صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4987 - عددالزوار : 2106682 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4566 - عددالزوار : 1384087 )           »          إيران عدو تاريخي للعرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 153 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 975 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 11587 )           »          إيقاظ الأفئدة بذكر النار الموقدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 173 )           »          علة حديث: (يخرج عُنُقٌ من النار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 156 )           »          علة حديث: (من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 166 )           »          الأنفصال العاطفي بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 180 )           »          مقاومة السمنة في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 165 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 17-06-2012, 10:59 PM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,867
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

سواد الليل يجلوه الصباح
وذل الوجه يمحوه السلاحُ ومن يرتع بمرعى الظلم يوماً
تؤدبه الصوارم والرماحُ وللمظلوم حق يقتضيه
وإن غارت بلبته الجراحُ ومهما حاول الطاغوت كيداً
لدين الله بادرهم كفاح ورام الروم للإسلام كيداً
يظن الروم أنا نستباح يظنون الفوارس في سبات
وأن الأسد يفزعها نباح تركناكم على اليرموك صرعى تنازعكم نسور والسراح ومعتصمٌ وهارونٌ غزاكم
وفي حطين حطمكم صلاح وفي الروس الجبابر خير وعظ
فإن الاتعاظ بهم يباح فمزقنا أواصرهم فصاروا
كأعشاب تذرّيها الرياح وقوضنا بأمريكا صروحاً
أأنكرتم وهل تخفى براح غزوناكم بأجنحة المنايا
ولم يخطر ببالكم الطلاح على صهواتها فرسان عز
ترى أن اعتناق الموت راح فعانقت الصروح عناق غيظٍ
فخرت إذ ألم بها الجلاح دككناها بفضل الله دكاً
ودب القتل فيكم والجراح ومعقد حربكم أضحى ركاماً
كسرنا أنفكم وهوى الطماح فلو عاينت بوشاًحين ينمى
إليه الرعب والخزي الصراح لقد واجهت إعصاراً شديداً
فخابت إن تواجهه الرياح وأما الحية الرقطا فذاقت
بلندن بأسنا وعلا النواح ونازلنا جموعكم كفاحاً
ببغداد فخانكم النجاح حصدنا منكم الآلاف مهما
تسترتم فخزيكم بواح وإن تأتوا إلى السودان يوماً
فأسد الله ديدنها الكفاح سنحصدكم بألغام وقنص
وتعلو فوق هامكم الصفاح وعقبى الكفر خسر ثم نارٌ
وعاقبة المضحين الفلاح


بارك الله فيك اختى الفاضله وجزاك كل خير
  #12  
قديم 17-06-2012, 11:51 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

اهلا بالاخ المحترم *رياض*
وفيك بارك الله وزادك يقينا وصبرا ولاحرمت الاجر باذن الله...
في حفظ الله
  #13  
قديم 18-06-2012, 05:09 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

اسمعوا
كلب يدافع عن النبي صلي الله عليه وسلم
http://media.masr.me/6g0RJBYskKI

ولكن عذرا يا رسول الله http://media.masr.me/5Miry0pAqW4
  #14  
قديم 18-06-2012, 05:10 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

مقطع مبكي ياامة محمد للشيخ خالدالراشد
إلا الحبيب يا عباد الصليب
http://media.masr.me/-28Mm...eature=related
  #15  
قديم 18-06-2012, 05:12 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش


القول الجلي في حكم من سب النبي

ها هي ذا دول أوربا تتواطأ وتتعاضد إمعاناً في العداء لأمة الإسلام والكراهية لرسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم،

فتشن حرباً سافرة على الأمة الإسلامية، متمثلة في نشر رسوم كاريكاتورية وقحة ساخرة من نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله

وسلم على صفحات عدد من صحف دولها، ابتداءً بالدنمرك ثمَّ تلتها النرويج وثالثتهم فرنسا ورابعتهم ألمانيا وغيرهم من دول أوربا التي

انظمت إلى ركب العداء السافر والتهكم المكشوف بديننا وعقيدتنا ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم.

فكان لزاماً على من بصره الله بالدين وحمل ميراث النبوة عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؛ أن يبين حكم الله عز وجل في هذا

الحدث، وأن يصدع بالحق كما هو الحق، وأن لا يخشى في الله لومة لائم، {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ

وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} [الأحزاب: 39].

بعيداً عن خطاب الخور، وحديث الملق، وبيان الهوان، الذي تمرغنا في حمأته ردحاً من الزمان، فما أقل ما قلنا كلمة الحق، وما أكثر ما

قصرنا في ذلك - إن لم يكن خوفاً فضعفاً - ونستغفر الله.

وأرى أن قد آن الأوان لنقولها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، كفارةً عما سلف من تقصير وعما أسلفنا من ذنوب ليس لها إلا غفران الله

ورحمته، علَّ ذلك يخفف عنا شيئاً من الإثم العظيم المتراكم من جراء سكوتنا جميعاً عن أداء أمانة البلاغ والقيام بمهمة الصدع وإغفال

جهاد البيان.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو سمعه، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن

يقول بحقٍ أو يذكر بعظيم) [خرجه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري].

وعليه، فإن الواجب على المسلمين جميعاً؛ الانتصار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن آذاه بقول أو فعل بكل ما يستطيعون، فو الله الذي

كرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأعلا مكانته وأجلَّ قدره؛ لبطن الأرض خير لنا من ظاهرها إنْ عجزنا عن أنْ ننصر نبينا ورسولنا

محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

نعم على المسلمين جميعاً إقامة حكم الله عز وجل فيمن سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو سخر منه.

وحكم الله عز وجل فيمن شتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأي كلمة لا تليق بمقامه الكريم، حكمه عند المسلمين كافة معروف، لا

يخالف فيه عالمٌ أو جاهل، بل لا يخفى على أجهل العوام؛ أنه مرتد خارج من ملة الإسلام تجري عليه أحكام المرتدين المعروفة.


إلا أن شاتم الرسول صلوات الله عليه وسلامه عليه حكمٌ آخر سوى حكم الردة وآثارها، وهو أنه يجب شرعاً قتله على سبيل الحد والعقوبة

- مسلماً كان أو غير مسلم - فشاتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يجب شرعاً قتله لجريمتين؛ جريمة الردة وجريمة الشتم لذاتها، فإن

ارتفعت جريمة الردة بالتوبة، لم ترتفع عقوبة الشتم، وهي القتل.

ولا يملك أحد من الناس كائناً من كان العفو عنها إلا رسول الله وحده صلى الله عليه وآله وسلم، وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى ولا يعيش

معنا في هذه الحياة الدنيا، ولا ينوب عنه أحد في ذلك قط, ذلك أن الحق له صلى الله عليه وآله وسلم؛ فله أن يستوفي وله أن يتركه، وليس

لأمته ترك استيفاء حقه من بعده.

فسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشتمه بكل كلام قبيح يوجب الإهانة والنقص والاستخفاف، وكذا كل فعل يدل على السخرية

والاستهزاء والتحقير، كل ذلك ردة عن دين الإسلام ناقض من نواقض الإيمان، موجبٌ لكفر مرتكبه ظاهراً وباطناً -سواءً استحل ذلك أو لم

يستحله - فهو كافر مشرك مرتد، كاليهود والنصارى، حلال الدم و المال بلا خلافٍ من أحد من المسلمين.

قال القاضي عياض في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى": (اعلم - وفقنا الله وإياك - أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وآله

وسلم أو عابه أو ألحق به نقصاً في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله، أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب له، أو

الازدراء عليه أو التصغير من شأنه أو الغض منه أو العيب له، فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب، وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى

مضرةً له، أو نسب إليه ما لا يليق على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجرٍ، ومنكر من القول وزورٍ، أو غيره

بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو غمضه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه، وهذا كله إجماع من الصحابة

وأئمة الفتوى، من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا).

إلى أن قال: (ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه - يعني ساب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - بين علماء الأمصار وسلف الأمة، وقد ذكر

غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره).

وهذا الحكم الفصل في الساخر بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ قد دل عليه كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

وفعل الصحابة رضوان الله عليهم وإجماع المسلمين كافة.




* * *

1) قال الله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 61]، إلى قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا

ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 63].

قال شيخ الإسلام بن تيمية: (إن إيذاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ محادة لله ولرسوله، لأن ذكر الإيذاء هو الذي اقتضى ذكر

المحادة، فيجب أن يكون داخلاًًً فيه، ودل على أن الإيذاء و المحادة كفر؛ لأنه أخبر أنَّ له نار جهنم خالداً فيها، ولم يقل هي جزاؤه، وبين

الكلامين فرق، بل المحادة هي المعاداة و المشاقة وذلك كفرٌ ومحاربةٌ، فهو أغلظ من مجرد الكفر، فيكون المؤذي لرسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم كافراً عدواً لله ورسوله محارباً لله ورسوله).

2) قال الله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ

لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ

طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} [التوبة: 64 - 66].

فهذه الآية نصٌ في أنَّ الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفرٌ، وعلى أنَّ من تنقص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاداً أو هازلاً كفر.




* * *

وأما دليل السنة:

3) فعن عبد الله بن عمر ومحمد بن كعب القرطبي وزيد بن أسلم وقتادة - دخل حديث بعضهم في بعض - أنه قال رجلٌ في غزوة تبوك: (ما

رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء)، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه القراء،

فقال له عوف بن مالك: (كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، فذهب عوفٌ ابن مالك إلى رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال: (يا

رسول الله إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب، نقطع به عناء الطريق).

قال ابن عمر: (كأني أنظر إليه متعلق بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنَّ الحجارة لتنكُب رجليه وهو يقول: "إنما كنا

نخوض ونلعب"، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ

إِيمَانِكُمْ}، ما يلتفت إليه وما يزيد عليه) [خرجه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما بإسناد حسن].

4) وعن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي

ويزجرها فلا تزدجر، فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتشتمه، فأخذ المغول - وهو سيف قصير رقيق -

فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها، فلما أصبح ذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فجمع الناس فقال: "أنشد الله رجلاً فعل ما فعل

لي عليه حقٌ إلا قام"، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتدلدل، حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "يا رسول الله أنا

صاحبها، كانت تشتمك وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تزدجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كانت

البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليه حتى قتلتها"، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

"ألا اشهدوا أنَّ دمها هدر") [رواه أبو داود والنسائي والدار قطني والحاكم، وهو حديث صحيح].

قال الخطابي معلقاً على هذا الخبر: (وفيه بيان؛ أنَّ ساب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهدر الدم وذلك أنَّ السب منها لرسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم ارتداد عن الدين، ولا أعلم أحداً من المسلمين اختلف في وجوب قتله).

5) وعن جابر بن عبد الله قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لكعب بن الأشرف فإنَّه قد آذى الله ورسوله؟"، فقام محمد

بن مسلمة فقال: "أنا يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟"، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم"، فقتله محمد بن مسلمة في نفر من أصحابه)،

في قصة طويلة [خرّجه البخاري ومسلم].

ومعلوم عند أهل السير أن إيذاء كعب بن الأشرف اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بإنشاده الشعر يهجو فيه رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم.




* * *

وأما دليل الإجماع:

وقد حكي غير واحد من أهل العلم الإجماع على كفر من شتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووجوب قتله، من لدن الصحابة رضوان الله

عليهم إلى يومنا هذا.

قال إسحاق بن راهويه: (قد أجمع المسلمون على أن من سب الله عز وجل أو سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو دفع شيئاً مما

أنزل الله أو قتل نبياً من أنبياء الله؛ أنَّه كافر، وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله).

وقال محمد بن سحنون: (أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنتقص له؛ كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله،

وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه؛ كفر).

وقال ابن المنذر: (أجمع عوام أهل العلم على أنَّ من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ القتل).

قال القاضي عياض: (ولا نعلم خلافاً على استباحة دمه - يعني ساب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - بين علماء الأمصار وسلف

الأمة، وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتفكيره).

وقال تقي الدين السبكي: (أمَّا ساب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فالإجماع منعقدٌ على أنَّه كفر، والاستهزاء به كفر).

وقال شيخ الإسلام ابن تيميه: (إنَّ سب الله أو سب رسوله؛ كفر، ظاهراً وباطناً، وسواءٌ كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له،

أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين؛ بأنَّ الإيمان قول وعمل).

وقال أيضاً: (وقد اتفقت نصوص العلماء من جميع الطوائف؛ على أن التنقص له صلى الله عليه وآله وسلم؛ كفرٌ، مُبيح للدم).




* * *

فإذا ما تقرر ما سلف تقريراً بيناً واضحاً، فيقال:

إن كان الساب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الساخر منه مسلماً؛ فقد ارتد عن الإسلام وكفر بشتمه سيد الأنام محمد صلى الله عليه

وآله وسلم، ووجب حينها قتله، وإنْ تاب، ومقتضى الحكم بكفره وردته؛ إباحة دمه وماله وفسخ عقد نكاحه وسقوط ولايته عن أبنائه

وعدم التوارث بينه وبين ورثته، وإن مات فلا يُغسل ولا يُكفن ولا يٌصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وكل ما يتعلق بأحكام المرتدين

يجري عليه.


وإن كان ذمياً أو معاهداً؛ فقد نُقض عهده وأبيح ماله ودمه، ولا ذمام له ولا عهد ولا ميثاق.


