نور البيان في مقاصد سور القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السنة في ليلة العرس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مسّ الحائض والجُنُب المصحف بِلا حائل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حُكم التعزية قبل الدفن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الحلال والحرام في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          السّجود للتلاوة على غير السّجادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الزكاة على العملات القديمة أو الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إعادة صلاة الجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          اصطفاف أهل الميت عند باب المقبرة لتلقي التعازي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 7850 )           »          الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-11-2020, 01:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,772
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نور البيان في مقاصد سور القرآن

لقد كان أفضل ميزات فضيلة شيخنا أبو محمد عبد البديع أبو هاشم - رحمه الله تعالى -"بساطته"؛ فهو متواضع في مقاله، متواضع في حاله، متواضع في مطالبه، متواضع في سائر أموره.

فهو حين يتحدّث يُؤثِر استعمالَ أقرب ألفاظ اللغة العربية الفصحى، في خطبه ومحاضراته ودروسه؛ المسموعة منها والمرئيّة، حتى حين يفسّر القرآن الكريم؛ يتحدّث بأسلوب سهلٍ عذبٍ واضحٍ قريبٍ.

وهو حين يتعامل مع النّاس يفضّل المرونة وعدم الكلفة، ولا يستحضر مناصبه ولا درجاته، ولا يستعمل جاهه ولا صيته، يشهد بذلك الذين جاوروه فضلا عن جميع من عرفوه، ولهذا من رأى حال الناس في محبّته تعجّب، حتى إنّ بعضهم - بعد وفاته - لم يستطع دخول المسجد بعد غياب شيخهم عنه إلى شهور من رحيله.

وهو متواضع في مطالبه؛ ولك - عزيزي القارئ - أن تعلم بكثرة العروض التي جاءته إعارة إلى بلدان عربيّة وغيرها، وهي عروض مغرية يؤمّلها الكثيرون ويرجون من ورائها الغنى والثراء، فرفضها "فضيلة الشيخ" جميعها، واختار أن يبقى لدعوته وأسرته؛ إذ كان يرى في استمرار الدعوة وتماسك الأسرة فريضةً لا يسعه التفريط فيها، وقد قام الشيخ عليهما حق القيام، فكانت دعوته مستمرّة صاعدة تشقُّ طريقها بين الصخور وتتغلّب على العقبات – معتادةٍ وغير معتادةٍ، طبيعيةٍ وغير طبيعيةٍ-.

وكذلك استمرّ في أسرته يحوط أفرادها - بنين وبنات - بالرعاية والعناية، يربيهم على أدب القرآن الكريم وأخلاق النبي العظيم - صلى الله عليه وسلم - فكان نتاج ذلك ترابط أسريّ وتعامل إسلاميّ وسلوكٌ نبويّ في أخلاقٍ شهد لهم بها القريب والبعيد.

إنّ مظاهر الحياة التي أغرت كثيرين، أو أجبرتهم على ما لا يريدون، أو اضطر إليها غير الشيخ لأسباب قاهرة قد عافى الله الشيخَ منها، ولقد كان ذلك لبساطته المعهودة في حياته وتواضع مطالبه، حتى إنه تعامل بها مع أصهاره، فاكتفى بمقالة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاءكم من ترضَون دينه وخلقه فزوّجوه.. "[1]، دون تطلّع منه إلى زينةٍ أو متاعٍ.

وهكذا كان الشيخ - رحمه الله - زاهدًا حقيقيّا في الحياة الدنيا، ولا يرجو إلا الله والدارَ الآخرة جزاء من الله.
رحم الله الشيخ وجعل مثواه الفردوس.
♦♦♦♦♦


كان "الشيخ عبد البديع - رحمه الله - " صاحبَ وجهٍ مُنيرٍ، وفكْرٍ هادئٍ، وسلوكٍ قويمٍ، ومعشَرٍ طيّبٍ، ولسانٍ عفٍّ، وأدبٍ جمٍّ.
ولكم حدثت صولات وجولات - في المنطقة التي يقيم فيها الشيخ وما حولها، بل في القاهرة كلها- تولّى كبرَها بعضُ الدعاة والشيوخ، فأثارت فتنةً بل فتنًا، وعمّ بسببها البلاء، ووقعت من جرّائها الفرقة بين صفوف الإخوة، وتعطّلت لأجلها الدّعوة في المساجد، وصار الملتزمون إلى الحكايات، وتحوّلوا من العمل الجادّ إلى نقل القيل والقال والحكم على الأشخاص والجمعيّات والهيئات... إلى آخر هذه الأمراض التي تنتج عن: "التفرّغ للنظر في أعمال العاملين وتتبّع سقطات العلماء وكبوات الفرسان"، فأين كان الشيخ عبد البديع - رحمه الله تعالى - من هذه الأمور التي استغرقت (10) سنوات أو تزيد؟!

يجيب "الشاغلون": كان فضيلة الشيخ عبد البديع أبو هاشم - رحمه الله - أعقل النّاس وأفطنهم في هذه المسألة؛ فلم تشغله عن واجبه، ولم تغيّره عن خطّته، ولم تحرفه عن وجهته، فاستمرّ على عمله في التدريس والتعليم، والتربية والتأديب، يمضي إلى غايته، فلما انقشعت السحابة، وأدبرت الفتنة، وولّت كان "عبد البديع أبو هاشم" يحرز أهدافَه في العمل لدين الله، حين راوح الجميع في أماكنهم، "الشاغلون" و"المشغولون بهم" على سواء، ومنهم من أخلى مكانه في الدعوة إلى الأبد، نسأل الله أن يردّهم إلى ساحة الدعوة وعمل الخير ردًّا جميلًا.

ولم يعدِم الرجلُ العالم - في هذه الأثناء - أن ينصحَ لإخوانه الدعاة بكلماتٍ يسيرةٍ تحمل عفّةَ نفسه وأدبَ شخصه في غير تشنيعٍ أو تقريع، فلمّا لم يُسمع لقوله تحوّل إلى مدعوّيه من إخوانه وطلابه يجمعهم على فقه الكتاب العظيم وتدبّره، ويزكّي به أرواحهم وسلوكهم، وكان ركنًا آوى إليه – في ذلك الوقت - مَن كتب الله لهم النّجاة.
وإنّ في ذلك لذكرى تتجدّد فيها العظة لليوم والغد.
♦♦♦♦♦


عمل "الشيخ عبد البديع أبو هاشم" أوّل أمره مدرّسًا للغة العربية والدين بمدرسة عبد الله الشرقاوي بالقرين - شرقيّة، لمدة سنة، جاءه بعدها (1985م) التكليف من جامعة الأزهر بالعمل معيدًا في الكليّة التي تخرّج فيها "أصول الدين - القاهرة - " وحيث سلك هذا الخطّ في التدريس الجامعيّ فقد أقبل على عدّته الجامعيّة يستكملها؛ ففي عام (1986م) انتهى من الدراسات العليا - تمهيدي الماجستير- بقسم التفسير وعلوم القرآن. وفي عام (1987م) سجّل موضوعه لرسالة التخصص - الماجستير- بعنوان "الاتباع في ميزان القرآن" وحصل على درجة الماجستير عام (1989م) بتقدير امتياز.

كما حصل على درجة العالمية - الدكتوراه - عام (1993م) عن رسالته القيّمة: "أقوال أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - في التفسير - جمع ودراسة"، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف؛ ليصير مدرّسًا بالكليّة، فأستاذًا مساعدًا، ثم أستاذًا.

