رمضان.. كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311372 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041953 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132172 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2020, 03:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان.. كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟


ولذلك ينبغي أخي أن تجعل من رمضان وما فيه من صنائع المعروف بداية عهد جديد وباب عظيم لمراجعة النفس طلبا للخلاص من النفاق، حتى يكون رمضان لك من خير الشهور، ولأن الفوز مع الإخلاص، والهلاك مع النفاق، عافانا الله بفضله وجوده وكرمه.
ولابد أن تعلم أخي أمرا هام في هذا المقام وهو أن كل ما تقدم لنفسك من خير تجده في الآخرة لا يضيع أبدا، لا يضع لا يضيع أجر المؤمن عند الله أبدا:
قال - تعالى -: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) 20: المزمل.
وفي الحديث: (( إن الله - تعالى - لا يظلم المؤمن حسنة: يعطى عليها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا)) أخرجه أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن أنس.
والله يستر المؤمن في الآخرة:
ففي الحديث: (( إن الله - تعالى - يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: فإني قد سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يُعطى كتاب حسناته بيمينه. وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين)) متفق عليه
ولكن الفتن يرقق بعضها بعضا: ففي الحديث: (( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدُل أمته على ما يعلمه خيراً لهم وينذرهم ما يعلمه شراً لهم وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاءٌ شديد وأمورٌ تنكرونها وتجئُ فتن فيرقق بعضُها بعضا وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه مُهلكتي ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب منكم أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأتيه مَنيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يُؤتَى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخَر ينازعه فاضربوا عنق الآخر)) أخرجه أحمد في المسند ومسلم والنسائي عن ابن عمرو.
بل كيف أنت في فتنة الدجال عفانا الله ووقانا شر الفتن: ففي الحديث: (( يخرج الدجال فيتوجه قِبله رجل من المؤمنين فيلقاه المشايخ مشايخ الدجال يقولون له: أين تعمد؟ فيقول أعمد إلى هذا الذي خرج فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا فيقول: ما بربنا خفاءٌ فيقولون: اقتلوه فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحداً دونه؟ فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأمر الدجال به فيُشَج فيقول: خذوه وشجوه فيوسع بطنه و ظهره ضربا فيقول: أما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب فيؤمر به فيُنشر بالمنشار من مِفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم فيستوي قائماً ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول ما ازددتُ فيك إلا بصيرة ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يُفعل بعدي بأحد من الناس فيأخذه الدجال فيذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه في النار وإنما ألقي في الجنة هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين)) .أخرجه مسلم عن أبي سعيد.
ولذلك القوة في الدين: ففي الحديث: (( المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، لكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان)) أحمد، مسلم، عن أبي هريرة.
العمل للآخرة هو الهم: ففي الأثر: (( أعظم الناس هما المؤمن، يهتم بأمر دنياه وبأمر آخرته)) ابن ماجة عن أنس، ولعله لا يصح مرفوعاً.
ولا تتمنى الموت مهما كانت الفتنة أو المصيبة: ففي الحديث عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَـوْتَ مِنْ ضُرّ أصَابَهُ، فإنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِني ما كانَتِ الحَياةُ خَيْراً لي، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي)) أخرجه البخاري ومسلم.
وفي الحديث: (( لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا)) أخرجه أحمد في المسند ومسلم عن أبي هريرة.
وهذه الفتن البلايا وراءها مع الإيمان الأجر أو حط الخطايا وتكفير الذنوب: فعند مسلم في كتاب البر والصله: عن الأسود عن عائشة قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة)) وفي رواية: عن عائشة قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة)) وفي رواية: عن أبي سعيد وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته)).
والثأر الرباني:
* من آذى لي وليا:
في الحديث: (( إن الله - تعالى - قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذتي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته)) صحيح البخاري عن أبي هريرة.