وأما إن كان الساب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الساخر منه كافراً حربياً؛ – وهذا هو بيت القصيد والغاية التي نريد – فإنه

بصنيعة ذلك ازداد كفراً و بالغ في محاربة المسلمين، والانتصار ممن كان هذا حاله؛ مؤكد في الدين، والسعي في إهدار دمه وماله من

أوجب الأعمال وأفضلها عند رب العالمين، والمسارعة في ذلك؛ مسارعةٌ قي ابتغاء رضوان العليم الحكيم.

وهذا الشأن - ألا وهو جهاد وقتال الدول التي سخرت من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم - من أوجب الواجبات وأجل القربات في هذا

الوقت, وهو من أبلغ الجهاد الذي كتبه الله على عباده المؤمنين وفرضه عليهم، فهو واجب حتى تكون كلمة الله هي العليا، وحتى يكون

الدين كله لله، وحتى يظهر دين الله على الدين كله، قال الله تعالى: {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ

إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن

تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ

اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

قال شيخ الإسلام ابن تيميه معلقاً على هؤلاء الآيات كلاماً ما ملخصه بتصرف: (فجعل سبحانه وتعالى همهم بإخراج الرسول صلى الله عليه

وآله وسلم من المحضِّضات المحرضات على قتالهم، وما ذاك إلا لما فيه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعلوم أنَّ سبه

وشتمه صلى الله عليه وآله وسلم؛ أغلظ من الهم بإخراجه، ومعلومٌ أنّ مجاهرتنا بالشتيمة والوقيعة في ربنا وديننا ونبينا وكتابنا؛ أشد

علينا - إنْ كنا مؤمنين حقاً - فيجب علينا حينها أن نبذل دماءنا وأموالنا رخيصة في سبيل الله تعالى، حتى تكون كلمة الله هي العليا، وأن لا

يجهر بشيء من أذى الله ورسوله ألبته.

ولهذا أمرنا الله عز وجل بقتال الناكثين الطاعنين في ديننا، وضمن لنا عز وجل إن فعلنا ذلك - أي قاتلناهم - أن يعذبهم بأيدينا ويخزهم

وينصرنا عليهم ويشفي صدور المؤمنين الذين تأذوا من تنقصهم وطعنهم في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يذهب غيظ قلوب

المسلمين الحاصل من جراء السخرية برسولهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم).

فلنعلنها حرباً صريحة على أعداء الله من الصليبيين الذين سخروا من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا خفاء فيها ولا مواربة،

جهاداً وقتالاً في سبيل الله لا نخشى في ذلك لومة لائم، فهم قد أعلنوها على المسلمين حرباً سافرة غادرة بسُخريتهم بنبي الإسلام محمد بن

عبد الله عليه الصلاة والسلام؛ فأعلنوا بذلك عداءهم صريحاً واضحاً لا لبس فيه ولا مجاملة ولا مداراة.

فصارت بذلك دماؤهم وأموالهم حلالاً للمسلمين، يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقاتلهم حيثما وجدوا -

مدنيين كانوا أو عسكريين – فالكل في شرعة الله سواء، فالكل عدو والكل محارب مقاتل، قد استمرءوا الغدر والعدوان، فلا يجوز للمسلم أن

يستضعف أمامهم، أو يريهم جانب العفو واللين، قال تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} [البقرة: 191].

وقد قلنا؛ يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم ويقاتلهم حيثما وجدوا - مدنيين كانوا أو عسكريين - ونحن نقصد

إلى كل حرف من معنى هذه الجملة، أينما كان المسلم، ومن أي جنس كان من الأجناس والأمم، وجب عليه ما يجب على المسلمين جميعاً

من الجهاد والقتال.

حتى المسلمين في البلاد الأوربية - إن كانوا مسلمين حقاً - يجب عليهم ما يجب على المسلمين من غيرهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً،

فإن لم يستطيعوا؛ وجب عليم الهجرة من بلاد الأعداء, أو من البلاد التي لا يستطيعون فيها حرب العدو بما أمرهم الله به، قال تعالى: {إِنَّ

الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ

مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} [النساء: 97 - 98].

فلم يستثنِ الله من وجوب الهجرة على كل مسلم في بلاد أعداء الله إلا الضعفاء ضعفاً حقيقياً، لا يعرفون ما يصنعون، ولا يملكون من أمر

أنفسهم شيئاً.

فهذا هو الواجب في شرعة الله عز وجل؛ جهاد وقتال أعداء الله الطاعنين في ديننا والساخرين من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم،

قال تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ

حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29].

والأدلة على ذلك متواترة متضافرة، وهو شيءٌ معلوم من الدين بالضرورة، لا يشك فيه أحد من المسلمين.

ولنعلن أن نيلهم من رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم وسخريتهم بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وإنْ كان يقع في قلوبنا أشد الوقع،

ويؤلم أنفسنا أعظم الألم، إلا أنه دليلٌ على قرب النصر العاجل والظفر بإذن الله تعالى.

فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية من تجارب المسلمين في عصره فيمن سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (ونظير هذا ما حدثناه

أعدادٌ من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة، عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر

المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، فقالوا؛ كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد

نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والوقيعة في عرضه؛ تعجلنا فتحه وتيسر لنا ولم يكد يتأخر إلا

يوم أو يومين أو نحو ذلك، ثم يُفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة.

قالوا؛ حتى إنْ كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوه فيه، وهكذا حدثني بعض

أصحابنا الثقات أنَّ المسلمين من المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أنْ يعذب أعداءه بعذاب من عنده، وتارة بأيدي عباده

المؤمنين).

فما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسخرية به وبما جاء به؛ إلا أهلكه الله عز وجل، وقتله شر قتلة، تحقيقاً

لوعده سبحانه بكفايته لعبده صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ

مِنْ هَادٍ} [الزمر: 36]، وقال تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95].

فلنكن على يقين من أنَّ الله وعده حقٌ وآتٍ، ومن أن نصر الله قريب، {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
  #16  
قديم 18-06-2012, 05:34 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: || السلفية الجهادية وحراب الأعداء || بقلم أحمد عشوش

غَصَّ الثّرى بِدَمِ الأضاحي وتلهَّبتْ سُوحُ الكفاحِ **ومن القفار الجرد تبْــزُغُ نبعةُ الماء القراحِ

تزْهو بألويةِ الفداءِ وبالبطولاتِ الصّحاحِ **وحِداؤها القُرآنُ عنْــوانُ الهدايةِ والفلاحِ

وتقول إن شَحَّ العطــاءُ فنحنُ للدّين الأضاحي **وعلى الطريق شدا الرِّجالُ بألسُنِ البذْلِ الفصاح

في حيْن ألجَمَتِ العبيــدَ سلاسلُ الهمم الشِّحاحِ **والنصر يُجْنى بالدماءِ وبالعناءِ وبالصّفاحِ