ولم تغيّر الأستاذية الجامعية "عبد البديع أبو هاشم" أبدًا، لا في اهتمامه بالدعوة وبذله لها وتضحياته في سبيلها، ولا في بساطته وتواضعه لخلق الله أجمع!
بل بقي يبذل للنّاس نداه ووقته وعلمَه، في تواضعٍ جمّ وأدبٍ رفيع.
♦♦♦♦♦


كانت دعوة الشيخ - رحمه الله تعالى - ذات مساحة عريضة جدًّا في اهتماماتها ومجالاتها، ولئن اختار الشيخ أن يكون مقرّها مسجد منطقته التي بها يقيم ويسكن، إلا أنه لم يكن يتأخر عن السفر والرحلة في الدعوة إلى محافظات مصر المختلفة، وكان يستخدم في الدعوة أيضًا وسائل عرفته الجماهير العريضة من خلالها؛ فقد شارك في العمل الإذاعي من خلال بعض برامج إذاعة القرآن الكريم، وفي العمل الصحفي ببعض المقالات الصحفية، كما شارك في بعض الحلقات التليفزيونية والقنوات الفضائية التي سجّل من خلالها حلقات برامجه الرائعة: "وقفة مع آية"، و "هنا نزلت" وغيرها، إلى جانب مشاركاته في "فتاوى النّاس".

ولا تزال أعمال الشيخ الدعويّة المتميّزة نبراسًا يضيء الطريقَ أمام الدعاة وطلاب العلم، في رحاب القرآن الكريم والسنة النبوية كـ "سلسلة مقاصد سور القرآن الكريم"، و "سلسلة التفسير المجمل"، و " سلسلة أضواء البيان "، و " سلسلة قصص قرآنية "، و " سلسلة آيات وأحاديث "، " سلسلة بناء الفرد المسلم " إلى آخر الأعمال الصوتية والمرئية في الخطب العامة.. في الفقه والعقيدة وهموم الأمة ومعايشة الواقع، وغيرها، وهي معروفة متوفّرة.

وللشيخ - نوّر الله ضريحه - مصحفٌ مرتلٌ، وهو موجودٌ في موقع طريق الإسلام وموقعه الخاص وأماكن أخرى من الشبكة العالمية، وقد رزق جمال الصوت في التلاوة مع ما منّ الله به عليه من علمٍ زاده تدبُّرًا لما يقرأ.
♦♦♦♦♦


عرفت المكتبةُ الإسلاميّةُ " الشيخَ الدكتورَ عبد البديع أبو هاشم - رحمه الله- " كاتبًا وباحثًا متميّزًا من خلال مؤلفاته: " مبادئ علوم القرآن "، و " سحر البيان في أسلوب القرآن "، و " تفسير سورة الممتحنة تحليليًّا "، و " إمتاع الجنان بعلوم القرآن "، و " من آداب الأسرة والمجتمع في القرآن الكريم من خلال سورتي النور والتحريم "، و " تفسير سورة النازعات تحليليًّا ".

وهناك كثير من أعمال الشيخ الدعويّة يصلح للجمع والنشر لو يقوم عليها بعض محبي الشيخ وطلابه، أو الغيورين على الدين، فيخرجها للناس لم يكن عملا قليلا عند الله ومحبي الشيخ وخدمة الدعوة.

و الشيخ وجهوده في مجال الدعوة بعامّة يصلح - بجدارة - أن يكون موضع دراسة أحد الباحثين في رسالة التخصص أو العالمية، يسّر الله لهذا الموضوع من يتبنّاه ليفيد من تجربته أجيال الدعوة عامّة وأهل التفسير خاصّة.

كانت للشيخ - رحمه الله - عناية بعامّة العلوم يدرّسها ويشرحها وييسّرها، ولعلّ سلسلة الكتب التى عزم على إخراجها لعامّة القرّاء عن "مبادئ العلوم"، خير دليل على ذلك؛ إذ أراد بها تسهيل تناول العلوم الإسلامية على عموم القراء، وتقريب الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعيّة المتخصّصة إلى غير المتخصصين.

