أسباب كون العلم ضرورة شرعية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086054 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174577 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-07-2021, 01:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي أسباب كون العلم ضرورة شرعية

أسباب كون العلم ضرورة شرعية


محمود العشري




إنَّ قضية التعلم أو طلب العلم قضية أساسية لكلِّ مسلم، وتأتي هذه الأهمية بعد قضية الإيمان بالله، فأول واجب على كل مسلم الإيمان، ويليه العلم؛ ولذلك بوَّب الإمام البخاري في صحيحه: "باب العلم قبل القول والعمل"؛ لأنك بالعلم تُصحِّح عقيدتك وتصحِّح عملك، فالتعلُّم هو الوسيلة التي يتمكَّن بها المُكلَّف من تصحيح إيمانه ومن تصحيح عمله، فيجب على المسلم أن يؤمن أولاً وقبل كل شيء إيمانًا مُجمَلاً، ثم بعد ذلك يَسعى وينهَض لطلب العلم؛ فإن العلم من المصالح الضرورية؛ بحيث لو فاتت تلك المصالح لآلت حال الأمة إلى الفساد، ولحادَت عن الطريق الذي أرادَه لها الشارع الحكيم؛ ولذا كان العلم ضرورة شرعية.



أسباب كَون العِلم ضرورة شرعية:

1- لأنه يدلُّ على معرفة الله - سبحانه وتعالى - وما يستحقُّه من الأسماء الحُسنى والصفات العُلى، وهذه المعرفة تستلزم إجلاله وإعظامه، وخشيته ومهابتَه، ومحبَّته ورجاءه، والتوكُّل عليه، والرضا بقضائه، والصبر على بلائه.



والعِلم يدلُّ على معرفة ما يُحبُّه الله - سبحانه وتعالى - ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وما يكره ويسخَط منها.



2- الجَهل المُطبِق بالإسلام، وعدم تطبيق الإسلام إلا ما صحَّ عادة وتقليدًا يتبعه المجتمع، ونتَج عن ذلك حالة الجمود والغربة عن الدين في نفوسِ أهله، حتى صارت عندهم قابليَّةٌ للاستعمار، فسيطر المُستعمِر على عقولنا وديارنا ومُقدَّساتنا وأقواتنا، والجهل مِن أعظم أسباب تأخُّر المسلمين؛ فإن فيهم مَن لا يُميِّز بين الخمر والخلِّ.



3- حاجتنا إليه لا تقلُّ عن حاجتنا إلى المأكل والمشرب والملبَس والدواء؛ إذ به قوام الدنيا والدين.



4- ظهور البدع الشركية وتفشِّيها في المجتمع الإسلامي، وما أُدخل في الدين من قول العلماء على أنه شرع ثابت.



5- انتشار المذاهب الهدَّامة، والنِّحَل الباطلة؛ مثل: القاديانية، والبهائية، والبابية، والتنوير، والتجديد الفكري، والعقلانية، وأيضًا ظهور الانتماءات المنافية للإسلام؛ مثل: القومية العربية، الفِرعَونية، الفارسية، وما حدث ذلك في المجتمع إلا لأنها وجدت قلوبًا خالية فتمكَّنتْ منها، فإن القلوب التي لا تتحصَّن بالعلم الشرعي تكون عرضة للانخداع بالضلالات، والوقوع في الانحرافات؛ فالفقه في الدين عصمة من الفتن، كما كان كثير من مشايخنا الأفاضل يُكرِّرون لنا ذلك في معهد البخاري.



6- كثرة الشبهات والافتراءات التي أثارها أعداء الإسلام - في العصر الحديث - ومَن وافقهم من المُستغربين؛ مثل: حرية المرأة، والاختلاط، وعدم تطوُّر الإسلام وجموده.. إلى آخر هذا القاموس.



7- عدم فَهمِ الشريعة وأحكامها فهمًا واسعًا شموليًّا كما فهمَه الصحابَة، حتى أصبَح مفهوم الإسلام عند كثير مِن المسلمين هو: الصلاة، وقراءة القرآن، وإتيان بعض العبادات الأخرى.



وسبب ضَياع الإسلام هو: انعِدام الرجال الذين يَجمعون شموليَّته؛ فإنه لما كان الحق ليس كائنًا مُتحرِّكًا بذاتِه، ولكنَّه مفهوم يُطبِّقه ويَحمله ويدعو إليه مَخلوق، كان لزامًا لسيادة الحق أن يَحمله دعاة وهُداة وجندٌ وحزب، ومِن أجلِ ذلك اهتمَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بصِناعة هؤلاء الأكابر، فكان يُرسِل الرجل فيَفتح الله - سبحانه وتعالى - على يدَيه أمة، فمَن منكم يُريد - بصدق - أن يكون داعية إلى الحق، أو هاديًا إليه، أو جنديًّا مِن جنوده، وفردًا في حزبه المُفلِحين؟



إننا بحاجَة إلى صناعة رجال يَحملون راية الدِّين ومسؤولية الدعوة، نَحتاج إلى صناعة رجل إذا سار في الشارع، فبمُجرَّد هيئته يكون دعوة، ثم بالتعامل يكون قدوة، ثمَّ بالاقتراب والتِماس معه يَصير أمة، وهذا ما يُسمى: "إيجاد النموذج وتوسيع القاعدة".