لا بالوعودِ وبالمُنىمن كلّ زنْديْقٍ إباحي والفوز** فوز الخاضبيــن جسومهم بدم الجراحِ

الرافضين بـأن تبـاع ديارهم بيْع السّماحِ **والعائفين العيش عيــشَ المُستذَلِّ المستباحِ
  #17  
قديم 18-06-2012, 05:39 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: || السلفية الجهادية وحراب الأعداء || بقلم أحمد عشوش

يقول د/أكرم حجازي في مقاله (((هل باتت السلفية الجهادية على الأبواب؟ )))
خامسا: الإسلام الوطني والإسلام العالمي

منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي بدأت الحركات الإسلامية في فلسطين تعد العدة لانطلاقتها على أسس عقدية وليس أسس وطنية، ومثل هذا الإعداد شمل حتى دول مجاورة وخاصة مصر غير أن التجربة فشلت لثلاثة أسباب (1) أنها اتسمت بالعجلة كحال الحركات الوطنية الأخرى (2) وبسبب دخول الإخوان المسلمين على خط المقاومة المسلحة عبر حركة حماس (3) وبسبب ظهور إيران وتوجه بعض قادة حركة الجهاد الإسلامي نحوها طلبا للعون والنصرة.

ومع انطلاقة الجهاد الأفغاني بدأت بواكير الإسلام العالمي المقاتل تتبلور بسرعة فائقة إلى أن انتهت بتيار جارف هو تيار السلفية الجهادية وتنظيماتها المتعددة ابتداء من القاعدة كتنظيم وانتهاء بالفرد وما يسمى بالخلايا النائمة. هذا الانفجار لتيار السلفية الجهادية أذِن بزوال مرحلة الحركات العلمانية والإسلامية التقليدية على السواء. فالسنوات والعقود القادمة قد تشهد اختفاء تاما للعلمانية ولتنظيمات الإسلام الوطني. ولكن ما الذي يعنيه ظهور هذا التيار؟ ولماذا يبدو مختلفا عن غيره من التيارات المقاتلة على امتداد قرن؟ ولماذا يخيف الآخر العدو؟

إذا تجاوزنا الخلاف القائم وحتى العداء بين التيارات الجديدة والتيارات الأخرى فيمكن أن نسجل بعض الملاحظات التالية:


تقدم السلفية الجهادية نفسها كتيار يتبنى مصالح الأمة الإسلامية في شتى أماكن تواجدها سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الأقليات أو الدول. وتدعو إلى "إقامة حكم الله في الأرض" وتحرير أوطان المسلمين ورفع مكانتهم والدفاع عن مصالحهم في شتى بقاع الأرض عبر مقاتلة قوى العدوان الصائلة أو المحتلة لبلاد المسلمين من الأندلس وحتى فلسطين.


تسعى السلفية الجهادية إلى استعادة نظام الخلافة الإسلامية كنظام حكم ونمط حياة بديلا عن أنظمة الحكم الحالية وكياناتها السياسية والاجتماعية. وهي بهذا المعنى لا تعترف البتة بأي نظام سياسي أو اجتماعي قائم على ما تسميه بتحكيم غير الشريعة الإسلامية. كما أنها تبدو على هذا النحو الجماعة الإسلامية الأولى الفريدة من نوعها وفي أطروحاتها منذ انهيار نظام الخلافة وحتى الآن.


الوطن بالنسبة للسلفية الجهادية هو حيث تكون العقيدة. فلا معنى لوطن أو جماعة إسلامية بلا عقيدة أو بلا حاكمية. لذا بالنسبة لها ليس مهما أين يبدأ الجهاد أولا بقدر ما يهمها إعلان الجهاد ومباشرته ضد ما تراه عدوا صائلا.


تستعمل السلفية الجهادية مفهوم "السلفية" كمنهج علمي وعملي موقوفا على القرون الثلاثة الأولى باعتبارها خير القرون بحسب العلماء، وبالتالي فهي تسعى لإخضاع كل سلوكها ومعتقداتها وعملها إلى مصادر الشريعة وهي القرآن والسنة والإجماع والفقه، وتسقط الشريعة على كل حدث أو سلوك بقطع النظر عن مفاهيم الواقع وتغير الزمان والمكان.


تؤمن السلفية بحسب اعتقادها هذا أن النصر من عند الله وليس بفعل القوة المادية، فهي تعمل على الإعداد ما استطاعت ولكنها لا تؤمن قط بما تسميه الجماعة الإسلامية المصرية مثلا بـ "الهدف المستحيل". ولهذا فهي ترى في تدمير برجي التجارة الأمريكيين بمثابة تحطيم لـ "هبل العصر". ولا يخفى أن مثل هذه المقارنة تعني أن هناك آلهة أخرى كافرة ومشركة وظالمة كـ "اللات والعزى" ينبغي تحطيمها عاجلا أم آجلا.


تعتقد السلفية الجهادية أن الحديث عن أمة عربية مسألة مغلوطة تاريخيا، فالعرب قبل الإسلام كانوا مناذرة وغساسنة، وكلاهما تابع لهذه القوة الدولية أو تلك، ولم يكن لهم وجود يعتد به إلا في ظل التاريخ الإسلامي ودون ذلك يعودون إلى حيث كانوا أقواما مفككة وتابعة لهذه القوة أو تلك. لذا فإن مفهوم الأمة الإسلامية هو المفهوم الصحيح الذي يستغرق العرب ويرفع من مكانتهم. لكن هذه الأمة التي تعيش الآن تبعية وتخلفا ظاهرا لم تعش منذ أكثر من مائتي عام لحظة توحيد وهو ما تحاول السلفية تحقيقه لضمان النصر على أعدائها.

هكذا إذن تمضي أربعين عاما على "النكسة" ونحو ستة عقود على "النكبة"، وينتقل الفلسطينيون مع العرب من أيديولوجيا إلى أخرى وسط تراجع مخيف وخطير على قضيتهم، أما الآن فقلما نجد من يتحدث عن وحدة عربية أو عن أمميات جديدة أو حتى عن دولة وطنية باتت في مهب الريح. فالجماعات السلفية، وبلغة الجهاد وليس المقاومة أو القتال فقط، تبدو الأهم والأخطر بين المتحدثين الآن، ولعل أكثر ما يميز السلفية الجهادية هو إصرارها على التحدي أيا كانت النتائج، ولو تحققنا من انتشارها شعبيا وحتى على مستويات النخبة وقدرتها على الإعداد والحشد المعرفي لوجدنا أن منتجاتها الفقهية والمعرفية يزيد على 10 غيغا بايت، بما يعادل ستة ملايين صفحة بصيغة صفحات الهوت ميل على الشبكة العنكبوتية أو أكثر. وهذا جهد يفوق مئات المرات ما أنتجته كل الحركة الوطنية العربية والفلسطينية من تراث معرفي حول قضايا الوحدة والثورة والتقدم والعدالة وغيرها من المفاهيم. وبطبيعة الحال السؤال هنا لا يتعلق فقط بحجم الجهد المعرفي ومحاولات نشر ثقافة الجهاد واحتياجاتها بل بالشرائح الاجتماعية والعلمية والمثقفة التي تقف خلف هذا الإنتاج الهائل، وما إذا كان هذا الجهد من الإعداد يمكن أن يمر، ولو بعد حين، دون مواجهة أم لا؟
  #18  
قديم 18-06-2012, 05:53 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: || السلفية الجهادية وحراب الأعداء || بقلم أحمد عشوش

لماذا "السلفية الجهادية"؟!
الحمد لله القائل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: 216]، وصلى وسلم على رسوله المنذر من كفر به بقوله: (تسمعون...؟! أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح) [رواه الإمام أحمد].

