|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
||||
|
||||
![]() من أسماء الله الحسنى (2) الفرقان (الحي) ورد اسمه -سبحانه- (الحي) خمس مرات في كتاب الله - عزوجل - وذلك في قوله -تبارك وتعالى-: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255)، وقوله -سبحانه-: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (آل عمران:1، 2)، وقوله عزوجل: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} (طه: 111)، وقوله - عزوجل -: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (الفرقان: 58)، وقوله -سبحانه-: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (غافر:65). وفي السُنَّة قوله - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون». معنى «الحي» قال في اللسان: «الحياة نقيض الموت، والحي من كل شيء نقيض الميت، والحيوان اسم يقع على كل شيء حي»، وقال الزجاجي: «(الحي) في كلام العرب خلاف الميت، والحيوان خلاف الموات».المعنى في حق الله أكمل الحياة وأتمها من آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم أولاً: محبة الله إن علم العبد بربه -سبحانه- وبأن له الحياة الكاملة المطلقة التي تتضمن جميع صفات الكمال توجب على العبد محبة ربه -سبحانه- وإجلاله وتوحيده، وهذا يثمر في القلب الابتهاج، واللذة، والسرور مما تندفع به الكروب، والهموم، والغموم. يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: «فعِلم القلب ومعرفته بذلك توجب محبته وإجلاله وتوحيدَه، فيحصل له من الابتهاج، واللذة، والسرور ما يدفع عنه ألم الكرب، والهم، والغم، وأنت تجدُ المريض إذا ورد عليه ما يسرُّهُ ويُفرحه، ويقوي نفسه، كيف تقوى الطبيعة على دفع المرض الحسِّي، فحصولُ هذا الشفاء للقلب أولى وأحرى، ثم إذا قابلت بين ضيق الكرب وسعة هذه الأوصاف التي تضمَّنها دعاءُ الكرب، وجدته في غاية المناسبة لتفريج هذا الضيق، وخروج القلب منه إلى سعَةِ البهجة والسرور، وهذه الأمورُ إنما يصدق بها من أشرقت فيه أنوارها، وباشر قلبُه حقائقَها.تأثير قوله: «يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث» ونظير هذا: توسلُ النبي - صلى الله عليه وسلم -إلى ربه بربوبيته لجبريل، وميكائيل، وإسرافيل أن يَهدِيَه لما اختُلفَ فيه من الحق بإذنه، فإن حياة القلب بالهداية، وقد وكل الله -سبحانه- هؤلاء الأملاكَ الثلاثة بالحياةِ، فجِبريلُ: موكَّل بالوحي الذي هو حياةُ القلوب، وميكائيل: بالقطر الذي هو حياةُ الأبدان والحيوان، وإسرافيل: بالنفخ في الصُّور الذي هو سبب حياة العالم وعودة الأرواح إلى أجسادها، فالتوسل إليه -سبحانه- بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة، له تأثير في حصول المطلوب، والمقصود: أن لاسم (الحي القيوم) تأثيرًا خاصًا في إجابة الدعوات، وكشفِ الكُربات». ثانيًا: التوكل الصادق على الله ومن أعظم ما يتوكل على الله - عزوجل - فيه طلب الهداية والثبات على الإيمان، وعدم الزيغ عنه، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم -يتوسل بحاله وفقره واستسلامه لربه -عزوجل- ويتوسل بعزته -سبحانه- وباسمه (الحي) الذي لا يموت في حفظ إيمانه، والاستعاذة بهذا الاسم العظيم من الضلال والغواية، وذلك كما ورد في دعائه - صلى الله عليه وسلم -أنه كان يقول: «اللَّهم لكَ أسلمتُ وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبت، وبك خَاصمت، اللَّهم إني أعوذُ بعزتك لا إله إلا أنت أن تُضِلِّني أنتَ الحيُّ الذي لا يموتُ، والجن والإنس يموتون». ثالثًا: الزهد في هذه الحياة الدنيا وعدم الاغترار بها رابعًا: اسمه -سبحانه- (الحي) يقتضي صفات كماله - عزوجل - كلها
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |