لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الافتراء والبهتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          (المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التأثير المذهل للقرآن على الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ما يلفظ من قول... إلا لديه رقيب عتيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهاية الرحلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من غشنا فليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع اسم الله العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تبرؤ المتبوعين من أتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 02:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,827
الدولة : Egypt
افتراضي لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم

لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم

محمد سيد حسين عبد الواحد


العناصر الأساسية:
العنصر الأول: سنام القرآن سورة البقرة .
العنصر الثاني: بقرة بني إسرائيل والتشديد على النفس .
العنصر الثالث: وقل جاء الحق وزهق الباطل .
الموضوع :
أيها الإخوة الكرام: إن أعظم سورة في القرآن الكريم سورة الحمد لله رب العالمين ، ما أنزل الله تعالى في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها .
تأتي بعدها في العظمة مباشرة سورة البقرة ، أعلى سور القرآن شرفا وأرفعها قدرا سورة البقرة ، هي سنام القرآن كما سماها النبي عليه الصلاة والسلام ..
أخرج مسلم رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : « بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فجاء ذلك الملك فَسَلَّمَ، وَقالَ: يا رسول الله أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ» .
من عظمة وبركة سورة البقرة أنها أكثر سور القرآن حروفا وكلمات وآيات وأجزاب وأجزاء وصفحات ، وفي سورة البقرة أطول آية في القرآن الكريم ( آية المداينة ) وفيها أعظم آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «(مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخولِ الْجَنَّةِ إِلا أَنْ يَمُوتَ)»
من عظمة وبركة سورة البقرة أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا تسكنه الشياطين ولا تأكل فيه ولا تدخله قال النبي عليه الصلاة والسلام :
( «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» )
ومن عظمة وبركة سورة البقرة أنها تأتي يوم القيامة مع سورة آل عمران تشفعان لم حفظهما ولمن قرأهما ولمن عمل بهما ، نبهنا إلى ذلك الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ..
" « اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» ، «اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ؛ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا» ، « اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ » "
والسؤال لماذا سورة البقرة ؟
لماذا دعينا بهذه القوة لأن نحفظها ؟
لماذا نقرؤها كل يوم في بيوتنا ؟
لماذا أمرنا أمرا أن نحولها في حياتنا إلى واقع عملي وإلى منهج حياة ؟
والجواب / لأن سورة البقرة :
حفلت بالحديث عن عقيدة المسلم عقيدة التوحيد وإخلاص العبادة لله رب العالمين ، وفيها الحديث أيضا عن شريعة الله عز وجل التي أمرنا أن نحافظ عليها وفيها الحديث عن الصلاة المكتوبة وضرورة إقامتها في وقتها وذلك في تسع مواضع من سورة البقرة ، وفيها الحديث عن الزكاة المفروضة ، زكاة المال ، وزكاة الزرع والثمر , وفيها الحديث عن صيام رمضان وضوابطه وشروطه وأحكامه ، وفي الحديث عن الحج وأنواعه ومناسكه ..
وفي سورة البقرة حديث طويل عن بني إسرائيل ، وعن مساوئ بني إسرائيل ، وفيها تلخيص لحياة بني إسرائيل على أرض سيناء ، وفي سورة البقرة حديث عن أذية بني إسرائيل لسيدنا موسى عليه السلام ، وقد أمر الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يتعلم ويقتدي في سعة الصدر وطول النفس والصبر الجميل بأولي العزم من الرسل وعلى رأسهم سيدنا موسى عليه السلام..
لماذا سميت سورة البقرة بسورة البقرة ؟
سميت سورة البقرة بسورة البقرة لأن أعجب وأبرز ما ورد فيها حديث القرآن عن بقرة بني إسرائيل..
حديث ساقه الله تعالى إلينا لنتعلم من أخطاء غيرنا ، حديث ساقه الله تعالى إلينا لنأخذ منه العظة والعبرة إذ السعيد من وعظ بغيره ، وما كان ربك ليهلك القرى وأهلها مصلحون ..
{{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }}
أحداث وقعت على أرض سيناء بعد خروج بني إسرائيل من مصر وفي زمان التيه وكانت بحضرة سيدنا موسى عليه السلام ..
{{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }}
قصة بقرة بني إسرائيل هي: مثال حي على صدق سيدنا موسى عليه السلام ..
قصة بقرة بني إسرائيل : دليل وبرهان على أن الله تعالى قادر على إحياء الموتى ..
قصة بقرة بني إسرائيل : تعلمنا طبيعة اليهود التي امتزجت بالكذب والغدر والخيانة والطمع والعناد..
قصة بقرة بني إسرائيل : تعلمنا أن من شدد على نفسه شدد الله تعالى عليه..
الأصل في قصة بقرة بني إسرائيل أن رجلا من بني إسرائيل، كان غنياً، ولم يكن له ولد، وكان له قريب سيرثه بعد موته، فاستعجل الميراث فقتله ، ثم ألقاه على مفترق الطريق، وأتى موسى فقال له: إن قريبي قُتل، وأتي إلي أمر عظيم، وإني لا أجد أحداً يبين لي من قتله غيرك يا نبي الله..