وهكذا ينبغي أن يكون رمضان وما فيه من نفحات ربانية، هو سبيل الصلاح والإصلاح، فالنفس لينه بفضل الله وبسبب الصيام، والناس بينهم شعور جماعي بأن هذه الأيام ليست كسائر الأيام، والوقت لا ينبغي أن تكون فيه برحة بغير طاعة، فالنهار صيام وذكر وتلاوة، والليل قيام وسماع القرآن، ورؤية الناس مجتمعين على طاعة، ذلك كله يبعث على انكسار لهيب الشهوات، وميل النفس لفعل الخيرات، وتهيؤ النفوس للطاعات بما لا تكون مهئية عليه في غير رمضان، هذا وغيره كثير تعد بمثابة عوامل بفضل الله - تعالى - مساعدة على أن نجعل من شهر رمضان معسكر إيماني كبير.
وإياك أخي الكريم أن تستقبل رمضان على حال المغبونين المفرطين المضيعين، الذين كادوا أن يهلكوا من شدة الظمأ ثم يردون الماء ويعدون أشد ظمأً فتلك فرصةٌ عظيمة لا تضيعها، فمن أحياه الله إلى رمضان فقد من عليه منة كبيرة، تستوجب الشكر، فمن شكر نجا ومن كفر النعمة هلك نعوذ بالله من الهلاك.
وفي الحديث: (( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة)) أخرجه الترمذي والحاكم عن أبى هريرة، وفي صحيح الجامع برقم: 3510، وقال: صحيح.
و" رغم" : بكسر الغين، وتفتح و بفتح الراء قبلها: أي لصق أنفه بالتراب، وهو كناية عن حصول غاية الذل والهوان، نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا.
مختصر لبعض أحكام الصيام:
* الصـيام: الصيام لغة: الإمساك وفي الشرع: " إمساك مخصوص" وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وغيرها مما ورد به الشرع " في النهار على الوجه المشروع" ويتبع ذاك الإمساك عن اللغو والرفث وغيرهما من الكلام المحرّم والمكروه، لورود الأحاديث بالنهي عنها في الصوم زيادة على غيره، في وقت مخصوص بشروط مخصوصة.
* معرفة أنواع الصيام: الصوم الشرعي منه واجب، ومنه مندوب إليه.
والواجب ثلاثة أقسام: منه ما يجب للزمان نفسه، وهو صوم شهر رمضان بعينه. ومنه ما يجب لعلة، وهو صيام الكفارات. ومنه ما يجب بإيجاب الإنسان ذلك على نفسه، وهو صيام النذر.
(1) صيام شهر رمضان:
هو فرض عين على كل مكلف قادر على الصوم، وقد فرض في عشر من شهر شعبان بعد الهجرة بسنة ونصف، ودليله الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقد قال - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا كتِبَ عليكم الصيام) إلى قوله: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن).
وأما السنة فمنها قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً رسول اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)) رواه البخاري، ومسلم عن ابن عمر، وأما الإجماع فقد اتفقت الأمة على فرضيته، ولم يخالف أحد من المسلمين، فهي معلومة من الدين بالضرورة، ومنكرها كافر، كمنكر فرضية الصلاة، والزكاة، والحج.
(2) أركان الصيام.
إن للصيام ركنين (منهم من جعلهم ثلاثة): أحدهما: الإمساك، وهذا متفق عليه، أجمعوا على أنه يجب على الصائم الإمساك زمان الصوم عن المطعوم والمشروب والجماع لقوله - تعالى -: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)، (وهذا بخلاف من جعل الزمن الذي هو محل الصوم ركن، فيكون الكلام على ركنين دون الزمن).
ثانيهما: النية وهذا مختلف فيه والحق أنه ركن لأن الحديث دل عليه ويجب تجديدها لكل يوم صامه؛ ولا بد من تبييتها، أي وقوعها ليلاً قبل الفجر، ولو من بعد المغرب مع التعيين بأن يقول بقلبه لا بلسانه: نويت صوم غد من رمضان، وعن حَفْصةَ أُمِّ المُؤمنين - رضي الله عنها - أَنَّ النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (( منْ لَمْ يُبَيّت الصِّيامَ قَبْلَ الفجر فلا صيام لهُ)) رواهُ الخمْسةُ، (( لا صيام لمن لَم يْفَرضْه منَ الليل)) ، والحديث عام للفرض والنفل والقضاء والنذر.
(3) شروط الصيام.
تنقسم شروط الصيام إلى: شروط وجوب، وشروط صحة.
