لا ضَيْعَة على أهله! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 654 - عددالزوار : 427449 )           »          The Prophet of Allaah Yahyaa (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الصحيح في وصف نبي الله يحيى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ماذا حدث لأم المسيح مريم بعد رفع سيدنا عيسى عليه السلام . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          How can Tawheed be achieved and what is the promised reward? How can Tawheed be a (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف يمكن للعبد أن يحقق التوحيد لله تعالى ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية إزالة البلغم من الحلق بالطب البديل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 113 - عددالزوار : 65334 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 234 - عددالزوار : 148087 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 115 - عددالزوار : 26350 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2024, 11:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,876
الدولة : Egypt
افتراضي لا ضَيْعَة على أهله!

لا ضَيْعَة على أهله!


د. عبدالكريم بن عبدالله الوائلي





أسند الطبري إلى قتادة -رحمه الله- في قوله تعالى: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْـمُسْلِمِينَ} [الذاريات: 36]؛ قال: «لو كان فيها أكثرُ من ذلك لأنجاهم الله؛ لتعلموا أن الإيمان عند الله محفوظٌ، لا ضَيْعَةَ على أهله»[1]، وقد ذكر هذا الأثر أيضًا: الثعلبي والسمعاني[2].
ويُستدل له بقصة أصحاب الكهف العظيمة في قوله تعالى: {وَأَمَّا الْـجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْـمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِـحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ} [الكهف: 82]؛ قال ابن عباس: «حُفِظَا بصلاح أبيهما، وما ذُكِرَ منهما صلاح»[3].
وفي حديث ابن عباس في قصة أُمّنا هاجر -عليها السلام- قال رسول الله #: «يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم -أو قال: لو لم تغرف من الماء- لكانت زمزم عينًا مَعِينًا... فقال لها المَلَك: لا تخافوا الضَّيْعَة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يُضيِّع أهله»[4]، وقال # لابن عباس -رضي الله عنهما-: «احفظ الله يحفظك»[5].
والأثر عظيم المعنى يلامس القلوب فيملؤها إيمانًا ويقينًا، إنه حديث عن أعظم أسباب الأمان في الدنيا والآخرة، ودلالة على أعظم مفاتيح الأمان: الإيمان بالله -تعالى-: «لتعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضَيْعَة على أهله»؛ قال العلماء -رحمهم الله تعالى-: «إن الإنسان كلما حفظ دين الله، حفظه الله -تعالى- في بدنه، وحفظه في ماله وأهله، وفي دينه، وهذه أهم الأشياء؛ أن يحفظه الله في دينه، ويُسلِّمه من الزيغ والضلال»[6].
«لا ضَيْعَة على أهله»؛ فلهم الأمان التامّ في الدنيا والآخرة، فإن الإيمان وهو أعظم حفظ لدين الله منجاة من مكاره الدنيا والآخرة؛ كما قال -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].
والأثر كاشفٌ عن بعض مناقب الإيمان وقَدْره عند الله -تعالى-، وهذا جاء صريحًا في رواية أخرى: «ليُعرَف قَدْر الإيمان عند الله -تعالى-».
فصدى الأثر في قلوب المؤمنين ثباتٌ في زمن الغربة، وشموخٌ في زمن الانكسار، وحيث يخوفونهم بالذين من دونه ينطلقون بثباتٍ وعزمٍ؛ ليقينهم بأن الله كافٍ عبده: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36].
جعلنا الله وإياكم من أهل الإيمان والصلاح والتقوى والفلاح.


-----------------------------------------------------------

[1] تفسير الطبري (21/532).
[2] يُنظَر: تفسير الثعلبي (24/552)، تفسير السمعاني (5/259).
[3] تفسير الطبري (15/366).
[4] أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، رقم الحديث (3364).
[5] تفسير السمعاني (5/259).
[6] شرح رياض الصالحين، محمد بن عثيمين (1/488).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.80 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]