نَحتاج إلى رجل كهذا الرجل؛ رُبِّي، ظاهره كباطنِه، مُخبِت وزيادة، في البيت ابن بارٌّ، يُقبِّل يدَ أبيه ورجلَه، وأمه كذلك، وهو زوج يَقوم بحقوق الزوجية؛ يُكرِم زوجته ولا يُهينها، ويُعلِّمها ويُربِّيها، وهو قوام غيور، يَستطيع أن يُقيم حدود الله في بيته، ثم هو مع إخوانه أخٌ طيِّب؛ مُحسن إلى الإخوة، رفيق بهم، ليِّنٌ معهم، ذليلٌ لهم، ثم هو في طلب العلم لا يَفتر ولا يَكسل، بل علامة مجتهد، وفي الحديث حافظ، وفي القرآن من أهله ومِن أوائلهم، ثم هو صَوَّام قَوَّام ذَكَّار لله - سبحانه وتعالى - تالٍ للقرآن.



إن إيجاد مثل هذا الرجل لن يكون إلا بتربية تُتَعَهَّدُ، ومنهج يُسلك، ومُعلِّم يُتابِع، وإخوة ينصحون، وجهد وصبر وطول عهد، وبهذا يتمُّ بناء القاعدة الصلبة التي يقوم عليها المجتمع المسلم، وبهذا تتلاشى الصورة السيئة التي ارتسمَت في أذهان الناس، والتي تصدُّهم دائمًا عن الحق، وتقف في طريق إذعانهم له، وبهذا - أيضًا - يتم إيجاد رجال يَجمعون شمولية الدين؛ لأن انعدامهم هو الذي سبَّب ضياع الإسلام.



8- لوضوح الهدف: فلقد كانت الأهداف المرحلية واضحة تمامًا في السيرة، وكانت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - مُرَكَّزَةً وواضحة؛ في البداية دعوة الناس جميعًا إلى عبادة الله وحده وترك ما يُعبد من دون الله مِن أصنام وطواغيت وأهواء وشهوات، ثم انتقل إلى مرحلة البحث عن مكان آمِنٍ للدعوة وأهلها، ليكون مُنطلقًا للتمكين في الأرض، فيسَّر الله له يَثرِب، ودخل أهلها في دين الله، ثم انتقلت الدعوة إلى الدولة، ثم انتقلَت الدولة إلى مرحلة الجهاد الدفاعي، ثم في النهاية انتقلت إلى مرحلة الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله.



إن هذا الوضوح والإصرار جعل كثيرًا من العرب يُعجبون بالدعوة وصاحبها؛ فإن الإصرار على الحق والدفاع عنه لا بد أن يوقِظ الناس، فإذا أردتَ لدعوتك أن تكون قوية مؤثِّرةً تجمَع عليها الناس يؤيدونها ويُناصِرونها، فعليك أن تكون واضحًا في عَرضِها وعَرضِ أهدافها.



9- لوحدة الصف ووحدة المنهج؛ وأعني بذلك تجمُّع أصحاب المنهج الواحد - منهج خير القرون - وليس تجمُّعًا يُرضي الجميع بالتساهُل في شيء من شريعة الله، فهذه مِن مداخل الشيطان التي ظاهِرُها الخير وتأليف القلوب، وباطنها تجمُّع هشٌّ لا يَصمد في وجه التحديات الداخلية والخارجية؛ فهؤلاء الكفار يَمكُرون في الليل والنهار، ولا يَملُّون من كثرة الاجتماعات، وكثرة المُناقَشات، وتقليب وجهات النظر للاستقرار على أمر يريدونه، أَيَطلُب أهل الباطل عملهم بجدٍّ، ونحن نَطلُبه ببطء وتراخٍ؟! يقول عمر - رضي الله عنه -: اللهم إني أشكو إليك جلَد الفاجر وعجز المؤمن.



10- لشرف العلم؛ وشرف العلم لا يَخفى؛ إذ هو المُختصُّ بالإنسانية، فجميع الخصال - سوى العلم - يَشترِك فيها الإنسان وسائر الحيوانات؛ كالشجاعة، والجرأة، والإقدام، والقوة، والشفقة، وغيرها، وبه أظهر الله فضل آدم على الملائكة، وأمرَهم بالسجود له.



