أعقاب ما عرف بتفجيرات مأرب في 4/7/2007 بواسطة سيارة مفخخة استهدفت بانفجارها 13 سائحا إسبانيا قتل منهم سبعة واثنين من الأدلاء اليمنيين، صحف ووكالات. 17) الأمير نايف بن عبد العزيز (وزير الداخلية السعودي)، صحيفة الشرق الأوسط السعودية بتاريخ21 / 9 / 2006 في العدد 10159. 18) يمكن المقارنة في السياق بفتاوى على النقيض تماما من فتوى عبد العزيز آل الشيخ، ففي 6/11/2004 وجه 26 عالما سعوديا بيان النصرة الشهير لأهل السنة في العراق، وفيه فتاوى تشرع لحق الشعب العراقي في المقاومة واعتباره في حالة جهاد الصائل، ويدعو الأمة إلى نصرتهم. على موقع إسلام أن لاين http://www.islamonline.net/arabic/news/2004-11/26/article06.shtml. ولقي البيان دعما مماثلا من 26 عالما يمنيا في 26/11/2004. وكذا بيان العلماء الـ 13 بتاريخ 18 نيسان / أفريل 2007حمل اسم "نداء للمجاهدين في العراق" في أعقاب تفجر الخلاف بين دولة العراق الإسلامية والجيش الإسلامي. 19) "غزوة نيويورك: أسباب ودوافع"، شريط مرئي، مؤسسة الصوارم، 17-9-2007. 20) عبدالله النفيسي، أحداث سبتمبر والهزة التاريخية في الفكر الأوروبي والأمريكي، مجلة العصر الإلكترونية، 10/9/2006. على الشبكة:http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=8200. 21) قَسَم الشيخ بن لادن ورد في شريط مرئي (7/10/2001) إثر هجمات سبتمبر 2001 قبيل الهجوم الأمريكي على أفغانستان. 22) أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة ... ، ص 867. 23) أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة ... ، ص 834. 24) بيان الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال بعنوان: " إشعار بتغيير التَسْمِيَة" بتاريخ 24 /1 / 2007. 25) نص بيان البيعة على موقع الجماعة بعنوان: "بيان وبشرى بانضمام ومبايعة الجماعة السلفية للدعوة والقتال"بتاريخ 13 / 9 / 2006. 26) في شريطه المرئي "دروس وعبر وأحداث عظام في سنة 1427هـ"، مصدر سابق، علق الظواهري على وضعية مقاتلي حركة فتح داعيا إياهم إلى العودة الإسلام قائلا: "أنا لاأدعوهم لِينضموا لحماس ولا لحركة الجهاد ولا للقاعدة ولكني أدعوهم للعودة إلى لإسلاملكييقاتلوا من أجل إقامة دولة الإسلامية على كل فلسطين وليس من أجل إقامة دولة علمانيةترضى عنهاأمريكا على فتات من فلسطين"، وفيما نعلم أنها المرة الأولى والوحيدة التي خاطب فيها الظواهري مقاتلي فتح مباشرة، والمرة الأولى التي يدعو فيها مسؤول بارز في القاعدة جماعات أو تنظيمات أخرى إلى القتال تحت راية التوحيد ولأهداف إسلامية دون أن يكون هناك ضرورة للالتحاق بالقاعدة. 27) د. أيمن الظواهري، نصيحة مشفق، شريط مرئي، مؤسسة السحاب، 5/7/2007. 28) تقرير عن الحركة الإسلامية في جنوب الفلبين بعنوان: "أسود الفلبين: إنهم قادمون"، مركز مورو الإعلامي، 15/8/2007. لعله الشريط المرئي الأول الذي يعرف بجماعة أبي سياف، وأطرف ما فيه أنه يطالب بأن يعامل المجاهدون في الفلبين، من حيث الدعم المطلوب، أسوة بالمجاهدين في أفغانستان وغيرها باعتبارهم يتبنون نفس المنهج ويرفعون نفس الأهداف. 29) أسامة بن لادن، (تعيين الزرقاوي أميرا لقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين)، شريط مرئي، مؤسسة السحاب، تشرين أول/أكتوبر 2004. 30) ليس فقط الشيخ عطية الله بل هجمة د. أيمن الظواهري في أحد خطاباته والذي رد فيه بشدة على ما اعتبرهم "فقهاء التسول" ممن يزعمون، بحسب رأيه، حقهم في قيادة الأمة، فنراه يقول: "كيف يمكن أن يقود جهاد الأمة من يبيح لحكام مصر قتل المجاهدين والصلح مع إسرائيل؟ ومن يبيح للمسلمين القتال في الجيش الأمريكي ضد إخوانهم في أفغانستان؟ أو من يفتي المسلمات في فرنسا بوجوب خلع حجابهن طاعةً لحكومتها العلمانية المحاربة للإسلام؟ أو من يفتي المسلمين في بريطانيا بوجوب طاعة إليزابيث رئيسة كنيسة انجلترا؟ كل هؤلاء وأمثالهم لا يمكن أن يرتفعوا لمرتبة القيادة، لأنهم سقطوا في حضيض التسول". فـ "أي دين هذا؟ أي خلق هذا؟ أي شرف هذا؟ بل أي سقوط هذا؟"، للتحقق يفضل العودة إلى شريطه المرئي: "حقائق الصراع بين الكفر والإيمان"، 23/12/2006. 31) الشيخ عطية الله، لقاء معمركز اليقين،مصدر سابق. 32) سؤال مركز اليقين هو: "هل تتصور أن هذا التعارض أو الاختلاف في خطط ومناهج الجماعات المختلفة لانتشال العالم الإسلامي من وضعه الحالي قد يدفع إخوة الأمس للتصادم من أجل الإمساك بزمام القيادة وفرض كل لرؤيته ومخططه؟"، مصدر سابق. 33) أبو عمر البغدادي (أمير دولة العراق الإسلامية)، "حصاد السنين بدولة الموحدين"، شريط صوتي، مؤسسة الفرقان، 17/4/2007. 34) صحف ووكالات 13 / 7 / 2007. 