* أما شروط وجوبه فأربعة:
أحدها البلوغ، فلا يجب الصيام على الصبي، ولكن يؤمر به لسبع سنين إن أطاقه.
ثانيها: الإسلام، فلا يجب على الكافر وجوب مطالبة.
ثالثها: العقل، فلا يجب على المجنون.
رابعها: الإطاقة حساً وشرعاً، فلا يجب على من لم يطقه لكبر أو مرض لا
يرجى برؤه لعجزه حساً، ولا على نحو حائض لعجزها شرعاً،
* وأما شروط صحته، فأربعة أيضاً:
الأول: الإسلام حال الصيام، فلا يصح من كافر أصلي، ولا مرتد كتارك الصلاة أو من يسب الله ورسوله وكتابه.
الثاني: التمييز، فلا يصح من غير مميز، فإن كان مجنوناً لا يصح صومه،
الثالث: خلو الصائم من الحيض والنفاس والولادة وقت الصوم وإن لم تر الوالدة دماً،
الرابع: أن يكون الوقت قابلاً للصوم. فلا يصح صوم يومي العيد وأيام التشريق، فإنها أوقات غير قابلة للصوم.
* المفطرون في الشرع على ثلاثة أقسام:
(أ). صنف يجوز له الفطر والصوم بإجماع.
وهو المريض باتفاق، والمسافر باختلاف، في الحديث عنْ حمزةَ بنِ عَمْرو الأسلمي - رضي الله عنه - أنّهُ قال: (( يا رسول الله أَجدُ بي قوَّةً على الصيام في السّفر فَهَلْ عليَّ جُناحٌ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هي رُخْصةٌ من الله فمنْ أَخذ بها فحسنٌ، ومَنْ أَحَبَّ أَنْ يصوم فلا جناحَ عليه))
رواهُ مُسلمٌ وأَصلهُ في الْمُتّفق عليه)، والحامل والمرضع والشيخ الكبير. (والحامل والمرضع إذا أفطرتا، يطعمان ولا قضاء عليهما، وهو مروي عن ابن عمر وابن عباس، ولعله أصح الأقوال مع الخلاف، وأما الشيخ الكبير والعجوز اللذان لا يقدران على الصيام فإنهم أجمعوا على أن لهما أن يفطرا، عليهما الإطعام مد عن كل يوم، وقيل إن حفن حفنات كما كان أنس يصنع أجزأه، ولعل هذا هو الحق مع الخلاف في ذلك، )
(ب). وصنف يجب عليه الفطر على اختلاف في ذلك بين المسلمين كالحائض والنفساء. وفي الحديث قال رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أليسَ إذا حَاضَتِ المَرْأَةُ لم تُصَلِّ ولمْ تَصُمْ؟)) مُتّفقٌ عليه، في حديثٍ طويلٍ.
(ج). وصنف لا يجوز له الفطر، وهو من كان من غير هؤلاء.
(4) ثبوت شهر رمضان:
* يثبت شهر رمضان بأحد أمرين:
الأول: رؤية هلاله إذا كانت السماء خالية مما يمنع الرؤية من غيم أو دخان أو غبار أو نحوها.
الثاني: إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا لم تكن السماء خالية مما ذكر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (( صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)) رواه البخاري عن أبي هريرة، ومعنى الحديث: أن السماء إذا كانت صحواً أمر الصوم متعلقاً برؤيته الهلال، فلا يجوز الصيام إلا إذا رئي الهلال، أما إذا كان بالسماء غيم، فإن المرجع في ذلك يكون إلى شعبان، بمعنى أن نكمله ثلاثين يوماً. بحيث لو كان ناقصاً في حسابنا نلغي ذلك النقص، وإن كان كاملاً وجب الصوم، ويجب على من رأى الهلال، وعلى من صدقه الصيام.
* إذا ثبت الهلال بقطر من الأقطار:
إذا ثبت رؤية الهلال بقطر من الأقطار وجب الصوم على سائر الأقطار، لا فرق بين القريب من جهة الثبوت والبعيد إذا بلغهم من طريق موجب للصوم، ولا عبرة باختلاف مطلع الهلال مطلقاً، عند ثلاثة من الأئمة؛ وخالف الشافعية، والحق مع الجمهور، وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إذا رأيتموهُ فصُوموا وإذا رأَيتموهُ فأَفطروا، فإن غُمَّ عليكمْ فاقْدرُوا له)) متّفقٌ عليه، ولمسلمٌ: (( فإن أُغمَى عليكم فاقُدُرُوا له ثلاثين)) وللبخاري (( فأَكْملوا العِدة ثلاثين)).
* هل يعتبر قول المنجم (الفلكيين)؟
لا عبرة بقول المنجمين، فلا يجب عليهم الصوم بحاسبهم، ولا على من وثق بقولهم، لأن الشارع علق الصوم على أمارة ثابتة لا تتغير أبداً، وهي رؤية الهلال أو إكمال العدة ثلاثين يوماً أما قول المنجمين فهو إن كان مبنياً على قواعد دقيقة، فإنا نراه غير منضبط، بدليل اختلاف آرائهم في أغلب الأحيان، وهذا هو رأي ثلاثة من الأئمة،
وقد قال الباجي: في الرد على من قال إنه يجوز للحاسب والمنجم وغيرهما الصوم والإفطار اعتماداً على النجوم، قال إن إجماع السلف حجة عليهم، وقال ابن بزيزة: هو مذهب باطل قد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنها حدس وتخمين ليس فيها قطع.
والجواب الواضح عليهم ما أخرجه البخاري عن ابن عمر أنه صلى - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إنا أمّة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا)) يعني تسعاً وعشرين مرة وثلاثين مرة، ولهُ في حديث أَبي هُريرةَ: (( فأَكملوا عدة شعْبان ثلاثين)).
وهذه الأحاديث نصوص في أنه لا صوم ولا إفطار إلا بالرؤية للهلال أو إكمال العدة.
(6) ما يفسد الصيام
ينقسم مفسدات الصيام إلى قسمين: قسم يوجب القضاء والكفارة، وقسم يوجب القضاء دون الكفارة، وما لا يوجب شيء، وإليك بيان كل قسم:
* ما يوجب القضاء والكفارة:
مفسدات الصيام التي توجب القضاء والكفارة: أن يقضي شهوة الفرج كاملة،فلو أفطر ناسياً أو مخطئاً تسقط عنه الكفارة، ففي الحديث عَنْ أَبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: جاءَ رجُلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (( هَلَكْتُ يا رسول الله قال: وما أَهْلَكك؟ قال: وقعْتُ على امرأَتي في رمضان فقال: هلْ تَجدُ ما تُعتقُ رقبة؟: قال: لا، قال: فهل تَسْتَطيعُ أَن تَصومَ شهرين مُتتابعين؟: قال: لا، قال: فهل تَجدُ ما تُطعمُ ستِّين مسْكيناً؟ قال: لا، قال: ثمَّ جلس فأَتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعَرَقٍ فيه تمرٌ فقال: تَصَدَّقْ بهذا، فقال: أَعلى أَفْقَر مِنّا؟ فما بيْنَ لابَتَيها أَهل بيت أَحْوج منّا فَضَحك النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى بدتْ أَنيابهُ، ثم قالَ: اذهب فأَطعمهُ أَهلك)) رواهُ السبّعة واللفظ لمسْلمٍ، والحديث دليل على وجوب الكفار على من جامع في نهار رمضان عامداً، وذكر النووي أنه إجماع، وأما المرأة التي جامعها فقد استدل بهذا الحديث أنه لا يلزم إلا كفارة واحدة وأنها لا تجب على الزوجة وهو الأصح من قولي الشافعي وبه قال الأوزاعي ولعله هو الصواب، مع الخلاف في المسألة.
* ما يوجب القضاء دون الكفارة:
أن يتناول غذاء، أو ما في معناه بدون عذر شرعي، كالأكل والشرب ونحوهما، مما يميل إليه الطبع، وتنقضي به شهوة البطن، (الفطر بعمد بغير الجماع ولو كان بنية فسخ الصوم فقط دون أكل).
* وما لا يوجب شيئاً:
أحدها: أن يغلبه القيء، ولم يبتلع منه شيئاً فهذا صومه صحيح، فعَنْ أَبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ ذَرَعَهُ القيءُ فلا قضاءَ عليه، ومن اسْتقاءَ فعليه القضاءُ" رواهُ الخمسة.