وبعد...

فإن الاختلاف بين الناس؛ سنة كونية، واقع لا محالة، ولا راد له.

قال سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 119].

قال الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}: (للاختلاف) [جامع البيان: ج15/ص535].

وأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: (إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام؛ تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله) [رواه الإمام أحمد].

فسلكت هذه الأمة سُبل الأمم الماضية - حذو القذة بالقذة - واختلفت كاختلافها.

فمن هذه الأمة من تمسك بالأمر العتيق الذي جاء به الكتاب والسنة، ومنها من ضل الطريق حتى خرج من دائرة الإسلام، وآخر خالف في أمور لم تخرجه عن دائرة الإسلام، إلا انها أخرجته عن دائرة السنة التي توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج عنها بالعطب، في قوله: (ومن شذ؛ شذ إلى النار) [1].

يقول أبو عبد الله الذهبي رحمه الله - سارداً التسلسل التاريخي لبداية التفرق والاختلاف بين المنتسبين إلى هذه الأمة -: (كان الناس أمة واحدة ودينهم قائما في خلافة أبي بكر وعمر، فلما استشهد "قفل باب الفتنة" - عمر رضي الله عنه - وانكسر الباب [2]؛ قام رؤوس الشر على الشهيد عثمان حتى ذُبح صبرا، وتفرقت الكلمة.

وتمت "وقعة الجمل"، ثم "وقعة صفين"، فظهرت الخوارج وكفّرت سادة الصحابة، ثم ظهرت الروافض والنواصب.

وفي آخر زمن الصحابة؛ ظهرت القدرية.

ثم ظهرت المعتزلة بالبصرة، والجهمية والمجسمة بخراسان، في أثناء عصر التابعين، مع ظهور السنة وأهلها.

إلى بعد المئتين، فظهر المأمون - الخليفة - وكان ذكيا متكلما، له نظر في المعقول، فاستجلب كتب الأوائل، وعرب حكمة اليونان، وقام في ذلك وقعد، وخب ووضع، ورفعت الجهمية والمعتزلة رؤوسها، بل والشيعة! فإنه كان كذلك، وآل به الحال إلى أن حمل الأمة على القول بخلق القرآن، وامتحن العلماء، فلم يُمهَل وهلك لعامه، وخلى بعده شرا وبلاء في الدين...) [سير أعلام النبلاء: ج11/ص236].

ثم لم يزل الخلاف في استعار، والفرق في ازدياد منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا... وكل فرقة من تلك الفرق، وكل حزب من تلك الأحزاب؛ يدعو إلى منهجه وطريقه، {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53].

أمام هذه المناهج والعقائد المختلفة، المتناحرة فيما بينها، يقف المسلم حائرا؛ أي تلك الطرق يسلك؟! وإلى أي تلك المناهج ينتمي؟!

والجواب على هذا السؤال؛

التحق بالركب، واسلك سبيل السلفية الجهادية! ولتكن سلفي العقيدة، جهادي المنهج - وهو منهج السلف رضي الله عنهم أيضاً -

فإن قال قائل؛ لماذا عقيدة السلف؟! ولماذا المنهج الجهادي؟!

قلنا...

* * *
عقيدة السلف؛

لأن الله امتدحها وزكاها، فقال مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137]، فمن وافق الصحابة والسلف الصالح في عقيدتهم فهو المهتدي، ومن خالفهم صار من أهل الشقاق، وهو ليس بمعجز في الأرض، فإن الله قد وعد عباده المؤمنين بكفايته لهم.

وأخبر صلى الله عليه وسلم؛ أن من كان على عقيدة السلف رضوان الله عليهم هو الناجي وغيره هو الهالك، فقال صلى الله عليه وسلم: (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهن في النار إلا واحدة)، قالوا: وما تلك الفرقة؟ قال: (ما أنا عليه اليوم وأصحابي) [رواه الطبراني [3]].

وقال صلى الله عليه وسلم مادحا السلف، وذاما من جاء بعدهم ممن خالف هديهم: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم... ‏ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يُستشهدون، ويخونون ولا يُؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن) [متفق عليه].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف؛ أن خير قرون هذه الأمة - في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة - أن خيرها؛ القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه -وأنهم أفضل من الخَلف في كل فضيلة، من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد؛ أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"، وقال غيره: "عليكم بآثار من سلف، فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه"... وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته: "هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا") [مجموع الفتاوى: ج4/ص158].‏

فاتضح بما تقدم لأصحاب الألباب؛ أن عقيدة السلف هي الطريق المنجية من النار، الموصلة إلى الجنة دار الأبرار، وأن ما سواها من العقائد والمذاهب هي الطريق المهلكة الموصلة إلى عذاب الله وناره.

قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106].

قرأ أبو العباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية، ثم قال: (تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة) [تفسير ابن كثير: ج2/ص92].

* * *
أما لماذا المنهج الجهادي؟!

فلأن طريق الجهاد هو الطريق الذي أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، في قوله: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 84].

قال الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: (يعني بقوله جل ثناؤه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}؛ فجاهد - يا محمد - أعداء الله من أهل الشرك به، {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، يعني؛ في دينه الذي شرعه لك - وهو الإسلام - وقاتلهم فيه بنفسك... ثم قال له: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}، يعني؛ وحضهم على قتال من أمرتك بقتالهم معك) [جامع البيان: ج8/ص579].

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث داعيا إلى توحيد الله بالسيف، قال صلى الله عليه وسلم: (بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجُعل الذلة والصغار على من خالف أمري...) [رواه الإمام أحمد].

وأُمر بقتال من كفر به، قال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله") [متفق عليه].

فهو سبيل النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أمرنا الله عز وجل باتباعه، قال جل وعلا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

وأخبر صلى الله عليه وسلم، أن العصمة في الجهاد، فقال - وقد سأله حذيفة رضي الله عنه -: يا رسول الله هل بعد هذا الخير؛ شر، كما كان قبله شر؟! قال: (نعم)، قال حذيفة: فما العصمة منه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (السيف) [رواه الإمام أحمد].

ونص النبي صلى الله عليه وسلم؛ على أن ترك الجهاد هو سبب الذل الذي تشتكي منه الأمة، فقال: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [رواه أبو داود].

وقد وعد الله عز وجل بالهداية لمن سلك سبيل الجهاد، فقال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا كان الجهاد؛ موجبا للهداية، التي هي محيطة بأبواب العلم، كما دل عليه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، فجعل لمن جاهد فيه؛ هداية جميع سبله تعالى، ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: "إذا إختلف الناس فى شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر، فإن الحق معهم، لأن الله يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}) [مجموع الفتاوى: ج28/ص442].

وأخبرنا صلى الله عليه وسلم؛ أن الطائفة المنصورة المهتدية، هي طائفة مقاتلة مجاهدة.

فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم [4]، حتى تأتي الساعة وهم على ذلك) [رواه مسلم].

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال من أمتي؛ أمة، يقاتلون في سبيل الله، لا يضرهم من خالفهم، يزيغ الله قلوب قوم يرزقهم منهم، يقاتلون حتى تقوم الساعة) [رواه النسائي].

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة... فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: "تعال صلِ لنا"، فيقول: "لا، إن بعضكم على بعض أمراء"، تَكْرِمَةَ الله هذه الأمة) [رواه مسلم].

وهذه الطائفة باقية من غير انقطاع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لا يخلو منها زمان.

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله - في فوائد هذه الأحاديث وما في معناها -: (البشارة بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال فيما مضى، بل لا تزال عليه طائفة) [كتاب التوحيد: ص24].

إذن؛ فالطائفة المنصورة التي زكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثنا على تكثير سوادها، هي طائفة مقاتلة بحد السيف [5]، ومن خالفها أو خذلها فهو ليس منها قطعا.

بل قد حكم النبي صلى الله عليه وسلم على من لم يحدث نفسه بالالتحاق بركبها بالنفاق، فقال: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو؛ مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم].

قال النووي رحمه الله: (والمراد؛ أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق) [شرح صحيح مسلم: ج5/ص309].

وإذا كان هذا حكم من لم يحدث نفسه بالالتحاق بركب هذه الطائفة المباركة، فكيف بمن نصب نفسه نداً وخصماً لها، يفتري عليها ويُخذل الناس عن اللحاق بها؟!

* * *
وبالجمع بين ما تقدم...

كقوله صلى الله عليه وسلم: (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، حيث زكى النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة السلف وأمر بالتزامها.

وكقوله: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله)، حيث زكى صلى الله عليه وسلم؛ المنهج الجهادي وحث على سلوك سبيله.

يتضح جليا؛ أن السلفية الجهادية هم الطائفة المنصورة التي وعدها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالنصر والقهر لعدو الإسلام وعدوها، واتضح أيضاً أن كل من خالف سبيلها، فلم يعتقد بعقيدة السلف الصالح، أو لم يسلك سبيل الجهاد؛ فهو من الضالين المخذولين.

فكن أخي - بقلبك وقالبك - سلفيا جهاديا؛ تفلح، والتحق بركب المجاهدين؛ تنجح، واتبع سبيل الذين هم؛ {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، واحذر سبيل المنافقين الذين؛ {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة: 46].

فطوبى لمن تنكب عن طريق "القاعدين"، وسار في طريق "القاعدة".

* * *
موعظة...

قال ابن القيم رحمه الله: (لقد حرك الداعي إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية والهمم العالية، واسمع منادي الإيمان من كانت له أذن واعية، واسمع الله من كان حيا، فهزه السماع إلى منازل الأبرار، وحدا به في طريق سيره، فما حطت به رحاله إلا بدار القرار، فقال صلى الله عليه وسلم: "انتدب الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي؛ أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل" [رواه البخاري] [زاد المعاد: ج3/ص64].

والله أعلم
وصلى الله وسلم على رسوله وآله وصحبه وسلم

صادق الكرخي
27/ذو القعدة/1423 هـ

[1] رواه الترمذي، وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه)، وقال الحاكم في "المستدرك": (وقد روي عنه - أي المعتمر بن سليمان؛ أحد الرواة - هذا الحديث بأسانيد يصح بمثلها الحديث، فلا بد من أن يكون له أصل بأحد هذه الأسانيد).

[2] يشير إلى ما رواه الشيخان، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: (كنا جلوسا عند عمر رضي الله عنه، فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت: أنا كما قاله، قال: إنك عليه - أو عليها - لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذا لا يغلق أبدا)، قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: (نعم، كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط)، فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقا فسأله، فقال: (الباب عمر).

[3] قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": (رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه عبد الله بن سفيان، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه هذا، وقد ذكره ابن حبان في الثقات).

[4] وليس معنى هذا أن الطائفة المنصورة لا يصيبها أذى من عدوها، وإنما المعنى؛ أن كيد عدوها وأذاه لا يؤثر في صمودها وثباتها على درب التوحيد والجهاد، بل لا تزال تقاتل وتقدم التضحيات، وتنال من عدوها وينال منها، حنى يأذن الله فتظفر بعدوها وتفوز بالنصر عليه، فقد جاء في رواية الإمام أحمد: (لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك).
قال الطبري في "تهذيب الآثار": (عنى النبي صلى الله عليه وسلم باللأواء؛ الشدة، إما في المعيشة من جدب وقحط أو حصار، وإما في الأبدان من الأمراض والعلل أو الجراح).

