مكارم الأخلاق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 526 - عددالزوار : 8860 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5102 - عددالزوار : 2355308 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4687 - عددالزوار : 1652184 )           »          فضائل المعوذتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          قِيمَةُ العَمَلِ في الإِسْلَامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 120 )           »          الاختلاف المثمر بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          مقبرةُ القرارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          أن يكون القرآن حيّا في جوانبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          أخلاقُك تُعرف مِن كلماتك لا مِن هيئتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          خطوات الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #24  
قديم 02-12-2025, 05:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,413
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق .. ولا تجسسوا..

- سورة الحجرات هي (سورة الأخلاق)، ثماني عشرة آية، أرست مبادئ التعامل البشري، ابتداء من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإلى المؤمنين والبشر جميعا، وختمت بالتعامل مع الله -عز وجل-. ‏
كنت أناقش وصاحبي موضوع الخطبة في مجلسنا المعتاد بعد صلاة الجمعة.
- ‏بين النبي - صلى الله عليه وسلم - مبدأ حسن الظن بعباد الله، بقوله في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا»، الشرارة الأولى هي سوء الظن بعباد الله، هذا الظن السيء، يؤدي إلى كل ما بعده من التجسس والتباغض والتدابر. كان المجلس أكثر من المعتاد، وقد شاركنا بعض رواد المسجد.
- أعجبني حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله توكلوا، وإذا وزنتم فأرجحوا» (السلسلة الصحيحة) ذلك أني أسمعه لأول مرة.
- نعم؛ حديث جميل، ذكر الداء والدواء، يزول الظن بعدم الاستجابة له، ويزول الحسد بعدم البغي، ويزول التشاؤم بالمضي والتوكل على الله.
إن مؤذننا أبا إبراهيم هو الذي يدير النقاش، ‏علق أبو إسحاق طالب في السنة النهائية في الشريعة. ‏نعم قد يعرض في قلب المؤمن ظن بأخيه لرؤيته في مكان أو سماع كلام أو غيره فيما يوجب الريبة، فلا ينبغي أن يتتبع هذا الظن السيئ ويتجسس ليتحقق من صحته، بل يحسن الظن بأخيه ويوجد له الأعذار وينتهي، أما حديث «احترس من الناس بسوء الظن» (الطبراني في الأوسط والبيهقي وغيرهما)، فهو حديث ضعيف جدا كما ذكر الألباني -رحمه الله-، كان ابن عبدالبر في كتاب (بهجة المجالس) قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -: «لا يحل لامرئ مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءا، ويجد لها في شيء من الخير مخرجًا».
‏تركنا الحديث لأبي إسحاق؛ لما لديه من علم شرعي. ‏تابعت حديثه: ‏في (أنيس الجليس): الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، بل عليه الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإنّ من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه، ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه.
والتجسس من شعب النفاق، كما إن حسن الظن من شعب الإيمان، و العاقل يحسن الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه، كما إن الجاهل يسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه.
وأمر -سبحانه وتعالى- المؤمنين باجتناب كثير من الظن، وهو كل ظن لم يقم عليه دليل، وإن بعض الظن إثم، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} (الحجرات: 12).
قال ابن كثير -رحمه الله-: «يقول -تعالى- ناهياً عباده المؤمنين عن كثير من الظن وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثماً محضاً، فليجتنب كثير منه احتياطاً.»
وهنا نورد قصة عمر بن الخطاب مع سعيد بن عامر الجمحي (واليه على حمص)؛ إذ قدر الله لعمر أن يزور هذه البلدة، ويسأل أهلها كيف وجدتم عاملكم؟ فيشكونه له، وكان يقال لأهل حمص: الكوفية الصغرى لشكايتهم عمالهم قائلين: نشكو أربعاً: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، قال: أعظم بهذا! وماذا؟ قالوا: لا يجيب أحدا بليل، قال وعظيمة! وماذا؟ قالوا: وله يوم في الشهر لا يخرج فيه إلينا، قال عظيمة!
وماذا؟ قالوا: يغنط الغنطة بين الأيام (أي يغمى عليه ويغيب عن حسه) فلم يفصل عمر في الأمر، إلا بعد أن جمع بينهم وبينه، ودعا ربه قائلا: «اللهم لا تُفيِّل (تُخيب) رأيي فيه»، وكان عمر حسن الظن به، وبدأت المحاكمة؛ فقال عمر لهم أمامه: ما تشكون منه؟ قالوا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار قال: ما تقول؟ قال: والله إن كنت لأكره ذكره: ليس لأهلي خادم فأعجن عجيني، ثم أجلس حتى يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ، ثم أخرج إليهم؛ فقال: ما تشكون منه؟ قالوا: لا يجيب أحدا بليل قال: ما تقول؟ قال: إن كنت لأكره ذكره: إني جعلت النهار لهم والليل لله -عز وجل-، قال: وما تقول؟ قال: ليس لي خادم يغسل ثيابي ولا لي ثياب أبدلها فأجلس حتى تجف ثم أدلكها ثم أخرج إليهم من آخر النهار، قال: ما تشكون منه؟ قالوا: يغنط الغنطة بين الأيام قال: ما تقول؟ قال: شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة وقد بضعت قريش من لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدا مكانك؟ فقال: والله ما أحب أنى في أهلي وولدي وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - شيك بشوكة، ثم نادى يا محمد؛ فما ذكرت ذلك اليوم وتركي نصرته في تلك الحال وأنا مشرك لا أومن بالله العظيم، إلا ظننت أن الله -عز وجل- لا يغفر لي بذلك الذنب أبداً فتصيبني تلك الغنطة؛ فقال عمر بعد أن أظهر براءته أمامهم الحمد لله الذي لم يفيل فراستي، وبعث إليه بألف دينار وقال: استعن بها على أمرك... ففرّقها». في التفسير: {وَلا تَجَسَّسُوا} التجسس: هو البحث عن عيوب الناس؛ فنهى الله -تعالى- عن البحث عن المستور من أمور الناس وتتبع عوراتهم؛ حتى لا يظهر ما ستره الله منها، وفي الحديث عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورات المسلمين، يتتبع الله عورته، ومن يتتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله».
(صحيح الترغيب)؛ ولا يمكن ان نتحدث عن حسن الظن بالمسلمين دون ذكر حادثة الإفك والفتنة العظيمة التي وقعت بسبب بعض المنافقين ومن أساء الظن من المؤمنين: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} (النور: 12).



اعداد: د. أمير الحداد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 325.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 323.88 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.53%)]