35) د. أكرم حجازي، "الصين تحت مجهر السلفية الجهادية"، مرجع سابق. 36) أبو حارثة … ، المجاهدون في العراق والشرك المميت، مصدر سابق. 37) لعل أكثر ما يلفت الانتباه ذاك الجهد الجبار الذي تبذله جماعات أو أفراد في استخراج المادة الأمنية، مثلا، من مصادر التشريع والتراث والسنة النبوية ووقائع الغزوات والفتوحات وطرق تحرك بعض الصحابة واقتراحاتهم في كيفية اختراق صفوف العدو. والحديث في هذا السياق يجري عن موسوعات متخصصة وتجميع للخبرات بصورة غير مسبوقة مقارنة بالجماعات الإسلامية التقليدية والحركات الثورية العربية وغير العربية. 38) الشيخ عطية الله في لقاء مركز اليقين وهو يتحدث عن أن: "الحركة الجهادية تراكمت لديها خبرات وتجارب وصارت لها مكتبة عامرة بالفقه والحكمة"، مصدر سابق. 39) في الحقيقة فإن أكثر ما يتميز به أنصار السلفية الجهادية في المنتديات تمسكهم في العلم الشرعي حين يضطرون للرد على الخصوم من التيارات الأخرى، فأيا كانت الحادثة سياسية أو عسكرية أو أمنية أو اقتصادية أو حتى نصح وإرشاد فإن أية محاججة سيكون مصيرها الفشل إن لم تستند في أدلتها وبراهينها إلى ميزان الشرع، وحتى في الخلافات العاصفة بين السلفية الجهادية وأقرانها من الجماعات الأخرى والتي وصلت في بعض الأحايين إلى صدامات مسلحة ظلت الخطابات تحتج بالموقف الشرعي أكثر من احتجاجها بأية مواقف سياسية أو ظروف أو مصالح. 40) أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية… ، ص 827. 41) فؤاد حسين، الزرقاوي: الجيل الثاني للقاعدة، دار الخيال، ط1، 2005، بيروت لبنان. 42) أسامة بن لادن، شريط العلم للعمل. مصدر سابق. 43) د. أكرم حجازي، رحلة في صميم عقل السلفية الجهادية، مرجع سابق. 44) عبدالله النفيسي، أحداث سبتمبر والهزة التاريخية في الفكر الأوروبي والأمريكي، مرجع سابق. 45) قَسَم الشيخ بن لادن ورد في شريط مرئي (7/10/2001) إثر هجمات سبتمبر، مصدر سابق، وهذا نصه: " أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمنقبل أن نعيشه واقعا في فلسطين وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد صلىالله عليه وسلم"، وهو ما عبر عنه الظواهري في شريطه المرئي "المعادلة الصحيحة" وهو يخاطب الأمريكيين: "الأمن قسمة مشتركة ... إذا أمنا فقد تأمنون وإذا سلمنا فقد تسلمون وإذا ضُربنا وقتلنا فحتما بإذن الله ستُضرَبون وتُقتَلون. هذه هي المعادلة الصحيحة فحاولوا أن تفهموها إن كنم تفهمون"، مصدر سابق. 46) بالإضافة للمصدر إياه "إدارة التوحش" يفضل الاطلاع على مقالته المعنونة بـ: "الخيانة أخس صفقة في التاريخ". وفي الحقيقة فإن كتابات أبو بكر ناجي لا يمكن أخذها مستقلة عن بعضها، فهي تشكل كتلة واحدة متراصة حتى ولو ظهرت في سلسلة من المقالات. 47) هذا التعبير أدخله الظواهري إلى الخطاب السلفي ليغدو من مشمولات أدبيات الجهاد العالمي، في الشريط المرئي الذي أصدرته مؤسسة السحاب تعقيبا من الظواهري على الحرب الإسرائيلية على لبنان، مؤسسة السحاب، 26/8/2006. 48) الشيخ عطية الله، لقاء مركز اليقين، مصدر سابق. 49) أبو بكر ناجي، إدارة التوحش، مصدر سابق، ص 37. 50) نفس المصدر، ص 40. 51) في الحقيقة الأشرطة كثيرة التي تصدرها القاعدة عبر مؤسسة السحاب وتزكي فيها شهداءها نذكر منها شريط العلم للعمل وريح الجنة1 وقوافل الشهداء وبدر الرياض وغيرها. 52) أبو حسين المهاجر، الانتصار لأهل التوحيد،27 ذي القعدة سنة 1427هـ. وتجدر الإشارة أن البحث يتضمن تحليلا عميقا لأحوال المجاهدين والصعوبات التي تعترضهم في عملياتهم القتالية خاصة ما يتعلق بدور بعض الأحياء والعشائر وحتى بعض القوى السنية الإسلامية التي تنشط ضد المقاتلين بالتعاون مع القوات الأمريكية والحكومية. 53) أبو عمر البغدادي، خطاب صوتي بعنوان: "حصاد السنين بدولة الموحدين"، 17 / 4 / 2007. 54) لمزيد من الاطلاع يمكن العودة إلى: د. أكرم حجازي، "هل يطفئ خطاب البغدادي نار الفتنة؟ المجتمع والعالمية والدولة (1)"، 18 / 4 / 2007. كذلك مشاهد الشريط الذي بثته مؤسسة الفرقان (30/5/2007) عن تأسيس دولة العراق الإسلامية لـ "كتائب الحراري" حيث ظهر من تحليل الشريط أنه صور وأنجز بينما كان المنفذون يتدربون على مهاجمة المدرعات الأمريكية. راجع مقالة الباحث بعنوان: "بيانات وتقارير عن أسلحة فتاكة بيد المجاهدين"، 8/7/2007، مدونة الكاتب: 55) كان لافتا للانتباه رد الشيخ بن لادن في خطاب الرثاء على تصريحات وتحليلات تنبأت بأفول عهد القاعدة في العراق إثر اغتيال أبو مصعب الزرقاوي، ففي شريط الرثاء الصوتي نصح بن لادن الرئيس الأميركي جورج بوش بعدم "الإكثار من الفرح" مشيرا أن "الراية لم تسقط وإنما انتقلت من أسد إلى أسد من أسود الإسلام"، وردت في تسجيل صوتي لبن لادن في 30/6/2006. 56) أبو يحيى الليبي، " فلسطين صيحة نذير وصرخة تحذير "، مؤسسة السحاب، ربيع الثاني 1428هـ الموافق29-4-2007م. 57) راجع كنموذج مقالة د. عصام العريان حول مراجعات الإخوان: "عشر سنوات على مبادرة وقف العنف: العودة إلى منهج الإخوان"، مجلة المجتمع الكويتية، العدد 1760، 14/7/2007. 58) أبو حمزة المهاجر، خطاب صوتي بعنوان: "قل موتوا بغيظكم"، مصدر سابق.