[5] ورد عن عدد من أئمة السلف؛ أن هذه الطائفة هم "أهل الحديث".
قال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني: (ظن بعض الأغمار وبعض الصبية؛ أن المقصود بهذا الحديث هم الذين يشتغلون بفن علم الحديث - دراسة وتحقيقاً وتخريجاً - وعلى هذا؛ فإنّهم قصروه على أولئك الكتبة وبعض تجار الورق الذين اشتغلوا بهذا الفن وهذا العمل! وهذا الذي قالوه بيِّن الخطأ والانحراف، وخطأ هذا التّفسير ظاهر من عدة جوانب، ويكفينا أن نشير إلى الواقع العملي لهؤلاء، ليتبين لنا بوضح خطأ ما قالوه، فنقول: لو أن كل واحد اشتغل بعلم الحديث - جمعا ودراسة وتحقيقا وتخريجاً - هو من أهل الحديث - أي داخلاً في مسمى هذا المصطلح الذي أطلقه أولئك الأئمة - لكانت طامة وباقعة، فمن أشهر القوم الذين اشتغلوا بهذا الفن ممن عرفهم القاصي والداني، رُئِيَ منهم شركا وكفرا، وقرأ لهم بعض الكتابات التي تحسّن عبادة غير الله تعالى، كعبادة القبور والجن، وقد رأى كبار من اشتغل بهذا الفن من هو من أئمة التصوف، الذين صرحوا بأعظم البدع والمنكرات)، ثم ذكر أمثلة على ذلك، كـ "يوسف النّبهاني" صاحب "الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير"، ثم قال: (وهذا الرجل له من الكتب العديدة التي تحسّن عبادة غير الله تعالى كالقبور والاستغاثة بالأموات، وله كتاب جمع فيه - ما زعم - كرامات للأولياء سماه "جامع كرامات الأولياء"، فيه من الطامات العظيمة، والمصائب التي يستحي المرء من ذكرها، وكان الرجل عاملاً في المحاكم المدنية التي تحكم بالياسق العصري!... في لبنان، وجهوده في ذم الموحدين والبراءة منهم والطعن فيهم؛ أشهر من نارٍ على علم، فهل يقول قائل له مسكة من عقل: أن يوسف النّبهانيّ من أهل الحديث فهو من الطائفة المنصورة؟!)، وكـ "محمد زاهد الكوثري"، قال الشيخ أبو قتادة: (وهذا الرجل كان له إلمام بهذا الفن يفوق التصور، وله معرفة بالمخطوطات تدل على براعة وذكاء وإحاطة فائقة، حتى قيل؛ إنّه كان عنده القدرة أن يعرف المخطوط ومن كاتبه وفي أي سنة كتب، ولو لم يوجد على طرته ذلك! ومع هذه الإحاطة وهذا العمل، إلا أنه لا يدخل أبداً في مسمى أهل الحديث، لأنه كان عدواً للسنة ودعاتها، فكرس قلمه في طعن الموحدين، حتى وصل به الأمر - أي حقده على السنة والتوحيد - أن طعن في كبار الأئمة الثقات، أمثال الشافعي وأحمد وابنه عبد الله والبخاري وكثير غيرهم، بل إن بعض الصحابة لم يسلم من طعنه ولمزه، أمثال أنس بن مالك رضي الله عنه، وكل هذا بسبب تعصبه لمذهبه وحقده على أهل السنة والتوحيد)، ثم قال الشيخ أبو قتادة: (هذه الأمثلة وكثير غيرها - وهي أمثلة واقعة - تبين لطالب الحق؛ أن الاشتغال بالحديث وفنونه لا يُدخل الرجل في مسمى "أهل الحديث"، وبالتالي ليس المقصود بعبارة الأئمة الهداة؛ "أن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث"، هو المشتغل بعلم الحديث) [انظر مقالات "بين منهجين": 28، وما بعدها].
فـ "أهل الحديث" هم كل من كان موافقاً - في عقيدته وعمله - لما جاء به الكتاب والسنة، ولو كان لا يعلم حرفاً من علوم "مصطلح الحديث".
  #19  
قديم 18-06-2012, 05:55 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: || السلفية الجهادية وحراب الأعداء || بقلم أحمد عشوش

إن الذي يتبع الأهواء والشهوات , ويلهث خلف حظوظ النفس ومصالح الدنيا , يعلم يقينا أنه يسير على غير طريق الحق , وينتابه في البداية بعض وخزات من ضميره , ثم لا يلبث أن يعتاد على وخز الضمير هذا , ومع مرور الوقت , يألف عيشة الهوى والشهوة , فينسى طريق الحق , ويعتاد نظره طريق الباطل ,
(( وَلَا يكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))

وبعد أن اتبع هواه , واعتاد طريق الباطل , يزينه الله له فيراه حقا , وبعدها يقع في قلبه اليقين بأنه هو الذي على الحق , وما عداه على الباطل !

(( أفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))

ثم لا يلبث بعد ذلك أن يعادي أهل الحق وطريقهم , ويوالي أهل الباطل ,
وساعتها تختل عنده جميع الموازين , تختل موازين الخطأ والصواب , وموازين الحق والباطل , موازين الأعداء والأولياء !

(( لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ))

وهؤلاء الإعلاميون العلمانيون , بعد أن غيروا قبلتهم , وولوا وجوههم قبل الغرب , نصبوا الولاء والعداء تبعا لهم , فوالوا أهل الكفر والفجور , وعادوا أهل الإيمان ,
ولما سطع نور الحق فأغشى أبصارهم , وهدد مصالحهم وأهواءهم وشهواتهم , والتي من أجلها تركوا الحق وانحازوا للباطل , تواصوا بينهم ,وشمروا عن ساعد الجد , وتكاتفوا , إعلاما وصحافة ,

(( وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ))

ومن أهم وسائل أهل الباطل هو التشويش والتشغيب على أهل الحق , ورفع أصواتهم بالباطل , ورمى أهل الحق بكل نقيصة وعيب , لا يتبعون في ذلك خلقا ولا مبدأ ولا دينا , المصلحة المصلحة , فهذه الحرب حرب استئصال كما ذكرنا , فلا مجال فيها للأخلاق والقيم والمبادئ ,بل المنطق هنا هو علو الصوت وكثرة التهم !
(( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ))

ولا مانع عندهم من الإستعانة بالبلاعمة الذين باعوا دينهم بدنياهم في هذه المعركة , إذ أننا متفقون أنه لا مكان للمبادئ في هذه الحرب ,
فيأتون بأخبار ورهبان السوء المنتكسين الذين انقلبوا على ما آمنوا به يوما ما , فيستغلونهم في تشويه منهج أهل الحق ,فينطلق هؤلاء في ذكر أهل الحق بكل سوء ,
ويقولون لقد عاشرنا هؤلاء وعرفناهم , وما هم إلا مجموعة من الأدعياء الذين يبغون المناصب والجاه , إفتراءا منهم عليهم وكذبا !
وإن هذا لعمري أشد وقعا على أهل الحق من حراب الأعدء !


((وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ** على النفس من وقع الحسام المهند ))


نعم .. دفاعنا عن ديننا جريمة عندهم

إذ أننا نريد هدم جاهليتهم , والقضاء على طموحاتهم وأحلامهم ومناصبهم !

نعم دعوتنا لتحكيم القرآن جريمة عندهم
إذ أننا نريد إزالة دينهم الذي استغفلوا به الناس , ونصبوا من أنفسهم آلهة تعبد , يحلون كما يريدون ويحرمون كما يريدون !

نعم تمسكنا بالإسلام جناية في حقهم
إذ أننا نكفر بدينهم ونأبى أن نكون عبيدا لهم !

نعم رفضنا للإباحية تعد وإرهاب في حقم
إذ أننا نروم الطهر والعفاف , ونأبى أن نعيش في دنسهم ورجسهم !