وقد أنفذ الشيخ من هذه السلسلة إلى المكتبة: كتابه الأول منها: "مبادئ علوم القرآن"، وكان انتهى من كتابين آخرين فيها، هما: "مبادئ علوم الحديث"، و "مبادئ علم التجويد"، ولعلهما لحقا بأخيهما.
♦♦♦♦♦


لقد كان لتخصّص "فضيلة الشيخ الدكتور - رحمه الله - " في التفسير - أكاديميًّا- أثرًا طبع مشاركاته الدعويّة بطابع القرآن في كل مناسبة وآن؛ في خطبه ودروسه ودوراته ومحاضراته وحلقاته الإذاعيّة والفضائية.
فالشيخ يتناول "مقاصد القرآن الكريم" على المنبر؛ سورةً سورةً، من أوله إلى آخره.

ويتناول التفسير الموضوعيّ للقرآن الكريم في "سلسلة التفسير المجمل" دروسًا؛ ليعرّف مستمعيه بما يحويه كلّ جزء من أجزاء القرآن الكريم يتلوه في صلاة التراويح في رمضان.

ويقف في برنامج "تلفازيّ" مع آيات هي من جوامع الكلم في القرآن الكريم، يهدف من ورائها إلى ترسيخ مفهوم أو تصحيح تصوّر أو بناء سلوك، في سلسلته: "وقفة مع آية".

ويقرّب علمَ أسباب النزول إلى النّاس ليعيشوا أحوال الصحابة وقت نزول القرآن الكريم ويتعرّفوا على العصر والظرف الذي نزل فيه، من خلال برنامجه: "هنا نزلت".

ويقدّم القرآن للنّاس علاجًا ربّانيًّا وشفاءً إلهيًا من خلال خطبه: " سلسلة الاستشفاء بالقرآن ".
وهكذا ارتبط الشيخ بالقرآن فأفنى – رحمه الله - عمره كلّه في خدمة كتاب الله تعليمًا وتفهيمًا وتربيةً للنّاس عليه، وكان مثالًا للدأب في ذلك، والحرص عليه بكلّ ما آتاه الله من قوّة، فكان لذلك عظيم الأثر في توثيق صلة المستمعين إليه - وهم كثر- بالقرآن الكريم حفظًا وتدبّرًا، مع الإشارة إلى كافّة العلوم من خلال إشارات القرآن الكريم المحيطة بكلّ شيء ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، وكان في ذلك مفسِّرًا على طراز الأوّلين، ولا غرو فقد كان أوّل تفسير وقع له وأفاد منه في قراءته الأولية ثم في خطبه وكلماته الأولى هو " تفسير الحافظ ابن كثير"، مع ربطه مشكلات العصر بحلول القرآن، وتوقيع النصوص على الأحوال، مع تقريب للأفهام وضرب للأمثال، في منهجٍ سلفيٍّ وأسلوبٍ عصريٍّ، كان له عظيم الأثر في سامعيه، وترك بصمته فيهم.

فاللهم احشره مع الصديقين والنبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، واجعله من أهلك وخاصّتك.
♦♦♦♦♦


كان "فضيلة الشيخ الدكتور" ذا مواهب متعدّدة، ومما لا يعرفه عنه كثيرون أنه ذا تجربة في الشعر، أحبه، وأنشده، وحاول قرضه، لكن على طريقة العلماء، وقد قرأت له قصيدة تفيض رقةً ولهفة إلى والديه الذين سافرا وتركاه، قالها إثر سفر والده - معارًا إلى الملكة العربية السعودية - ومعه والدته، وكان ذلك في حقبة السبعينات وللشيخ وقتئذٍ (18) سنةً فقط، وكان في الصف الثالث الثانوي، فشعر الشيخ - رحمه الله - بالوحدة وهو الذي تعوّد على الأنس بهم طوالَ حياته، لا سيّما وقد كان جميع إخوته متزوّجين إلا هو لصغر سنّه كما أسلفت، فأنشد قائلًا:
ولّيتَ مدبرًا وتركتني وحيداً
أعاني من وحدتي ما أعاني