__________________
![]() ![]() |
#36
|
|||
|
|||
![]() قائمة المصادر والمراجع أولا: المصادر الشرعية · القرآن الكريم 1) (لقمان: 13) 2) (الأنفال: 24، 67، 10) 3) (العنكبوت: 6،69) 4) (الكهف: 29) 5) (الفتح: 29). 6) (التوبة: 73، 105). 7) (الإسراء: 5) 8) (آل عمران: 126،159). 9) (البقرة: 194، 256) 10) (محمد: 21) 11) (النساء: 76، 104) · الحديث الشريف 12) "إذا تبايعتم بالعينة، وتبعتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذُلاًّ لا يرفعه عنكم حتى تعودوا إلى دينكم"؟ 13) [ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ ]، ]حديث نبوي صحيح[. ثانيا: الشرائط المرئية والصوتية 14) الشيخ أبو حمزة المهاجر، "قل موتوا بغيظكم"، تسجيل صوتي، مؤسسة الفرقان، 5/5/2007. 15) الشيخ أبو حمزة المهاجر، "نداء إلى علماء الأمة"، شريط مرئي. 16) الشيخ أبو سليمان العتيبي القاضي الشرعي لدولة العراق الإسلامية، "لماذا نجاهد؟"، شريط مرئي، مؤسسة الفرقان، 12/4/2007. 17) الشيخ أبو عمر البغدادي (أمير دولة العراق الإسلامية)، "حصاد السنين بدولة الموحدين"، شريط صوتي، مؤسسة الفرقان، 17/4/2007. 18) الشيخ أبو عمر البغدادي (أمير دولة العراق الإسلامية)، "وقل جاء الحق وزهق الباطل"، مؤسسة الفرقان، تسجيل صوتي 22 / 12 / 2006. 19) أبو عمر البغدادي (أمير دولة العراق الإسلامية)، "ويمكرون ويمكر الله"، مؤسسة الفرقان، تسجيل صوتي 14 / 9 / 2007. 20) الشيخ أبو الليث الليبي، مقابلة مرئية، مؤسسة السحاب، 27/4/2007 الموافق ربيع الآخر 1428هـ. 21) الشيخ أبو يحيى الليبي، "توحيد آل سعود وتوحيد الحق"،شريط مرئي، مؤسسة السحاب، جمادى الأولى 1428 - أيار /مايو2007. 22) أبو يحيى الليبي، " فلسطين صيحة نذير وصرخة تحذير"، مؤسسة السحاب، ربيع الثاني 1428هـ الموافق29-4-2007م. 23) الشيخ أسامة بن لادن، (تعيين الزرقاوي أميرا لقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين)، شريط مرئي، مؤسسة السحاب، تشرين أول/أكتوبر 2004. 24) الشيخ أسامة بن لادن، شرح حديث كعب بن مالك، شريط مرئي، مؤسسة السحاب. 25) الشيخ أسامة بن لادن، عرض الهدنة، شريط مرئي، مؤسسة السحاب، بتاريخ 17 أو 18 /2/2006. 26) الشيخ أسامة بن لادن، "العلم للعمل- الجزء الثاني "، شريط مرئي، وهو الشريط الذي بثته القاعدة بمناسبة الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عبر مؤسسة السحاب، 7/9/2006. واشتهر بـ "شريط التوثيق لأحداث سبتمبر". 27) الشيخ أسامة بن لادن "رثاء أبو مصعب الزرقاوي"، تسجيل صوتي، مؤسسة السحاب، 30/6/2006. 28) الشيخ أسامة بن لادن، شريط (القسم) مرئي، مؤسسة السحاب، (7/10/2001. 29) الشيخ أسامة بن لادن، مقابلة مع الصحفي تيسير علوني في أفغانستان ( أكتوبر عام 2001) والتي لم تنشرها قناة الجزيرة. 30) الشيخ د. أيمن الظواهري، "الحرب على لبنان" شريط مرئي ، مؤسسة السحاب، 26/8/2006. 31) الشيخ د. أيمن الظواهري "حقائق الصراع بين الكفر والإيمان"، مؤسسة السحاب، شريط مرئي، 23/12/2006. 32) الشيخ د. أيمن الظواهري، "دروس وعبر وأحداث عظام في سنة 1427هـ"، شريط مرئي، مؤسسة السحاب، 1428هـ. 33) الشيخ د. أيمن الظواهري، المعادلة الصحيحة، شريط مرئي، مؤسسة السحاب، 23 / 1 / 2007. 34) الشيخ د. أيمن الظواهري، نصيحة مشفق، مقابلة مرئية، مؤسسة السحاب، 5/7/2007. 35) الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية، تسجيل صوتي لخطبة جمعة، جامع الأمير تركي بن عبدالله، 12/6/1428 هـ، على موقع البث الإسلامي: http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38624. 36)تقرير عن الحركة الإسلامية في جنوب الفلبين مقابلات مع أبي سياف: "أسود الفلبين: إنهم قادمون"، مركز مورو الإعلامي، 15/8/2007. 37)د. عبدالله فهد النفيسي، ندوة بعنوان: "أثر التحولات العالمية والإقليمية على مواقف التيارات الإسلامية في منطقة الخليج"، قناة الجزيرة ، 25/6/2006. 38) "كتائب الحراري"، شريط مرئي، مؤسسة الفرقان، 30/5/2007. 39) "غزوة نيويورك: أسباب ودوافع"، شريط مرئي، مؤسسة التنظيم، 17-9-2007.ثالثا: البيانات 39) بيان الجماعة الإسلامية في مصر، "فتح الإسلام..أم تدمير الأوطان"، (24/ 5/ 2007)، على موقع الجماعة:http://www.egyig.com/Public/articles/announce/6/80033469.shtml. 40) بيان انضمام الجماعة السلفية في الجزائر إلى تنظيم القاعدة، "بيان وبشرى بانضمام ومبايعة الجماعة السلفية للدعوة والقتال"بتاريخ 13 / 9 / 2006. 41) بيان الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال بعنوان: " إشعار بتغيير التَسْمِيَة" بتاريخ 24 /1 / 2007. 42) بيان النصرة لأهل السنة في العراق الصادر عن 26 عالما سعوديا، 26/11/2004. على موقع: 44) بيان النصرة لأهل السنة في العراقالصادر عن 26 عالما يمنيا، 26/11/2004. 45)بيان العلماء الـ 13 بعنوان: "نداء للمجاهدين في العراق"، 18 نيسان / أفريل 2007الصادر في أعقاب تفجر الخلاف بين دولة العراق الإسلامية والجيش الإسلامي. 