ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117803 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3622 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أحكام فقهية وقعت في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 07:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا

ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا

فهد عبدالله محمد السعيدي

تلك الليلة هي ليلةُ فِقدان يعقوب لابنه يوسفَ عليهما الصلاة والسلام.

فبينما كان بيت يعقوب في الليلة السابقة ممتلئًا بالفرح والسرور، بوجود القمر المنير؛ طفلِه يوسفَ عليه السلام، تبدَّل الحال في الليلة التي بعدها؛ حين جاء إلى يعقوب عشرة من أولاده يحملون خبرَ موتِ يوسفَ عليه السلام، وأنَّ الذئب قد أكَلَهُ.

الذي يدهش المتأمل في هذه القصة هي قساوة قلوب إخوة يوسف عليه السلام، فكيف طابت نفوسهم بالنوم في تلك الليلة، وأخوهم الأصغر في البئر في الصحراء، في ليل مظلم، داخل بئر مظلم؟! ألم يَلِنْ قلبُ واحد منهم فيتراجع ويخبر أباه بالحقيقة؟ الأب مكلوم محزون، والابن في الظلمة والوَحْشَة والخوف، والأم تبكي على فقدان أجمل طفل ولدته أمٌّ في هذه الحياة، والأخ الأصغر بنيامين فَقَدَ مَن كان يلعب معه في البيت؛ مشاهدُ جديرة بأن تجعلهم يتراجعون أو يتراجع بعضهم أو واحد منهم، لكن الأمر كان على خلاف ذلك؛ إصرار وإسرار واستكبار.

أي قلوب كانت لديهم؟ وأي تمالؤ وتكاتُمٍ كان فيهم؟! أن يجتمع عشرة دون مخالفة واحد منهم، مع أنهم أولاد نبي وفي بيت نبوة وصلاح، يا له من موقف يعجِز اللسان ويعجِز القلم عن وصفه على حقيقته.

الأمر والله عظيم، وأعظم ما فيه هناء إخوة يوسف عليه السلام في ليلتهم تلك، وأعظم من ذلك ذهابهم في اليوم التالي وربما لأيام كثيرة للوقوف قريبًا من البئر، حتى لو مرَّت قافلةُ مسافرين يبيعون أخاهم يوسف لتلك القافلة.

فمرَّت قافلة مسافرين فأخرجوا يوسفَ من البئر، وربما كان أصحاب القافلة ستأخذهم رحمة بهذا الطفل الصغير الجميل؛ فيبحثون قريبًا من البئر عن أهله، أو يسألونه عن مكانه وأهله فيدلهم.

لكن الذي وقع أن إخوة يوسف أتَوا للقافلة مباشرة بعدما أخرجوه من البئر، وقالوا: إن هذا عبدٌ لنا، وباعوه لهم بثمن بخس بدراهمَ معدودة؛ لأن المقصود التخلص منه ولو بثمن بخس، وقالوا لمن اشتراه: أوثِقُوه حتى لا يشرد منكم.

فذهبت القافلة أمام أعينهم، وهي تحمل أخاهم يوسفَ الذي ليس له جُرْمٌ ولا إثم ولا ذنب، حينها شعروا بأن الحياة ستطيب لهم، ولم يشعروا أنهم سيذهبون في يوم من الأيام إليه في قافلة كبيرة لطلب الطعام منه: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [يوسف: 15]، فأوقفهم الله أمامه موقفَ ذُلٍّ وسؤال، لكن استمروا في غيِّهم وبغيهم، ولم تَلِنْ قلوبهم على مدى عشرات السنين، فيندموا فيسعوا في الأرض يبحثون عنه، حتى ألجأهم الله إلى ما يملأ بطونهم عند يوسف عليه السلام.

فيا لها من قلوب قاسية كانت تحملها صدور إخوة يوسف، كيف طابت أنفسهم بهذا الفعل الشنيع؟! كيف رجعوا بدراهم معدودة كانت عوضًا عن أخٍ قدره أعظم من كل كنوز الدنيا؟! أي عقول كانت لدى هؤلاء القُساة الجُفاة؟!

الجواب عن هذا: إنه الحسد الذي يجعل صاحبه يخرج عن طور الدين، وعن طور الإنسانية، وحتى عن طور الحيوانية.

فاتقوا الحسد؛ فإنه يفعل في الناس ما لا يُعقَل وما لا يُطاق.

والله المستعان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]