الاستعداد لموسم الزاد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الكهان الجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سُرُجُ الهداية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الجيش الصهيوني قتل 238 صحفياً فلسطينياً منذ 7 اكتوبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عظمة التدبير بين موعد الفرج وروعة اللطف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبناؤنا مع الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          قواطع وآفات الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شيخ السبعين عاماً الذي كسر غرور نابليون على أسوار عكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أسد الأزهر الشريف…الشيخ جاد الحق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من ذاكرة الأمة… بطل تركستان الذي نذر دمه لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          العمل والعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2024, 03:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,196
الدولة : Egypt
افتراضي الاستعداد لموسم الزاد

الاستعداد لموسم الزاد
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

الحمدُ للهِ، ذي الفضلِ والمِنَّةِ، جَعَلَ الصِيامَ جُنَّةً، أحمدُهُ وأشكرُهُ هدَى ويسَّرَ فَضْلًا مِنهُ ومِنَّةً، وأَشْهَدُ أنْ لا إله إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُه ورسُولُه، جَعلنا على أوضحِ محجَّةٍ وأقومِ سُنَّةٍ، صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلّمَ، وبَاركَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ، عُمِرتْ نفُوسُهم بالإيمانِ وأصْبِحَتْ بِهِ مطمئنةً، والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


أمَّا بعدُ:
فاتَّقوا اللَّهَ - معاشرَ المؤمنينَ-، فتقواهُ سُبْحَانهُ غايةُ خَلْقِ الخلقِ، وحكمةُ الصيام العُظمى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] البقرة: 183].

ولقدْ حَلَّ بساحتِكم – عِبادَ اللهِ - شهرُ القرآن ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة: 185]، وجاءَكُمْ شهرُ البرِّ والإيمانِ، والصَّفْح والغُفْرانِ، شهرٌ تُفتَحُ فيهِ أبوابُ الجنةِ، وتُغلَقُ أبوابُ النارِ، وتُصفَّدُ الشياطينُ، ومَنْ صامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذنبِهِ، ومَنْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لهُ مَا تقدَّمَ مِنْ ذنبِهِ؛ فيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، مَنْ حُرِمَ خيرَهَا فهو المَحرُومُ ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[القدر: 3].


فهنيئاً لمنْ أدركَ هذا الشهرَ، فجعلَهُ موسِمَ دهرِهِ، وعمّرَ أيَّامَهُ ولياليهِ في طاعةِ رَبِهِ، والعملِ بما يُقرِّبُهُ لمناداةِ بابِ الريَّانِ، ودخولِ دارِ الرضوانِ، فمرحبًا بهذا الشهرِ الكريمِ، ونعِمَ المجيءُ جَاءَ.

يَعُودُ شهرُ رمضانَ مليئًا بأكاليلِ الفرحةِ والابتهاجِ، والنفوسُ مُقبلةٌ على صِيامهِ وقِيامهِ، والاشتغالِ بتلاوةِ القرآنِ وتدبُّرهِ، والقلوبُ تتهيَّأ لضيفِهَا، وتُعِدُّ العُدَّة لاستقبالِهِ بما يليقُ بِهِ، ابتغاءَ وجهِ اللهِ تعالى ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة: 197].

يَقْدُمُ عليكمُ شهرُ التزوُّدِ للمعادِ، وملاقاةِ ربِّ العبادِ، فليكنِ استقبالُكُم لُهُ بنيةٍ خالِصَةٍ، فانْوُوا الخَيرَ، واعقِدُوا العَزمَ، واشحَذُوا الهِمَمَ؛ تُفتَحْ لَكُم أبوابُ السعادةِ والتوفيقِ ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ [محمد:21]، وممَّا يُعِينُ على ذلكَ تجديدُ العهدِ معَ اللهِ تعالى، بالائتمارِ بأوامِرِهِ، والانتهاءِ عَنْ نَواهِيهِ، والاستقامةِ على الجادَّة، وإنما العِبرةُ بالخواتِيم.

