السلطات المصريه العميله تواصل التحقيق مع مسؤول أمني في "حماس

[فتي الاْسلام]

سياسية| 2010-09-20

اعتقال مصر لأبناء حماس .. تقاسم وظيفي مع الاحتلال

الرسالة نت-كمال عليان

بين الفينة والأخرى نسمع اعتقال أحد أبناء حركة حماس على أيدي الأجهزة الأمنية المصرية، وتعذيبه إلى درجة تصل إلى الموت كما حصل مع يوسف أبو زهري الذي قتل تحت تعذيب سياط أجهزة امن الدولة المصرية.
ويعاني أبناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة من المضايقات والملاحقة الأمنية المصرية، ومما زاد من معاناتهم بقاء بعضهم في السجون المصرية إلى هذا الوقت ولعل القائد القسامي أيمن نوفل اكبر دليل على ذلك.
وكانت أجهزة الأمن المصري اعتقلت قبل أيام قليلة القيادي الأمني في حماس محمد خميس دبابش ‏(أبو رضوان‏)، وهو عائد من أداء العمرة، الأمر الذي جعل معظم الفلسطينيون يتساءلون " ما مصلحة مصر من اعتقال أبناء حماس؟".

اعتقال غير مبرر

الدكتور يوسف رزقه المستشار السياسي لرئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية أكد أن الحكومة الفلسطينية أعربت عن استغرابها لهذا الاعتقال "غير المبرر" من قبل الحكومة المصرية، مبينا أن "دبابش" خرج إلى الديار الحجازية لأداء العمرة بطريقة رسمية دون أي مخالفة تذكر.
وقال رزقه لـ"الرسالة نت" :" ننظر لهذا الاعتقال بخطورة بالغة وبقلق كبير جدا وخصوصا أن هذا الاعتقال فيه مصلحة للكيان الصهيوني".
وطالب المستشار السياسي الحكومة المصرية بإطلاق سراح محمد دبابش وكل المعتقلين الفلسطينيين بشكل فوري، مستنكرا التهم التي يرددها الإعلام المصري بأنهم (المعتقلين الفلسطينيين) يضرون بالأمن القومي المصري.
ونفى رزقه أن يكون دبابش أو أي فلسطيني يدخل مصر يهدد الأمن القومي المصري، موضحا أن من يهدد الأمن القومي المصري هم الصهاينة الذين يذهبون إلى مصر كسياح "وهم في الأصل جواسيس للموساد الصهيوني".
وكانت مصادر إعلامية وسياسية مصرية، كشفت النقاب عن أن اتصالات وصفتها بـ "الكبيرة" جرت بين حركة "حماس" وعدد من المسئولين المصريين فشلت في الإفراج عن دبابش، وأكدت أن اعتقاله لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالأمن القومي المصري".
وبحسب المعتقلين الذين أفرج عنهم فإن أكثر الأسئلة التي يوجهها الأمن المصري للمعتقلين الفلسطينيين، لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالأمن القومي المصري، وإنما بالتكتيكات العسكرية ومخططات العمل العسكري المقاوم وأماكن تواجد القادة العسكريين.

مصلحة صهيونية

" اعتقد أن مصر لعبت جزءا من منظومة الأجهزة الأمنية الأمريكية والصهيونية" بهذه الكلمات بدأ الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف حديثه لـ"الرسالة نت".
واعتبر الصواف أن تركيز الأجهزة الأمنية المصرية على اعتقال أبناء حماس والجهاد الإسلامي وطبيعة الأسئلة الموجهة إليهم يجعل هدف هذه الأجهزة في موضع الشك والريبة.
وأكد المحلل السياسي أن كل الادعاءات المصرية بأن المعتقلين يهددون الأمن المصري هي مجرد تبرير للموقف، " ولكنهم يعلمون الصحيح".
وحول خيارات حماس في مثل هذا الموقف قال الصواف: " حماس ما زالت تنظر لمصر بشكل ايجابي وهذا يشجع النظام المصري إلى مزيد من الاعتقالات ويجب على حماس دراسة تغيير موقفها هذا حتى تتوقف الاعتقالات".
وحذر الصواف من أن المرحلة القادمة قد تشهد تصعيدا مختلفا لن يكون مقبولا من حماس ولا من مصر، إذا استمر النظام المصري في اعتقالاته.

ورقة مساومة

من جهته شدد الدكتور عصام عدوان المختص في شئون الفصائل الفلسطينية على قوة العلاقة التاريخية بين مصر وقطاع غزة، مبينا انه لا ينبغي أن يكون هذا الحكم من طرف واحد فقط.
وقال د.عدوان لـ"الرسالة نت" :" إذا كانت حماس والفصائل الفلسطينية حريصين على علاقتهم مع مصر فإنه ينبغي على مصر أن تعلم أن من مصلحتها بقاء قوة العلاقة وديمومتها مع هذه الفصائل".
وأوضح المختص في شئون الفصائل أن حركة حماس انتهجت السياسة والطلب المؤدب من الحكومة المصرية " ولكن يبدو انه بلا جدوى"، مؤكدا أن مصر تحاول لي ذراع الفصائل الفلسطينية وتتخذ من المعتقلين ورقة مساومة لهذه الفصائل.
تقول الحكمة "إذا كان الصبر مُرًّا فعاقبته حلوة" فهل تنطبق هذه الحكمة على واقع اعتقالات مصر لأبناء حماس والتحقيق معهم؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.