(وَلَسَوْفَ يَرْضَى) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة ركعتين عند الإحساس بالضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          زكاة الأرض المعدة للتجارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أسباب تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أحكام اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          براءة كل من صحب النبي في حجة الوداع من النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 5888 )           »          ميتٌ يمشي على الأرض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          احفظ الله يحفظك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كلمات فواصل في استخدام وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2023, 10:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,720
الدولة : Egypt
افتراضي (وَلَسَوْفَ يَرْضَى)



(وَلَسَوْفَ يَرْضَى)









كتبه/ محمد خلف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقال الله -تعالى: (‌فَأَنْذَرْتُكُمْ ‌نَارًا تَلَظَّى . لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى . الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (الليل: 14-16).

فمِن رأفته -سبحانه- ورحمته بعباده: أنه حذَّرهم وخوَّفهم من النار المتوهجة شديدة الاشتعال والتوقد، وحذَّر مِن صفات مَن يدخلها كي يتجنبها عباده.

قال ابن كثير -رحمه الله- وقوله: "(لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى) أي: لا يدخلها دخولًا يحيط به من جميع جوانبه إلا الأشقى"، ثم فسَّره فقال: (الَّذِي كَذَّبَ) أي: بقلبه، (وَتَوَلَّى) أي: عن العمل بجوارحه وأركانه.

وكعادة القرآن الكريم بعد ما ذكر حال أهل الشقاء، ذكر حال أهل السعادة والتقى؛ ليرغبهم في صفاتهم ليتخلقوا بها فينجوا من النار، ويفوزوا بالسعادة والرضا من رب الأرض والسماء، فقال: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى . الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى . وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى . إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى . وَلَسَوْفَ يَرْضَى) (الليل: 17-21).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وقوله: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) أي: وسيزحزح عن النار التقي النقي الأتقى"، ثم فسَّره بقوله: "(الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) أي: يصرف ماله في طاعة ربه؛ ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا. (وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى) أي: ليس بذلُه ماله في مكافأة مَن أسدى إليه معروفًا، فهو يعطي في مقابلة ذلك، وإنما دفعه ذلك (ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى)" (تفسير ابن كثير).

وفي قوله -تعالى-: (ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى) في الإتيان بصفة الربوبية المتضمنة للإحسان والإنعام والتدبير والرعاية، ومع إضافة الضمير إلى الأتقى إشعارًا بمزيد عناية وتدبير وإحسان، وفيها إشارة وتعليم، فكما أنه الرب الكريم المنعم المحسن، المصلح شأنك، الذي يدبِّر أمرك؛ فهو وحده المستحق للعبودية والخضوع والإخلاص له، فلا يرجى ولا يخشى ولا يخضع إلا له.

وانظر إلى جميل الاقتران بالأعلى؛ فليس ثَمَّ شيء أعظم ولا أعلى منه لترجوه وتخلص له، فذلك من أعظم الأسباب لتحقيق الإخلاص لله -تعالى-؛ أن يستشعر العبد تمام منته وإحسانه وفضله عليه، وأن يستحضر كمال عظمته وعلوه وقهره -سبحانه- لكلِّ ما سواه مِن خلقه -جل وعلا-.

ثم ختم الله -سبحانه- هذه السورة المباركة بخاتمة بديعة، وعاقبة حميدة لأهل الإخلاص والبذل: أنه سيرضيهم -سبحانه وتعالى-، فقال: (وَلَسَوْفَ يَرْضَى)، ولم يعيِّن له هنا الجنة جزاءً له في مقابلة النار التي أعدَّها للأشقى، ولكن وعده بأن يرضيه بالجنة وغيرها، وأعظمه: رضوان الله تعالى عليه، فكما اجتهد في إرضاء ربه عوَّضه الملك الكريم بالعطاء الذي يرضيه وزيادة، وأكَّد ذلك باللام الموطئة للقسم، أي: وتاللَّهِ لَسَوْفَ يَرْضى بِما نُعْطِيهِ مِنَ الكَرامَةِ، والجَزاءِ العَظِيمِ، كما ذكر ذلك الشوكاني رحمه الله في "فتح القدير".


وقد ذكر غير واحد من المفسرين: أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-؛ حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك، ولا شك أنه داخل فيها، وأولى الأمة بعمومها، فإن لفظها لفظ العموم، وهو قوله -تعالى-: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى . الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى . وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى)، ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف، وسائر الأوصاف الحميدة.

فاللهم أعنا ولا تعن علينا يا أرحم الراحمين، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.28 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]