ثانيها: أن يصل غبار الطريق أو الدقيق ونحوهما إلى حلق الصائم كالذي يباشر طحن الدقيق، أو نخله، ومثلهما ما إذا دخل حلقه ذباب، بشرط أن يصل ذلك إلى حلقه قهراً عنه.
ثالثها: أن يأكل أو يشرب ناسيا فيتذكرً، فيطرح المأكول ونحوه من فيه بمجرد تذكره، فإنه لا يفسد صيامه بذلك، فعنْ أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ نسَى وهُو صَائمٌ فَأَكلَ أَوْ شرب فليتمَّ صَوْمَهُ فإنّما أَطعمهُ اللَّهُ وسقاهُ)) مُتّفقٌ عليه، وفي رواية الترمذي (( فإنما هو رزق ساقه الله إليه))، والحديث دليل على أن من أكل أو شرب أو جامع ناسياً لصومه فإنه لا يفطره ذلك لدلالة قوله: (( فليتم صومه)) على أنه صائم حقيقة وهذا قول الجمهور.
رابعها: من غلبه المني أو المذي بمجرد نظر أو فكر دون عمد فإن ذلك لا يفسد الصيام.
خامسها: أن يبتلع ريقه المتجمع في فمه، أو يبتلع ما بين أسنانه من بقايا الطعام.
سادسها: أن يضع دهناً على جرح في بطنه متصلاً بجوفه؛ فإن ذلك لا يفطره، لأن كل ذلك لا يصل للمحل، والحقن وان كانت مغزية، والكحل، والعطر، وما شابه.
* ما يكره فعله للصائم وما لا يكره
يكره للصائم فعل أمور:
* ذوق شيء يتحلل منه ما يصل إلى جوفه.
ولكن يجوز للمرأة أن تذوق الطعام لتتبين ملوحته إذا كان زوجها سيء الخلق، ومثلها الطاهي - الطباخ -، وكذا يجوز لمن يشتري شيئاً يؤكل أو يشرب أن يذوقه إذا خشي أن يغبن فيه ولا يوافقه.
* ومن المكروه مضغ العلك - اللبان - الذي لا يصل منه شيء إلى الجوف، ومنهم من لم يرى به بأس.
* مباشرة الزوجة مباشرة فاحشة.
* جمع ريقه في فمه ثم ابتلاعه، ولكن يحذر من إخراج النخامة الغليظة في جوف الفم ثم يبتلعها،
* وأما ما لا يكره للصائم فعله فأمور:
* القبلة بغير مذى، فعَنْ عائشةَ - رضي الله عنها - قالتْ: " كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَهُو صائمٌ ويُباشرُ وهُوَ صائمٌ، ولكنه كانَ أَمْلَكَكُمْ لإرْبهِ" مُتّفقٌ عليه.
* والحجامة ونحوها إذا كانت لا تضعفه عن الصوم، فعن ابنِ عَبّاسٍ - رضي الله عنهما -: " أَنَّ النّبي - صلى الله عليه وسلم - احْتجمَ وهُوَ مُحْرمٌ واحْتَجَمَ وهُو صَائمٌ" رَوَاه البُخاريُّ.
* والسواك في جميع النهار، بل هو سنة، ولا فرق في ذلك بين أن يكون السواك يابساً أو أخضر؛ مبلولاً بالماء أو لا.
* المضمضة والاستنشاق، ولو فعلهما لغير وضوء بشرط عدم المبالغة.
* الاغتسال، والتبرد بالماء بلف ثوب مبلول على بدنه، ونحو ذلك، وكذلك لو أصبح جنبا من جماع قبل الفجر، يعنى أنهى الوقاع قبل آذان الفجر ثم آذن الفجر المؤذن بدخول وقت الصوم وهو جنب، ففي الحديث عَنْ عائشة وأُمِّ سلَمة - رضي الله عنهما - " أَنَّ النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُصبحُ جُنُباً منْ جماع ثم يغتسل ويصُوم" مُتّفقٌ عَلَيْهِ، وقال النووي: إنه إجماع.
* حكم من فسد صومه في أداء رمضان.
