العشـر الثوائــر !الشيخ حامد العلى حفظه الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لا تغفل عن الدعاء لإخوانك المنكوبين في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أنتم يومئذ كثير؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          موازينٌ مقلوبة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدعاء على اليهود ومن عاونهم على حبس المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          اشتدي أزمة تنفرجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الذكاء الاصطناعي من منظور إسلامي: فرص وتحديات أخلاقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2011, 08:10 PM
الصورة الرمزية المسلمة الملتزمة
المسلمة الملتزمة المسلمة الملتزمة غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
مكان الإقامة: راحلة الى الله "فأدعوا لى "
الجنس :
المشاركات: 2,962
افتراضي العشـر الثوائــر !الشيخ حامد العلى حفظه الله

العشـر الثوائــر !



حامد بن عبدالله العلي

عندما تقول هذه الأمـَّة للطاغيـة : إرحــل ، فإنها حقـَّا أمَّـة الخيـر ، والعـدل التي تستحق جائـزة ليلة القـدر .

إنَّ العالـم بأسـره فيما سيأتي ، على ميعاد من نـور ، مع بؤبؤ عين الدهـر ، وعاصمته الزمانية ، وقطـب رحى الأيـام ، وخلاصـة الساعات والأعـوام .

وما فضِّلت العشر الأواخر إلاَّ لأنها كالحـرم لهذا الليلة ، فهي تحـفُّ بها ، كما يحـفُّ الحـرم بالبيت العتيـق عاصمة النور المكانيـّة على أميـال منه.

إنها ليلة القدر التي عظَّمها الله تعال في القرآن غايـة التعظيـم ، قائلا عـزَّ من قائـل : ( وما أدراك ما ليلةُ القدر ، ليلةُ القدر خيرٌ من ألفِ شهر ) .

وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مِرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ) خرجه النسائي وغيره .

إنها ليلة القدر التي أهداهـا الله تعالى جائزةً لهذه الأمـَّة أولاً ، وجائزة للصائمين ثانيـاً ،

فكما أنَّ لكلِّ مجتهد في الخدمة مكافأة يُخَصُّ بهـا ، أعطـى الله تعالى للصائمين الذين حرموا أنفسهم لـذَّة الشهوات ، وأحيوا ليلهم بتلاوة القرآن ، وأطاعوا ربهم غير معترضين على أمره ، وانقادوا لشريعته مؤثرين رضاه على مُتَع الدنيا ،

أعطاهم هذه الجائزة الجزيـلة ، والمكافأة العظيـمة ، وهي مضاعفة عملهم الصالح هذه الليلة حتى يصير أكثر من عمل أعمارهم كلِّها ، وزيادة مغفرة الذنوب ، كما في الحديث ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .

ولهذا جُعلت ليلة القدر في الثلث الأخير من الشهر ، فالجوائز تعطى في الخواتيـم .

وأما كونها جائزة لهذه الأمة ، فلأنهـا أمَّـة الثورة على الباطل ، والظلمات ، والضلال ، والطغيان ،

فاستحقـَّت أنَّ يُهديها ربها هذه الليلة العظيمـة ، ليضاعف ثوابها مضاعفةً تفوقُ أعمـار أفرادها .

وأما كونها أمـةَ الثورة على الطغيان ، فقد قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ، وقال ( وكذلكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) ، وقال ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) ،

فما صرنا خير أمّة إلاّ لأنّنا نغيـِّر الواقع بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وأعظم المعروف هو العدل ، وإصـلاح الناس والبـلاد ، وأعـظم منكر هو الطغيان في الأرض ، وإفسادها بالظلم ، والجور على العبـاد .

وما جُعلـت الأمَّة الوسط ، أي الخيـار ، إلاّ لأنهـّا تشهد بالحقّ على كلِّ شيء ، على الهدى ، والعدْل بأنـه هدى ، وعـدل ، وعلى أهله بأنهم المهتـدون ، المقسطون .

وعلى الضلال والطغيان ، بأنّه ضلال ، وطغيـان ، وعلى أهله بأنهم الضالون ، الطغـاة .

ولهذا يكونون هم الشهود على جميع الأمـم يـوم القيامة ، كما روى أحمد وابن ماجه وغيرهما عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ , وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلانِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَيُدْعَى قَوْمُهُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : لا ، فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ , فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ؛ فَيُدْعَى مُحَمَّدٌ ، وَأُمَّتُهُ ؛ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَ هَذَا قَوْمَهُ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ؛ فَيُقَالُ : وَمَا عِلْمُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جَاءَنَا نَبِيُّنَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قَالَ : يَقُولُ : عَدْلا ، لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ).

وقال الإمام ابن كثيـر رحمه الله : ( والوسط ههنا الخيار والأجود , كما يقال : قريش أوسط العرب نسباً ، وداراً ، أي : خيارها , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً في قومه , أي أشرفهم نسباً , ومنه : الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات ، وهي صلاة العصر ، كما ثبت في الصحاح وغيرها ) .

وليس معنى ( الوسط ) في الآيـة الذبذبة بين الحقِّ والباطل ، والمداهنة في الدين ، بعدم الإنحياز لأحكامه ، ولعقيدة المؤمنين ، إرضـاءً للطغاة ، وأنظمـةَ الظلم ، ومَنْ وراءهم مِنَ المستكبرين في العالم ، كما تروِّج له الفرقة الإنبطاحيّة الإستخباراتيّة !

بل الأمـَّة الوسط هـي التي تقول للطاغية أنتَ طاغية ، فارحـل .

وتقول لمن يحكم ( بالعدل ، والإحسان ، وإيتاء ذي القربى ) : أنت عادل فاحكـم .

وفي ليلة القدر تتنـزَّل الملائكة والروح ، وهو رئيس الملائكة جبريل عليه السلام ، ملك الوحـي الذي نزل بالقـرآن ، إلى الأرض ، محتفلين بميعـاد أول ليلة نزل فيها جبريـل عليه السلام بهذا الكتـاب المجيـد ،

وكان أوّل مانزل به ، آياتُ التعليم التي قال فيها سبحانه : ( اقرأ بإسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقـرأ وربُّك الأكرم ، الذي علّم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلـم ) .

فماذا كان أوَّل علم بعد قوله : ( علَّم الإنسان ما لم يعـلم ) ؟

إنـَّه الثورة ضـد الطغيان الإنساني ، بأداة الزجـر ( كـلاّ ) ، ( إنَّ الإنسان ليطغـى ) .

إنَّ ليلة القدر ما عُظِّمـت إلاَّ لأنها نزل فيها القرآن العظيـم ، والقرآن لم ينـزل إلاّ للثورة على طغـاة الأرض ، وإزالـة طغيانهـم ، وإحلال العدل مكانـه.

ثـمَّ لم يكد يطرق قلبَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلّم هذا التعليم الربانـي ، حتى ذهبت به خديجـة رضي الله عنها ، إلى ورقة بن نوفـل رضي الله عنه ، فأعطاه الدرس الثاني في الثورة على الطغيـان ،

وأنبأه أنـّه جـاء بالناموس الذي يواجه الطغـاة ، وأنهم سيحاربونه ، ويخرجونه ، فأوحى الله تعالى إليه كما في الحديث القدسي : ( اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا أَخْرَجُوكَ , وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ , وَأَنْفِقَ فَسَنُنْفِقُ عَلَيْكَ , وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثُ خَمْسَةَ أَمْثَالِهِ , وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ ) رواه مسلم .

تتنـزَّل الملائكة وعظيمها جبريـل ، لتتذكـر ذلك الميعاد العظيم ، وتشهد في الليلة التي يُفـرق فيه كلُّ أمـرٍ حكيم ، مسيرة هذه الأمـَّة ، من تلك الليلة العظيـمة ، وعبـر الأعـوام ، إلى هذا العـام .

إنـَّه التقريـر السماوي السنـوي عن هذه الأمّـة .

وأحسبُ لو كانت سترتفع شاهدةً على هذه الأمـَّة في هذا العام المبارك ، فإلى ربهّـا حاملةً معها الدعـاء في مساجد المسلمين ، ودماء شهـداء المؤمنيـن .

ستقول : _ والله أعلم منها بما تقول _ ياربَّنـا إنَّ أمـَّة القـرآن باتت تختـلف رمضـان هذا عمّـا مضـى ،

فإنـّها غـدت تتلو كتابك في صلاتـها ، ثـم تنطـلق إلى الحياة لتزلـزل عروش الطغـاة .

إنَّهـا تحـيي العشـر الثوائـر ، كما تحيي العشـر الأواخـر ،

وقد نهضـت من نومـها ، واستيقظـت من سباتـها ، واستعـلنت بحقها ، وكسرت حاجز الخـوف ، واستعـلت على الخـلود إلى الأرض ، وانطلقت تنشـد الحريـة من ربقـة الطواغيـت .

إنها اليوم أمـَّة القــرآن التي تقوم بـه في الحياة ، كما تقوم به في الصـلاة ، وتقرأه في المحاريـب ، لتحمله مشعل هداية للبعيد والقريـب .

فالحمد لله رب العالمـين .

الحمد لله الذي أقـرَّ أعيـننا بشهود تباشيـر نهضة الأمة في ليلة القدر هذا العام ، ونسأل الله تعالى أن لاتأتيـنا ليلة القدر المقبلة إلاَّ وأمتنا قـد استكملـت نهضتها ، ويممـَّت وجهها شطـر الوحـدة ، وتوجَّهـت إلى المجـد ، وسارت في طريـق العـزِّة ، وإسلامها هو حاديـها ، وقـرآنها هو هاديها ، وربها حسبها وكافيها على من يعاديـها .

آمين وحسبنا الله ، ونعم الوكيل ، نعـم المولى ، ونعيـم النصيـر
__________________
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.42 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]