وإنَّ مِنْ صِدقِ الاستعدادِ مُجاهَدةُ النفسِ والهوى، ومُراغَمةُ الشيطانِ، والاجتهادُ في التعرُّضِ لنفحاتِ الربِّ الوهَّابِ، والإقبالُ على رمضانَ في ابتهاجِ وانشراحِ، وفرحٍ بالعبادة، وسؤالِ اللهِ الإعانةَ والقبولَ: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

ومِنْ أوجبِ الاستعدادِ لتاجِ المواسمِ التوبةُ النصوحُ، إقلاعًا عنِ المعاصي، وندمًا على فِعْلِهَا، وعزمًا على عدمِ العودةِ إليها، ومسارعةً إلى فعلِ الخيراتِ، وحفظِ الأوقاتِ، والبُعْدِ عن الملهيات.

حُسْنُ الاستعدادِ لشهرِ الصيامِ يكونُ بتصفيةِ النفوسِ مِنَ الغِلِّ، والحسدِ، والكِبْرِ، والغِشِّ، والغِيبةِ، والنّميمةِ، والإحسانِ إلى الوالدينِ وصلةِ الأرحامِ، وحسنِ الجوارِ، وكفِ الأذى، وبذلِ النّدى فقدْ كانّ نبيكُم صلى الله عليه وسلم: «أجودَ الناسِ وكانَ أجودَ مَا يكونُ في رمضانَ».

ومنْ الجِدِّ في الاستعدادِ حِرصُ العبدِ على مَعْرِفةِ أحكامِ الصيامِ والقيامِ، وسؤال أهلِ العلمِ فيما يَجهلُهُ، ليعبدَ اللهَ على بَصيرةٍ، قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل:43].

وإذا أرادَ اللهُ بعبدِهِ خيرًا فتحَ لهُ أبوابَ الذُل والافتقارِ، ودوامَ التضرُّع والدعاءِ ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186].

أقولُ قولي هَذا، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المُسلمينَ من كُلِ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِرُوهُ، إنهُ هوَ الغفورُ الرحيم.



الخُطبةُ الثَّانية

الحمدُ للَّهِوكفى، وسلامٌ على عبادِه الذينَ اصطفى، وبعدُ؛ فاتقوا اللهَ -عِبادَ الله- حقَّ التقوى، وها هو ضياءُ رمضانَ قدْ لاحَ، وعَبِقَهُ مِنْ قريبٍ فَاحَ، فالسعيدُ مَنْ استعدَّ بالتوبةِ، وتَجهَّزَ بالرجوعِ إلى اللهِ والأوبةِ، ويا سعادةَ مَنْ مُدَّ لَهُ في الأجلِ، فأدركَ رمضانَ، ووفِقَ لحُسْنِ العملِ؛ ومَا استعانَ عبدٌ على دِينهِ بمثلِ خشيةِ ربِّه ومراقبتِهِ، ومَنْ خافَ أدلجَ، ومَنْ أدْلجَ بَلَغَ المنزِلَ إلا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ غاليةٌ، إلا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجنّة!

اللهُمَّ متعنا بشهرِ رمضانَ، وأعنا فيه على الصِيامِ والقيامِ وقراءةِ القرآنِ يا ذا الجلال والإكرام.


اللهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واجعلْ هذا البلدَ آمنًا مطمئنًّا وسائرَ بلادِ المسلمينَ.


اللهُمَّ آمنَّا في أوطانِنَا، وأصلحْ ولاةَ أمورِنا، اللهُمَّ وفِّق خادم الحرمين الشريفين، وولي عَهدِهِ لمَا تُحبُ وترضى، يَا ذَا الجلالِ والإكرامِ.

[1] خطبة الجمعة 20 /08 /1445هـ، للشيخ محمد السبر بجامع موضي السديري بالرياض.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.07 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]