من فسد صومه في أداء رمضان وجب عليه الإمساك بقية اليوم تعظيماً لحرمة الشهر، فإذا داعب شخص زوجته أو عانقها أو قبلها أو نحو ذلك فأمنى، فسد صومه، وفي هذه الحالة يجب عليه الإمساك بقية اليوم، ولا يجوز له الفطر.
الأعذار المبيحة للفطر.
* المرض وحصول المشقة الشديدة.
* خوف الحامل والمرضع الضرر من الصيام.
* الفطر بسبب السفر، خاصة المرتحل.
* صوم الحائض والنفساء.
إذا حاضت المرأة الصائمة أو نفست وجب عليها الفطر، وحرم الصيام، ولو صامت فصومها باطل، وعليها القضاء.
* حكم من حصل له جوع أو عطش شديدان.
فأما الجوع والعطش الشديدان اللذان لا يقدر معهما على الصوم، فيجوز لمن حصل له شيء من ذلك الفطر؛ وعليه القضاء.
* حكم الفطر لكبر السن.
الشيخ الهرم الفاني الذي لا يقدر على الصوم في جميع فصول السنة يفطر وتجب عن كل يوم فدية طعام.
* ما يستحب للصائم
يستحب للصائم أمورٌ منها:
* تعجيل الفطر بعد تحقق الغروب، وقبل الصلاة، فعن سهِل بنِ سَعْدٍ - رضي الله عنهما - أَنْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( لا يزالُ الناسُ بخير ما عجّلوا الْفِطْر)) مُتّفَقٌ عَلَيْهِ، ويندب أن يكون على رطب، فتمر؛ فحلو، فماء، وأن يكون ما يفطر عليه من ذلك وتراً، ثلاثة، فأكثر، فعَنْ سلمان بنِ عامر الضَّبِّيِّ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إذا أَفْطَر أَحَدُكُمْ فَلْيُفطر على تمرٍ، فإن لَم يجدْ فَلْيُفطْر على ماءٍ فإِنّهُ طَهُورٌ)) رواهُ الخمسة، ومنها الدعاء عقب فطره بالمأثور، كأن يقول: اللّهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وعليك توكلت، وبك آمنت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر.
* ومنها السحور على شيء وإن قل، ولو جرعة ماء؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (( تسحروا، فإن في السحور بركة))، فعنْ أَنس بنِ مَالكٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (( تَسَحْرُوا فإن في السّحُور بركةً)) مُتّفقٌ عَلَيه.
* ومنها كف اللسان عن فضول الكلام، وأما كفه عن الحرام، كالغيبة والنميمة، فواجب في كل زمان، ويتأكد في رمضان؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّور والعَمَلَ بهِ والجهْلَ فَلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشرابَهُ)) رواهُ البُخاريُّ.
* ومنها الإكثار من الصدقة والإحسان إلى ذوي الأرحام والفقراء والمساكين، ومنها الاشتغال بالعلم، وتلاوة القرآن والذكر، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما تيسر له ذلك ليلاً أو نهاراً؛ ومنها الاعتكاف.
* قضاء رمضان
من وجب عليه قضاء رمضان لفطر فيه عمداً أو لسبب من الأسباب السابقة فإنه يقضى بدل الأيام التي أفطرها في زمن يباح الصوم فيه ً، فلا يجزئ القضاء فيما نهى عن صومه، كأيام العيد، ولا فيما تعين لصوم مفروض كرمضان الحاضر، وأيام النذر المعين، كأن ينذر صوم عشرة أيام من أول ذي القعدة، فلا يجزئ قضاء رمضان فيها لتعينها بالنذر، ومن مات وعليه صيام، قبل أن يقضى صام عنه وليه، فعنْ عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من مات وعليه صيامٌ صامَ عَنْهُ وليّهُ)) متّفقٌ عليه، والمراد في الولي: كل قريب وأولاهم الوارث، بل لو صام عنه الأجنبي بأمره أجزأ كما في الحج وإنما ذكر الولي في الحديث للغالب.
هذا والله - تعالى - أعلى وأعلم.
هذا وما كان صواباً فمن الله وحده وما كان سهوا أو خطأً فمنى ومن الشيطان والحمد والحمد لله رب العالمين.
وصلى اللهم وسلم على محمدٍ وصحبه أجمعين.سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.48 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.16%)]