(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)


  #20  
قديم 20-06-2012, 08:48 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي مؤسسة البيان ~||أيها الإخوان هلمّوا فلنهدم العلمانية فقد حكم الواقع||~ أحمد عشوش

بِسْمِ الله الرّحْمَنِ الرّحِيم


مُؤَسسّةٌ البَيَان الإعلاَمِيّة


الطّلِيعَـةُ السّلفيّةُ المُجَاهِــدَة

أَنْصَــارُ الشّرِيعَــة

تقدم



أَيّهَا الإِخوَان .. هَلُمّواْ فَلْنَهدِمَ العِلْمَانِيّة
فَقَدْ حَكَمَ الوَاقِع

بقلم الشيخ
أَحمَد عَشّوش

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وبعد ,
هذا ما حذرناكم منه , وقلنا لكم لا عمل سياسي في ظل نظام مستبد , يمثل أبشع صور الدولة البوليسية , فالعمل السياسي في ظل الدولة البوليسية أو العسكرية فاشل بجدارة , فكيف نطمئن لعدو محارب , يبذل ما في وسعه لهدم دين الإسلام عقيدة وشريعة , يمكر , ويتآمر, ويسدد الضربة تلو الضربة , حتى إذا واتته الفرصة انقض كالوحش الكاسر , لا يرقب في مؤمن إلّا ولا ذمة , يندفع هائجا ليستأصل شأفتنا ,ويطفئ جذوتنا , ويقتلع أصولنا , ويقضي على ديننا , يفترس جموعنا المسلمة وينكل بهم إذا قدر تنكيلا تتضاءل معه ممارسات طواغيت عبد الناصر ومبارك , من أمثال عبد الحكيم عامر , شمس بدران , حمزة البسيوني , صفوت الروبي , حسن الألفي , نبيل عباس صيام , حبيب العادلي , عمر الفرماوي ,حسن عبد الرحمن , وغيرهم الكثير .

أيها الإخوان , هذه مواجهة عقائدية, وفكرية , وعملية على الأرض , وهذا النجاح للدكتور محمد مرسي هو نجاح بطعم الهزيمة , لا أقول ذلك شماتة ولا تجريحا , ولكن نصحا وإشفاقا من فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر , وكذلك لنتدارك الأمر , ما وسعنا ذلك , ولمعرفة السبب الذي أدى لحصول أحمد شفيق على نصف أصوات الناخبين . كيف حدث ذلك ؟!!! ومن هو المسئول عنه ؟!!!

الإخوان والسلفيون هم المسئول الأول عن ذلك , فهم من غيب الدين عقيدة وشريعة عن المعركة السياسية ,ظنا منهم أنهم بلغة المصالح المجردة , والمداهنة المفضوحة يمكنهم أن يحسموا المعركة السياسية ويكسبوا الأعداء ويجمعوا الفرقاء , فداهنوا النصارى بكل ما في قاموس المداهنة من كلمات وجمل وعبارات , ثم أشركوهم في أحزابهم ثم ولّوهم مناصب قيادية في هذه الأحزاب التي يسمونها إسلامية , ثم أعلنوا تنازلهم عن الجزية وكأنها ورث أبائهم لا أنها شريعة ربانية لا يملك بشر حق التنازل عنها ,

خدع السلفيون والإخوان أنفسهم ,فصفعهم النصارى بأحمد شفيق ,صفعة أربكت الحسابات وقلبت الموازين وأخذت الدولة إلى حضن الفلول ليتحكموا بمفاصل الدولة , وليستنسخوا نظام مبارك مرة أخرى , ولا عزاء للمغفلين ولا للمستغفلين ,
ولو أنهم حوّدوا الناس إلى الإسلام وعرفوهم بغض النصارى للشريعة وكراهيتهم للإسلاميين ,لانحاز المسلمون جميعا إلى الصف الإسلامي كما حدث في موضوع التعديلات الدستورية حيث كانت النتيجة فارقة , وكان هذا الفارق الكبير الذي اجتمعت عليه الجماهير هو دفاعا عن المادة الثانية والتي تصورت الجماهير أنها تعني الإسلام

إلا أن المؤسف والمخزي هو تنكّر الإخوان والسلفيين للدين في باقي المعارك السياسية فوصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن , وكذلك نافق الإخوان والسلفيون السلطة القضائية وأضفوا عليها الشرعية وسايروا العلمانيين في تصوير السلطة القضائية للعامة على أنها حاكمٌ لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ,

وقلنا لهم هذه صناعة آلهة جديدة , هذا شرك قبيح , هذا نصب لطاغية جديد , لن يلبث أن يحرقكم بناره , ويلقي بكم في جحيم قوانينه , فلم يسمعوا ,
بل أكدوا إلهية هذا الحكم الطاغي وزعموا أنها سلطة عادلة , فقلنا لهم سلطة باطلة تعادي الله , وتوالي الطغاة وتحكم بالجاهلية , فهل آن للإخوان أن يعترفوا بهذه الحقيقة الآن ؟

دعونا من الماضي ولتتعقلوا اللحظة الراهنة , قلنا لكم ولازلنا نكرر على مسامعكم , وهذا ما لجأتم إليه الآن , وأرجوا أن لا ترجعوا ,
الثورة هي الحل , الشارع هو الحل , الميادين هي الحل , الحشد هو الحل , استلام السلطة ومحاكمة رموز النظام هو الحل ,
الإنتخابات هي الحل الغلط الذي يمكن أن يلتف عليه المجلس العسكري بواسطة ترزية القوانين ,فإن كنتم صادقين , فهلموا بنا نسقط العلمانيين , ونسقط أركان نظام مبارك ,

ولتكن هذه هي دعوتنا :
1- حاكمية القرآن : إذ لا شرعية فوق شرعية القرآن .
2- رجوع الجيش لثكناته وتركه للعمل السياسي جملة .
3- حل جميع المؤسسات القضائية وإعادة هيكلتها بعد استبعاد رجال مبارك منها والعلمانيين , مع إعلان حاكمية الشريعة .
4- تقديم قيادات الأمن المركزي وأمن الدولة لمحاكمات ثورية عادلة تحكم وفق الشريعة الإسلامية مع إلقاء القبض عليهم لحين محاكمتهم .
5- محاكمة كل من شارك أو عمل على إعادة النظام السابق أو أحد رموزه .
6- الكتاب والسنة أصل الحكم في الدول فلا يسمح لأي دستور بتخطيه .
هذا هو المشروع الثوري الذي ينبغي أن نبثه بين شعبنا المسلم , وينبغي علينا أن نُعرّف شعبنا حدود الولاء والبراء في العمل السياسي , وتحت أي راية يصفون , ومع من يكون .

هذا إذا أردنا أن نهزم العلمانيين والفلول وأحمد شفيق وكل صاد عن دين الإسلام .

والله أكبر ولله الحمد , والخلافة قادمة .

كتبه
أحمد عشوش


إخوانكم في

مُؤَسسّةُ البَيَان الِإعلاَمِية





 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 139.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 133.52 كيلو بايت... تم توفير 5.71 كيلو بايت...بمعدل (4.10%)]