46)رسالة الشيخ سلمان العودة بعنوان: "سلمان العودة يوجه رسالة إلى أسامة بن لادن" في 15 / 9 / 2007، موقع الإسلام اليوم على الرابط: http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=73974، ورد الشيخحسين بن محمود عليها على الرابط: http://www.alekhlaas.net/forum/showthread.php?t=82622 رابعا: المصادر المكتوبة للسلفية الجهادية 47)بيان العلماء الـ 13 بعنوان: "نداء للمجاهدين في العراق"، 18 نيسان / أفريل 2007الصادر في أعقاب تفجر الخلاف بين دولة العراق الإسلامية والجيش الإسلامي. 48)رسالة الشيخ سلمان العودة بعنوان: "سلمان العودة يوجه رسالة إلى أسامة بن لادن" في 15 / 9 / 2007، موقع الإسلام اليوم على الرابط: http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=73974، ورد الشيخحسين بن محمود عليها على الرابط: http://www.alekhlaas.net/forum/showthread.php?t=82622 رابعا: المصادر المكتوبة للسلفية الجهادية 49) الشيخ أبو بكر ناجي، إدارة التوحش. 50) الشيخ أبو بكر ناجي: "الخيانة أخس صفقة في التاريخ". 51) الشيخ أبو بكر ناجي، "السنن الكونية بين الأخيار والأغيار"، إدارة التوحش. 52) الشيخ أبو بكر ناجي، فتنة المصطلحات.. المصلحة والمفسدة نموذجاً، إدارة التوحش. 53) الشيخ أبو حسين المهاجر، الانتصار لأهل التوحيد، 27 ذي القعدة سنة 1427هـ. 54) الشيخ أبو محمد المقدسي،إعداد القادة الفوارس بهجر فساد المدارس، موقع منبر التوحيد والجهاد: http://www.tawhed.ws. 55) الشيخ حامد العلي، "أشباح الانترنت"، قصيدة على موقعه: . http://www.h-alali.info/q_open.php?id=6dc55ba4-543f-102a-b164-0010dc91cf69 57) الشيخ أبو مصعب السوري (عمر عبد الحكيم): "قراءة وتعليق على رسائل وبيانات الشيخ أسامة بن لادن و الدكتور سعد الفقيه إلى الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وعلماء بلاد الحرمين"، سلسلة قضايا الظاهرين على الحق (5)، مركز الغرباء للدراسات الإسلامية والإعلام، بدون تاريخ. 58) الشيخ عابد بن عبدالله البغدادي (أبو حارثة)، المجاهدون في العراق والشرك المميت، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، الإصدار الأول: سلسلة ......نصيحة الجهاد إلى من نحسبهم خير العباد – صفر 1428. 59) الشيخ عطية الله، لقاء خاص مع مركز اليقين، وبحسب المركز فقد [أنجز اللقاء عبر المراسلة في العشر الأواخر من جمادى الأولى 1428هـ/يونيو2007م]. خامسا: المراجع 60) أسامة البغدادي، "حرب القاعدة على الإخوان ..العراق أنموذجا"، على موقع الرواق: .http://www.alrewak.net/sub.asp?page1=v_tajarob&id=65 61) د. أكرم حجازي، بيانات وتقارير عن أسلحة فتاكة بيد المجاهدين، صحف، 8/7/2007، راجع مدونة الكاتب:http://drakramhijazi.maktoobblog.com/?post=399554#myComments 62) د. أكرم حجازي، تاريخية البرجوازية العربية – مجرد بروليتاريا. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات ( محكمة ) / رام الله– فلسطين / العدد الثامن، تشرين أول - أكتوبر2006م، ص 297 - 303.63) د. أكرم حجازي، رحلة في صميم عقل السلفية الجهادية – صحيفة القدس العربي، أربع حلقات ابتداء من 28 – 31 /9/2006. 64) د. أكرم حجازي، الصين تحت مجهر السلفية الجهادية – صحيفة الوقت البحرينية، العدد 322 - 326، خمس حلقات ابتداء من 7/1/2007. 65) د. أكرم حجازي، "هل يطفئ خطاب البغدادي نار الفتنة؟ المجتمع والعالمية والدولة (1)"، 18 / 4 / 2007. راجع مدونة الكاتب: http://drakramhijazi.maktoobblog.com/?post=293143 66) الشيخ بكر عبد الله أبو زيد، حلية طالب العلم، دراسة من 48 صفحة، ص 42، 67) عبد الإله حيدر الشائع، "دعوة للدكتور القرضاوي: أخرج من قصورك لمناقشة القاعدة في سراديبهم"، 11//2007، على موقع مدونة الكاتب:http://abdulela.maktoobblog.com/?post=320475. 68) عبدالله فهد النفيسي، أحداث سبتمبر والهزة التاريخية في الفكر الأوروبي والأمريكي، مجلة العصر الإلكترونية، 10/9/2006. على الشبكة:http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=8200 69) د. عصام العريان حول مراجعات الإخوان: "عشر سنوات على مبادرة وقف العنف: العودة إلى منهج الإخوان"، مجلة المجتمع الكويتية، العدد 1760، 14/7/2007.http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=231407 70) علي عبدالله صالح، تصريحات سياسية، صحف ووكالات، 12/7/2007. 71) فؤاد حسين، الزرقاوي: الجيل الثاني للقاعدة، دار الخيال، ط1، 2005، بيروت لبنان. 72) محمد أسعد بيوض التميمي، الوسطيون المحرفون لدين الله والحرب على الإسلام؟ والوسطية في القرآن الكريم، 14/6/2007. موقع الكاتب: http://www.grenc.com/a/mTamimi/show_Myarticle.cfm?id=7432. 73) محمد أسعد بيوض التميمي، "في فقه المعركة: جهاد في سبيل الله وليس ونضال ومقاومة"،على موقع "إسلامنا" التابع لصحيفة الحقيقة الدولية الأردنية: http://islamouna.info/dnn/MemberDetails.aspx?Id=35. 74) محمد أسعد بيوض التميمي، مفاهيمنا ومُصطلحاتنا مفهوم الأمة والهوية، على موقع صحيفة الوطن الإلكترونية: http://www.watan.com/index.php?name=News&file=article&sid=2933&theme=Pr inter 76) الأمير نايف بن عبد العزيز، صحيفة الشرق الأوسط السعودية، 21 / 9 / 2006، العدد 10159.
__________________
![]() ![]() |
#37
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك اختي الفاضله وبدكتور اكرم حجازي حقيقه موضوع مهم جدا ليتعرف الاعضاء هنا على اخواننا مسلمي الصين (تركستان الشرقيه) واسباب تحالف الصين مع امريكا وباقي الحلف العالمي من يهود ونصارى ورافضه ووو الخ لمحاربه الاسلام وليعلمو ان الصين ليست حليف لنا وانما عدو وسيكون قريبا في واجه الصداره لاعداء هذة الامه ان لم نتنبه لخطرهم |
#38
|
|||
|
|||
![]() ملاحظات منهجية في قراءة «السلفية الجهادية» (دراسة مقدمة إلى مركز الجزيرة للدراسات) لم تنشر د. أكرم حجازي 6/3/2010 المحتويات مقدمة أولا: عذرية الظاهرة ومنطق الأطروحة ثانيا: النشأة العقدية للظاهرة ثالثا: عوائق البحث رابعا: تداعيات منهجية سؤال قائمة المصادر والمراجع
__________________
![]() ![]() |
#39
|
|||
|
|||
![]() مقدمة
لا شك أن ضربة 11 سبتمبر وحربي العراق وأفغانستان، وما أعقبهما من بروز لظاهرة الجماعات الجهادية في إطار ما اشتهر بتيار « السلفية الجهادية»، مثّل فرصة ثمينة جدا لفهم الظاهرة، ولا شك أيضا أن ما يوصف بالإعلام الجهادي الإلكتروني، وعبر عشرات الشبكات ذات الصلة، قد وضع النقاط على الكثير من الحروف أمام الباحثين والدارسين للاطلاع على حقيقة الخطاب السلفي الجهادي ليس من خلال ما يقدمه الرموز فقط بل، وهو الأهم، من خلال رؤية الرواد والكتاب والعلماء وطلبة العلم والمنظرين وما يطرحونه من مواقف ورؤى وفتاوى وتأصيلات شرعية لقضايا سياسية ودينية طالما مثلت موضع خلاف حتى بين العلماء. وأكثر من ذلك أن هذه الأطروحات، الواقعة في إطار حرب الأفكار، والدائرة في ساحات المنتديات، بين مختلف التيارات الإسلامية، الجهادية وغير الجهادية، كشفت عن بعض مكنونات الظاهرة وكيفية التصدي لها بالبحث. لكن، يبقى الإشكال الرئيس أمام الباحث في استعداده للاضطلاع بمهمة عسيرة للغاية، وفي قدرته على الاستمرار في متابعة مرهقة للظاهرة خاصة فيما تصدره الشبكات أو ما يدور في رحى منتدياتها من حوارات ساخنة وتعبيرات عن مواقف تمثل، ولا ريب، رصيدا معرفيا خاما وهائلا باشتماله على أدق التفاصيل ومختلف التوجهات، ولعل معاينة لبعض كبريات المسائل التي تطرحها السلفية الجهادية لا ينبغي، منهجيا، أن يخرج عن هذه الساحات الحوارية. لكن السؤال: ما هي السمات المميزة للأطروحة السلفية الجهادية؟ وكيف وقع تناولها، منهجيا، من قبل الدارسين؟ أولا: عذرية الظاهرة ومنطق الأطروحة خلافا لما هو شائع، فإننا نقرّ مسبقا أننا لسنا بصدد ظاهرة تقليدية مألوفة بحيث يمكن قراءتها بالقياس على ما سبقها من ظواهر تبدو للوهلة الأولى ذات مواصفات مماثلة، ولعل في هذا بعض العزاء للباحثين الذين عزفت غالبيتهم الساحقة عن محاولة الفهم، فلا الغربيون المعاصرون ولا العرب ولا المسلمون في شتى أنحاء العالم ولا غيرهم أيضا عاشوا مثيلا لها. فما الذي يمكن أن يفهمه عالَم اليوم، وليس الأمس، بمسلميه ونصاراه وبوذييه وهندوسييه وملحديه من أطروحات السلفية الجهادية عن قضية « التوحيد»، مثلا، أو « الراية» أو « الحاكمية» أو «الجهاد» أو « الولاء والبراء» أو « الاعتقاد» أو « الدين» أو « سايكس- بيكو» أو « الوطن» أو « الأيديولوجيا»، شرقيها وغربيها، بينما هو غارق حتى ناصيته في قيم الحداثة والعولمة ولغة السوق وسط ثورات تكنولوجية ورقمية لا سابق لها؟ وكيف يمكن لهذا العالَم أن يفهم الزمن بصيغته الأزلية (الثابت) أو يتوقف عنده قليلا وهو يعيشه بمقتضى الدقيقة والثانية في الواقع (المتغير)؟ بالتأكيد هذه الأطروحات التي ترى في العالَم وكأنه يعيش في « جاهلية» مسلحة بأحدث نظم العلم والمعرفة والتكنولوجيا ليست موضع ترحيب، ولا هي تتمتع بالكثير من المصداقية حتى عند المسلمين من أقران السلفية الجهادية، زيادة على أنها منبوذة. فهي بنظر البعض « مستحيلة التحقق»، و « متطرفة» عند البعض الآخر، و « خارجية» عند ثالث، و « باعثة على الفتن» عند رابع، وسبب رئيس في « تشويه الإسلام» عند خامس، و « مشبوهة» عند سادس و « ضالة» عند سابع و « مجنونة» عندثامن و « إرهابية» عند تاسع ... وهكذا في سلسلة لا تنتهي من التوصيفات المضادة. ولكن هذه التوصيفات لا تختلف كثيرا، بالنسبة للسلفية، عما واجهه محمد بن عبد الوهاب ومن بعده أئمة الدعوة النجدية حين جهروا في دعوتهم إلى تصحيح « التوحيد»، بل أنها لا تختلف عما واجهه الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في أعقاب حادثة الإسراء والمعراج، فمن صدق حينذاك، غير «قلّة» في مقدمتها الصحابي الجليل أبو بكر، بأن ما وقع كان حقيقة؟ وما الذي يجبر أحدا على أن يصدق أن ما تفعله السلفية اليوم منطقي؟ أو مشروع؟ أو ممكن التحقق؟ هكذا هي عذرية الظاهرة تتسبب دوما، ودون رحمة، بإلقاء المزيد من التساؤلات الغزيرة والمثيرة عن هوية السلفية الجهادية ونشأتها وماهية أطروحاتها؟ ومن يصنع القيادة فيها؟ وبأية شروط؟ ووفق أية آليات؟ ولماذا تحتاج الأمة إلى قيادة؟ وراية؟ ولماذا ترفض السلفية تسليم القيادة لأية جماعة أخرى؟ وما علاقة سايكس - بيكو بنوعية القيادة؟ وما هي مصادر قوتها وجاذبية خطابها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل فكرها وتفكيرها؟ وأين سيحط رحاله؟ أما لماذا هذا العناء؟ فلأن الظاهرة لم يجر توصيفها، بالدقة المأمولة، حتى الآن، ولما يكون الأمر كذلك فهل بمقدورنا، كباحثين، تحليلها؟ ناهيك عن نقدها؟ الأكيد أن التساؤلات كثيرة وكبيرة، أما الإجابات فقليلة إن لم تكن نادرة أو خاوية إنْ وجدت، والأسوأ أن السلفية الجهادية ذاتها ما زالت تقدم خطابا بلغتها هي لا بلغة العصر ولا بلغة العامة، وخطابا، إذا ما قسناه بلغة العلم، فهو أقرب إلى خطاب النخبة منه إلى خطاب العامة من الناس بمن فيهم المثقفين. فإذا نادت السلفية، مثلا، بـ « محاربة الطاغوت» أسقطته الغالبية حصرا على الحاكم وحده، وعدّه آخرون خروجا على الإمام أو ولي الأمر، وإذا نادت بـ « التوحيد» اتهمت بـ « التكفير»، وإذا دعت إلى محاربة « سايكس – بيكو» رأت فيه العامة والخاصة فتنة ورجعية وخروجا عن التحديث وسنن التغيير، وإذا ربحت معركة وصفوها بـ « الإرهاب» وإذا خسرتها حملوها المسؤولية. ومع كل هذه التناقضات تستمر السلفية الجهادية كظاهرة في تحديها دون أن تلتفت كثيرا لما ينتظرها، وكأنها باتت تؤمن بأنها المسؤولة الوحيدة عن حماية « التوحيد» في زمن غدا فيه « الإيمان والكفر والشرك والردة» مسائل، على الأقل، ملتبسة تتطلب حوارا دوليا بين الأديان لإعادة تعريفها والتفاهم حول ماهياتها. هكذا هي، وبصورة تبعث على الدهشة فعلا حيثما وجدت، في أفغانستان والعراق ولبنان والشيشان والصومال وباكستان ... ، فما من جماعة جهادية أو حركة تحرر سابقة عليها اشتغلت بنفس الطرق والأدوات ماضيا وحاضرا، ولعلنا كنا نسمع ونراقب على الدوام، ولمّا نزلْ، عن محاولات سياسية من جماعات جهادية ووطنية تبدي استعدادها للمفاوضات ولو بشروط بينما لم نقع على أية مبادرات من هذا النوع من قبل السلفية الجهادية، اللهم تلك التي لا تخلو من لغة الإهانة للقوى الغازية وبشروط عسكرية صرفة أو شرعية[1] وكأنها في عز وتمكين ما بعده تمكين. في ختام ندوة عن السلفية الجهادية عقدها المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية في العاصمة الأردنية (عمان) قلنا فيها بأن السلفية الجهادية، شئنا أم أبينا، باتت فاعلا استراتيجيا على المستوى الدولي[2]؛ تَقدّم مني أحد العاملين في القسم السياسي في السفارة البريطانية مستوضحا عن القول؟ ولافتا انتباهي إلى أنهم (مقاتلي السلفية) مجرد « قلّة»، ومتسائلا: كيف يكونوا فاعلا استراتيجيا؟ فقلت له: هم كذلك، وأنتم حقيقة في ورطة، لأنكم تتعاملون مع الآخرين بمقتضى العقل الوضعي والآلة التكنولوجية وتتناسون أن هؤلاء يتعاملون معكم بمقتضى الشريعة، ويستخرجون خبراتهم ومهاراتهم العسكرية والأمنية وتوجهاتهم السياسية والأيديولوجية من صميم العقيدة الإسلامية والسنة النبوية والتراث الإسلامي وليس من الكليات العسكرية، وبالتالي فمن الطبيعي أن يقاتلونكم، بداية، بوصفهم « قلّة» لا بوصفهم جيوشا جرارة، وإلا فقل لي: من ضربكم في مدريد ولندن وبالي؟ وكم عدد الذين هدموا أبراج مانهاتن؟ ومن يقاتلكم في العراق وأفغانستان والشيشان والصومال؟ ومن يضرب البنى التحتية في الجزيرة العربية؟ ثم هل تعتقد أن كُتابنا ومحللينا وكُتابكم ومحلليكم سيفهمون السلفية ويدركونها عبر ثقافتكم وتقنياتكم المنهجية وأنتم تتعاملون معهم فقط كإرهابيين؟ وكأن المقاربة الأمنية أو العسكرية هي الكفيلة بحل الإشكال؟ ألا تدركون بعدْ أن هذه « القلّة» تتحصن في العقيدة كمرجعية توجه كافة اختياراتها وترسم بواسطتها كل استراتيجياتها؟ وأنكم إنْ استطعتم اصطياد بعضهم عسكريا فلن تستطيعوا كسر ما يعتقدون به؟ الحقيقة أنني شعرت وكأن الرجل فوجئ بإجابتي، رغم أنني لست متأكدا أنه فهم أن « القلّة»، مثلا، في عقل هؤلاء، هي فعلا مفهوم شرعي واسع النطاق وليست مفهوما أمنيا يمكن رده إلى تعبيرات محدودة من نوع « حرب العصابات» أو « الخلايا النائمة» حتى لو تقاطعت معه في الشكل وبعض المضمون. ولو أخذنا نماذج أخرى للتحليل سنصل تقريبا إلى نفس النتائج. فالسلفية مثلا، وهي تسعى لِأنْ تجعل من تحقيق « التوحيد» واقعا غايتها النهائية، لا يمكن لها أن تقيم وزنا يذكر لمعيار « ميزان القوى» في الصراع مع الآخر العدو، ولا يمكن أن تحسب حسابا لما تسميه مثلا الجماعة الإسلامية في مصر بـ « الهدف المستحيل»[3]. ولو كان الأمر يتعلق بتطبيقات عقلانية لَمَا نفذت القاعدة هجمات 11 سبتمبر على أهداف من المفترض أنها مستحيلة حتى على أعتى القوى الدولية، ولَمَا حارب الخليفة الراشد أبو بكر الصديق المرتدين وأنفذ بعث أسامة، وهو الأرق قلبا والأشد عاطفة، في الوقت الذي أصابت فيه الفتنة كبار الصحابة واجتاحت الردة الجزيرة العربية حتى لم يتبق منها سوى المدينة ومكة. نفس الأمر ينطبق على مفاهيم « المقاومة» و « الجهاد» حيث المدخلات الشرعية لكل منهما تختلف عن الآخر، وكذا هو الحال بالضبط بالنسبة للمخرجات. ويمكن ملاحظة الأمر ذاته، أيضا، فيما يتعلق بالموقف من الأيديولوجيات والعقائد الوضعية وهي تتحدث مثلا عن «الوحدة العربية» أو « الوحدة الإسلامية» أو الوحدة الوطنية» كمصطلحات تعمل في نطاق منظومة « سايكس – بيكو» التي صممت أصلا لتعمل بموجب ميكانزمات التفكيك وليس التجميع أو التفريق وليس التوحيد، في حين أن الإسلام يستعمل بدلا من ذلك مفهوم « الاعتصام» الشرعي مرشدا وموجها لجماعة المسلمين. ولأن مدخلات مثل هذه المنظومة الاستعمارية التي تحولت مع الوقت إلى منظومة ثقافية لا يمكن لها أن تنتج مخرجاتها أي شكل من أشكال الوحدة نجد السلفية ترفع شعار « الدم الدم والهدم الهدم» لكل الأبنية القائمة بوصفها نماذج غير شرعية، فضلا عن أنها لا تصلح البتة كأدوات عمل لا للتوحد ولا للتفاهم ولا للتقاسم الوظيفي بين القوى الإسلامية أو بين هذه والقوى العلمانية[4]. إذن لما يكون الصراع مع « طواغيت العرب والعجم» بالمنظور السلفي الجهادي محملا بهذا المنطق من الفهم المغاير لكل ما سبقه، والذي يسعى إلى « الهدم» محليا ونقل المعركة من الهامش إلى المركز[5] بعقلية « اليوم نغزوهم ولا يغزوننا»، وعلى أساس الموقف العقدي بحسب تعبير أسامة بن لادن: «لسنا جامدين ... سندور حيث تدور العقيدة»[6] ؛ فالمعنى أن الوجهة المنهجية في قراءة الظاهرة يشوبها قصور بالغ إن لم تكن أخطاء قاتلة لن تفضي لأية نتائج.