وأَنقُل إليك وصيةً لصحابي جليل - معاذ بن جبل رضي الله عنه - كلمات دافِعة، تبعَث الحياة في كل جسم ولو كان مريضًا هامدًا، قال معاذ - رضي الله عنه -: "تعلَّموا العلم؛ فإنَّ تعلُّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمَه لمَن لا يَعلمه صدقة، وبَذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل أهل الجنة دار السلام، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغُربة، والمحدِّث في الخلوة، والدليل على الدين، والمُعين على السراء والضراء، والسلام على الأعداء، والزَّيْن عند الأَخِلاء، يرفع الله به أقوامًا فيَجعلهم في الخير قادة وأئمَّة، تُقتفى آثارهم، ويُقتدى بفعالهم، ويُنتهى إلى رأيهم، ترغَب الملائكة في خلَّتِهم، وبأجنحتها تَمسحُهم، يَستغفِر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه؛ لأن العلم حياة القلوب مِن الجهل، ومصابيح الأبصار من الظُّلَم، يبلغ به العبد منازل الأخيار والدرجات العُلى في الدنيا والآخرة، مدارسته تعدل القيام، به تُوصَل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام، وهو إمام العمل، يُلهمه السعداء، ويُحرَمُه الأشقياء".


يقول لقمان لابنه: "يا بنيَّ: إن الحِكَم أجلست المساكين مجالس الملوك".



11- لأن طلب العلم فريضة؛ حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الطبراني في معجميه الكبير والصغير، والخطيب في تاريخ بغداد، وصححه الألباني -: ((طلب العِلم فريضَة على كل مسلم))، وفي رواية: ((على كل مؤمن)).



12- لتَحصيل فضائله الكثيرة التي سبَق بعضها، وأذكر الآن منها بعضًا آخَر، مؤكِّدًا على أنه لا يُحصَر فضل العِلم: قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لكُمَيل - وهو في تهذيب الكمال -: "احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة؛ فعالِم رباني، ومتعلِّم على سبيل نجاة، وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق، يَميلون مع كل ريح، لم يَستضيئوا بنور العلم، ولم يَلجؤوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يَحرسك، وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل، والمال تُنقصه النفقة، ومحبة العالم دين يُدان بها، باكتساب الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته، وصنيعة المال تَزول بزوال صاحبه؛ ماتَ خُزَّانُ المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة".



فللعلم مقام عظيم في شريعتنا الغراء، وأهله هم ورثة الأنبياء، وفضل العالِم على العابد كما بين السماء والأرض؛ فعن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي، فقال: حديث بلغَني أنك تُحدِّثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أما جئتَ لحاجة؟ قال: لا، قال: أما جئتَ لتجارة؟ قال: لا، ما جئت إلا في طلب هذا الحديث، قال: فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من سلك طريقًا يَبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنَّة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومَن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضلُ العالم على العابد كفَضلِ القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورَثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم، فمَن أخذ به أخذ بحظٍّ وافر))، والحديث رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني.



والعلماء هم أُمَناء الله على خلقه، وهذا شرف للعلماء عظيم، ومحلٌّ لهم في الدين خطير؛ لحِفظهم الشريعة من تحريف المُبطِلين، وتأويل الجاهلين، والرجوع والتعويل في أمر الدين عليهم؛ فقد أوجب الحق - سبحانه وتعالى - سؤالهم عند الجهل فقال: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، وهم أطباء الناس على الحقيقة؛ إذ مرض القلوب أكثر من مرض الأبدان، فالجهل داء، وكما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه أبو داود، وابن ماجه، وصححه الألباني: ((فإنما شفاء العيِّ السؤال)).



وإن المتتبِّع لآيات القرآن وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ليَجدها تَفيض بالحثِّ على طلب العلم وبيان خطورته وأهميته، ومن ذلك:

1- قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، فأهل العلم هم الثقات العُدول، الذين استشهد الله بهم على أعظم مَشهود؛ وهو توحيده، وكَفى بذلك منقَبَة لهم.



2- العلم نور يُبصر به المرء حقائق الأمور، وليس البصر بصر العين، ولكن بصر القلوب: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، ولذلك جعَل الله الناس على قسمَين؛ إما عالم وإما أَعمى؛ فقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ﴾ [الرعد: 19]، ولهذا عبَّر الله بالفعل "رأى" دلالة على العِلم؛ فقال: ﴿ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ﴾ [سبأ: 6]، فلم يَقُلْ: ويعلم، وهذه - والله أعلم - إشارة إلى العلم وأثره في القلوب التي صارَت به تُبصِر وترى الحق، ولا يَلتبس عليها بالباطل.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 95.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.27 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.75%)]