يستمتع بعمله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 194 - عددالزوار : 118970 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 202 - عددالزوار : 136812 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 27301 )           »          وجوب نصرة الدين والسعي في نصرة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الصبر على الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حصر الواقع ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حديث عجيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فمِنكَ وحدَك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          علة حديث: (من غسَّل واغتسل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2021, 03:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,716
الدولة : Egypt
افتراضي يستمتع بعمله

يستمتع بعمله


أسامة طبش







نسماتُ الفجرِ المنعشةُ تلفحُ وجهَهُ، نهضَ في الصباح الباكرِ وأدَّى صلاته، يهيِّئ الآن أغراضَه قاصدًا العملَ، هذه هي أجملُ الأوقات بالنسبة إليه، بدايةُ اليوم بنشاطٍ وتوقد، يُخلص النية، ويحزم الإرادة، ويتسلح بالعزيمة.


وجهتُه المدرسةُ التي يعمل بها، عندما يَلِجُ القسم ينسى كلَّ شيءٍ، هموم الحياة ومتاعبها، ضغط الدوام وإرهاق العمل، غلاء الأسعار وضيق العيش، يتعامل مع تلاميذه بأُلفةٍ وود، يرحم براءتهم ويكون صارمًا وحازمًا لصياغة شخصياتهم، والدرس الذي يشرحه أهمُّ أمرٍ بالنسبة إليه، الدقيقة والثانية وجزء الثانية: قيمتهم كبيرة عنده، لو جلسَ على كرسيه للحظة واحدة، أحسَّ بأن الأمورَ ليست على ما يرام، فيفترض أن تنتهي الحصةُ ولا ينتهي الدرس والشرح والمعلومات والنقاش وتبادل الرؤى والأفكار.


في بداية كل حصة، يوجِّه إلى تلاميذه نصائحَ عن الأخلاق والانضباط، فلم يزالوا صغارًا، ترتسم على تقاسيمِ وجوههم معالمُ المراهقةِ والبراءةِ، يلزمهم دومًا موجهًا وناصحًا أمينًا، ويذكرهم المرة تلو الأخرى بأن هذه الكلمات سيعلمون قيمتها عندما تمر بهم السنواتُ ويكبرون، وكم كان وقع تلك الكلمات إيجابيًّا عليهم! فرغم صغر السن وحداثة الأسنان وطيش المراهقة، فإن أذهانَهم تتفتَّقُ لفهم ذلك، ويأخذونه بالحسبان وفي الاعتبار.


إرضاءُ الضمير غايةٌ لا تدرك؛ ولهذا يكد ويتعب، ويتصبب من جبينه العرق، وتتَّسخ يداه، كلُّ ذلك لأجل إسكاتِ وخز الضميرِ، إنه الإخلاص لوجهه تعالى، فالجهودُ المبذولة كلما عظُمت وزادت، زادت زادَه عند خالقه، يعلم جيدًا هذه المعاني، وهي التي تدفعه إلى الاجتهاد.


يحاول تحسينَ أسلوبه في الشرح، وجذب انتباه تلاميذه، بأساليبَ محببة مشوقة إلى النفس، يدرك أن طريقتَه في عرض الدرس تلعب دورًا مهمًّا في فهمه، وعى ذلك وسعى إلى تثقيف نفسه وإصلاح هفواته، فلا يخلو إنسان من مثالب.
ينشد المثالية، فبدأ يتلمس سبيلها، وأخذ يستزيد من نورها الوهاج، الذي أضاء له ظلماته فاستحالت نورًا ساطعًا.


تمرُّ به الأيام، وهو يعيشُ كلَّ يومٍ بيومِه، كل يوم يحمل إليه الجديد، وأسرارًا كانت خافيةً عليه، إنه يكتشف الإنسانَ في جسد الطفل الصغير وروحه، فيدفعه ذلك إلى معرفة نفسه، وكيف كان صغيرًا، ويحاول قدر إمكانه أن يكون على قدر المسؤولية، ويتحمل الحملَ الثقيلَ الذي يقع على عاتقه، ويؤدي دورَه المنوطَ به كما يجب عليه.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.16 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]