أعيش في وجودي فريدًا
ﻻ أنيس ولا حبيب يلقاني


إلخ القصيدة، وهي كما قلت: من محاولات البداية وأيام الشباب، ولا أدري إذا كان للشيخ – رحمه الله- محاولات وقصائد أخرى أم لا؟! لا أدري.
♦♦♦♦♦


هكذا عاش فضيلة شيخنا الدكتور عبد البديع أبو هاشم – رحمه الله تعالى- مع الدعوة ولها، في رحاب القرآن الكريم وبه، فأفنى فيهما وبهما حياته، وكما قيل - بحقّ -: " من عاش على شيء مات عليه "، "مصادر الحياة - أي ما يصدره الإنسان طوال حياته- هي موارد الوفاة"، فكانت موتة الشيخ مع الدعوة كما عاش حياته مع الدعوة، ففي يوم الجمعة 26 جمادى الأولى لعام 1432 هـ الموافق 29 /4 /2011 م خطب الشيخ المفوّه الجمعةَ في مسجد من مساجد الدعوة بمحافظة "بور سعيد" ودخل في غيبوبة نقل على إثرها إلى المستشفى، ولم يفق من غيبوبته إلى الجمعة التي بعدها، وفيها توفي - رحمه الله - وكان ذلك يوم الجمعة 3 من جمادى الآخرة لعام 1432 هـ الموافق 6 /5 /2011.

ليرحل قمر من أقمار الدعوة وداعية من أهل السنّة تبكيه المنابر وروّادها، وتسأل الله فيه العِوَض، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، فلله درّه من مبارك؛ كم كان رحيمًا، وكم كان عطوفًا، وكم كان خلوقًا، وكم كان وفيًا، صاحب حال مع ربه؛ كما يشهد به المقرّبون، مجاب الدعاء عن قريب؛ حتى إنه ليصرّح بذلك لبعض خاصته – ابنه الشيخ محمد- فيقول: "ما تمنيت شيئًا على الله تعالى إلا وقد حققه لي، وأخشى أن تكون هذه طيباتي عجلت لي في حياتي الدنيا"، وكم كان رفيقًا بطلابه، حتى إنّه ليسافر إلى بعضهم في بلده أو قريبًا منها حتى لا يشق عليه، وذلك أثناء متابعة الطالب لرسالة الماجستير، أو الدكتوراه، ومن دلائل ذلك - وكفى به من دليل:- جنازته فقد كانت عزّة لدين الله، وفخرًا للدعوة، ونصرة للخير، وتتويجًا لمشواره الطويل المبارك في سبيل الله.
أودعكم بدمعات العيون
أودعكم وأنتم لي عيوني

أودعكم وفي قلبي لهيب
تجود به من الشوق شجوني

أراكم ذاهبين ولن تعودوا
أكاد أصيح إخواني خذوني

فلست أطيق عيشًا لا تراكم
به عيني وقد فارقتموني

ألا يا إخوةً في الله كنتم
على المأساة خير معين

وكنتم في طريق الشوك وردًا
يفوح شذاه عطرًا من غصون

إذا لم نلتقي في الأرض يومًا
وفرّق بيننا كأس المنون

فموعدنا غدًا في دار خلد
به يحى الحنون مع الحنونِ


اللهم اجعل قبر شيخنا عبدالبديع أبو هاشم روضة من رياض الجنة، ومدّ له في قبره مدًّا، ومتّعه بالنظر إلى وجهك الكريم أبدًا.
فيا ربي رفعتُ يدي
وكلي خاضعٌ لكمُ

ألا أدخله دارَ رضا
كَ، في الفردوس ينتظمُ



[1] رواه الترمذي (1085)، وابن ماجه (1967) وحسنه الألباني.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]