__________________
![]() ![]() |
#40
|
|||
|
|||
![]() ثانيا: النشأة العقدية للظاهرة
بداية لا بد من القول الفصل بأننا لسنا معنيين مطلقا ولا مضطرين لِأنْ نقبل أو نرفض أطروحة السلفية الجهادية، لكن منطق الأطروحة يفرض علينا التحدث بلغتها، وهو اختيار منهجي باعتباره وسيلة ناجعة تمكننا من الوقوف على المقاصد أو إدراك المعاني التي قد تساهم في فهم الظاهرة وتفسير خطاباتها والنظر في استراتيجياتها وسياساتها بالمضمون الذي هي تعتقد به وتسعى إلى التعبير عن نفسها من خلاله[1]، فلعلنا بذلك نفهم بعض ما تشي به من مضامين ما زالت خبيئة أو أنها عصية على الفهم خاصة وأنها تُطرَح بلغة العلم الشرعي فيما الغالبية الساحقة من الأمة بعيدة عن العلم بعقيدتها أو فهم مراميها، ولأن لغة العلم الشرعي صعبة حتى على كبار العلماء والفقهاء فلنتحدث إذن بلغة ميسرة قريبة من الأفهام، مع التأكيد على أننا لا نرى غضاضة في استخدام أدوات تحليل من شأنها أن تساعد في فهم الظاهرة بشرط عدم المس بجواهر المسائل المطروحة أو إحداث أي خدش يقلل من قيمة التوصيف. هذا الاختيار المنهجي حاسم بالمقارنة مع ما يمكن وصفه بـ «الزلل المنهجي» لمن يلجؤون إلى قراءة الأطروحة السلفية اعتمادا على المقاربات الإعلامية أو الأيديولوجية أو الأمنية أو السياسية أو القانونية أو حتى التنظيمية أو الأماني والرغبات، ذلك أن السلفية تيار متشعب ومعقد لكنه ليس تنظيما ولا حزبا حتى وإن بدت أدواته الضاربة للعيان كذلك في مواضع شتى، فهو تيار عقدي يضم رموزا وقادة وعلماء وأنصارا ومجاهدين، لا فواصل بينهم ولا امتيازات ولا مغريات ولا هوى من أي نوع كان. وكل هؤلاء ومن يدور في فلكهم ينطقون بلغة واحدة هي لغة « التوحيد» التي يقدمون أنفسهم بها أينما كانوا دون أن يعني ذلك عصمتهم من الوقوع بأخطاء قاتلة وتأويلات غير شرعية. هذا المفهوم، « التوحيد»، قد يكون مألوفا تداوله والدفاع عنه بين الجماعات والفِرَق الإسلامية كافة على اختلاف عقائدها ومناهجها وصولا إلى الأحزاب العلمانية التي لا تنكره فضلا عن العامة من الناس. وبالتالي يبدو عصيا على الفهم، وربما استفزازيا، خاصة وأن السلفية الجهادية تظهر كمن يحتكر الوصاية على المفهوم بينما هو في الحقيقة من أصول الإيمان لدى كافة المسلمين. لكن حين يجري استعمال المفهوم لفحص عقائد ومناهج الجماعات والفرق الإسلامية سنجد فوارق كبرى تتراوح ما بين « التوحيد البراغماتي»، الذي لا يضيره التصالح مع أعداء الملة وحتى التحالف معهم إلى إذا لزم الأمر، و « التوحيد القبوري» الذي يصل إلى حدود الشرك كما هو الحال، مثلا، مع أغلب الفرق الصوفية. وسعيا منها لإبعاد « التوحيد» عن أية شوائب تعكر صفوه ونقاءه تلجأ السلفية إلى الاستعانة بمعيار « الولاء والبراء» لِنظْمه والتأكيد على أنه وحدة واحدة لا يقبل القسمة على غيره من العقائد والمذاهب الوضعية والأيديولوجيات، ولا يقبلالنسبة والتناسبولا يقبل التكامل في العمل ولا في آليات العمل ولا حتى في تقاطع المصالح معها ولا مشاركتها في الأهداف. وهو بهذا المعنى يختزل إجمالي التيار ويكشف عن هويته وطبيعة مواقفه وأطروحاته وعلاقاته البينية والخارجية، وحتى عن تاريخية نشأته. على هذه الأرضية وانطلاقا منها؛ ليس غريبا أن يبدو التيار في واد وكافة البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الراهنة ... في واد آخر ابتداء من الأعداء العقديين مرورا بالدول والجماعات والأحزاب والمنظمات وانتهاء بالنظم والشرائع والفلسفات القديمة والحديثة. وعلى هذه الأرضية أيضا؛ وانطلاقا منها، نشأت القاعدة كأطروحة عقدية. فإذا ما أخذنا بعين الاعتبار بنية النظام الدولي القائم وتقسيماته السياسية وعلاقاته ومؤسساته وقوانينه ونظم الاجتماع السياسي فيه؛ فلعله من الجدير بالذكر ملاحظة أن القاعدة كأحد الأدوات الضاربة، بخلاف الجماعات والأحزاب الوطنية، هي جزء من تيار لا يمكن نسبة نشأته إلى أية أطر سياسية أو أيديولوجية أو جغرافية أو حتى ديمغرافية[2]. وهذا يعني أن هوية التيار ونشأته تقع، حكما، في منطقة عقدية وليس سياسية ولا أيديولوجية، وهو ما تؤكده نشأة القاعدة ذاتها في أفغانستان وأغلب جماعات التيار المسلحة خاصة في العراق والصومال وحتى في الجزائر. إذ خلافا لما هو شائع؛ فـ « القاعدة» نشأت منذ اللحظات الأولى لتأسيس بيت الأنصار بوصفها مؤسسة خدماتية ذات « سجل إداري» يُعنى بأحوال المتطوعين العرب وليس كتنظيم أو حزب أو حركة سياسية محلية ذات أيديولوجية وهيكلية تقليدية، ولم تقدم نفسها