فنادى موسى في الناس: أنشد الله من كان عنده من هذا علم إلا بينه لنا. فلم يكن عندهم علمه. فأقبل القاتل على موسى، فقال: أنت نبي الله، فاسأل لنا ربك أن يبين لنا. فسأل ربه، فأوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة وأن يضربوه ببعضها ليبعث من مرقده فليشهد على قاتله ..
{{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }}
( كان يكفيهم أن يصبحوا أي بقرة لكنهم ضيقوا واسعا )
{{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ }}
(كان بوسعهم أن يذبحوا أي بقرة لا كبيرة ولا صغيرة لكنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم)
{{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ }}
(وهنا شددوا أكثر فشدد الله عليهم أكثر )
{{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ، قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ }}
كانت تكفيهم أن يذبحوا أي بقرة ، لكنهم شددوا على أنفسهم فسألوا عن البقرة وعن لونها وعن صفتها الخلقية والخلقية فضيقوا على أنفسهم حتى انحصرت صفات البقرة في بقرة واحدة كانت ليتيم فساوموه عليها فأبى إلا أن يبيعها بملئ جلدها ذهبا ، ولو أنهم لم يقدموا مشيئة الله فقالوا {{وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}} لما اهتدوا إليها .
قال الله تعالى: {{ وإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }}
قيل ضربوا المقتول بلسان البقرة ، وقيل ضربوه بذيل البقرة ، وقيل غير ذلك ، لكنهم على كل حال ضربوه فأحياه الله تعالى فدلهم على قاتله ثم عاد فمات ..
أما الحكيم العليم سبحانه وتعالى فبرهن على طلاقة قدرته في إحياء الموتى ..
أما موسى فأيده الله تعالى بمعجزة من المعجزات ..
وأما القاتل فقتل قصاصا ، فمن قتل يقتل .
وأما بنو إسرائيل فلم تزل قلوبهم قاسية لا تتأثر بالمعجزات ولا بالآيات ..
{{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}}
قصة بقرة بني إسرائيل قصة واقعية ، تضرب لبيان معاناة سيدنا موسى مع بني إسرائيل ، وتذكر في بيان أن المراوغة والغدر والخيانة والكذب صفات أصيلة في بني إسرائيل ، وفي بيان أن من شدد على نفسه شدد الله عليه ، ومن ضيق على نفسه ضيق الله تعالى عليه ..
عن سهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَأَبُوهُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِالْمَدِينَةِ - فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي صَلَاةً خَفِيفَةً دَقِيقَةً كَأَنَّهَا صَلَاةُ مُسَافِرٍ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ أَبِو أمامة : يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الصَّلَاةَ ؛ الْمَكْتُوبَةُ أَوْ شَيْءٌ تَنَفَّلْتَهُ ؟ قَالَ : إِنَّهَا الْمَكْتُوبَةُ، وَإِنَّهَا لَصَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَخْطَأْتُ إِلَّا شَيْئًا سَهَوْتُ عَنْهُ. .
يقول أنس : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : " لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ ؛ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارِ : ثم قرأ : { { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ }} ".
إذا رجعت إلى أصل التشريع الإلهي سترى أن الله تعالى رفع الحرج عن عباده ، ويسر عليهم ، وخفف عنهم ، وما كلفهم فوق ما يطيقون في الأمور كلها ..
{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن لا يحرمنا خير ما عنده بسوء ما عندنا إنه ولي ذلك و مولاه وهو على كل شيء قدير .
الخطبة الثانية
بقي لنا في ختام الحديث عن بقرة بني إسرائيل كمثال يضرب لبيان قدرة الله ، وصدق الأنبياء ، وسوء أخلاق بني إسرائيل ، ولبيان أن الله تعالى وسع على الناس فعلى الناس أن لا يضيقوا على أنفسهم ..
نذر أحدهم أن يقوم الليل لا يرقد أبدا ..
نذر أحدهم أن يصوم الدهر لا يفكر أبدا ..
نذر أحدهم أن يحج ماشيا ..
على الإنسان أن لا يكلف نفسه فوق طاقته ، لأن الصحة لا تدوم ، والقوة لا تدوم ، وسنة الله في خلقه أن الضعف يأتي بعد القوة ..
بعض الصحابة قال أحدهم أنا أقوم الليل لا أرقد أبدا ، وقال الثاني وأنا أصوم الدهر لا أرقد ابدأ ،وقال الآخر وأنا أعتزل النساء لا أتزوج ابدا
أما رسول الله فقد وصله وبلغه ما قالوا ، فأتاهم وردهم عن هذا التشدد فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟
قالوا نعم .
قال والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أقوم وأرقد ، وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ..
وفي الختام أود أن أقول :
إن أنفس ما نستفيده اليوم هو بيان أن الحق مهما طال طمسه ، ومهما كانت درجة التكتم عليه ، وإنكاره لا بد في يوم من الأيام أن يظهر وأن يعلو في النهاية ، وأن الباطل مهما ظهر ، ومهما طال انتفاشه لا بد أفي يوم من الأيام أن ينهزم وأن يندحر.
{{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}}
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينصر الحق وأهله إنه ولي ذلك و مولاه وهو على كل شيء قدير.
----------------------------------









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]