رؤيا رسول الله (ص) - و رؤيا العمران
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله ، صلى الله عليه و سلم أفضل الصلاة و التسليم
لقد رأيت فيما يرى النائم خيرا ان شاء الله رؤيتين :
الأولى منذ بضع شهور ، و قد و قع أني نمت و في نفسي شك في آخر صلاة صليتها ، فقد ظننت أني صليت العشاء في ثلاث ، و اذ بي أرى في المنام أني بلغت الممات ، و صرت في مكان أسود به نور عظيم لا مصدر له ، فرأيت السرائر و عليها الناس رقود ، منهم من أعرف و منهم من لا أعرف ، فرعبت لما أنا فيه و أدركت أني من الأموات ، فسمعت صوتا يناديني ، أنت الآن ميت فنم في هذا السرير و انتظر حسابك ، فخفت أكثر و تذكرت ركعة العشاء التي أظن أني نسيتها ، ثم سألت ، كم بقي ليوم الحساب ؟ و هل مت لهول من أهوال القيامة فهو قريب ؟ أم مت لغير ذلك فهو بعيد ، فأجبت بأنه قريب لكني لم أمت لهول من أهوال القيامة . ثم أجابني صوت ظننت أنه صوت جبيريل عليه السلام قائلا ، يا عبد الله لقد غسلت الجنة و هيأتها للمومنين ، و ما يوم الحساب ببعيد ، فصرت أبكي رهبة من الله و خوفا من يوم الدين ، فجاءني رجل منير و جلس جنبي على السرير ، ثم دنى فقال : لا تخف إني معك ، فسألته و من تكون ؟ قال أنا محمد رسول الله ، فسعدت به و تبادلنا الأحضان ، و رويت له حالي ، فقال لي إني لك شفيع يوم الحساب ، فسعدت بما سمعت و انقلبت أحوالي و سألته أن يأخذ صورتي لعله يذكرني ، فأجاب لن أنساك أبدا فلا تحزن و لا تخف ، و أنتهت رؤياي الأولى على هذا
أما الثانية ، فهي منذ أيام .. اذ رأيت خيرا ان شاء الله و أنا أمر مع صاحبي على بناية سكنية تقع في الحي الذي أمامنا ، أنها قد انهارت و وقعت جدرانها و صار جلها ركاما منثورا ، فاحترت و بلغت من العجب العظم ، ثم اني سألت من القوم من كان بالركام محيطا ، فأجبت : لقد كان بالعمارة خباز (في الحقيقة الخباز موجود بالعمارة المجاورة) و أراد من الأمر شيئا فما كان بالغه ، فأصابه الغضب ، ثم اشتد به ، فاذا به يخرج من محله و يظهر على العمارة فيضربها بقنينة من زجاج ، فاذا أصابتها ، انهار العمران ، و صار كما تراه الآن ، فعجبت لما قيل و دخلت الركام ، فوجدت بالداخل منبعين للماء ، ينبع من الأول ماء نتن و من اثاني ماء عذب ، يدخلان في موضع مختلف من الأرض ، فازدت عجبا و افقت على ذلك
فما تفسير الرؤيتين ، و شكر خالص لكم مسبقا يا خير الورى
|