كذلك لا قبل مرحلة الجهاد الأفغاني الأول ولا في ظل حكم حركة « طالبان» الذي ابتدأ فعليا من العام 1996. وبعد انتهاء المرحلة الأولى لم يتبق من « السجل» الذي اشتمل على بيانات بآلاف المتطوعين سوى بضعة مئات التحقوا ببن لادن في السودان، هم من المريدين أو المقربين أو الأنصار. بل أن « القاعدة»، كتسمية، لم تظهر قط في أية وثيقة رسمية قبل تأسيس « الجبهة الإسلامية العالمية لمقاتلة اليهود والصليبيين سنة 1998»، وإلى جانب « جماعة الجهاد» المصرية[3] وليس بصفة منفردة. وكان من المفترض أن يكون الإعلان عن ميلاد « الجبهة» بمثابة العنوان الرئيس للتيار الجديد، لكنها سقطت ولم يصدر عنها أية بيانات لاحقة في حين ثبتت القاعدة. ويبدو أن الإعلام الدولي وأجهزة الأمن العالمية تقبلوا مصطلح « القاعدة» كتنظيم حتى قبل تأسيس « الجبهة» لكنهم وإنْ تقبلوه كأطروحة عقدية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 إلا أنهم لم يدركوا، بعدْ، جواهر الأطروحة إلا بوصفها « أيديولوجية إرهابية متطرفة»[4]. لو تتبعنا الأمر في العراق سنقع على نشأة مماثلة لم يكن التنظيم فيها، بحد ذاته، هدفا. فـ « جماعة التوحيد والجهاد» خاضت قتالا مريرا ضد الأمريكيين والقوى الحليفة لها في العراق قبل أن تتخذ لها اسمها أو تفكر حتى بإصدار بيان يتبنى ما تقوم به من عمليات، أما أبو مصعب الزرقاوي فلم يكن، آنذاك، ليفكر بتأسيس جماعة أو قيادتها قبل أن ينضم أبو أنس الشامي إليه ويصر لاحقا على ضرورة وجود هوية وقيادة لمن يقاتلون معه خاصة بعد أن تبنت جهات عديدة المسؤولية عن عمليات قام بها مقاتلوه[5]. أما « حركة الشباب المجاهدين» في الصومال فكانت مندمجة في إطار « المحاكم الإسلامية»، وقبل ذلك لم تتخذ لها اسما، ولم يعرف عنها أي شيء يذكر قبل الغزو الأثيوبي للصومال وسقوط « المحاكم»*. الحقيقة أن الشواهد على عقدية التيار أكثر من أن تخطئها العين، ومع ذلك فقد اتجهت الكثير من الدراسات والتحليلات إلى قراءة القاعدة والتيار كما لو أنها تنظيم تقليدي يمكن تفكيكه أو هزيمته عبر المقاربة الأمنية أو الإعلامية أو حتى التنظيمية. وفي السياق بدا واضحا محاولات الفصل المحمومة بين قيادات القاعدة على أساس وطني، كالتفريق بين السعوديين والمصريين أو الفلسطينيين والسعوديين أو الزعم بوجود تنافس في القيادة ين المصريين والليبيين. وغني عن البيان الفشل الذريع الذي منيت به مثل هذه القراءات خاصة وأن التيار برمته لا يعترف قط بالتراث الوضعي ولا بمفاهيمه وتقنياته ومصطلحاته ونظمه المعرفية ولا بنماذجه الثقافية. فالتيار يجتمع حول مرجعية عقدية، ويسترشد في عمله وسلوكه ويبني سياساته انطلاقا من النص الشرعي والسنة والاجتهاد والإجماع، أما أدائه الميداني فيقع بموجب ما تفرضه السياسة الشرعية من مصالح ومفاسد وكذا التراث والفتوحات والغزوات الإسلامية وما تقدمه من نماذج قابلة للاقتداء. [1]أطرف ما قيل في مايكل شوير رئيس الوحدة المكلفة بملف أسامة بن لادن في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، حين كان يمازحه أصدقائه: «لعل شيطان أسامةقد ركبك!»، ذلك أن الرجل ربما يكون أدرك بعضا من عقل أسامة وخطاب السلفية وبات يتحدث بلغتها، ومع ذلك فقد فشل في القبض على غريمه وتم حل الوحدة وإقالته من منصبه. [2] سعيد علي عبيد الجمحي، « تنظيم القاعدة: النشأة .. الخلفية الفكرية .. الامتداد (اليمن أنموذجا)»، ط1، (القاهرة – مصر، مكتبة مدبولي، 2008)، ص 35. [3]كل البيانات والمذكرات التي كان يصدرها بن لادن، قبل إعلان الجبهة، بما فيها بيانه الأول ضد الولايات المتحدة في شهر نوفمبر سنة 1996، والذي حمل عنوان: «إعلان الجهاد لإخراج الكفار من جزيرة العرب»،كانت توقع باسمه ولم توقع باسم القاعدة كتنظيم رغم تداول التسمية بين أنصار بن لادن. [4] لا بد من الإشارة إلى أن كل ما أنجزته مؤسسة راند للأبحاث فيما يتعلق بالجماعات الجهادية في العراق استند إلى التمييز بينها على أسس أيديولوجية أكثر منها عقدية. أما لماذا فعلت ذلك؟ فلأنها وضعت هدفا أمنيا يستهدف محاربة التيار وليس دراسته أكاديميا، لذا فقد نجحت الولايات المتحدة باختراق الساحة لضرب الجماعات الجهادية ببعضها لكنها لم تنجح في احتواء أطروحة التيار. [5]الشيخ أبو حسين المهاجر، الانتصار لأهل التوحيد، 27ذي القعدة سنة 1427هـ، ص 14. * غزت القوات الأثيوبية الصومال في 24/12/2006، وانسحبت منه بتاريخ 15/1/2009.
__________________
![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |